أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية















المزيد.....



الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 01:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


إعداد: محمود الصباغ
استهلال
عوديد إينون (1949..) صحفي إسرائيلي يكتب في جيروزاليم بوست. عمل سابقاً مستشاراً لأريئيل شارون وملحقاً في وزارة الخارجية الإسرائيلية، باتت تعرف مقالته في الأدبيات السياسية باسم "خطة إينون" والتي غالباً ما يشار إليها كمثال واضح للرؤية السياسية الصهيونية لدول الشرق الأوسط. وقد نشأت أفكار إينون من رحم التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي اليميني الذي وصل إلى السلطة في العام (1977) وتعكس خطة إينون تطور الأفكار داخل الحركة الصهيونية وتبرز الاتجاهات اليمينية المتطرفة التي تنبع من الخط الذي طوره القوميون المتطرفون في حزب هتحيا والتي تعتبر اليوم جزءً من التيار الرئيس في السياسة الإسرائيلية.
تتساوق أفكار إينون -من ناحية أخرى- مع أفكار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، وهذا صار الإسرائيليون يكررون كلما دق الكوز بالجرة (وأحيانا دون أن يدق بها) بفكرة "الدفاع عن الغرب" كغطاء لأهداف إسرائيل الحقيقية في تحقيق الهيمنة الإقليمية على المنطقة ذات الأهمية الجيوسياسية في السياسات العالمية. ويعتقد في هذا الصدد أن "خطة إينون" لعبت دوراً في صياغة السياسات الأمريكية للمنطقة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، فضلاً عن إذكاء نظرية المؤامرة التي يرى مناصروها أن هذه الخطة تمثل "مؤامرة" كبرى على الأمة العربية والأمة الإسلامية، وتتنبأ بصورة واضحة لمصير المنطقة ضمن العقلية التآمرية، ويصر أتباع نظرية المؤامرة على أن ما شهدته المنطقة العربية (ومازالت تشهده) من أحداث، منذ صدور المقالة، إنما يعبر عن صدق توقعاتهم بحقيقة المؤامرات التي تحاك ضد الشعوب العربية وبلدانها، بل إن هناك من يرى أن "خطة إينون" طرحت على الإدارة الأمريكية من قبل أعضاء المعهد الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة the Israeli Institute for Advanced Strategic and Political Studies في الإدارة وأنه تم تبنيها من قبل إدارة بوش بعد أحداث 11 سبتمبر، والهدف من ذلك تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة، وبطبيعة الحال دفع الحلم اليهودي المزعوم بإقامة بإسرائيل الكبرى "من النيل إلى الفرات". وهي العبارة التي تتردد على أنها من بنات أفكار ثيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية، كما وردت في مذكراته ( مجلد 2، ص 711) بأن مساحة الدولة اليهودية تمتد: "من نهر مصر إلى نهر الفرات" وهي ذات العبارة التي كررها الحاخام فيشمان، عضو الوكالة اليهودية لفلسطين، التي أعلنها في شهادته، أمام لجنة التحقيق الخاصة التابعة للأمم المتحدة في 9 تموز 1947 بقوله أن أرض الميعاد: "تمتد من نهر مصر حتى نهر الفرات، وتشمل أجزاء من سوريا ولبنان". وهكذا، فعند النظر إلى وثيقة إينون في السياق الحالي، فسوف تكون الحرب على العراق، وحرب 2006 على لبنان، وحرب 2011 على ليبيا، والحرب الدائرة على سوريا، والعدوان على غزة 2024 ناهيك عن عملية تغيير النظام في مصر، والتطورات في اليمن، والبحرين، وتونس، بالإضافة إلى الوضع الفلسطيني بالغ التعقيد والبؤس واليأس... كل هذا، في عيون دعاة نظرية المؤامرة، ليس سوى جزء من المشروع الاستراتيجي الإسرائيلي كما رسمته وثيقة عوديد إينون .
تقدم الوثيقة تحليلًا مفصلًا للتحولات السياسية والاقتصادية التي كانت تشهدها العالم في ثمانينيات القرن الماضي، وكيف أن هذه التحولات تؤثر على مستقبل إسرائيل والعالم بشكل عام. ويركز بشكل خاص على القوة العسكرية (النووية والتقليدية) وتأثيرها على العلاقات الدولية والتوازن العسكري في العالم؛ كما يشير إلى بعض التحديات الاقتصادية مثل الصراع على الموارد واحتكار النفط من قبل الدول العربية واستيراد الغرب لمعظم خاماته من العالم الثالث، مما يؤدي إلى تغييرات جذرية في هيكل القوى العالمية سيكون لها كبير الأثر على مستقبل إسرائيل، ولذلك يطالب في الوثيقة بضرورة وضع خطط إنقاذية كاستجابة فعالة للتحديات المتزايدة.
يتوقع إينون أن يؤدي التفكك السياسي والاقتصادي للدول العربية إلى تحقيق مصالح إسرائيلية وتعميقها لجهة زيادة الاستقرار على المدى الطويل من خلال تحويل إسرائيل إلى قوة إقليمية إمبريالية تهيمن على المنطقة وتوسع نفوذها وتأثيرها الإقليمي وتعزز قوتها العسكرية والسياسية؛ كما سيسمح تفكيك الدول العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة، معتمدةً على العناصر الإثنية والطائفية، لإسرائيل ببقائها كدولة قائمة وسيطرتها على مصير المنطقة ككل على المدى البعيد.
يتوقع إينون أن تكون هناك ردود فعل أو مقاومة لخطته وسوف يكون الحل -إسرائيلياً- الرد بقسوة شديد إما من خلال عمليات عسكرية مكثفة مثل القصف وتدمير المدن، أو عبر إشعال فتنة جماعية وإذلال للسكان المدنيين
.....
تمتد مساحة الدولة اليهودية "من نهر مصر إلى نهر الفرات".
ثيودور هرتزل / المذكرات مجلد 2 ص 711
تمتد أرض الميعاد من "نهر مصر حتى نهر الفرات، وتشمل أجزاء من سوريا ولبنان"
الحاخام فيشمان، عضو الوكالة اليهودية في فلسطين في شهادته أمام لجنة التحقيق الخاصة التابعة للأمم المتحدة. 9 تموز 1947.
تمهيد
تستند هذه القراءة إلى مقالة الصحفي الإسرائيلي عوديد إينون(1) التي نشرها في مجلة "كيفونيم KIVUNIM" (اتجاهات) التابعة للمنظمة الصهيونية العالمية في القدس؛ العدد 14 - شتاء 1982، والتي سرعان ما ظهرت ترجمة إنكليزية من إعداد وتقديم إسرائيل شاحاك(2) نشرت في مجلة الدراسات الفلسطينية(3) وفي نشرة "وثائق خاصة Special Document" التي تصدرها رابطة خريجي الجامعات الأمريكية العربAssociation of Arab-American University Graduates, 1982. بعنوان: استراتيجية إسرائيل لعقد الثمانينيات A strategy for Israel in the nineteen eighties"(4). وظهرت الترجمة العربية في العام 2009، بعنوان "الأرض الموعودة: خطة صهيونية من الثمانينيات" من ترجمة ليلى حافظ عن نسخة رابطة خريجي الجامعات الأمريكية العرب وتقع في60 صفحة(5).
يرى خليل نخلة، في تقديمه للمقالة، أن ما كتبه إينون يمثل "بياناً واضحاً ومفصلاً" لما يدعوه الاستراتيجية الصهيونية في الشرق الأوسط. وتصويراً دقيقاً لـ "رؤية" النظام الصهيوني الحاكم الحالي [1982] لبيغن وشارون وإيتان للشرق الأوسط بأكمله. وبالتالي، لا تكمن أهميتها في قيمتها التاريخية فحسب بل في الكابوس الذي تمثله(6). وتنطلق الخطة من ملمحين استراتيجيين أساسيين ينبغي لإسرائيل مراعاتهما:
1)العمل على تحويل إسرائيل إلى قوة إقليمية إمبريالية
2) العمل على تحويل المنطقة برمتها -ما بين النيل والفرات بالدرجة الأولى-إلى دويلات صغيرة بتفكيك جميع الدول العربية القائمة حالياً.
وسوف يكون معيار هذه التحولات تقسيم المكون الإثني أو الطائفي لكل دولة، وهذا يعني -على حد قول نخلة- أن تصبح الدول المستقبلية شبيهة بالحالة الإسرائيلية: أي قائمة على التمركز الإثني القومي الديني الطائفي، وسوف تصبح إسرائيل مصدر "الشرعية الأخلاقية" لها. وهذه فكرة ليست جديدة، على كل حال، في التفكير الاستراتيجي الصهيوني، حيث تظهر الوقائع التاريخية أن مخطط تجزئة الدول العربية إلى وحدات أصغر كان موضوعٌ متكررٌ في النقاشات الصهيونية الداخلية، (تم توثيقه على نطاق متواضع للغاية في منشور للرابطة بعنوان: إرهاب إسرائيل المقدس (1980) Israel s Sacred Terrorism، من تأليف ليفيا روكاح Livia Rokach)، التي تشير، بناءً على مذكرات موشيه شاريت، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، الخطة الصهيونية الخاصة بلبنان التي تعود لمنتصف الخمسينيات.
اللافت في الأمر أن يحمل أول غزو إسرائيلي واسع للبنان في العام 1978، بين طياته هذه الخطة بأدق التفاصيل، في حين عمل الغزو الثاني (حزيران 1982)، على تنفيذ أجزاء معينة منها على أمل تطبيقها ليس في لبنان فحسب، بل في سوريا والأردن أيضاً وتحويلها إلى دول مجزأة.
وليس سراً أن يكون هدف إسرائيل الصهيونية رؤية عالم عربي مكون من شظايا متناحرة وخاضعة للهيمنة الإسرائيلية مما يجعلها غير قادرة على مقاومة النفوذ الإسرائيلي؛ من شكل الدولة الحالي في لبنان المطلوب إسرائيلياً والمتوافق مع المخططات الإسرائيلية التوسعية الإقليمية، وذات الأمر ينطبق على سوريا والأردن وغيرها من الدول العربية.
فالهدف النهائي لإسرائيل تفتيت العالم العربي وإخضاعه لهيمنتها، ويجب البدء -لتنفيذ هذا المخطط- بالعنصر المتفجر في الصراع، أي العنصر الفلسطيني. وسوف يكون الحل الأمثل، إسرائيلياً -عدا القتل- هو "الترانسفير"، كسياسة نشطة وواعية تمارسها إسرائيل منذ العام 1948 وإن كانت تزداد بقوة في حالات الحرب (مثلما حصل في النكبة 1947-1948 والنكسة 1967) بما يخدم المخططات الصهيونية بـ "محو فلسطين من فلسطين".
ويرى خليل نخلة أن وثيقة كيفونيم تشير بوضوح إلى أن "الفرص بعيدة المدى" التي ينظر فيها الاستراتيجيون الصهاينة هي ذات "الفرص" التي يحاولون إقناع العالم بها، والتي يزعمون أنها ولدت من غزوهم للبنان في حزيران 1982.
