أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس الديمقراطية والعبودية ــ240 ــ















المزيد.....

هواجس الديمقراطية والعبودية ــ240 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 00:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقدمة الأولى للديمقراطية أن يبقى الجيش في ثكناته، بعيدًا عن السياسة.

المقدمة الأولى للديمقراطية أن تكون الدولة خالية من المخابرات والجيش والشرطة.
إن تتخلى عن العنف الداخلي والخارجي، وأي كلام أخر هو التفاف على القمع والسجون.
عالمنا المعاصر، قائم على مأسسة العنف، تسويقه، وتبريره، ونشره ثم التبرء منه.
إن مأسسة القطيع، تنظيمه في دواجن بشكل فني انتج لنا إنسان جاهل، خبيث كخباثة الدولة وكذبها ونهبها للجميع.

كاملا هارس، نائبة بايدن، صعدوا بها وعليها إلى عنان السماء بين ليلة وضحاها، السؤال:
هل هذا صحيح، هل هي كذلك؟
الإعلام الحر إذا كان كاذبًا، فدونه أفضل، إنه يساهم في القمع، في تغييب الوعي ونشر الجهل، وشراء أصوات الناس الجهلة دون تعب أو الوهم، عبر إعلام هابط، شوارعي.
احترموا عقولنا يا أمريكا، فكذبك لن يجعل منك دولة متحضرة ابدًا.
فالحضارة تعني الثقافة الترابطية، ثقافة التضامن، والتداخل والتعاون على أسس التكافل بين الناس.
دولة المال لا تعني حضارة، بل تعني البربرية، والخراب، والدمار، يتحول فيها الإنسان إلى صنم مجرد من كل القيم.
أين الثقافة في عقل الإنسان الأمريكي، بل أين العقل بكل اشكاله، أين أنهاء الحروب من عالمنا، أين التعاون بين الدول والشعوب من أجل سلامة الحياة والطبيعة والأرض والكائنات.
كلهم يتكلمون عن المال، الرؤوساء يشتمون بعضهم، يحقرون بعضهم، للوصول إلى القبض على الصنم الاكبر، أي الدولة، من أجل تنفيذ مصالح وسياساتها وإرادتها للشركات الكبرى.
المجتمع الأمريكي شاهد زور لما يحدث في بلدهم، لأنهم منفعلون في الأحداث، تحركهم الآلة الإعلامية الموظفة في خدمة المال

قلت مرات كثيرة أن الحياة علمتني هذه الحكمة:إ
ـ إذا لا تستطع الوقوف في وجه الأقوى منك، فالاجدر بك أن لا تتطاول على الأضعف منك.

ليكن بيننا وبين الجمال خطوة قصيرة، همسة، أو ومضة عين أو خيال.
إن لا نقبض عليه، وإن لا نفتنه بذاته. إن نتركه فراشة دون جناحين، كرقة، كنسيم أو سحاب يرقص في ذاته.
إن الدخول فيه سيرهقه، سيعذبه، سيحرده ويشتته ويضيعه.
هو وليد لم يكتمل، دعه في الرحم يعبث في ذاته، يحلم في الحلم.
ليكن الجمال جمالًا، ليكن مجردًا، غمامة، هلامًا.
ليبق أسير ذاته مملوءًا بذاته.

