أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صادق الازرقي - اسواق جملة بغداد مشكلات دائمة وحلول مؤجلة















المزيد.....

اسواق جملة بغداد مشكلات دائمة وحلول مؤجلة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 11:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في منتصف شهر تموز 2024 قالت أمانة بغداد أنَّها تدرس فكرة نقل أسواق الجملة من وسط العاصمة إلى خارجها، واوضح المتحدث باسم الأمانة محمد الربيعي، في تصريح صحفي ان الأمانة تدرس نقل الأسواق الكبرى المنتشرة في بغداد إلى أطراف العاصمة ليتسنى لسيارات الحمل إيقافها في أماكن قريبة في أثناء التفريغ، والسماح لأصحاب العربات بنقل البضائع من السيارات إلى المحال التجارية بشكل لا يعوق الشارع والمارة كما يحدث في الوقت الحالي.
ومن المعلوم ان العاصمة بغداد تضم عديد من اسواق الجملة من اهمها، سوق الشورجة الذي يعد من أقدم وأكبر أسواق الجملة في بغداد ويقع في منطقة الرصافة، يشتهر ببيع التوابل، والمواد الغذائية، والمنظفات، والملابس، وبعد 2003 اخذ ينشط كثيرا باستيراده للأجهزة الكهربائية والصحية والسجاد وبضائع اخرى كثيرة.
ومن الاسواق سوق جميلة، الذي يقع في منطقة جميلة ويعد مركزا رئيسا لتوزيع المنتجات الغذائية بالجملة، مثل الطحين والبقوليات ومستلزمات اخرى؛ كما ان سوق النهضة الواقع في المنطقة المسماة باسمه يشتهر ببيع الأدوات المنزلية والمستلزمات الصناعية بالجملة، وكذلك بدأت تتوسع فيه حتى عمليات تجارة الدراجات والسيارات وغيرها من الآليات بحيث امتدت عمليات التجارة الى شارع الضلال البعيد نوعا ما عن منطقة النهضة.
ومن اسواق الجملة ايضا سوق الباب الشرقي، تحول لاسيما بعد عام 2003 الى المتاجرة بالأدوات الكهربائية والإلكترونية بالجملة وبالأدوات الصحية ومستلزمات تصفية المياه وغيرها، يجاوره سوق السنك ابتداء من رأس جسر السنك ويعرف ببيع الأقمشة والمنسوجات بالجملة، وكذلك الاجهزة الكهربائية المتنوعة والمواد الاحتياطية للسيارات والمواد الصحية ومستلزمات الحدائق للمنازل والمؤسسات، وتسبب تلك الاسواق زخما كبيرا لحركة السير في شوارع الجمهورية والكفاح والرشيد ومقتربات جسور السنك والجمهورية والاحرار والشهداء.
كما انبثقت اسواق جملة اخرى في منطقة الوزيرية، وبعض التصنيفات تعد سوق السراي ابتداء من نهاية شارع المتنبي وامتدادا لرأس جسر الشهداء نزولا الى شارع الرشيد ومنطقة الرصافي سوقا للجملة ايضا، اذ يزدهر نشاط هذا السوق مع اقتراب حلول المواسم الدراسية، فهو يقوم بتوفير المستلزمات المدرسية للطلاب والمعلمين، وهو يتمكن من بيع اللوازم المدرسية بالجملة لأصحاب المدارس.
هذه بعض الأسواق الرئيسة المعروفة في مركز بغداد، وتوجد عديد الأسواق الأخرى التي تتخصص في بيع شتى السلع بالجملة، منها سوق الغزل المجاور لسوق الحيوانات، الذي يؤمن أنواع البقوليات ومستلزمات الطبخ بالغاز لتجار الجملة فاستحوذ على مكانة أحد أسواق الجملة في العراق، وأيضاً يبيع البضائع مفردة للزبائن.