ويحدد إينون في خطته فرصاً "بعيد المدى" -خلقها لأول مرة- منذ العام 1967 "الوضع العاصف للغاية [الذي] يحيط بإسرائيل". ومن الواضح أيضاً أن الفلسطينيين لم يكونوا أبداً الهدف الوحيد للمخططات الصهيونية، بل يمثلون أيضاً هدفاً أولياً لأن وجودهم الحي والمستقل كشعب هو بحد ذاته نفياً للجوهر الوجودي للدولة الصهيونية ومجتمع المستعمِرين في فلسطين، وسوف تكون جميع الدول العربية- مجتمعة ومنفردة- لا سيما تلك التي لديها توجهات قومية متماسكة وواضحة، هدفاً استراتيجياً لإسرائيل، عاجلاً أم آجلاً، كما توضحها النقاط التفصيلية في الوثيقة.
ويختم خليل نخلة تقديمه للوثيقة بالتعبير عن أسفه لغياب استراتيجية عربية وفلسطينية مقابلة، فالغموض وعدم الترابط يشيران إلى عدم استيعاب الاستراتيجيين العرب للخطة الصهيونية في تشعباتها الكاملة، بل إن أقصى ردات فعلهم لا تتعدى الريبة والصدمة كلما انكشفت أمامهم مرحلة جديدة من الخطة الصهيونية، ولعل المثال الأوضح على ذلك تاريخ نشر هذه الوثيقة (شباط1982) والغزو الإسرائيلي للبنان (حزيران1982). فالحقيقة المحزنة، كما يراها نخلة، طالما لم تؤخذ الاستراتيجية الصهيونية للشرق الأوسط على محمل الجد، فإن رد الفعل العربي على أي حصار مستقبلي للعواصم العربية الأخرى لن يتغير(7) إن لم يكن أسوء.
ردود الفعل على الوثيقة
يرى إسرائيل شاحاك أن مشروع أينون يمثل المخطط الدقيق والمفصل لرؤية الطبقة السياسية الصهيونية الحالية [فترة صدور عدد كيفونيم شباط 1982] للشرق الأوسط؛ أي تفكيك جميع الدول العربية الحالية الموجودة وتحويلها إلى دويلات صغيرة. ويعتقد شاحاك بوجوب مراعاة عدة أمور مهمة أثناء قراءة الوثيقة، حيث تتكرر مقولة وجوب تقسيم جميع الدول العربية إلى وحدات صغيرة ضمن التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي؛ فنرى -على سبيل المثال- زئيف شيف، المراسل العسكري لصحيفة هآرتس يكتب عن أن "أفضل" ما يمكن أن يحدث للمصالح الإسرائيلية في العراق هو تفكيكه: "إلى ثلاث دول، شيعية وسنية وكردية"(8). وفي الواقع، لا تعد مثل هذه الأفكار والأحاديث جديدة في إسرائيل، فهذا الجانب من الخطة قديم جداً.
ولا بد من ملاحظة الارتباط القوي والبارز للتفكير الاستراتيجي الإسرائيلي بفكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، لا سيما في ملاحظات إينون. غير أنه بينما يتشدق بفكرة "الدفاع عن الغرب" ضد الخطر السوفيتي، فإن الهدف الحقيقي يتمثل في تحويل الإمبريالية الإسرائيلية إلى قوة عالمية. أي أن هدف شارون هو خداع الأمريكيين بعد أن يخدع الباقين.
وسوف يتضح للقارىء أن الكثير من البيانات ذات الصلة، في كل من الملاحظات والنص، مشوهة أو محذوفة، مثل المساعدة المالية الأمريكية لإسرائيل، ويظهر الكثير منها مجرد وهم. لكن لا يجب اعتبار أن هذه الخطة غير مؤثرة أو غير قادرة على التحقيق حلال فترة زمنية قصيرة، فالخطة تقتفي، بأمانة، الأفكار الجيوسياسية التي كانت سائدة في ألمانيا في الفترة ما بين 1890-1933، والتي ابتلعها هتلر والحركة النازية بالكامل، وحددت أهدافها لأوروبا الشرقية، حيث تم تنفيذ هذه الأهداف، وخاصة تقسيم الدول القائمة، في الأعوام 1939-1941، ولم يحل دون استمراريتها وتوطيدها سوى قيام تحالف على نطاق عالمي.
أثرت مقالة إينون في جيل كامل تقريباً من الإسرائيليين وغير الإسرائيليين المهتمين بشؤون المنطقة من صحفيين وأكاديميين وعسكريين ورجال سياسة وغيرهم، كما يقال أن ترجمة شاحاك هي التي دفعت لأن يصبح إينون شخصية معروفة ومشهورة. فعلى الصعيد الإسرائيلي يؤكد يهوشافاط هركابي مثلاً، على صحة ما رمى إليه إينون، في الوقت الذي أثار عدة شكوك حول ما تقترحه الوثيقة من دور إسرائيل في تفكيك الدول العربية(9). فإذا كان تفكك الدول العربية أمراً محتماً، فلماذا ينبغي لإسرائيل أن تجهد نفسها للقيام بذلك؟
أما مردخاي نيسان، الصهيوني البارز والباحث في قسم دراسات الشرق الأوسط في مدرسة روثبيرغ الدولية التابعة للجامعة العبرية في القدس، فيلاحظ أن وثيقة إينون أنتجت موجات من الغضب بقدر ما أنتجت موجات من الفضول أيضاً، ويبدو أن الغضب كان بسبب إثارة الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة دور إسرائيل الإقليمي بالسعي نحو "بلقنة" المنطقة، ويستدرك نيسان القول بأنه لا يرى مبرراً لمثل هذا الغضب، واعتبره أمراً مبالغاً فيه من أطراف ما زالت تنظر إلى إسرائيل بعين الريبة. ويرى أن اقتراح إينون بتبني إسرائيل دورٌ محرضٌ لتفكيك الدول العربية أمراً لا مفر منه، وعلى إسرائيل التفكير جدياً به، على الرغم من أنه قد يولد انطباع غير محبذ عن إمكانية تورط إسرائيل بمثل هذه "المؤامرة الشريرة"، برغم المنطق الشخصي البحت وراء ما يطرحه إينون، بزعم نيسان، ولا يعبر عن رأي الحكومة الإسرائيلية وسياساتها العامة للمنطقة(10).
أما خارج إسرائيل، فقد ظهرت، في الولايات المتحدة، مراجعات صحفية لترجمة شاحاك(11). كما قام ديفيد واينز، بمراجعة المقال في المجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط International Journal of Middle East Studies، فوضع المقالة في سياقها على ضوء عملين آخرين شبيهين لها ظهرا في ذات العام(12). وخلص وينز إلى أن الأمثلة الثلاثة خلقت "مخاوف خطيرة بشأن التطورات الحالية والمستقبلية في الشرق الأوسط".
ومن الجدير ذكره أن روجيه غارودي استخدم المقالة في النسخة الإنكليزية من كتابه الصادر أصلاً بالفرنسية [L Affaire Israel: le sionisme politique] للتأكيد على وجهة نظره بأن الحركة الصهيونية قد وضعت، بلا شك، خططاً واضحة لتفكيك الدول العربية وطرد العرب مما تعتبره "أرض إسرائيل" (مذكورة في مقالة واينز أعلاه، كما يذكر واينز أن الأمير الحسن بن طلال قد تطرق إلى مضمون المقالة في كتابه السعي نحو السلام [ظهر بطبعتيه الإنكليزية والعربية في العام 1984]، كما يشير واينز إلى استعراض كريستين موس هيلمز من معهد بروكينغز للمقالة).
ويصف إيلان بيليج طرح إينون بأنه "مرآة حقيقية تعكس نمط تفكير اليمين الإسرائيلي في ذروة حكم ([مناحيم] بيغين)(13).
وقام نعوم تشومسكي بتحليل أكثر دقة للسياق التاريخي حين رأى ضرورة فصل آراء إينون عن وجهة النظرة الصهيونية الرسمية السائدة في ذلك الوقت، في تجسيد "التخيلات الإيديولوجية والجيوسياسية" التي يمكن تعيينها بالخط الذي طوره القوميون المتطرفون في حزب هتحيا، الذي أُسس في العام 1979. علماً أنه لا يمكن نفي الزعم الذي يرى بأن أفكار إينون قد نعثر عليها لدى جزء من التيار الرئيس للصهيونية العمالية في مرحلة سابقة. ويستشهد تشومسكي بدعم استراتيجية دافيد بن غوريون، إبان قيام الدولة، لسحق سوريا وشرق الأردن، وضم جنوب لبنان، وترك بقاياها الشمالية للمسيحيين الموارنة، وقصف مصر فيما لو فكرت في المقاومة. وحذر تشومسكي من عدم الاعتراض على هذه الأفكار الهامشية منذ ذلك الحين: "إن تاريخ الصهيونية بأكمله ثم تاريخ إسرائيل لاحقاً، لا سيما منذ العام 1967، هو تاريخ التحول التدريجي نحو مواقف أولئك الذين كانوا يُعتبرون سابقاً متطرفين يمينيين(14). (ظهرت الترجمة العربية لكتاب تشومسكي في العام 1991 بعنوان "المثلث المحتوم: الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيون"؛ ترجمة: أحمد عزالدين بركات).
وفي استعراضها للتوتر بين مصالح الولايات المتحدة، كدولة عظمى مهيمنة تعتمد على وجود أنظمة لدول إقليمية قوية، ومصالح إسرائيل في وجود أنظمة دول ضعيفة في الشرق الأوسط خارج حدودها، تستشهد فرجينيا تيلي بآراء إينون باعتبارها تؤمن مخرجاً إسرائيلياً لهذه المعضلة، تأخذ بعين الاعتبار مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، ثم يلي ذلك مصالح الراعي الأكبر [أي الولايات المتحدة]. ولا تعتبر تيلي أن ما طرحه إينون حالة فريدة ضمن السياقات الصهيونية الإسرائيلية؛ إذا لطالما رحب زئيف شيف -كما مر سابقاً- بفكرة تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات "سنية وشيعية وكردية"(15).
وفي مرحلة لاحقة استعرضت ليندا هيرد في العام 2005 في اليومية السعودية الناطقة بالإنكليزية Arab News سياسات الرئيس جورج بوش الابن، مثل حربه على الإرهاب وموقفه من أحداث الشرق الأوسط، ومن الحرب العراقية الإيرانية، وصولاً إلى غزو العراق في العام 2003، وخلصت هيرد إلى أن ثمة شيء واحد نعرفه وهو أن "الخطة الصهيونية للشرق الأوسط" التي أطلقها إينون في العام 1982 قد بدأت تتشكل إلى حد كبير. "فهل هذا محض صدفة؟ هل كان إينون عالم نفس عظيم ليصل إلى تلك الاستنتاجات المذهلة؟ ربما! إنما نحن في الغرب ضحايا أجندة طويلة الأمد ليست من صنعنا، ولا شك أنها ليست في مصلحتنا"(16).
ويعتقد تيد بيكر بعد ذلك (2017)، وهو المتخصص في تحليل النزاعات وحل النزاعات في جامعة سالزبوري، بتبني وصقل خطة إينون في وثيقة سياسة في العام 1996 بعنوان "انفصال حاسم: استراتيجية جديدة لتأمين النطاق الحيوي"A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm، كتبتها مجموعة بحثية بإدارة ريتشارد بيرل في معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية المتقدمة التابع لإسرائيل في واشنطن [بريل هذا أصبح بعد بضع سنوات إحدى الشخصيات الرئيسة في صياغة استراتيجية حرب العراق التي تم تبنيها خلال إدارة جورج دبليو بوش في العام 2003 (17)]. ويرى بيكر وبولكينهورن أن "أعداء إسرائيل" في الشرق الأوسط يأخذون في الاعتبار تسلسل الأحداث -احتلال إسرائيل للضفة الغربية ومرتفعات الجولان وتطويقها لغزة وغزو لبنان وقصفها للعراق والضربات الجوية في سوريا ومحاولاتها لاحتواء القدرات النووية الإيرانية- عند قراءتها في ضوء خطة إينون وتحليل وثيقة "انفصال حاسم"، لتكون دليلاً على أن إسرائيل منخرطة في نسخة حديثة من اللعبة الكبرى، بدعم من التيارات الصهيونية في أوساط المحافظين الجدد الأمريكيين والحركات الأصولية المسيحية.