لننظر إلى الديمقراطية كما ينظر المرء إلى طفله الوليد، عليه العناية به والاهتمام به، وتغذيته بالقيم الجديدة ودعمه، حتى يترعرع ويقف على قدميه.
ستبقى الديمقراطية طفل وليد لأن تكوينها هش وضعيف، وقابلة للانهيار أو الانقلاب عليها
الديمقراطية ليست كيانًا قائمًا بذاته كالاستبداد، فهذا الأخير أقرب إلى تكوين السلطة.
الكثير من الجهلة يعتقد أو يرى أن انهيارها لا يغير في الأمر شيئًا، لكن الواقع يقول أن اسوأ نظام ديمقراطي في العالم أقل سوءًا من الديكتاتورية.
إن تحقيق الديمقراطية يتوقف على دعم الكتاب والمفكرين والفلاسفة والمجتمع، ويضعهم أمام تحدي كبير بين حدّي، الديكتاتورية والديمقراطية.
تجربتنا مع الديمقراطية في سوريا قاسية جدًا بعد استيلاء العسكر على الدولة، وتحطيمها، وتحطيم المجتمع.
لم يسع المجتمع للدفاع عن ديمقراطيته الوليدة، ولم يحاولوا حماية الدولة من تغول العسكر، والسيطرة عليها.
بل سار المجتمع في ركاب العسكر، ومعه أغلب الأحزاب السياسية العلمانية والدينية، كحزب البعث والقومي السوري والأخوان المسلمين والشخصيات النافذة في تلك الحقبة.
اليوم سوريا كلها دفعت وتدفع الثمن غاليًا لأنها أدارت ظهرها لديمقراطيتها، بل تصالحت مع الاستبداد.

لماذا يحق لأطفال العالم أن يبتهجوا بالفن عمومًا، كالغناء والرقص ، والموسيقا خصوصًا، والرسم والنحت، بينما أطفالنا يحرم عليهم؟
أليس الفن جزء من تكوين الطبيعة، جزء من سلوكها، تناغمها مع ذاتها وذات وجودها، من الذي نفخ في اذهاننا أن الفن حرام، وأنه يبعدنا عن الله؟
حتى الصحراء، البادية تغني لوحدها، وأحيانًا مع الرمال وصفير الرياح، تصدر نغماتها في الفضاء، وترسم إشاراتها للسماء ونجوم الليل؟
حتى أراضي الصحراء بدأت تبدل ثوبها، وتغير الوانها، وبدأ فيض المطر يعزف على جسدها أصوات الطبيعة، صوت من السماء يغازل الأرض، فتفيض بالفيض، فينبت الزهر والورد ويرقص العصفور وتتمايل الفراشات مغردة فرحًا بقدوم الربيع.
أطفالنا فقراء بالفرح، بالجمال والحب، لا موسيقا تدغدغ جمال أرواحهم، ولا الرسم ولا الرقص أو الغناء، لهذا فإن القطع مع الموت وإحياء الحياة واجب وضرورة لتنبت الأشجار بين ظهرانينا، بدلًا من الجفاف واليباس.

هذه الأصابع التي أكتب بها، وبها، أزين هذه الحياة بالكلمات والعبر، وأرسم الحدائق المعلقة وأبراج بابل والإهرامات والبحار وألون فوق الجمال جمال، وأخط الأسطر فوق الأسطر، هي ذاتها التي نحتت تلك الكائنات المشوهة المرمية على جانبي، وبالقرب من أنفاسي.
وبهذه الأصابع ذاتها أمسك وجه الحبيبة، أضمه إلى قلبي، وأكتب لها عن سفر الأحلام والخيبات وارتعاشات المطر، وفيضان الذات في الوصول إلى خيوط السماء، وبها أجدل الزمن وألونه، وأقف عند ركبتها، منحينًا أقدم لها وردة يليق بمقامها.

لم تحدث ثورة في بنية المجتمع العربي على الثقافة الدينية التي تجتر نفسها يومًا بعد يوم، تعيد إنتاج نفسها بشكل مسخ دون أي أفاق يشير إلى التغيير.
لهذا يمكننا القول أن الفلتات التي تظهر من هذا العلماني أو ذاك، تشير إلى انتماءه الديني في باطن الباطن من العقل الباطن، تظهر حمولاته الدينية العميقة في مقال مفلسف، في إشارات إلى انتصارات وهمية، كالدفاع عن الحجاب كرمز للانتماء إلى هذه المنظومة الدينية، إلى الاستعراضات المجانية الذي فات زمانه، الذي درسها الزمن ورمى التراب عليه.
سيقول قال أن اغلب الشعوب لم تتخلص من تراثها الديني، سنرد عليه، ونقول، هذا صحيح، لأن البناء الداخلي في هذه البلاد تعاني من آلام الولادة، وفي داخلها صراع هائل، بين ن تبقى تجتر الماضي أو تنتمي إلى المستقبل.
وفي داخل كل واحد في عالمنا يعيش هذا القلق، بين أن يدفن الله أو إحياءه، والزمن والعلم يرفعان الراية إشارة إلى انتصارهم على الماضي.