كما يعد بعض المراقبين اسواق الهرج والصفافير والمولات المستحدثة الواقعة في مركز بغداد اسواقا للبيع بالجملة، كما يعد آخرون المواقع الالكترونية ومنها موقع "علي بابا" الشهير وغيره، مساهما للبيع بالجملة في مركز بغداد.
ان تزايد أسواق البيع بالجملة في مراكز المدن وفي العاصمة بغداد بالتحديد يؤدي إلى عدة مشكلات، منها، الازدحام المروري، اذ ان تجمع أعداد كبيرة من الشاحنات والمركبات في مناطق الأسواق يؤدي إلى ازدحام كبير في الشوارع المحيطة، مما يزيد من صعوبة التنقل.
وان زيادة عدد الشاحنات والمركبات التجارية يزيد من انبعاثات العوادم والتلوث الهوائي، فضلا عن النفايات الناتجة عن النشاطات التجارية، وهو ما يمكن ملاحظته بالتحديد في سوق الشورجة وتشعباته.
وكذلك فان النشاط التجاري المكثف في الأسواق يؤدي إلى ارتفاع مستويات الضوضاء، مما يؤثر سلبا على السكان المحليين.
وان ازدحام الأسواق قد يؤثر سلبا على حياة السكان المحليين، اذ يؤدي إلى ارتفاع الإيجارات وتكاليف المعيشة، وقد يدفع البعض منهم إلى مغادرة المنطقة، وكذلك فان زيادة النشاط التجاري يمكن أن يؤدي إلى الضغط على البنية التحتية للمدينة، مثل الطرق وشبكات الصرف الصحي والكهرباء.
وان تجمع أعداد كبيرة من الناس والبضائع في منطقة محدودة قد يؤدي إلى زيادة في حالات السرقة والجرائم؛ والأسواق الكبيرة قد تؤثر سلبا على التجار الصغار والمحلات المحلية، اذ يمكن أن يصعب عليهم المنافسة مع الأسعار المنخفضة التي يقدمها التجار بالجملة.
هذه بعض المشكلات التي يمكن أن تنجم عن زيادة أسواق البيع بالجملة في مراكز المدن، التي تتطلب تخطيطا حضريا وإداريا متكاملا للتعامل معها بشكل فعال، وعندئذ ستجري معالجة النتائج السلبية لتركز مراكز البيع بالجملة في وسط العاصمة.
فنقل أسواق البيع بالجملة من مراكز المدن إلى مناطق خارجية يؤدي الى تخفيف الزحام المروري في مراكز المدن ويشترط ذلك بحسب الدراسات توفير بنية تحتية مناسبة في المناطق الجديدة التي تستضيف الأسواق، بما في ذلك الطرق والشبكات الكهربائية والصرف الصحي، وان تأمين وسائل نقل عامة فعالة تربط بين المناطق الجديدة والأسواق يمكن أن يسهل الوصول ويقلل الاعتماد على السيارات الخاصة.
كما يستلزم النقل تشجيع استعمال النقل الجماعي أو توفير خدمات نقل خاصة للبضائع يمكن أن يقلل من عدد الشاحنات والمركبات الثقيلة التي تتحرك في داخل المدينة، وتحسين تنظيم حركة المرور في داخل المدينة وخارجها لضمان سهولة التنقل ومنع حدوث ازدحام في المناطق الجديدة.
ويجب العمل على تطوير المناطق المحيطة بالأسواق الجديدة لتوفير الخدمات الضرورية، مما يقلل من الحاجة للتنقل إلى مراكز المدن، وإشراك المجتمع المحلي والتجار في عملية التخطيط والتنفيذ لضمان قبولهم ودعمهم للخطوة، وفضلا عن ذلك يمكن أن تتطلب هذه العملية مدة انتقالية لضمان التكيف السلس لجميع الأطراف المعنية. بشكل عام، يمكن لنقل الأسواق أن يخفف الزحام المروري في مراكز المدن إذا جرى التخطيط له وتنفيذه بشكل جيد وشامل؛ كما انه يشجع على تطوير وتوسع السكن في المناطق التي اختيرت كأسواق جملة بديلة، وتخفيف الضغط عن تمركز السكان في وسط العاصمة.