كما خلص الكاتبان إلى أن حزب الليكود يبدو أنه نفذ الخطتين. ويرى تقرير "انفصال حاسم "أن لدى إسرائيل "فرصة لإقامة علاقة جديدة بينها وبين الفلسطينيين، أولاً وقبل كل شيء، قد تتطلب جهود إسرائيل لتأمين شوارعها "مطاردة حثيثة للفلسطينيين" في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، وهي ممارسة مُبررة ويمكن للأمريكيين التعاطف معها". وفي حين يمكن أن يُعزى الاضطراب والفوضى في الشرق الأوسط إلى الانقسام بين العرب، لا يمكن استبعاد احتمال تنفيذ الخطط الصهيونية المعروفة لتقسيم الشرق الأوسط إلى دول مجزأة على حد قول بيكر وبولكينهورن.
من ناحية أخرى، يضع يفغيني بريماكوف، في روايته للسياسة الخارجية الروسية والعرب، وثيقة إينون في سياقها من حيث مضمون ما قاله سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، جورج بول، في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بخصوص الغزو الإسرائيلي للبنان 1982(18) عن المحادثات مع أرييل شارون، والتي ورد فيها أن هذا الأخير ذكر إعداد استراتيجيته طويلة المدى تتمثل في "إخراج الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى شرق الأردن.. والسماح فقط بما يكفي منهم للبقاء كعمال"(19).
ولعل ما يطرحه شارون يعبر تماماً عن اعتقاد إينون بحل "الخيار الأردني" كتوجه أمثل للمعضلة الديموغرافية؛ وسوف يؤدي إلى وضع حد لمشكلة وجود تجمعات كثيفة من الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حزيران 1967.
مضمون الوثيقة
يطرح إينون أفكاره بحرية تامة ويبدأ باستهلال تأملي حول إسرائيل والعالم في ذلك الوقت (ثمانينيات القرن الماضي) فيرى، من موقعه كصهيوني إسرائيلي كيف تخضع المفاهيم الأساسية للمجتمع البشري، وخاصة تلك الموجودة في الغرب، لتغييرات بسبب التحولات السياسية والعسكرية والاقتصادية. وهكذا، فالقوة النووية والتقليدية للاتحاد السوفييتي قد حولت العصر الذي انتهى لتوه إلى فترة راحة أخيرة قبل الملحمة العظيمة التي ستدمر جزءً كبيراً من عالمنا في حرب عالمية متعددة الأبعاد.
ولدى المقارنةً بالعالم الماضي؛ ستكون الحروب مجرد لعبة أطفال. فقوة الأسلحة النووية والتقليدية وكميتها ودقتها وجودتها ستقلب معظم عالمنا رأساً على عقب في غضون بضع سنوات، وعلينا أن نجهز أنفسنا لمواجهة ذلك في إسرائيل باعتبار ما يمثله هذا التهديد الرئيس لوجودنا ووجود العالم الغربي(20)، فالحرب على الموارد في العالم، والاحتكار العربي للنفط، وحاجة الغرب إلى استيراد معظم خاماته من العالم الثالث، سوف يغير العالم الذي نعرفه، بالنظر إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد السوفييتي هو هزيمة الغرب بالسيطرة على الموارد الهائلة في الخليج الفارسي والجزء الجنوبي من إفريقيا، حيث توجد غالبية معادن العالم وحيث يمكننا تخيل أبعاد المواجهة العالمية التي ستواجهنا في المستقبل.
وفي عالم يعيش عدة مليارات من البشر مع محدودية الموارد الاقتصادية ومكامن الطاقة وعدم تجديدها بشكل متناسب لتلبية احتياجات البشرية، يبدو من غير الواقعي توقع تلبية متطلبات المجتمع الغربي(21)، أي الرغبة والتطلع إلى استهلاك لا حدود له. وأصبحت النظرة السائدة اليوم هي وجهة النظر القائلة بأن الأخلاق لا تلعب دوراً في تحديد الاتجاه الذي يتخذه الإنسان، بل تلعبه احتياجاته المادية، حيث نرى عالماً تختفي فيه جميع القيم تقريباً. نحن نفقد القدرة على تقويم أبسط الأشياء، خاصة عندما يتعلق الأمر بمسألة بسيطة حول ما هو الخير وما هو الشر. لا شك أن تطلعات الإنسان وقدراته اللامحدودة تتقلص أمام حقائق الحياة المحزنة، عندما نشهد تفكك النظام العالمي من حولنا. إن النظرة التي تعد بالحرية وخلاص البشرية تبدو سخيفة في ضوء الحقيقة المحزنة المتمثلة في أن ثلاثة أرباع الجنس البشري يعيشون في ظل أنظمة شمولية.
الآراء المتعلقة بالمساواة والعدالة الاجتماعية قد حولتها الاشتراكية وخاصة الشيوعية إلى أضحوكة. لا جدال حول حقيقة هاتين الفكرتين، لكن من الواضح أنهما لم يتم تطبيقهما بشكل صحيح وأن غالبية البشر فقدوا الحرية والتحرر وفرص المساواة والعدالة. في هذا العالم النووي الذي (ما زلنا) نعيش فيه بسلام نسبي، لا معنى لمفهوم السلام والتعايش بين الأمم عندما تمتلك قوة عظمى مثل الاتحاد السوفيتي عقيدة عسكرية وسياسية من النوع الذي لديها: الحرب النووية ممكنة وضرورية فقط لتحقيق غايات الماركسية، ولكن من الممكن البقاء بعدها، ناهيك عن حقيقة أن المرء يمكن أن ينتصر فيها(22).
ويتابع إينون استعراضه لحقبة الثمانينيات حين كانت إسرائيل بحاجة إلى منظور جديد لمكانتها وتوجهاتها وأهدافها القومية في الداخل والخارج. وأصبحت هذه الحاجة أكثر أهمية بسبب عدد من العمليات المركزية التي يمر بها البلد والمنطقة والعالم. فيقول: نحن نعيش اليوم في المراحل الأولى من حقبة جديدة في تاريخ البشرية لا تشبه على الإطلاق سابقتها، وخصائصها مختلفة تماماً عما كنا نعرفه حتى الآن. لهذا السبب نحتاج إلى فهم العمليات المركزية التي تميز هذه الحقبة التاريخية، ومن ناحية أخرى نحتاج إلى نظرة عالمية واستراتيجية عملياتية وفقاً للظروف الجديدة. إن وجود الدولة اليهودية وازدهارها وصمودها سيعتمد على قدرتها على تبني إطار جديد لشئونها الداخلية والخارجية.
وتتميز هذه الحقبة الجديدة من تاريخ البشرية بالعديد من السمات التي يمكننا تشخيصها بالفعل، والتي ترمز إلى ثورة حقيقية في أسلوب حياتنا الحالي. العملية المهيمنة هي انهيار النظرة العقلانية والإنسانية باعتبارها حجر الزاوية الرئيسي الذي يدعم حياة وإنجازات الحضارة الغربية منذ عصر النهضة. فقد كانت الآراء السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي انبثقت عن هذا الأساس، قد استندت إلى العديد من "الحقائق" التي تختفي حالياً -على سبيل المثال، الرأي القائل بأن الإنسان كفرد هو مركز الكون وأن كل شيء موجود من أجل تحقيق احتياجاته المادية الأساسية، ولكن لم يعد لمثل هذا الموقف قيمة الآن حيث بات واضحاً أن مقدار الموارد في الكون لا يلبي متطلبات الإنسان أو احتياجاته الاقتصادية أو حدوده الديموغرافية.
وسوف يتعين على إسرائيل إجراء تغييرات بعيدة المدى في نظامها السياسي والاقتصادي، إلى جانب تغييرات جذرية في سياستها الخارجية، من أجل مواجهة التحديات العالمية والإقليمية للحقبة الجديدة. وسيؤدي فقدان حقول نفط قناة السويس والإمكانات الهائلة للنفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى في شبه جزيرة سيناء التي تتطابق جيومورفولوجياً مع الدول الغنية المنتجة للنفط في المنطقة، إلى استنزاف الطاقة في المنطقة القريبة في المستقبل وسيدمر اقتصادنا المحلي: يتم استخدام ربع إجمالي الناتج القومي الحالي بالإضافة إلى ثلث الميزانية لشراء النفط(23) والبحث عن المواد الخام في النقب وعلى الساحل لن يتم في المستقبل القريب، لذا علينا العمل لتغيير هذا الوضع.
وبالتالي، فإن (استعادة) شبه جزيرة سيناء بمواردها الحالية والمحتملة أولوية سياسية تعرقلها اتفاقية كامب ديفيد واتفاقيات السلام. والخطأ في ذلك يقع بالطبع على عاتق الحكومة الإسرائيلية الحالية والحكومات التي مهدت الطريق لسياسة التسوية الإقليمية، حكومات التحالف منذ العام 1967. ولن يحتاج المصريون إلى الحفاظ على معاهدة السلام بعد عودة سيناء، وسيفعلون كل ما في وسعهم للعودة إلى حظيرة العالم العربي والاتحاد السوفيتي من أجل الحصول على الدعم والمساعدة العسكرية. ستكون المساعدة الأمريكية مضمونة لنا لمدة قصيرة فقط، لأن شروط السلام وإضعاف الولايات المتحدة سواء في الداخل أو في الخارج ستؤدي إلى انخفاض في المساعدات. ودون النفط وموارده، ناهيك عن الإنفاق الهائل الحالي، لن نتمكن من تجاوز أزماتنا سريعاً وسيتعين علينا التحرك لإعادة الوضع إلى ما كان عليه في سيناء قبل زيارة السادات واتفاقية السلام الخاطئة الموقعة معه في آذار1979(24).
لإسرائيل طريقان رئيسان لتحقيق هذا الهدف، أحدهما مباشر والآخر غير مباشر. الخيار المباشر هو الأقل واقعية بسبب طبيعة النظام والحكومة في إسرائيل وكذلك حكمة السادات الذي حصل ما يريد بانسحابنا من سيناء، والذي كان، بعد حرب 1973، إنجازه الأكبر منذ توليه السلطة. لن تنتهك إسرائيل المعاهدة من جانب واحد، ما لم تتعرض لضغوط شديدة اقتصادياً وسياسياً، وتوفر مصر لإسرائيل ذريعة لإعادة سيناء إلى أيدينا للمرة الرابعة في تاريخنا القصير. ما تبقى إذن هو الخيار غير المباشر. الوضع الاقتصادي في مصر وطبيعة النظام وعمومه -السياسة العربية، ستؤدي إلى وضع ما بعد نيسان1982 تضطر فيه إسرائيل إلى التصرف بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل استعادة السيطرة على سيناء كاحتياطي استراتيجي واقتصادي وطاقة على المدى الطويل. لا تشكل مصر مشكلة استراتيجية عسكرية بسبب صراعاتها الداخلية ويمكن إعادتها إلى ما بعد حرب 1967 في يوم واحد على الأكثر(25).