لم يعش خضات الحياة وقسوتها.
بل عاش حياته كلها على إيقاع واحد دون هزات، حياة مطمئنة مستقرة هادئة. وتعود على الآخذ دون العطاء.
وعندما تغيرت الظروف بان على حقيقته، بان خواءه وبانت قدرته على كل الصعد. وفراغه وضعف شخصيته.
وبانت هشاشته وعدم القدرة على التحمل، بل مضى بالصراخ والمطالبة بالمساعدة وكأنه حالة فريدة من نوعها في هذا العالم.
أغلب الذين من هذا النوع لديهم عقد الاضطهاد الذي يضخم من آلامه وعذاباته، لأن شخصيته كلها مضخمة. ولا يرى آلام غيره وما حدث ويحدث له.
هذا النوع لا يصلح لبناء أي شيء سوى الثرثرة.

هناك الكثير من المأزومين نفسيًا، الذين لا يستطيعون التصالح مع أنفسهم، ولا التفاعل معها، وليس لديهم القدرة على الجلوس معها، لترويضها أو تليين الغضب والقهر والحقد في داخلها، ولا يستطيعون أن يمنحون أنفسهم السلام الداخلي، لهذا يلجاون إلى العنف اللفظي أو الجسدي، لتفريغ تلك الحمولة السلبية المعبأة فيهم، ونقلها إلى غيرهم.
هؤلاء يخلقون لأنفسهم أعداء وهميون من أنفسهم ومن غيرهم، ليدخلوا معهم في صراع عبثي، بيد أنه صراع مهم جدًا لهم، لأنه جزء من طبيعتهم وتكوينهم النفسي، لأن وجود العدو لهم يمنحهم توازنًا موقتًا وراحة واسترخاء.
وجود العدو أكثر من مهم لهؤلاء المساكين، في داخلهم سلطة، قوة وعنف ظاهر وخفي، وعصا أو كرباج، إن لم ير من يضربه، يضرب نفسه.
وما أكثر المأزومين في بلاد العنف بأوطاني.

الحرية والعبودية مفهومان متناقضان يكمنان في النفس الإنسانية، يمكننا أن نرتقي بالحرية إلى عنان السماء ونلتصق بالخلود الذي ولدنا منه وفيه، ويمكن أن نرضخ ونهبط إلى الأسفل. لهذا نسأل أنفسنا:
هل تركت لنا الطبيعة والوجود حرية الاختيار، من دون أن نقوى على التصالح مع أحد الخيارين؟
هل في داخل كل واحد منّا عبدٌ صغير قابع في أعماقنا، في لاشعورنا، ننميه عندما نريد، ونطلقه عندما نريد؟
ولماذا نرى أن خيار العبودية أسهل بينما في الحقيقة هو أسوأ وأصعب بكثير؟
هل هناك علاقة بين التوحش والعبودية؟
يقول أحد الأصدقاء:
الحرية والعبودية معطيان وجوديان قسريان بالمعنى الجمعي، وخيارا ثقافيا عقليا بالمعنى الفردي.
ويسأل:
هل الحرية والعبودية مفهومين لهما علاقة بالفطرة أم مكونان بيئيان له علاقة بالثقافة؟
هل هي سذاجة أن نقول أن الإنسان يصبح أكثر قربًا من مفهوم الحرية، كلما كان أكثر إنسانية؟
مفهوم الحرية من أكثر المفاهيم التباسًا، وصعوبة في البحث والدراسة. لهذا يمكننا أن نطرح السؤال بضمير مرتاح:
هل الحرية ثقافة، ممارسة، تراكم، فضيلة، وعي؟ أم هي معطى وجودي، نتنازل عنه طوعًا، ونحتاج إلى الإرادة الواعية لتطويعه؟

