|
تآكل هيبة الإسلاميين ، الجزء السابع ، حماس والوعي الحضاري
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 15:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- [ ] الجزء السادس - [ ] حماس والوعي الحضاري -1 ) - [ ] لطالما اطلت التفكير بهتاف : " الموت لأمريكا " : من حيث الصياغة اللغوية ، ومن حيث المستوى المعرفي للمجموعة البشرية التي أطلقته ، ومن حيث طرق ومناسبات توظيفه سياسياً ، وما إذا كان هذا الهتاف انتاجاً عربياً خالصاً : (made in Arabic world أم سبقتنا إلى صياغته بعض الشعوب الاخرى التي تشبه علاقتها بامريكا علاقتنا نحن الشعوب العربية ؟ … - [ ] 2 ) - [ ] امتنعت حركات التحرر الوطني العالمية من الدعاء بالموت على مستعمريها . منعتها من ذلك معرفتها بالانقلاب التأريخي الذي حدث بعد الهجرة إلى العالم الجديد ( امريكا الشمالية ) الذي تزامن مع التحول في مراكز القوة السياسية وانتقالها من القصور الملكية إلى برلمانات الشعوب ، ومن اوائلها البرلمان البريطاني والأمريكي . فامريكا في وعي الكثير من حركات التحرر الوطني في العالم الثالث : ليست دولة استعمارية مدججة بتكنولوجيا السلاح النووي والعسكري المتطور فقط ، وإنما هي بالإضافة إلى ذلك : دولة يسهم إنتاجها المادي والمعرفي في استمرار دوران محور الحضارة القائمة ، فإذا ما توقفت عجلات محورها الحضاري عن الدوران : تصاب باقي محاور مراكز الحضارة الأخرى بالتشوش والارتباك ، وربما بالتوقف : من أوربا الى اليابان ، ومن الصين إلى أستراليا والبرازيل .. - [ ] 3 ) - [ ] اصبح وعي حقيقة العلاقة بين امريكا وبين الحضارة الصناعية القائمة : ضرورة من ضرورات ادراك المستوى الحضاري لاوطاننا في خريطة العالم الحضارية : وبوصلة تشير إلى ما يجب ان تكون عليه العلاقة المستقبلية بين اجهزة الدولة وبين المواطنين بعد التحرير . ان للولايات المتحدة وجه حضاري لا يشبه وجهها في سياستها الخارجية ، والذي توظفه التيارات الإسلامية والعروبية كمادة لهجاء امريكا ككل بوجهيها : الاستعماري والحضاري ، ليرفعوا من مستوى شعبيتهم . ان وجه امريكا الحضاري المُغيَّب من قبل التيارات الإسلامية والعروبية : يربطنا بحبال غليظة إلى مستنقع التخلف حيث كل شيء ورثناه وفتحنا عيوننا عليه : مقدس وعادل وجميل . لكن حين تكون نظرتنا لأنفسنا وللآخرين تنطلق من منظور حضاري : يكون هدف حركاتنا التحررية من الشمول بحيث لا تقتصر على التاكتيكات والاستراتيجيات القتالية ، وإنما تتوسع لتشمل المستقبل راسمةً بوضوح ما بجب ان تكون عليه العلاقة بين مؤسسات الدولة وبين مجتمع المواطنين الأحرار بعد التحرير . ان مفهوم : مجتمع المواطنين الأحرار من مفاهيم الحضارة الصناعية القائمة ، لم يوجد ابداً في أي حضارة سابقة ( وجميع الحضارات السابقة لا بد وان تكون زراعية ) ولا يوجد له حضور نظري في الكتب المقدسة للديانات الثلاث : اذ جميعها تدعو إلى الطاعة التي لا تصنع مجتمعاً حراً أولى صفاته : الاستقلال بنشاطاته الاقتصادية والثقافية والروحية عن الدولة … - [ ] 4 ) - [ ] جميع حركات التحرر العربية : كانت وما زالت مفتونة بالحفاظ على الاصول ( المقدسة ) التي وضعها السلف كقواعد ومعايير للفقه والحديث والادب ونظم الشعر والموسيقى . ومَن يقارن بين فكرة الحفاظ على الأصول ، وفكرة التحرر منها يكتشف سر نجاح بعض حركات التحرر في تحقيق أهدافها وسر فشل البعض الآخر ، ومَن يعود لمعاينة سيرورة حركة التحرر العربية يكتشف أهمية هذه المقارنة ، حين يبدأ بالاقتناع بان رفض حركات التحرر الوطنية العربية الأخذ بالمفاهيم السياسية