لقد تم هدم أسطورة مصر كقائدة قوية للعالم العربي مرة أخرى في العام 1956 وبالتأكيد لم تستمر في العام 1967، لكن سياستنا، كما في عودة سيناء، عملت على تحويل الأسطورة إلى "حقيقة". لكن في الواقع، تراجعت قوة مصر بما يتناسب مع كل من إسرائيل وحدها وبقية العالم العربي بنحو 50% منذ العام 1967. ولم تعد مصر القوة السياسية الرائدة في العالم العربي، وهي على وشك الدخول في أزمة اقتصادية. ودون مساعدات خارجية ستأتيها الأزمة إن لم يكن اليوم ففي الغد القريب(26).
إن مصر، في صورتها السياسية المحلية الحالية، هي بالفعل جثة، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار تنامي الصدع بين المسلمين والمسيحيين. إن تقسيم مصر إقليمياً إلى مناطق جغرافية متميزة هو الهدف السياسي لإسرائيل في الثمانينيات على جبهتها الغربية. إن مصر مقسمة وممزقة إلى بؤر عديدة للسلطة. وإذا ما انهارت فلن تستمر دول مثل ليبيا أو السودان أو حتى الدول الأبعد في الوجود في شكلها الحالي. إن رؤية الدولة القبطية المسيحية في صعيد مصر إلى جانب عدد من الدول الضعيفة ذات السلطة المحلية للغاية ودون حكومة مركزية حتى الآن، هي مفتاح التطور التاريخي الذي أعاقه فقط اتفاق السلام؛ ولكن يبدو أنه لا مفر منه في على المدى الطويل(27).
الجبهة الغربية، التي تبدو ظاهرياً أكثر إشكالية، هي في الواقع أقل تعقيداً من الجبهة الشرقية، حيث تدور معظم الأحداث التي تصدرت عنوان الأخبار مؤخراً. يعتبر تفكك لبنان الكامل إلى خمس محافظات بمثابة سابقة للعالم العربي بأكمله بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية وهو بالفعل يتبع هذا المسار. إن تفكك سوريا والعراق في وقت لاحق إلى مناطق إثنية أو دينية غير مقيدة كما هو الحال في لبنان، هو الهدف الأساسي لإسرائيل على الجبهة الشرقية على المدى الطويل، في حين تفكك قوة هاتين الدولتين هو الهدف الأساسي على المدى القصير. ستتفكك سوريا، بحسب بنيتها الإثنية والدينية، إلى عدة دول مثل لبنان الحالي، بحيث تكون هناك دولة شيعية علوية على طول ساحلها، ودولة سنية في منطقة حلب، ودولة سنية أخرى في دمشق معادية لجارتها الشمالية، والدروز الذين سيقيمون دولة ربما حتى في الجولان وبالتأكيد في حوران وشمال الأردن. ستكون هذه الحالة ضمانة للسلام والأمن في المنطقة على المدى الطويل، وهذا الهدف في متناول أيدينا اليوم(28).
العراق الغني بالنفط من ناحية والممزق داخلياً من ناحية أخرى مضمون كمرشح لأهداف إسرائيل وتفكيك العراق أكثر أهمية بالنسبة لنا من تفكيك سوريا. فالعراق أقوى من جارته العربية وعلى المدى القصير، تشكل القوة العراقية أكبر تهديداً لإسرائيل. إن حرباً عراقية إيرانية ستمزق العراق وتتسبب في سقوطه في الداخل حتى قبل أن يتمكن من تنظيم صراع على جبهة واسعة ضدنا. كل نوع من المواجهة العربية - العربية سوف يساعدنا على المدى القصير ويقصر الطريق إلى الهدف الأهم المتمثل في تقسيم العراق إلى طوائف كما في سوريا ولبنان. في العراق، من الممكن التقسيم إلى مقاطعات على أسس إثنية / دينية كما كان الحال في سوريا خلال العهد العثماني. لذلك ، ستوجد ثلاث دول (أو أكثر) حول المدن الثلاث الرئيسية: البصرة وبغداد والموصل، وستنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن الشمال السني والكردستاني. ومن المحتمل أن تؤدي المواجهة الإيرانية العراقية الحالية إلى تعميق هذا الاستقطاب(29).
أما شبه الجزيرة العربية فهي كلها مرشحة طبيعياً للتفكك بسبب الضغوط الداخلية والخارجية، والأمر حتمي خاصة في السعودية. وبغض النظر عما إذا كانت قوتها الاقتصادية القائمة على النفط لا تزال سليمة أو تضاءلت على المدى الطويل، فإن الانقسامات والانهيارات الداخلية هي تطور واضح وطبيعي في ضوء الهيكل السياسي الحالي(30). ويشكل الأردن هدفاً استراتيجياً فورياً على المدى القصير ولكن ليس على المدى الطويل، لأنه لا يشكل تهديداً حقيقياً على المدى الطويل بعد تفكيكه وإنهاء حكم الأسرة الهاشمية ونقل السلطة إلى الفلسطينيين. في المدى القصير. إذ لا توجد فرصة لاستمرار وجود الأردن في بنيته الحالية لمدة طويلة، ويجب أن توجه سياسة إسرائيل، سواء في الحرب أو في السلم، نحو تصفية الأردن في ظل النظام الحالي ونقل السلطة إلى الحكومة التي ستمثل الأغلبية الفلسطينية.
سيؤدي تغيير النظام شرقي النهر أيضاً إلى إنهاء مشكلة المناطق المكتظة بالسكان العرب غربي نهر الأردن. وسواء في حالة الحرب أو في ظل ظروف السلام، ستكون الهجرة من المناطق والتجميد الديموغرافي الاقتصادي فيها، هي ضمانات للتغيير القادم على ضفتي النهر، ويجب أن نكون فاعلين لتسريع هذه العملية في المستقبل القريب. كما يجب رفض خطة الحكم الذاتي، وكذلك أي حل وسط أو تقسيم للأراضي لأنه، بالنظر إلى خطط منظمة التحرير الفلسطينية وتلك الخاصة بعرب إسرائيل أنفسهم، فإن خطة شفاعمرو في أيلول 1980، لا يمكن قبولها في الوضع الراهن دون فصل الشعبين، العرب إلى الأردن واليهود إلى مناطق غرب النهر. لن يسود التعايش الحقيقي والسلام على الأرض إلا عندما يفهم العرب أنه في غياب السيطرة اليهودية بين الأردن والبحر لن يكون لهم وجود ولا أمن، سوف يكون الأردن الوعاء الذي يحوي أمة خاصة بهم لمستقبلهم وأمنهم(31).
لقد كان التمييز، داخل إسرائيل، بين مناطق الـ 67 والأراضي الواقعة خارجها أي مناطق الـ 48، تمييزاً دائماً بلا معنى بالنسبة للعرب، ولم يعد له أي أهمية في الوقت الحاضر بالنسبة لنا. يجب النظر إلى المشكلة بأكملها دون أي انقسامات ابتداءً من العام 67. يجب أن يكون واضحاً، في ظل أي وضع سياسي مستقبلي أو خيارات أحادية، أن حل مشكلة السكان الأصليين العرب لن يأتي إلا عندما يعترفون بوجود إسرائيل في حدود آمنة إلى ما وراء النهر، كحاجتنا الوجودية في هذه الحقبة الصعبة إلى العصر النووي الذي سندخله قريباً.
لم يعد من الممكن العيش مع ثلاثة أرباع السكان اليهود على الساحل الكثيف وهو أمر خطير للغاية في العصر النووي. وبالتالي فإن توزيع السكان هو هدف استراتيجي محلي من الدرجة الأولى؛ وإلا فإننا سننتهي من الوجود داخل أي حدود. يهودا والسامرة والجليل هم ضماننا الوحيد للوجود القومي، وإذا لم نصبح أغلبية في منطقة الهضاب الوسطى، فلن نحكم البلاد وسنكون مثل الصليبيين الذين فقدوا هذا البلد الذي لم يكن لهم تواجد حقيقي على أي حال، وكانوا أجانب في البداية. وسيكون إعادة التوازن في البلاد ديموغرافياً واستراتيجياً واقتصادياً هو الهدف الأعلى والأكثر أهمية اليوم، لكن الهدف القومي الأعلى هو السيطرة على تجمعات المياه الجبلية من بئر السبع إلى الجليل الأعلى، وللاعتبار الاستراتيجي الرئيس في استيطان الهضاب الفارغة اليوم من اليهود(32).
إن تحقيق أهدافنا على الجبهة الشرقية يعتمد أولاً على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الداخلي، وسيكون مفتاح هذا التغيير تحول الهيكل السياسي والاقتصادي، من أجل التمكين من تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية. فنحن بحاجة إلى التحول من اقتصاد مركزي تشارك فيه الحكومة على نطاق واسع، إلى سوق مفتوح وحر وكذلك التحول من الاعتماد على دافعي الضرائب في الولايات المتحدة إلى تطوير بنية تحتية اقتصادية منتجة بأيدينا. إذا لم نتمكن من إجراء هذا التغيير بحرية وطواعية، فسنضطر إلى ذلك بسبب التطورات العالمية، لا سيما في مجالات الاقتصاد والطاقة والسياسة، وعزلتنا المتزايدة(33).
من وجهة نظر عسكرية واستراتيجية، لن يكون الغرب -بقيادة الولايات المتحدة- قادراً على تحمل الضغوط العالمية في أنحاء العالم، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تقف بمفردها في الثمانينيات، دون أي مساعدة خارجية، عسكرية أو اقتصادية، وهذا في حدود إمكانياتنا اليوم، دون أي تنازلات(34). ستؤدي التغييرات السريعة في العالم أيضاً إلى تغيير في حالة يهود العالم حيث لن تصبح إسرائيل فقط الملاذ الأخير بل الخيار الوجودي الوحيد. لا يمكننا افتراض أن يهود الولايات المتحدة، ومجتمعات أوروبا وأمريكا اللاتينية ستستمر في الوجود بالشكل الحالي في المستقبل(35). إن وجودنا في هذا البلد نفسه مؤكد، ولا توجد قوة يمكن أن تخرجنا من هنا سواء بالقوة أو بالخيانة (على طريقة السادات). رغم الصعوبات التي تنطوي عليها سياسة "السلام" الخاطئة ومشكلة عرب إسرائيل وسكان المناطق، يمكننا التعامل معها بفاعلية في المستقبل المنظور.
ذكر رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين إن الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة في الواقع عن تصميم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بعد حزيران 1967، بسبب عدم حسمها الموقف فيما يتعلق بمستقبل المناطق والأراضي وتضارب مواقفها منذ أن حددت خلفية القرار 242 وبالتأكيد بعد اثني عشر عاماً من اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع مصر. ووفقاً لرابين، بعث الرئيس جونسون يوم 19 حزيران1967، رسالة إلى رئيس الوزراء ليفي إشكول لم يذكر فيها أي شيء عن الانسحاب من الأراضي الجديدة ولكن في ذات اليوم بالضبط قررت الحكومة مبدأ إعادة الأراضي مقابل السلام. ولكن بعد القرارات العربية في الخرطوم (67/9/9) غيرت الحكومة موقفها وخلافاً لقرارها يوم 19 حزيران، لم تخطر الولايات المتحدة بالتغيير واستمرت الولايات المتحدة في دعم القرار 242 في مجلس الأمن على أساس فهمها السابق بأن إسرائيل مستعدة لإعادة الأراضي. في تلك المرحلة، كان الوقت قد فات بالفعل لتغيير موقف الولايات المتحدة وسياسة إسرائيل. من هنا فُتح الطريق لاتفاقيات السلام على أساس القرار 242 كما تم الاتفاق عليه لاحقاً في كامب ديفيد(36).