عندما يعود الإنسان إلى نفسه، عليه أن يعود إليها معبئًا بالفرح من أجل الإعمار عليها، مدماك فرح فوق مدماك فرح، ويشيد عليها بقية البناء الجميل.
من يريد أن يغرف من الحزن، فالحزن موجود، ينتظره، ولديه خزانه العميق العميق.
إنه ينتظرنا لندخله. إنه جب لا قرار له، ويتمنى أن ندخل فيه، أن يغلق علينا من جميع الاتجاهات لنبقى في داخله إلى أن نتعفن.
علينا ان نختار الشيء وضده، أنهما بين أيدينا، الفرح أو الحزن، الذي يرفع معنوياتنا ويعزز قيم الجمال والفرح فينا أو نغرق في الحزن، حيث البشاعة والقهر.
كل واحد منّا له ذكريات محملة بكم هائل من الانكسارات والهزائم، وأيضًا لدينا كم هائل من النجاحات على صعيد العشق والحب والصداقات والعمل والنجاح.
كل شيء مرهون بنا، أن نصعد ونبقى في الشمس أو ننزل إلى الوادي المعتم، ولكل ظاهرة أسبابها وملابساتها، والتعميم غلط.
المهم أن نهرب من الأذى النفسي إلى البدائل الأخرى.

يقف المرء حائرًا أمام نفسه، وأمام مرارة الحياة، ويطرح السؤال التالي:
لماذا، أو كيف، تأقلم الإنسان مع العالم العبودي تاريخيًا، وقبل بها؟
لماذا يقبل بخيار العبودية كحالة دونية، وتنازل طوعًا عن بقية الخيارات، ومنها الحرية؟
أصبحنا في عالم منظم عبوديًا، وصعب الفكاك منه.

بلداننا مرتع للعنصرية والطائفية والمذهبية، وتاريخنا مملوء بالصراعات المذهبية والطائفية والعنصرية.
إن مجتمعاتنا منقسمة عمليًا على هذه الأسس اليوم. ولا نستطيع أن نبني وحدة وطنية ولا دولة وطنية جامعة لكون هذه المخلفات الماضية فاعل في حياتنا وتتحكم في حاضرنا ومستقبلنا
يكفي أن أغلب الدساتير التي تحكم البلدان العربية والإسلامية تعج بالعنصرية وفيها تمييز على أساس الدين والمذهب والقومية.
بيوتنا من زجاج.
عندما نرجم غيرنا علينا أن نلتفت إلى الوراء ونقيم واقعنا وماضينا.
إن الانطلاق من اللحظة الأنية دون العودة إلى الأنا المريضة وتقيمها ووضعها في نصابها الصحيح يسبب لنا أذى نفسي عميق وأذى أكبر لغيرنا.
عندما أتهم غيري بالعنصرية فهذا تبرئة للذات على أنها نقية خالية من الشوائب.
هل نحن كذلك؟
في القرن التاسع عشر حاولت السلطنة العثمانية أن تؤسس لدولة المواطنة، رجمها المسلمون والمسيحيون وبقية الطوائف. وكان هذا مدخلًا للتدخل في شؤونها الداخلية واقتطاع أجزاء كبيرة منها تحت حجة الاستقلال.
علينا الشغل على أنفسنا في هذا الجانب لأنه الموضوع الأكثر أهمية لنا بدل الوقوف في موقف المتفرج.