وتشير التوقعات الى ان المناطق المختارة البديلة لنقل اسواق جملة بغداد اليها تتضمن مناطق، جرف النداف جنوبي بغداد، وبوب الشام في شمال بغداد، وعويريج جنوبيها ايضا، وابي غريب في غرب العاصمة، ومناطق اخرى مقترحة تقع في النهروان شرقي بغداد، اذ ستحول الى مراكز تجارية بديلة.
ومع تناقل اخبار النية في تحويل اسواق الجملة الى أطراف العاصمة بغداد، تنوعت ردود اصحاب المحال بين مؤيد للقرار ومعارض له، ويقول بعض اصحاب المحال في الشورجة، انهم يؤيدون القرار إذا كان مقترنا برفع جميع التجاوزات من مركز العاصمة وتطبيق القانون، فيما يرفض آخرون ذلك بالحديث عن ماضي الشورجة وذكرياتها لدى العراقيين؛ ولكن وبحسب المراقبين فان تلك الذكريات كانت قبل ان تتضاعف اعداد سكان العاصمة مثلما عليه الحال اليوم وتحول بغداد الى مدينة تعاني من ازدحام مروري قاتل، بحسب تعبيرهم.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المبكرة ماذا وراء تداول اخبارها؟
- عطلة 14 تموز في العراق جدل الثورة والانقلاب
- رحلة البحث عن الوظيفة.. تفضيل القطاع الحكومي وقلة عروض القطا ...
- غوارق البصرة بانتظار من يخرجها برغم تعاقب السنين
- الغاء عمل بعثة الامم المتحدة في العراق بين التأييد والاعتراض
- سنة اخرى تمضي: في ذكرى جريمة بشعة
- هل يمكن التعايش مع سلطة القوى الخاسرة؟
- عار المفوضية..كيف يجري تزوير الواقع العراقي؟
- تقويم الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات
- الهوية الوطنية إشكالية المفهوم ومصائر السكان
- موازين العدالة لا يمكن غشها
- كهرباء العراق الكذبة الكبرى والخداع المكشوف
- الإدارة السليمة للموارد المائية والحفاظ على البيئة
- السلف واطفاؤها.. استغلال الفوضى لنهب الأموال
- السياحة البيئية مصدر اقتصادي دائم الاهوار انموذجا
- السوداني يتراجع عن تعهداته والمالكي يتدخل لحماية الفاسدين
- بين النظامين الرئاسي والبرلماني وسانت ليغو
- إجراءات إدارية متخلفة في التعامل مع الطلبة العراقيين في لبنا ...
- تغير مفاهيم حقوق الانسان وغلبة الاستحقاقات الاقتصادية والاجت ...
- تغير مفاهيم حقوق الانسان وغلبة الاستحقاقات الاقتصادية والاجت ...


المزيد.....




- كيف تؤثر العودة المحتملة لترامب على قطاع الدفاع في أوروبا؟
- Realme تعلن عن هاتف أندرويد بمواصفات منافسة
- “إم إن تي حالا” المصرية تستحوذ بالكامل على “Tam Finans” التر ...
- عُمان تبدأ إنشاء قاطرة جديدة للغاز المسال
- بعيدا عن غزة.. اقتصاد فلسطيني آخر يتهاوى
- مجموعة العشرين تتجه لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء
- إجراءات أوروبية بحق فرنسا و 6 دول أخرى بسبب العجز بالموازنة ...
- كيفية تجديد البطاقة الذهبية في الجزائر 2024 والمميزات المطلو ...
- مواصفات هاتف infinix smart 8 الاقتصادى شبيه الأيفون بسعر علي ...
- أولمبياد باريس.. الصين تحرز أول الذهبيات وتأجيل مسابقة التزل ...


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صادق الازرقي - اسواق جملة بغداد مشكلات دائمة وحلول مؤجلة