لم تكن الدول العربية في تلك المدة في أحسن حالاتها ويورد إينون بعض الإحصائيات المهمة عن المنطقة ويؤكد أن 118 مليون عربي من أصل 170 (تعداد العرب آنذاك)، يعيشون في إفريقيا، أقل من ثلثهم بقليل في مصر وحدها.
وباستثناء مصر، تتكون كل دول المغرب العربي من مزيج من العرب والأمازيغ من غير العرب. وفي الجزائر، هناك بالفعل حرب أهلية مستعرة في جبال القبائل بين المواطنين في البلاد. إن المغرب والجزائر في حالة حرب مع بعضهما البعض حول الصحراء الإسبانية، بالإضافة إلى الصراع الداخلي في كل منهما. الإسلام المتشدد يهدد سلامة تونس والقذافي ينظم حروبا مدمرة من وجهة النظر العربية من بلد قليل السكان ولا يمكن أن يصبح أمة قوية. لهذا كان يحاول في الماضي التوحيد مع دول أكثر أصالة مثل مصر وسوريا. السودان، الدولة الأكثر تمزقاً في العالم العربي الإسلامي اليوم، مبنية على أربع مجموعات معادية لبعضها البعض، وهي أقلية عربية مسلمة سنية تحكم غالبية الأفارقة غير العرب والوثنيين والمسيحيين. في مصر، هناك أغلبية سنية مسلمة تواجه أقلية كبيرة من المسيحيين المهيمنة في صعيد مصر: حوالي 7 ملايين منهم، حتى أن السادات، في خطابه يوم 8 أيار، عبر عن مخاوفهم من أنهم سيرغبون في دولة لهم. بما يشبه لبنان المسيحي "الثاني" في مصر.
جميع الدول العربية الواقعة شرق إسرائيل ممزقة ومليئة بالصراعات الداخلية أكثر من تلك الموجودة في المغرب العربي. لا تختلف سورية جوهرياً عن لبنان إلا في النظام العسكري القوي الذي يحكمها. لكن الحرب الأهلية الحقيقية التي تدور في الوقت الحاضر بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية العلوية الحاكمة (مجرد 12٪ من السكان) تشهد على خطورة المشاكل الداخلية. ومرة أخرى، لا يختلف العراق في جوهره عن جيرانه، رغم أن أغلبيته من الشيعة والأقلية السنية الحاكمة. 65% من السكان ليس لهم رأي في السياسة، حيث تمتلك نخبة من 20 % من السكان السلطة. بالإضافة إلى وجود أقلية كردية كبيرة في الشمال، ولولا قوة النظام الحاكم والجيش وعائدات النفط، لما كانت دولة العراق المستقبلية مختلفة عن لبنان في الماضي أو سوريا اليوم. إن بذور الصراع الداخلي والحرب الأهلية واضحة اليوم بالفعل، خاصة بعد صعود الخميني إلى السلطة في إيران، الزعيم الذي يعتبره الشيعة في العراق زعيمهم الطبيعي.
الإمارات الخليجية والمملكة العربية السعودية عبارة عن قصور من رمال سهلة الانهيار وهي تجمعات سكانية لا يوجد فيه سوى النفط. ففي الكويت، يشكل الكويتيون ربع السكان فقط. وفي البحرين الشيعة هم الأغلبية لكنهم محرومون من السلطة. وفي الإمارات العربية المتحدة، الشيعة هم الأغلبية أيضاً ولكن السنة في السلطة. وينطبق الشيء ذاته على عمان واليمن الشمالي. حتى في جنوب اليمن توجد أقلية شيعية كبيرة. وفي السعودية نصف السكان أجانب، مصريون ويمنيون، لكن هناك أقلية سعودية تملك السلطة. أما الأردن فهو في الواقع فلسطيني، تحكمه أقلية بدوية أردنية، لكن معظم الجيش، وبالتأكيد بيروقراطية جهاز الدولة هم الآن من الفلسطينيين. في واقع الأمر، عمّان فلسطينية مثل نابلس.
كل هذه الدول لديها جيوش قوية نسبياً. لكن هناك مشكلة هناك أيضاً. والجيش السوري اليوم بمعظمه من السنة يقوده ضباط علويون، الجيش العراقي شيعي وقادة سنة. هذا له أهمية كبيرة على المدى الطويل، ولهذا السبب لن يكون من الممكن الاحتفاظ بولاء الجيش لمدة طويلة إلا عندما يتعلق الأمر بالقاسم المشترك الوحيد: العداء تجاه إسرائيل، وبات هذا غير كافٍ اليوم.
وإلى جانب العرب المنقسمين تشترك معظم الدول الإسلامية الأخرى في نفس المأزق. يتكون نصف سكان إيران من مجموعة تتحدث الفارسية والنصف الآخر من مجموعة إثنية تركية. يتألف سكان تركيا من الأغلبية التركية السنية المسلمة، حوالي 50٪، وأقليتين كبيرتين، 12 مليون شيعي علوي، و 6 ملايين كردي سنّي. في أفغانستان هناك 5 ملايين من الشيعة يشكلون ثلث السكان. يوجد في باكستان السنية 15 مليون شيعي يعرضون وجود تلك الدولة للخطر. وتشير صورة الأقلية القومية العرقية الممتدة من المغرب إلى الهند ومن الصومال إلى تركيا إلى غياب الاستقرار والتدهور السريع في المنطقة بأسرها. عندما تضاف هذه الصورة إلى الصورة الاقتصادية، نرى كيف بُنيت المنطقة بأكملها كبيت من ورق، لا تستطيع تحمل مشاكلها الشديدة. وفي هذا العالم العملاق والممزق، توجد مجموعات قليلة من الأثرياء وكتلة ضخمة من الفقراء.
يبلغ متوسط الدخل السنوي لمعظم العرب 300 دولار. هذا هو الوضع في مصر، وفي معظم البلدان المغاربية، باستثناء ليبيا، وفي العراق. لبنان ممزق واقتصاده ينهار وهو دولة ليس فيه سلطة مركزية، ولكن 5 سلطات ذات سيادة فعلية (مسيحية في الشمال، يدعمها السوريون وتحت حكم عشيرة فرنجية، في الشرق منطقة غزو سوري مباشر، في الوسط جيب مسيحي يسيطر عليه الكتائب، في الجنوب وحتى نهر الليطاني، هي منطقة فلسطينية في الغالب تسيطر عليها منظمة التحرير الفلسطينية ودولة العقيد [سعد] حداد للمسيحيين ونصف مليون شيعي). سوريا في وضع أخطر، وحتى المساعدة التي ستحصل عليها في المستقبل بعد الوحدة مع ليبيا لن تكون كافية للتعامل مع مشاكل الوجود الأساسية والحفاظ على جيش كبير. مصر في أسوأ حالة: الملايين على وشك الجوع، ونصف القوى العاملة عاطلة عن العمل، والإسكان شحيح في هذه المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم. باستثناء الجيش، لا توجد إدارة واحدة تعمل بكفاءة والدولة في حالة إفلاس دائمة وتعتمد كلياً على المساعدات الخارجية الأمريكية الممنوحة منذ السلام(37).
في دول الخليج والسعودية وليبيا ومصر، هناك أكبر تراكماً للمال والنفط في العالم، لكن الذين يتمتعون به هم نخب صغيرة تفتقر إلى قاعدة واسعة من الدعم والثقة بالنفس، وهو أمر لا يستطيع أي جيش أن يضمنه(38). الجيش السعودي بكل معداته لا يستطيع أن يدافع عن النظام من مخاطر حقيقية في الداخل أو في الخارج، وما حدث في مكة في العام 1980 ما هو إلا مثال.
وضع محزن وعاصف للغاية يحيط بإسرائيل ويخلق تحديات لها ومشاكل ومخاطر ولكن أيضاً فرصاً بعيدة المدى لأول مرة منذ العام 1967. وهناك احتمالات أن الفرص الضائعة في ذلك الوقت ستصبح قابلة للتحقيق في الثمانينيات إلى حد ما بطريقة لا يمكن تخيلها اليوم.
يعتقد شاحاك بضرورة توضيح ثلاث نقاط مهمة لفهم الاحتمالات المهمة لتحقيق هذا المخطط الصهيوني للشرق الأوسط، وكذلك سبب وجوب نشرها. وهذه النقاط هي: أولاً، الخلفية العسكرية للمخطط، ثانياً، ضرورة أن يعرف الجمهوري الإسرائيلي داخل إسرائيل ما يخطط زعماؤهم لمستقبل جيرانهم العرب. وثالثاً، التأكيد عل تهافت المزاعم التي ترى في وجود مخاطر خاصة من الخارج في حال نشر مثل هذه الخطط؟ (والكلام دائما لشاحاك)
أولاً: الخلفية العسكرية للخطة
لم يتم ذكر الشروط العسكرية لهذه الخطة، غير أنه، وفي مناسبات عديدة، كان يتم تقديم "شرح" ما يشبهها مثلها في الاجتماعات المغلقة لأعضاء المؤسسة الإسرائيلية، وهنا، ينبغي توضيح هذه النقطة. يُفترض أن القوات العسكرية الإسرائيلية، بجميع أفرعها، غير كافية للعمل الفعلي لاحتلال مثل هذه الأراضي الواسعة المذكور في تفاصيل الخطة. في الواقع، حتى في أوقات "الاضطرابات" الفلسطينية الشديدة في الضفة الغربية، فإن قوات الجيش الإسرائيلي تكون منتشرة أكثر من اللازم،. والجواب على ذلك هو ليس انتشار للقوات العسكرية الإسرائيلية، بل تفصيل نمط حكم يماثل "قوات [سعد] حداد" أو "الجمعيات القروية" (المعروفة أيضاً باسم "روابط القرى"): أي سلطات محلية بأمرة "قادة" منفصلين تماماً عن السكان، وليس لديهم حتى أي بنية إقطاعية أو حزبية (مثل [حزب] الكتائب، على سبيل المثال). إن "الدول" التي اقترحها إينون هي على شاكلة "حداد لاند" و "روابط القرى"، وستكون قواتها المسلحة، بلا شك، متشابهة تماماً. بالإضافة إلى ذلك، فإن التفوق العسكري الإسرائيلي في مثل هذه الحالة سيكون أكبر بكثير مما هو عليه حتى الآن، لذلك فإن أي حركة تمرد سوف تخضع لعقاب قاسٍ، إما بالإذلال الجماعي كما هو الحال في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو بالقصف وتدمير المدن، كما جرى في لبنان (حزيران1982)، أو كليهما. ولضمان ذلك، فإن الشق العسكري من الخطة، كما تم توضيحه شفهياً، يدعو إلى إنشاء حاميات إسرائيلية في أماكن محورية بين هذه الدول الصغيرة، وسوف تكون هذه الحاميات مزودة بالقوى التدميرية المتنقلة اللازمة. في الواقع، لقد رأينا شيئاً كهذا في "حداد لاند"، ومن شبه المؤكد أننا سنرى قريباً أول مثال على هذا النظام يجري العمل على تنفيذه إما في جنوب لبنان أو في كل لبنان. ومن الواضح أن الافتراضات العسكرية المذكورة أعلاه، وكذلك الخطة بأكملها، تعتمد أيضاً على استمرار انقسام العرب أكثر مما هم عليه الآن، وعلى عدم وجود أي حركة جماهيرية تقدمية حقيقية فيما بينهم. وقد تتم إزالة هذين الشرطين فقط عندما يتم تقديم الخطة بشكل جيد، مع وجود عواقب لا يمكن توقعها.
