أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الحاضرية الوجودية والظلم الاجتماعي















المزيد.....


الحاضرية الوجودية والظلم الاجتماعي


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 00:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحاضرية الوجودية تؤكد على أن الفرد هو المسؤول الأول والأخير عن حياته واختياراته. وبالتالي، يمكن أن تشجع الحاضرية الوجودية الأفراد على تحمل المسؤولية الشخصية في مواجهة الظلم الاجتماعي والعمل نحو تغييره، الحاضرية الوجودية تشجع على أن يكون الفرد واعيًا لحالته وللعالم من حوله. من خلال زيادة الوعي بالظلم الاجتماعي وتأثيره على الأفراد، لذا يمكن للأفراد أن يتحركوا للتصدي للظلم, الحاضرية الوجودية تدعو إلى التفكير العميق في القيم والمعاني التي يعيشها الفرد, يمكن أن يساعد هذا التفكير في تحديد ماهية الظلم الاجتماعي والعمل على تحقيق العدالة والمساواة , الحاضرية الوجودية تشجع على التعاطف مع الآخرين والتضامن معهم, من خلال فهم تأثير الظلم الاجتماعي على الآخرين والتعاطف معهم ذلك يمكن للأفراد أن يعملوا معًا لمكافحة الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية , يجب أن نلاحظ أن الحاضرية الوجودية تقدم حلاً فلسفيا واخلاقيا مجددًا للظلم الاجتماعي من خلال البعد الوجودي للذات الانسانية ,كون الحاضرية الوجودية تيار فلسفي ينظر إلى طبيعة الحالة الإنسانية كمشكلة فلسفية رئيسية، وهذه الفلسفة ترى أن حل هذه المشكلة يمكن معالجته بشكل أفضل من خلال الأنطولوجيا ,وهي مجال من مجالات الفلسفة يتناول دراسة الوجود والحقيقة الأساسية للواقع. بشكل عام، في"ما يوجد" أو "ماهية الوجود،" تبحث الأنطولوجيا في خصائص وطبيعة الموجودات، مثل ما إذا كانت مادية أم غير مادية، مستقلة أم متداخلة، محدودة أم غير محدودة. تطرح الأنطولوجيا أسئلة عن ماهية الوجود والكيان والذات والعالم الخارجي والعقل والمادة وغيرها، بالتالي الحاضرية الوجودية يمكن أن توفر إطارًا فلسفيًا للتفكير في العدالة الاجتماعية من خلال، الحرية والمسؤولية الفردية ضمن إطار الأمور الاساسية في الحياة الإنسانية. ومن خلال التركيز على هذه القضايا، يمكن للحاضرية الوجودية أن تساهم في فهم العدالة الاجتماعية كمسؤولية فردية لكل فرد في المجتمع:
الحرية: تعتبر الحرية مفهومًا أساسيًا في الحاضرية الوجودية. يعتقد الحاضريون الوجوديون أن الإنسان لديه حرية مطلقة في اختياراته وأفعاله. وبالتالي، يمكن استخدام هذا المفهوم للتفكير في العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الأفراد في اتخاذ القرارات الحرة والمساواة في الفرص.
الوجودية: تركز الحاضرية الوجودية على الوجود الفردي والتجربة الشخصية. يمكن استخدام هذا التركيز للتفكير في العدالة الاجتماعية من خلال التركيز على تجربة الفرد والتأثيرات الاجتماعية عليه. يمكن للحاضرية الوجودية أن تساعد في فهم التمييز والظلم الاجتماعي والعمل نحو تحقيق المساواة والعدالة.
الانزعاج والأصالة: يعتبر الانزعاج والأصالة مفاهيم مهمة في الحاضرية الوجودية. الانزعاج هو الاعتراف بأن الوجود الإنساني في حالة عزلة ووحدة، ويمكن استخدام هذا المفهوم للتفكير في العدالة الاجتماعية من خلال التركيز على الظروف التي تؤدي إلى العزلة والتمييز الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مفهوم الأصالة للتفكير في العدالة الاجتماعية من خلال التركيز على قدرة الفرد على التعرف على وتأكيد طبيعة وجوده والعيش وفقًا لها.
المسؤولية: تعتبر المسؤولية مفهومًا مهمًا في الحاضرية الوجودية. يعتقد الوجوديون أن الفرد مسؤول عن أفعاله وقراراته، ويمكن استخدام هذا المفهوم للتفكير في العدالة الاجتماعية من خلال التركيز على المسؤولية الاجتماعية.