فجر اللأعب الألماني من أصل تركي، مسعود أوزيل قبل سنوات، قنبلة سياسية من العيار الثقيل عندما قدم استقالته من المنتخب الألماني مبررًا تركه له لأسباب تتعلق بالعنصرية التي مورست ضده.
واتبعها وزير العدل التركي بالمباركة قائلًا:
لقد سجلت هدفًا في مرمى الفاشية.
لقد عمم هذا اللأعب تجربته الخاصة على المجتمع والدولة الألمانية دون مراعاة الأذى الذي سببه لهما.
هل الألمان وحدهم عنصريون يا أوزيل؟ هل الأتراك إنسانيون؟ هل نسيت أبناء جلدتك عندما اتهموك بالخيانة؟
اللطم اسوأ أنواع الأمراض النفسية لأنها تعبر عن عقدة الاضطهاد والدونية.
لقد لعبت مع المنتخب الألماني في كأس العالم مرتين ولم تشعر أنهم عنصريون.
منذ متى شعرت بذلك؟
بدأ هجومهم عليك عندما روجت لحملة أردوغان الانتخابية قبل شهرين.
لنتذكر معًا أن أردوغان شتم الألمان في أكثر من مناسبة وقال عنهم فاشيون نازيون في حملة الاستفتاء وما قبلها وما بعدها.
هل يرضيك كلام أردوغان عن وطنك الذي لعبت لمنتخبه؟ لماذا سكت عن كلامه؟
ألمانيا حولتك إلى نجم عالمي بامتياز هل هذا هو رد الجميل؟
رأيت الفيلا التي تسكنها وأحذيتك العالمية بالمئات، سياراتك أحدث موديل. حياتك الباذخة استقرارك العاطفي. ووجهك يطفح بالحياة والفرح
أنا يا أوزيل من الجيل الأول الذي عاش في سوريا، جئنا هربًا من الموت.
عندما كنت شابًا في مثل عمرك اليوم، دخلت السجن مدة طويلة من الزمن، دفعت عمري ثمنًا لخلاص بلدي الجديد من الاستبداد.
سوريا أخذت مني عمري وحرقته، مع هذا لا أستطيع أن أرميها بكلمة أثقل من وردة. أما أنت من الجيل الثالث المتنعم بكل شيء ثم ترميه بحجر كبير من العيار الثقيل.
العنصرية أبشع أنواع الشتائم على كل المستويات.
من صاغ بيانك السياسي الذي أعلنته على الملأ يعرف إلى أين يذهب كلامك؟
إنه إعلان مدروس بدقة شديدة ومرفوع لأعلى جهة سياسية في الدولة.
اعتقد سيكون هناك تبعات كثيرة على كلامك.

كنّا وما زلنا نحتاج إلى تفريغ الطاقة السلبية في الآخرين خاصة في الحلقات الضعيفة أو الأضعف.
آلاف السنين مقموعين ولم نكن نجد منبرًا نفضفض. اليوم أضحى المنبر بين الأيادي فانكشفت النفس المقموعة على حقيقتها.
وأهمها
التمحور على الذات المريضة، والشخصنة مضخمة إلى درجة الانفجار.

من الواضح أن الأحزاب والشخصيات الكاريزمية والأفكار التقليدية لم يعد لهم مكان في القرن الواحد والعشرين بالإضافة أن الدولة بالمفهوم التقليدي سواء ديمقراطية أو غير ديمقراطية تجاوزها العصر. ولا يوجد بديل في الأفق.
إن التوترات الاجتماعية الفردية والجماعية التي نراها ونتابعها مؤشر واضح وعميق على التذمر على الواقع الاجتماعي السياسي الاقتصادي القائم.
وليس في وارد الدول أو على مستوى الأفراد طرح إصلاحات سياسية أو اجتماعية تنقذ عالمنا المعاصر من حالة الضياع والتهميش الذي يسود الأن.