ثانياً: لماذا من الضروري نشر تفاصيل مثل هذه الخطط في إسرائيل؟
يعود السبب إلى الطبيعة المزدوجة للمجتمع الإسرائيلي اليهودي حيث نرى مقياساً كبيراً جداً للحرية والديمقراطية، خاصة لليهود، بجانب عمليات توسع وتمييز عنصري. وفي مثل هذه الحالة، يجب إقناع النخبة الإسرائيلية اليهودية (لأن الجماهير تتابع ما تعرضه شاشات التلفزيون وخطب [مناحيم] بيغن). وتكون الخطوات الأولى في عملية الإقناع شفهية، وعندما يصبح الحوار الشفهي غير مقنع ومثمر، يجب الانتقال إلى المنشورات والمواد المكتوبة لمصلحة "المُقْنِعين" و"المفسرين" الأكثر غباءً (على سبيل المثال الضباط من ذوي الرتب المتوسطة، وهم عادةً أغبياء بشكل ملحوظ)، حتى يتمكن هؤلاء من" تعلم الأمر" بدرجة أقل أو أكثر، ليقوموا بعد ذلك، بدورهم، في التبشير بها. وتجدر الإشارة إلى أن المجتمع إسرائيل، وحتى مجتمع الييشوف الذي كان سائداً في العشرينيات، عمل دائماً بهذه الطريقة. وأتذكر شخصياً جيداً (قبل أن أكون "في المعارضة") كيف تم شرح ضرورة الحرب، لي وللآخرين، قبل عام من حرب 1956، وضرورة اجتياح "بقية فلسطين الغربية عندما تتاح لنا الفرصة".. كل هذا تم شرحه في الأعوام 1965-1967.
ثالثاً: لماذا يُفترض عدم وجود مخاطر خاصة من الخارج في نشر مثل هذه الخطط؟
يمكن أن تأتي مثل هذه المخاطر من مصدرين، طالما أن المعارضة المبدئية داخل إسرائيل ضعيفة للغاية (وهو وضع قد يتغير نتيجة للحرب على لبنان)، المصدر الأول هو العالم العربي، بما في ذلك الفلسطينيين، والمصدر الثاني هو الولايات المتحدة. لقد أظهر العالم العربي حتى الآن أنه غير قادر تماماً على إجراء تحليل مفصل وعقلاني للمجتمع الإسرائيلي اليهودي، ولم يكن الفلسطينيون، في المتوسط، أفضل من البقية. وفي مثل هذه الحالة، حتى أولئك الذين يصرخون حول مخاطر التوسع الإسرائيلي (وهو أمر حقيقي بما فيه الكفاية) يفعلون ذلك ليس بسبب المعرفة الواقعية والمفصلة، ولكن بسبب الإيمان بالأسطورة. وخير مثال على ذلك هو الإيمان الراسخ بالكتابة التوراتية على جدار الكنيست (غير الموجودة فعلاً) عن النيل والفرات. مثال آخر هو التصريحات المستمرة والكاذبة تماماً، التي أدلى بها بعض أهم القادة العرب، بأن الخطين الأزرقين للعلم الإسرائيلي يرمزان إلى النيل والفرات، بينما هما في الواقع مأخوذان من خطوط شال الصلاة اليهودي (Talit). ويفترض المختصون الإسرائيليون، إجمالاً، أن العرب لن يلتفتوا لمناقشاتهم الجادة حول المستقبل، وقد أثبتت حرب لبنان أنهم على صواب. فلماذا لا يستمرون في أساليبهم القديمة في إقناع الإسرائيليين الآخرين؟. من ناحية أخرى، يوجد وضع مشابه جداً في الولايات المتحدة، على الأقل حتى الآن. فالمعلقون الأكثر جدية هناك، يأخذون معلوماتهم عن إسرائيل، وكثير من آرائهم عنها، من مصدرين. الأول من مقالات الصحافة الأمريكية "الليبرالية"، التي يكتبها، بشكل شبه كامل، معجبون يهود بإسرائيل، والذين، حتى لو كانوا ينتقدون بعض جوانب الدولة الإسرائيلية، فإنهم يمارسون ذاك بدافع من الإخلاص، يشبه ما كان يطلق عليه ستالين تسمية "النقد البناء". (في الواقع، أولئك الذين يدّعون أيضاً أنهم "مناهضون للستالينية" هم في الواقع أكثر ستالينية من ستالين نفسه، مع كون إسرائيل إلههم الذي لم يفشل بعد).
ويجب الافتراض، في إطار مثل هذه العبادة النقدية، أن إسرائيل لديها دائماً "نوايا حسنة" و "ترتكب أخطاء" فقط، وبالتالي فإن مثل هذه الخطة لن تكون موضع نقاش -تماماً مثلما أن الإبادات الجماعية التوراتية التي ارتكبها اليهود ليست موضع نقاش كذلك. المصدر الآخر للمعلومات هو صحيفة جيروزاليم بوست ذات التوجهات "الليبرالية" المماثلة لتلك الصحف الأمريكية. وما دام الوضع القائم يظهر أن إسرائيل "مجتمعاً منغلقاً" حقاً على بقية العالم، لأن العالم يريد أن يغلق عينيه، فإن نشر هذه الخطة وحتى البدء في تحقيقها أمر واقعي وممكن.
يختم إينون وثيقته بالقول إن سياسة "السلام" وعودة الأراضي، من خلال الاعتماد على الولايات المتحدة، تحول دون تحقيق الخيار الجديد الذي تم إنشاؤه لنا. منذ العام 1967، ربطت جميع الحكومات الإسرائيلية أهدافنا القومية بضيق الحاجات السياسية من جهة، ومن جهة أخرى بآراء هدامة في الداخل مما أدى إلى تحييد قدراتنا في الداخل والخارج. إن عدم اتخاذ خطوات تجاه السكان العرب في المناطق الجديدة المكتسبة في سياق حرب فُرضت علينا، هو الخطأ الاستراتيجي الكبير الذي ارتكبته إسرائيل في صباح اليوم التالي لحرب الأيام الستة. كان بإمكاننا أن نجنب أنفسنا كل هذا الصراع المرير والخطير منذ ذلك الحين لو أننا قدمنا الأردن للفلسطينيين الذين يعيشون غرب نهر الأردن. من خلال القيام بذلك نكون قد حيدنا المشكلة الفلسطينية التي نواجهها في الوقت الحاضر، والتي وجدنا حلولاً لها هي في الحقيقة لا حلول على الإطلاق، مثل التنازل عن الأراضي أو الحكم الذاتي الذي يرقى، في الواقع ، إلى نفس الشيء(39) ونواجه اليوم فرصاً هائلة لتغيير الوضع جذرياً وهذا ما يجب أن نفعله في العقد القادم، وإلا فلن نعيش كدولة.
....
مصادر البحث
1.عوديد إينون (1949..) صحفي إسرائيلي يكتب في جيروزاليم بوست. عمل سابقاً مستشاراً لأريئيل شارون وملحقاً في وزارة الخارجية الإسرائيلية، باتت تعرف مقالته في الأدبيات السياسية باسم "خطة إينون" والتي غالباً ما يشار إليها كمثال واضح للرؤية السياسية الصهيونية لدول الشرق الأوسط.، ويعتقد أن "خطة إينون" لعبت دوراً في صياغة السياسات الأمريكية للمنطقة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، فضلاً عن إذكاء نظرية المؤامرة التي يرى مناصروها أن هذه الخطة تمثل "مؤامرة" كبرى على الأمة العربية والأمة الإسلامية، وتتنبأ بصورة واضحة لمصير المنطقة ضمن العقلية التآمرية، ويصر أتباع نظرية المؤامرة على أن ما شهدته المنطقة العربية (ومازالت تشهده) من أحداث، منذ صدور المقالة، إنما يعبر عن صدق توقعاتهم بحقيقة المؤامرات التي تحاك ضد الشعوب العربية وبلدانها، بل إن هناك من يرى أن "خطة إينون" طرحت على الإدارة الأمريكية من قبل أعضاء المعهد الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة the Israeli Institute for Advanced Strategic and Political Studies في الإدارة وأنه تم تبنيها من قبل إدارة بوش بعد أحداث 11 سبتمبر، والهدف من ذلك تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة، وبطبيعة الحال دفع الحلم اليهودي المزعوم بإقامة بإسرائيل الكبرى "من النيل إلى الفرات". وهي العبارة التي تتردد على أنها من بنات أفكار ثيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية، كما وردت في مذكراته ( مجلد 2، ص 711) بأن مساحة الدولة اليهودية تمتد: "من نهر مصر إلى نهر الفرات" وهي ذات العبارة التي كررها الحاخام فيشمان، عضو الوكالة اليهودية لفلسطين، التي أعلنها في شهادته، أمام لجنة التحقيق الخاصة التابعة للأمم المتحدة في 9 تموز 1947 بقوله أن أرض الميعاد: "تمتد من نهر مصر حتى نهر الفرات، وتشمل أجزاء من سوريا ولبنان". وهكذا، فعند النظر إلى وثيقة إينون في السياق الحالي، فسوف تكون الحرب على العراق، وحرب 2006 على لبنان، وحرب 2011 على ليبيا، والحرب الدائرة على سوريا، والعدوان على غزة 2024 ناهيك عن عملية تغيير النظام في مصر، والتطورات في اليمن، والبحرين، وتونس، بالإضافة إلى الوضع الفلسطيني بالغ التعقيد والبؤس واليأس... كل هذا، في عيون دعاة نظرية المؤامرة، ليس سوى جزء من المشروع الاستراتيجي الإسرائيلي كما رسمته وثيقة عوديد إينون .
2.إسرائيل شاحاك (1933-2001)، إسرائيل من أصول أوروبية (وُلد في بولندة)، عمل أستاذاً لمادة الكيمياء العضوية في الجامعة العبرية في القدس ورئيساً للرابطة الإسرائيلية لحقوق الإنسان والحقوق المدنية. وهو مؤلف للعديد من المقالات والكتب، ترجم بعضها إلى اللغة العربية، لعل أشهرها " الديانة اليهودية وتاريخ اليهود-وطأة 300 سنة" وقدم له الراحل إدوارد سعيد، وكتب أخرى مثل " الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود" و " الأصولية اليهودية في إسرائيل" و "من الأرشيف الصهيونية/ وثائق ونصوص" و"أسرار مكشوفة- التسلح النووي والسياسة الخارجية الإسرائيلية" و " الأرض الموعودة ، خطة صهيونية من الثمانينيات، تأليف عوديد إينون" ( كتب في الأصل بالعبرية وترجمه شاحاك إلى الإنكليزية). عرف عن شاحاك نقده الصريح للحكومة الإسرائيلية وللمجتمع الإسرائيلي، وأثارت كتاباته الكثير ممن الجدل حوله وقد وصفه البعض بمعاداة السامية و بالكاره لنفسه .. إلخ
3.انظر هنا، (Yinon, Oded (1982). Shahak, Israel (ed.). Making The Arab World Collapse | Journal of Palestine Studies | University of California Press (ucpress.edu))
4.للمزيد انظر، "A strategy for Israel in the nineteen eighties”. Translated and edited by Israel Shahak from Oded Yinon s (Special document (Association of Arab American University Graduates) )
5.انظر، https://archive.org/details/20220618_20220618_1034
6.المرجع السابق.