تعتبر الحاضرية الوجودية أن الفلسفة يجب ألا تكون محاولة لاستكشاف وفهم الذات أو العالم فحسب، بل يجب أن تكون جزءًا متكاملًا من الحياة. يمكن أن يعيش الإنسان بشكل فلسفي دون معرفة تقنية تفصيلية بالفلسفة. يعتبر القلق اعترافًا بأن الوجود البشري في حالة من العزلة. يعتبر القلق أيضًا تركيزًا على العواطف والمشاعر التي ترتبط بالوجود الفردي والمستقل. يمكن أن يكون القلق مرتبطًا بالقرارات الأساسية المتعلقة بالوجود. يعتبر الوجود موضوعًا مستمرًا للاهتمام في الحاضرية الوجودية. يتعين على الإنسان أن يدرك أنه موجود بشكل فريد وأنه لا يمكنه فهم نفسه بناءً على أنواع أخرى من الوجود. تعتبر العقلانية والسخرية موضوعًا مهمًا في الحاضرية الوجودية. يمكن أن تكون العقلانية والمعتقدات الأخلاقية والأدلة التجريبية غير ذات صلة باتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بالوجود. تعتبر الجماعة موضوعًا مهمًا آخر في الحاضرية الوجودية. يمكن أن يكون هناك قيمة في الاحتفال بالاختلاف والاستقلالية عن الآخرين. بالتالي يمكن للحاضرية الوجودية أن توفر إطارًا فلسفيًا للتفكير في المساواة والتنوع. يجب أن نلاحظ أن العقلانية والسخرية في الحاضرية الوجودية ليست تناقضًا تامًا. يمكن للعقلانية أن تساعد في فهم العالم وتحليله بشكل منطقي، بينما يمكن للسخرية أن تساعد في التعبير عن الجوانب العاطفية والغرابة في الحياة. يمكن أن تتعايش العقلانية والسخرية في الحاضرية الوجودية بشكل يساعد على فهم أعمق للحالة الإنسانية وتجربتها. السخرية في الحياة الإنسانية تكمن في الجوانب الغريبة والمتناقضة التي يمكن أن تحدث في:
الحب والكراهية: في الحياة الإنسانية، قد يحدث تناقض بين الحب والكراهية. فقد يجد الشخص نفسه يحب شخصًا ما بشكل عميق، وفجأة يتحول هذا الحب إلى كراهية بسبب خيانة أو خيبة أمل. هذا التناقض العاطفي يمكن أن يكون مصدرًا للسخرية.
الثقة والخيانة: قد يكون الثقة والخيانة جانبًا آخر يمكن أن يسلط عليه السخرية في الحياة الإنسانية. فعندما يثق الشخص في شخص آخر ويتعاون معه، ثم يتم خيانته وخداعة، يمكن أن يكون ذلك مصدرًا للسخرية والتناقض.
النجاح والفشل: في الحياة، قد يحدث تناقض بين النجاح والفشل. فقد يكون الشخص مجتهدًا ويعمل بجد لتحقيق هدف معين، ولكن في النهاية يفشل في تحقيقه. هذا التناقض بين الجهود المبذولة والنتيجة المحبطة يمكن أن يكون مصدرًا للسخرية والتعجب.
الثراء والفقر: قد يكون الثراء والفقر جانبًا آخر يمكن أن يسلط عليه السخرية في الحياة الإنسانية. فعندما يكون الشخص ثريًا ويعيش حياة مرفهة، وفجأة يفقد كل شيء ويصبح فقيرًا، يمكن أن يكون ذلك مصدرًا للسخرية والتناقض.
العدالة والظلم: قد يحدث تناقض بين العدالة والظلم في الحياة الإنسانية. فقد يكون الشخص عادلاً ويسعى للعدل في المجتمع، ولكن يجد نفسه يتعرض للظلم والاضطهاد، هذا التناقض بين العدالة المطلوبة والظلم الموجود يمكن أن يكون مصدرًا للسخرية والاستغراب.
تعتبر الحاضرية الوجودية أن الإنسان هو الذي يعطي المعنى والقيمة للكون من خلال وجوده وتجاربه الشخصية، وبالتالي، يمكن اعتبار الإنسان جزءًا أساسيًا من الكون ومصيره مرتبط بمصير الكون بشكل عام. تركز الحاضرية الوجودية على البحث عن المعنى والغاية في الحياة البشرية، ومن خلال تحقيق المعنى الشخصي والتزام الإنسان بالقيم والأهداف التي يختارها، قد يساهم الإنسان في خلق مصير يعطي المعنى للكون بشكل أوسع، من الناحية العلمية، لا يوجد أي دليل حتى الآن يشير إلى أن تأثير الإنسان على مصير الكون سواء أن كان إيجابيًا أو سلبيًا. لكن تأثير الإنسان يتعلق بشكل رئيسي بكوكب الأرض والبيئة