نكتشف يومًا بعد يوم, أن المجتمع في هذا العالم, عاري من الحماية, أعزل, لا حول له ولا قوة تحميه, ولا معين له فيما إذا قرر نظامه السياسي تصفيته أو إبادته. الشواهد كثيرة جداً, على سبيل المثال:
التصفية التي مارسها الأسبان بحق المسلمين في العام 1492, الأمريكان بحق الهنود الحمر, الأتراك بحق الأرمن, النازية بحق اليهود في المانيا, الخمير الحمر بحق الناس في كمبوديا, وفي روندا وبوروندي واليوم, في سوريا والعراق, والمسلمون في بورما.
كيف السبيل لإيقاف جنون المتسلطين والحمقى والمجرمين عند حدهم؟ كيف السبيل لحماية المجتمع من هذا الأذى المجاني؟
سنرى في قادم الأيام جرائم أكبر وأوسع مدى بعد أن أضحى مفهوم الدولة الحالي, في ظل الاحتكارات, مستقل عن مفهوم الدولة السابق, وأكثر بعدا عن المجتمع, وهو خادم, يعمل لحساب ومصلحة الاحتكارات المنفصلة عن المجتمع, ومتوحدة مع المشاريع العابرة للحدود, وأيضًا, مستقلة عن الدولة بالرغم من انها تحاول هذه الأخيرة ان تكون في خدمتهم.

الرجم لا علاقة له بالله. إنه طقس قديم, وسابق على الاديان, الغاية منه تحصين فرج المرأة, من أجل معرفة نسب المولود. معرفة ابوه بشان الورثة والاسم والمكانة.
اليوم اكتشفوا D N A ويستطيعون تمييز المولود ومعرفة ابوه العظيم..
اذهبوا إلى المختبر وافحصوا العينات...

الذي يحيرني جدًا, أن الذين يلجأون إلى أوروبا يكرهون قيمها العلمانية ومبادئ الحرية والانفتاح. ويكرهون قيم المواطنة, مفهوم الدولة. يأتون إلى أوروبا, وفي اذهانهم عشرات الأفكار الغريبة, العائمة. ولا يفكرون في الاندماج, لتعارض قيمهم مع قيم هذه البلدان. السؤال:
كيف يمكن حسم هذا التناقض الغريب؟

لم نبق في بلادنا على أي شيء جميل. قتلنا أنهارنا. ولم يبق لدينا, طيور مستقرة أو مهاجرة, قطعنا الأشجار, نفينا بقية الكائنات الحية. أين الغزلان السورية, الضباع, الثعالب, الذئاب. أين عصافير الدوري؟
من يقتل العصافير لا يمكن أن يحن على الأرض ويحبها.
الأرض الخضراء لا تليق بنا.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس وتأملات 239
- قراءة في كتاب آرام كرابيت 238
- تأملات ثقافية وسياسية 237
- تأملات في الثقافة ــ 236 ــ
- هواجس وتأملات في الشأن العالمي ـ 235 ـ
- هواجس الديمقراطية 234
- هواجس فكرية وأدبية 233
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 232 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية ــ 231 ــ
- هواجس ثقافية ـ 230 ـ
- هواجس ثقافية ـ 229 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية ـ 228 ـ
- هواجس ثقافية ـ 227 ـ
- هواجس ثقافية 226
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية 225
- هواجس ثقافية ـ 224 ـ
- هواجس ثقافية أدبية فكرية 223
- هواجس ثقافية ـ 222 ـ
- هواجس ثقافية 221
- هواجس ثقافية ـ 220 ـ


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل س ...
- قائد الثورة: الدعم العالمي لفلسطين ينبع من روح الثورة الإسلا ...
- نائب أمريكي يهودي يثير الجدل بقراءة كتاب ناقد لنتنياهو أثناء ...
- أكبر 10 دول منتجة للتين في العالم.. دول عربية وإسلامية بالمق ...
- اسعد طفلك تردد قناة طيور الجنة الجديد اخر تحديث 2024 واغاني ...
- أسامة الأزهري يلتقي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأ ...
- “شاور شاور يلا يا قمر ????” تردد قناة طيور الجنة 2024 عبر ال ...
- هجوم لاذع من إيهود باراك ضد نتنياهو: حاول الإقناع بأنه مزيج ...
- إيهود باراك يهاجم نتنياهو وخطاب الكونغرس وزيارة واشنطن.. وهذ ...
- مهاجمة المراكز الاسلامية، مؤشر على الحرب ضد الاسلام الاصيل


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس الديمقراطية والعبودية ــ240 ــ