7.المرجع السابق
8. هآرتس 6/2/1982
9. للمزيد انظر، Harkabi, Yehoshafat (1989). Israel s fateful hour. Harper & Row.
10. انظر، Nisan, Mordechai (2002). Minorities in the Middle East: A History of Struggle and Self-Expression. McFarland & Company. 2002
11.انظر ، (نيوزويك 26/7/1982 [انظر، Helms, Christine M. (1990). Arabism and Islam: stateless nations and nationless. The Institute for National Strategic Studies, National Defense University.] وول ستريت جورنال 8/9/1982 [ انظر، Yinon, Oded (1982a). Shahak, Israel (ed.). Making The Arab World Collapse | Journal of Palestine Studies | University of California Press (ucpress.edu) and Making the Arab World Collapse on JSTOR]
12.انظر، Waines, David (August 1984). "Review". International Journal of Middle East Studies. 16 (3): 418–420.
13.انظر، ( Peleg, Ilan (2012). "The Legacy of Begin and Beginism for the Israeli Political System". In Mahler, Gregory S. (ed.). Israel After Begin. SUNY Press. pp. 19–49.)
14.انظر، Chomsky, Noam (1999). Fateful Triangle: The United States, Israel, and the Palestinians. South End Press. p. 456.
15.للمزيد انظر، Tilley, Virginia (2010). The One-State Solution: A Breakthrough for Peace in the Israeli-Palestinian Deadlock. University of Michigan Press.
16.انظر،Heard, Linda S. (29 November 2005). "A Frightening Strategy for Israel ". Arab News
17.انظر،Becker, Ted Polkinghorn, Brian (2017). A New Pathway to World Peace: From American Empire to First Global Nation. Wipf and Stock.
18.للمزيد انظر، Sleiman, André G. (2014). "Zionizing the Middle East: Rumours of the Kissinger Plan in Lebanon, 1973–1982". In Butter, Michael Reinkowski, Maurus (eds.). Conspiracy Theories in the United States and the Middle East: A Comparative Approach. W-alter-de Gruyter. pp. 76–99.
19. المصدر السابق، وكذلك Heard, Linda S. (29 November 2005). "A Frightening Strategy for Israel ". Arab News
20. يمكن استخلاص صورة للنوايا السوفيتية في مناطق مختلفة من العالم من Joseph D. Douglas and Amoretta M. Hoeber, Soviet Strategy for Nuclear War, (Stanford, Ca., Hoover Inst. Press, 1979) للحصول على معلومات إضافية، انظر: Michael Morgan, "USSR s Minerals as Strategic Weapon in the Future," Defense and Foreign Affairs, Washington, D.C., Dec. 1979
21. انظر، American Universities Field Staff. Report No.33, 1979. وفقاً لهذا البحث، سيكون عدد سكان العالم 6 مليارات في العام 2000. ويمكن تقسيم سكان العالم اليوم على النحو التالي: الصين، 958 مليون؛ الهند 635 مليون؛ الاتحاد السوفياتي، 261 مليون؛ الولايات المتحدة، 218 مليون؛ إندونيسيا، 140 مليون؛ البرازيل واليابان، 110 مليون لكل منهما. حسب أرقام صندوق السكان التابع للأمم المتحدة للعام 1980، ستكون هناك في العام 2000 50 مدينة يزيد عدد سكان كل منها عن 5 ملايين. عدد سكان العالم الثالث سيصبح عندئذ 80٪ من سكان العالم. وفقاً لجوستين بلاكويلدر، رئيس مكتب الإحصاء الأمريكي، لن يصل عدد سكان العالم إلى 6 مليارات بسبب الجوع.
22. تم تلخيص السياسة النووية السوفيتية بشكل جيد من قبل اثنين من الباحثين الأمريكيين المتخصصين في الشأن السوفييتي، جوزيف د. دوغلاس وأموريتا .م. هويبر : Joseph D. Douglas and Amoretta M. Hoeber, Soviet Strategy for Nuclear War, (Stanford, Ca., Hoover Inst. Press, 1979) يتم نشر عشرات ومئات من المقالات والكتب كل عام في الاتحاد السوفيتي والتي توضح بالتفصيل العقيدة السوفيتية للحرب النووية وهناك قدر كبير من الوثائق المترجمة إلى الإنجليزية ونشرتها القوات الجوية الأمريكية، مثل: الماركسية اللينينية في الحرب والجيش: الرؤية السوفيتية Marxism-Leninism on War and the Army: The Soviet View, Moscow, 1972؛ وكذلك: القوات المسلحة للدولة السوفيتية. The Armed Forces of the Soviet State. Moscow, 1975, by Marshal A. Grechko. تم تقديم المقاربة السوفيتية الأساسية لهذه المسألة في كتاب المارشال سوكولوفسكي المنشور في العام 1962 في موسكو: الاستراتيجية العسكرية ، العقيدة والمفاهيم السوفيتية Marshal V. D. Sokolovski, Military Strategy, Soviet Doctrine and Concepts (New York, Praeger, 1963). وفي هذا السياق يطرح إينون "عقيدة أميرال الأسطول البحري السوفييتي سيرغي غورشكوف" التي تدعو إلى السيطرة السوفيتية على المحيطات والمناطق الغنية بالمعادن في العالم الثالث. هذا بالإضافة إلى العقيدة النووية السوفيتية الحالية التي تنص على أنه من الممكن إدارة الحرب النووية والفوز بها والبقاء على قيد الحياة، والتي قد يتم خلالها تدمير الجيش الغربي وجعل سكانه عبيداً في خدمة الماركسية اللينينية, وهو ما يعتبره إينون الخطر الرئيس على السلام العالمي ووجود إسرائيل. ويتابع شرح العقيدة العسكرية السوفييتية بقوله إن السوفييت حولوا منذ العام 1967 مقولة كلاوزفيتز إلى "الحرب هي استمرار للسياسة في الوسائل النووية"، وجعلوها الشعار الذي يوجه كل سياساتهم. فهم- والكلام لإينون- "منشغلون اليوم بالفعل في تنفيذ أهدافهم في منطقتنا وفي جميع أنحاء العالم ، وتصبح الحاجة إلى مواجهتها العنصر الأساسي في السياسة الأمنية لبلدنا وبالطبع سياسة بقية العالم الحر. هذا هو التحدي الخارجي الرئيس لدينا" [ للمزيد، انظر، Sea Power and the State, London, 1979. Morgan, loc. cit. General George S. Brown (USAF) C-JCS, Statement to the Congress on the Defense Posture of the United States for Fiscal Year 1979, p. 103 National Security Council, Review of Non-Fuel Mineral Policy, (Washington, D.C. 1979,) Drew Middleton, The New York Times, (9/15/79) Time, 9/21/80]. لذلك -يتابع إينون- ليس العالم العربي الإسلامي هو المشكلة الاستراتيجية الكبرى "التي سنواجهها في الثمانينيات، رغم ما يجمله هذا العالم من تهديد قوي لإسرائيل، بسبب تنامي قوته العسكرية. هذا العالم، بأقلياته الإثنية وفصائله وأزماته الداخلية، وهو أمر مدمر للذات بشكل مذهل، كما نرى في لبنان وإيران غير العربية والآن في سوريا أيضاً، غير قادر على التعامل بنجاح مع مشاكله الأساسية ويفعل ذلك. لذلك لا يشكل تهديداً حقيقياً لدولة إسرائيل على المدى الطويل، ولكن فقط على المدى القصير حيث يكون لقوته العسكرية المباشرة أهمية كبيرة. على المدى الطويل، لن يكون هذا العالم قادراً على الوجود ضمن إطاره الحالي في المناطق المحيطة بنا دون الحاجة إلى المرور عبر تغييرات ثورية حقيقية. العالم العربي المسلم مبني على شكل بيت مؤقت من ورق جمعه أجانب (فرنسا وبريطانيا في العشرينيات من القرن الماضي)، دون مراعاة رغبات ورغبات السكان. تم تقسيمها بشكل تعسفي إلى 19 دولة، كلها مكونة من مجموعات من الأقليات والجماعات الإثنية المعادية لبعضها البعض، بحيث تواجه كل دولة مسلمة عربية في الوقت الحاضر دماراً اجتماعياً إثنياً من الداخل، وفي بعض الدول تدور حرب أهلية بالفعل[. Elie Kedourie, "The End of the Ottoman Empire," Journal of Contemporary History, Vol. 3, No.4, 1968.].
23.قال رئيس لجنة الخارجية والدفاع، البروفيسور موشيه أرينز، في مقابلة (معاريف ، 10/3/80) أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في إعداد خطة اقتصادية قبل اتفاقيات كامب ديفيد، وتفاجأت هي نفسها بتكلفة هذه الخطة. الاتفاقات، على الرغم من أنه كان من الممكن بالفعل أثناء المفاوضات حساب الثمن الباهظ والخطأ الجسيم الذي ينطوي عليه عدم إعداد الأسس الاقتصادية للسلام. وكان وزير الخزانة السابق السيد يغال هولوفيتز قد صرح بـأنه لولا الانسحاب من حقول النفط، لكان لدى إسرائيل ميزان مدفوعات إيجابي (17/9/80). هذا الشخص نفسه كان قد قال قبل عامين أن حكومة إسرائيل (التي انسحب منها) قد وضعت حبل المشنقة حول رقبته. كان يتحدث عن اتفاقيات كامب ديفيد (هآرتس 11/3/78). وفي سياق مفاوضات السلام برمتها، لم تتم استشارة خبير أو مستشار اقتصادي، كما طلب رئيس الوزراء نفسه، الذي يفتقر إلى المعرفة والخبرة في الاقتصاد، في مبادرة خاطئة، من الولايات المتحدة أن تمنحنا قرضاً بديلاً عن منحة، حرصاً منه على رغبته في الحفاظ على احترامنا واحترام الولايات المتحدة لنا. انظر هآرتس 1/5/79. جيروزاليم بوست ، 9/7/79. وانتقد البروفيسور عساف رازين، وهو مستشار كبير سابق في وزارة الخزانة، بشدة سير المفاوضات. هآرتس 5/5/79. معاريف 9/7/79. أما بالنسبة للأمور المتعلقة بحقول النفط وأزمة الطاقة الإسرائيلية، انظر المقابلة مع السيد إيتان أيزنبيرغ، المستشار حكومي في هذا المجال، معاريف الأسبوعية، 12/12/78. وشدد وزير الطاقة، الذي وقع شخصيا على اتفاقيات كامب ديفيد وإخلاء "ساديه علما"، أكثر من مرة على خطورة وضعنا من وجهة نظر إمدادات النفط... انظر يديعوت أحرونوت، 7/20/79. حتى أن وزير الطاقة موداعي اعترف بأن الحكومة لم تتشاور معه إطلاقاً في موضوع النفط خلال مفاوضات كامب ديفيد وبلير هاوس. هآرتس 8/22/79.
24. أفادت مصادر عديدة بنمو ميزانية التسلح في مصر وعن نية إعطاء الأفضلية للجيش في ميزانية حقبة السلام على الاحتياجات المحلية التي يُزعم أنه تم الحصول عليها يفضل عملية السلام. انظر رئيس الوزراء السابق ممدوح سلام في مقابلة في 18/12/7 ، ووزير الخزانة عبد السايح في مقابلة 7/25/78، وصحيفة الأخبار، 12/2/78 التي أكدت بوضوح أن الميزانية العسكرية ستنال الأولوية أولاً رغم السلام. هذا ما ذكره رئيس الوزراء الأسبق مصطفى خليل في الوثيقة البرنامجية لمجلس وزرائه التي عُرضت على مجلس النواب بتاريخ 25/11/78. وبحسب هذه المصادر، فقد زادت الميزانية العسكرية لمصر بنسبة 10٪ بين عامي 1977 و 1978، وما زالت العملية مستمرة. كما كشف مصدر سعودي أن المصريين يخططون لزيادة ميزانيتهم العسكرية بنسبة 100٪ في العامين المقبلين. هآرتس ، 2/12/79 وجيروزاليم بوست ، 14/1/79.