المحيطة به، وليس بمصير الكون بشكل عام, ومع ذلك، يمكن لتأثير الإنسان على الكوكب الأرض أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا بالنسبة للحياة على الأرض, على سبيل المثال، يمكن لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي أن يكون له تأثير إيجابي على البيئة والكائنات الحية, ومن الجانب الآخر، يمكن أن يكون لتلوث الهواء والمياه واستنزاف الموارد الطبيعية تأثير سلبي على البيئة والكائنات الحية, تتبني الحاضرية الوجودية كفلسفة ومشروع بديل لمعظم الفلسفات في العالم كونها تجيب على كل الاسئلة الوجودية ومنها الظلم والتضامن الاجتماعي, الحاضرية الوجودية هي توجه فلسفي يركز على طبيعة الوجود البشري والتحديات التي يواجهها الفرد في العالم, واحدة من الأفكار الرئيسية في الحاضرية الوجودية هي أن الفرد هو المسؤول النهائي عن حياته وأفعاله, ومن هنا يمكن القول أن الحاضرية الوجودية تعزز الأخلاق من خلال التركيز على المسؤولية الفردية والتحرر من القيود الخارجية, الحاضرية الوجودية، تعتبر الفرد مسؤولاً عن اختياراته وأفعاله، وهذا يشمل القرارات الأخلاقية, يعتقد الحاضريون الوجوديون أن الفرد يجب أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعاله وأن يعيش حياة معنوية وأخلاقية منتجة وتحقق المعنى, من خلال التفكير العميق في القضايا الأخلاقية والتحليل الذاتي، يمكن للفرد أن يصل إلى قرارات أخلاقية تتوافق مع قيمه ومعتقداته الشخصية, وتترتب على هذه الحرية الأخلاقية أنظمة أخلاقية يختارها الفرد بنفسه, ومن المهم أن نلاحظ أن الحاضرية الوجودية لا توجه الأفراد بشكل تلقائي في اتخاذ القرارات الأخلاقية، بل يتوجب على الفرد اتخاذ القرارات بناءً على النظام الأخلاقي الذي يختاره بوعي وقدرة.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضرية الوجودية و الفلسفات المعاصرة
- الحاضرية الوجودية وفلسفة الاخلاق
- الحاضرية الوجودية والنقد الأخلاقي لعولمة التفاهة
- الحاضرية الوجودية وترحيل الزمان
- الحاضرية الوجودية ومفهوم المواطن المستقر والعبودية الطوعية ف ...
- الحاضرية الوجودية وحوار الفلاسفة والطرشان
- الحاضرية الوجودية و عناصرالحداثة عند امبرتو ايكو
- الحاضرية الوجودية والاحلام
- الحاضرية الوجودية والدوافع الغريزية للابداع
- الحاضرية الوجودية والنهج الراسمالي الجديد
- الحاضرية الوجودية والمثقف المزيف
- الحاضرية الوجودية والنقد الجذري للرأسمالية
- الانسانية والانسانوية والحاضرية الوجودية
- القلق من الاندثار وتحقيق المعنى في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية و العالم الافتراضي
- الوعي والانغماس في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية وفلسفة اللذة
- مابعد الانسان والحاضرية الوجودية الشاملة
- الماهية والوجود والفلسفة الحاضرية الوجودية الشاملة
- قصدية الوجود بين النظام والعشوائية في الحاضرية الوجودية


المزيد.....




- -أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س ...
- فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر ...
- الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
- تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
- مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن ...
- -فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات ...
- مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني ...
- بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب ...
- أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
- كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الحاضرية الوجودية والظلم الاجتماعي