الحديثة كان وراء اصابتها بالفشل … - [ ] 5 ) - [ ] بنتج وعي مصادر القوة في الحاضر طريقاً لامتلاك قوة العصر الفعلية ، وهي قوة علم وصناعة ومختبرات ، وهذه العناصر الثلاث لا تشكل اية نسبة في حيازة القوة من قبل الأجداد الذين امتلكوا القوة عن طريق تجميعها ( شراؤها او استيرادها كما يفعل احفادهم في أيامنا ) . - [ ] 6 ) - [ ] يفيدنا التعرف على الوجه الآخر ، الحضاري لأمريكا : في إدارة شؤوننا حضارياً : فنعي كيف نفرق بين الطبقة السياسية التي تضع لامريكا سياستها الخارجية الاستعمارية ، وبين امريكا الحضارة . وهذا الوعي الحضاري هو الذي جعل " مانديلا " يدمج في نضاله من اجل حرية جنوب أفريقيا : بين تحقيق السيادة الوطنية ، أي تحرير البلاد من الهيمنة الأجنبية باشكالها المختلفة : السياسية والاقتصادية والعسكرية . وبين محاربة العنصرية . لقد تحاشا : مانديلا ، الاعتماد في نضاله ضد العنصرية ، ومن اجل المساواة : على الكثرة العددية ، او على البيولوجيا ، ويتباهى بها على حساب الوعي الحضاري لشعبه المبني على معرفة مصادر القوة الكامنة في الحاضر فقط ، فحفظ حركته التحررية من التحول إلى حركة ميليشياوية مهمتها : الثأر من البيض : الشيء الذي وقعت فيه جميع حركات التحرر العربية ، ومنها الفلسطينية . فجميعها جعلت من السلطة اداة تساعدها في الثأر من غريمتها السياسية : فتحولت جميعها إلى حركات عنصرية . كان " مانديلا " يقاتل ضد العنصرية ومن اجل السيادة الوطنية في آن واحد ، وكانت الڤيتنام تدمج في نضالها بين محاربة الفقر ومن اجل العدالة والمساواة والكرامة البشرية وبين تحقيق السيادة الوطنية . فنجح الاثنان : نلسن مانديلا وهوتشي منة ، في إدارة معركة : " ديان بيان فو " خاصة بكل منهما …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امطار غيمة مهاجرة
-
تآكل هيبة الإسلاميين / الجزء الخامس : التكنولوجيا والمدينة ا
...
-
تآكل هيبة الإسلاميين / الجزء الرابع / التعتيم على مصدر قوة ا
...
-
كلمات ضاحكة
-
تآكل هيبة الإسلاميين الجزء الثالث / حقائق الاستعمار المُغَيب
...
-
تآكل هيبة الإسلاميين / الجزء الثاني
-
إلى حجاج بيت الله
-
تآكل هيبة الإسلاميين / الجزء الأول : اوهام وضلالات
-
شعلة 14 تموز : لا تنطفئ
-
قرار معاقبة نتنياهو وقادة حماس : قرار انساني
-
وهم المقاومة المسلحة ومثال جنوب افريقيا
-
زيارة رئيس الوزراء العراقي الى واشنطن من زاوية ثقافية
-
امنعوا ايران من الرد
-
الروائي نجم والي : وتغيير مكان ولغة عالمه القديم / الجزء الا
...
-
بمناسبة عيد الشعوب الكوردية القومي
-
تونسية - بمناسبة ٨ آذار
-
المسرحي باسم قهار
-
السيادة والوعي الطائفي ( ٣ )
-
الشاعر ماجد مطرود والقصيدة الاقصوصة
-
رمزية نصوص الشاعر محمد النصار
المزيد.....
-
“السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال
...
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور
...
-
“صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو
...
-
هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
-
الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم
...
-
الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
-
مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية
...
-
إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى
...
-
افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا
...
-
زيلينسكي يحتفل بعيد حانوكا اليهودي بحضور مجموعة من الحاخامات
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|