25. ألقت معظم التقديرات الاقتصادية بظلال من الشك على قدرة مصر على إعادة بناء اقتصادها بحلول العام 1982. انظر، Economic Intelligence Unit, 1978 Supplement, "The Arab Republic of Egypt" E. Kanovsky, "Recent Economic Developments in the Middle East," Occasional Papers, The Shiloah Institution, June 1977 Kanovsky, "The Egyptian Economy Since the Mid-Sixties, The Micro Sectors," Occasional Papers, June 1978 Robert McNamara, President of World Bank, as reported in Times, London, 1/24/78. Economic Intelligence Unit, 1978 Supplement, "The Arab Republic of Egypt" E. Kanovsky, "Recent Economic Developments in the Middle East," Occasional Papers, The Shiloah Institution, June 1977 Kanovsky, "The Egyptian Economy Since the Mid-Sixties, The Micro Sectors," Occasional Papers, June 1978 Robert McNamara, President of World Bank, as reported in Times, London, 1/24/78.
26. انظر المقارنة التي أجراها بحث معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن ، والبحث الوارد في مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب، وكذلك البحث الذي أجراه العالم البريطاني، دينيس تشامبلن، في Military Review, Nov. 1979, ISS: The Military Balance 1979-1980, CSS Security Arrangements in Sinai...by Brig. Gen. (Res.) A Shalev, No. 3.0 CSS The Military Balance and the Military Options after the Peace Treaty with Egypt, by Brig. Gen. (Res.) Y. Raviv, No.4, Dec. 1978، بالإضافة إلى العديد من التقارير الصحفية بما في ذلك تقرير الدورية العربية "الحوادث" اللندنية، 3/7/80؛ وكذلك دورية "الوطن العربي"، باريس ، 12/14/79.
27. بالنسبة للغضب الديني في مصر والعلاقات بين الأقباط والمسلمين ، انظر سلسلة المقالات المنشورة في جريدة القبس الكويتية، 15/9/80 . كما تتحدث الكاتبة الإنجليزية إيرين بيسون عن الخلاف بين المسلمين والأقباط، انظر: Irene Beeson, Guardian, London, 6/24/80, and Desmond Stewart, Middle East International, London 6/6/80. للحصول على تقارير أخرى انظر Pamela Ann Smith, Guardian, London, 12/24/79 The Christian Science Monitor 12/27/79 ، وكذلك دورية الدستور، لندن، 10/15/9؛ والكفاح العربي 10/15/79.
28. دائرة الصحافة العربية ، بيروت ، 8 / 6-13 / 80. الجمهورية الجديدة ، 8/16/80 ، دير شبيغل كما استشهدت بها هآرتس ، 21/3/80 ، و 4 / 30-5 / 5/80 ؛ الإيكونوميست، 3/22/80 ؛ روبرت فيسك، تايمز، لندن ، 3/26/80 ؛ إلسورث جونز صنداي تايمز ، 30/3/80.
29. انظر، J.P. Peroncell Hugoz, Le Monde, Paris 4/28/80 Dr. Abbas Kelidar, Middle East Review, Summer 1979 Conflict Studies, ISS, July 1975 Andreas Kolschitter, Der Zeit, (Ha aretz, 9/21/79) Economist Foreign Report, 10/10/79, Afro-Asian Affairs, London, July 1979.
30. انظر، Arnold Hottinger, "The Rich Arab States in Trouble," The New York Review of Books, 5/15/80 Arab Press Service, Beirut, 6/25-7/2/80 U.S. News and World Report, 11/5/79 وكذلك الأهرام ، 11/9/79 ؛ النهار العربي والدوالي ، باريس 9/7/79 ؛ الحوادث 11/9/79. وكذلك David Hakham, Monthly Review, IDF, Jan.-Feb. 79.
31. أما بالنسبة لسياسات الأردن ومشكلاته، انظر: النهار العربي والدوالي ، 4/30/79 ، 7/2/79. Prof. Elie Kedouri, Ma ariv 6/8/79 Prof. Tanter, Da-var-7/12/79 A. Safdi, Jerusalem Post, 5/31/79؛ الوطن العربي 11/28/79 ؛ القبس 19/11/1979. أما بالنسبة لمواقف منظمة التحرير الفلسطينية ، انظر: قرارات مؤتمر فتح الرابع بدمشق آب 1980. نشر برنامج شفاعمرو لعرب إسرائيل في هآرتس 24/9/80 وتقرير الصحافة العربية 6/18 /. 80. للحصول على حقائق وأرقام حول هجرة العرب إلى الأردن ، انظر Amos Ben Vered, Ha aretz, 2/16/77 Yossef Zuriel, Ma ariv 1/12/80. بالنسبة لموقف منظمة التحرير الفلسطينية تجاه إسرائيل ، انظر: Shlomo Gazit, Monthly Review July 1980 ؛ هاني الحسن في مقابلة مع الرأي العام الكويتية 4/15/80 ؛ Avi Plaskov, "The Palestinian Problem," Survival, ISS, London Jan. Feb. 78 David Gutrnann, "The Palestinian Myth," Commentary, Oct. 75 Bernard Lewis, "The Palestinians and the PLO," Commentary Jan. 75 Monday Morning, Beirut, 8/18-21/80 Journal of Palestine Studies, Winter 1980.
32. انظر، Prof. Yuval Neeman, "Samaria--The Basis for Israel s Security," Ma arakhot 272-273, May/June 1980 Ya akov Hasdai, "Peace, the Way and the Right to Know," D-var-Hashavua, 2/23/80. Aharon Yariv, "Strategic Depth--An Israeli Perspective," Ma arakhot 270-271, October 1979 Yitzhak Rabin, "Israel s Defense Problems in the Eighties," Ma arakhot October 1979.
33. انظر، Ezra Zohar, In the Regime s Pliers (Shikmona, 1974) Motti Heinrich, Do We have a Chance Israel, Truth Versus Legend (Reshafim, 1981).
34. انظر، Henry Kissinger, "The Lessons of the Past," The Washington Review Vol 1, Jan. 1978 Arthur Ross, "OPEC s Challenge to the West," The Washington Quarterly, Winter, 1980 W-alter-Levy, "Oil and the Decline of the West," Foreign Affairs, Summer 1980 Special Report--"Our Armed Forces-Ready´-or-Not?" U.S. News and World Report 10/10/77 Stanley Hoffman, "Reflections on the Present Danger," The New York Review of Books 3/6/80 Time 4/3/80 Leopold Lavedez "The illusions of SALT" Commentary Sept. 79 Norman Podhoretz, "The Present Danger," Commentary March 1980 Robert Tucker, "Oil and American Power Six Years Later," Commentary Sept. 1979 Norman Podhoretz, "The Abandonment of Israel," Commentary July 1976 Elie Kedourie, "Misreading the Middle East," Commentary July 1979
35. وفقاً للأرقام التي نشرها ياكوف كاروز ويديعوت أحرونوت في 17/10/80 ، فإن مجموع الحوادث المعادية للسامية التي سُجلت في العالم في العام 1979 كان ضعف العدد المسجل في العام 1978. في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا كان عدد الحوادث المعادية للسامية أكبر بعدة مرات في ذلك العام. في الولايات المتحدة أيضاً، كانت هناك زيادة حادة في الحوادث المعادية للسامية التي تم الإبلاغ عنها في تلك المقالة. للاطلاع على معاداة السامية الجديدة ، انظر ل. باربرا توكمان ، "They poisoned the Wells," Newsweek 2/3/75.
36. Yitzhak Rabin. Pinkas Sherut, (Ma ariv 1979) pp. 226-227
37. انظر تقارير الصحف العربية التالية: الثورة، سوريا 12/20/9 ، الأهرام، مصر 12/30/79، البعث، سوريا ، 5/6/79. يبلغ متوسط عمر حوالي 55٪ من العرب 20 سنة فأقل، و70٪ من العرب يعيشون في إفريقيا، و 55٪ من العرب تحت 15 سنة عاطلين عن العمل، و33٪ يعيشون في مناطق حضرية، Oded Yinon, "Egypt s Population Problem," The Jerusalem Quarterly, No. 15, Spring 1980
38. انظر، E. Kanovsky, "Arab Haves and Have Nots," The Jerusalem Quarterly, No.1, Fall 1976, Al Ba ath, Syria, 5/6/79.
39.مصدر سابق Yitzhak Rabin. Pinkas Sherut, (Ma ariv 1979) pp. 226-227



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شارون إلى شارون: منظومة التخطيط المكاني والفصل في إسرائيل ...
- السياسة النرويجية تجاه فلسطين: تاريخ موجز
- -لست سوى واحدة منهم فقط- حنّة آرنت بين اليهودية والصهيونية : ...
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ...
- على جدار النكسة: الوعي الذاني بالهزيمة
- حرب إسرائيل السرية ضد المحكمة الجنائية الدولية: تسع سنوات من ...
- لماذا سأتخلى عن جنسيتي الإسرائيلية.
- ورقة عمل سياسية: خيارات سياسية تجاه السكان المدنيين في غزة. ...
- نظام الذكاء الاصطناعي -لافندر-: كيف تقتل إسرائيل الفلسطينيين ...
- العيش على حساب الآخرين: -يموتوا بستين حفض، المهم تزبط البلد-
- الصرخة الأولى، أو لماذا يبكي الأطفال: تأملات حول ترامب
- المؤتلف والمختلف بين الولايات المتحدة وإسرائيل في السياسات ا ...
- ثقافة الحاجز بين إرهاب العقل وتقنية الهيمنة
- السلوك الاستعماري وصور الإبادة الجماعية في غزة
- السلوك الاستعماري وصور الإبادة الجماعية في غزة
- ازدراء الغرب لحياة الفلسطينيين: كيف يُنسى!
- السلوك الاستعماري في صور الإبادة الجماعية في غزة
- لا مكان للنقد هنا
- جامعة كولومبيا: تمرد هيئة التدريس وتوقيف طلاب مؤيدين لفلسطين
- في ظل الهولوكوست: كيف تحجب سياسات الذاكرة في أوروبا ما نراه ...


المزيد.....




- فيديو يظهر ضابط شرطة يركل رجلًا في مطار مانشستر، يثير قلقاً ...
- نتنياهو أمام الكونغرس: 7 أكتوبر يوم سيبقى في التاريخ ولن نر ...
- بالفيديو.. محتجون يطلقون الديدان والصراصير داخل فندق -ووترغي ...
- نتنياهو للكونغرس..نصر بغزة وحرب مع إيران
- فصائل العراق تقصف مواقع في إسرائيل
- ماسك ينفي تخصيص 45 مليون دولار شهرياً لدعم ترمب
- الاحتلال يقصف منزل الشهيد محمد مناصرة بمخيم قلنديا
- شاهد.. مستوطن يحاول الاستيلاء على أغنام فلسطيني تحت تهديد ال ...
- -كامالا الضاحكة-.. هل تنجح خطة ترامب في الهجوم على هاريس؟
- الكهرباء تنقطع في الخليج والسعودية تلجأ للنفط الثقيل


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية