|
الارهابيون الجهاديون والعنف الديني
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 8048 - 2024 / 7 / 24 - 23:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحن نعلم ان ليس كل مسلم هو إرهابي، ولكننا نعلم يقينا ان كل ارهابي قاتل وقاطع للرؤوس هو مسلم متشدد منزوع العقل مغسول الدماغ قادم من الشيشان وأفغانستان حتى الجزائر والمغرب ، وتونس والمغرب وفلسطين وسوريا والعراق والسعودية واليمن . من حق كل إنسان ان يتساءل ، لماذا المسلمون المتشددون وأصحاب اللحى الكثة من السلفيين والوهابيين هم الطائفة الوحيدة في عالم الديانات السماوية والوضعية يؤمنون بالعنف والقتل لتحقيق أهدافهم الدينية والدفاع عن الدين والعقيدة تحت مسمى الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن القرآن والرموز الدينية ، يثورون ويقتلون الأبرياء إذا ما انتقدها أحدهم في مقال أو رسم أو بصورة او تصريح او في كتاب، بينما هم يحق لهم بأن يعلنوا بأعلى صوتهم ومن المساجد ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية بأن المسيحيين كفرة يؤمنون بثلاث آلهة وأن كتابهم المقدس محرف، دون أن يحاسبهم قضاء أو حكومة . إنهم يستبيحون دم كل من يمس رموزهم او عقيدتهم بالعنف،بالرصاص او القنبلة أو بحزام ناسف ولا يبالون ! ، خاصة عندما وصلت منظمة داعش الى قمة قوتها وسلطتها في سوريا والعراق، لقد فجروا وحرقوا السفارات والمكاتب الاجنبية في مدن سوريا العراق وغيرها عندما نشرت الدانمرك صورا كاريكاتيرية لنبي الإسلام، وقتلوا اثني عشر صحفيا ورساما في صحيفة شارلي ايبدو، وقتلوا بعض الرهائن اليهود في متجر، وشرطة فرنسيين بينهم شرطي عربي مسلم في باريس، دفاعا عن الله ونبيهم تجسيدا للجهاد الإسلامي. نتساءل هل اله الاسلام ضعيفا لا يستطيع الدفاع عن نفسه وقد أوكل مهمة حمايته للمسلمين ؟ أم نبي الاسلام بحاجة الى حماية وتنزيه من القتلة لقتل من يرسم صوره او ينتقده . ان كانت رسالة ذلك النبي على حق، فلن يحتاج أحد من القتلة للدفاع عنه، بل رسالته ومبادئه هي من تقنع الآخرين المنتقدين بصحتها و توقف الآخرين عند حدهم . الا توجد وسائل عقلانية ومنطقية للدفاع عن الاسلام ورموزه غير العنف والقتل وجز الرقاب وإلقاء القنابل والرصاص ؟ العنف وسيلة ضعيف الحجة لإثبات صحة حجته بالقوة وليس بالفكر. بينما المنطق والتفسير والإقناع بصوت هادئ هو وسيلة صاحب الحق للدفاع والبيان عن صحة عقيدته وقوة مبادئه . العنف عند المتطرفين المسلمين أصبح وسيلة ينبذها كل مجتمعات العالم، والقتل وسيلة يشمئز منها و يستنكرها كل ذي ضمير حي، حتى المسلمين المعتدلين استنكروا ما فعله الاشرار في باريس تنفيذا لطلب من المجرم أيمن الظواهري الذي كلف فرع القاعدة في اليمن القيام بتنفيذ الهجوم . لماذا لا نجد اي انسان في العالم مهما كان مخبولا أو متطرفا متشددا لدينه من المسيحيين او اليهود أو البوذيين او الهندوس او غيرهم - من غير المسلمين - يقوم بعملية إرهابية دفاعا عن دينه وعقيدته ورموزه الدينية سوى المسلمين ؟ ولماذا لا ينتحر اي انسان من أصحاب الديانات السماوية الأخرى او الارضية او الملحدين والوثنيين بحزام ناسف ويفجر سيارات مفخخة ويقتل الابرياء جهادا في سبيل ربه ودينه كي يفوز بالجنة ما عدا المسلمين ؟ لقد أصبحت المساجد الإسلامية هي بيوت تفريخ الارهابيين، و تحولت السجون التي تضم المتطرفين المسلمين الوهابيين والسلفيين جامعات لتخريج أفواج الارهابيين وفاقدي العقل والضمير . ومن يقودهم هم الشيوخ ورجال تجارة الدين . ان شعار الإسلاميين المتطرفين ان العالم مقسم بدار سلم للمسلمين ودار حرب لغير المسلمين، وفُرض على المسلمين الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام في بقاع العالم بكل وسيلة، بالسيف قديما وبالبندقية والقنبلة حديثا . يقول شيخ الارهابيين عمر عبد الرحمن ان الجهاد هو رأس الاسلام، واذا الغي الجهاد اصبح الاسلام جسدا بلا رأس .لأنه من الأساس بني على العنف والقتل. المسلمون يقدسون الورق المكتوب عليه القرآن وليس معنى الآيات، فمن مس كتاب القرآن بغير وضوء فقد فعل شيئا يغضب الله ورسوله، ومن حرق ورق كتاب القرآن، فقد استوجب القتل، لقد فعلوها سابقا، ولكن أهل الكتاب لايقدسون الورق الذي يطبع عليه كتابهم المقدس بل يقدسون كلمات الله ومعانيه المطبوعة على الورق وليس الورق بذاته، لقد حرق الكتاب المقدس في الشارع وأمام السفارة الأمريكية في القاهرة الشيخ المصري المتطرف المدعو أبو إسلام، وقال علنا إمام الناس في الشارع وفي لقاء تلفزيوني بغير خجل أنه سيبعث حفيده ليبول على الكتاب المقدس في الشارع ولم يحدث أي رد فعل أو عنف من اي مسيحي تجاه هذا الشيخ المعتوه، بل قابلوه باستخاف وتجاهل لكونه فعل صادر من إنسان حاقد معتوه لا أكثر . ثم حكمت عليه المحكمة في مصر بالسجن لسنة واحدة فقط بموجب قانون ازدراء الأديان المصري لهذا الفعل . لم يحرق المسيحيون مسجدا أو يقتلوا بحقد ديني مسلما او يعتدوا على احد سوى متطرف أسترالي واحد اعتدى على بعض المصلين في المسجد فحكم عليه بالسجن وكان تصرفا منفردا . المسيحيون لا يقدسون الورق بل كلمات الله المحفوظة في القلوب حتى وإن حرق هذا المعتوه أو غيره مليون كتاب فلن يهتم أحد لفعله . صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة نشرت عدة طبعات تسيئ الى المسيحية والسيد المسيح نفسه، ولم يعرها أحد اهتماما ولم يصدر أي رد فعل عنيف تجاهها، فالكلاب تنبح واخيرا تسكت. الحكومات الأوروبية لا تعاقب على نقد الأديان في وسائل الإعلام . متى يرعوي أولئك المخبولون من المتطرفين الإسلامويين، ومتى يتساوون في الحضارة والعقل مع البشرية المتحضرة ؟
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معاني أسماء الأشهر الرومانية
-
ما قاله القرآن عن المسيح وأمه
-
الجهاد بالكلام ليس طريقا للنصر
-
حماس وانتصاراتها المزعومة
-
نظريات بدء الحياة
-
النظرية النسبية لأينشتاين
-
سورة مريم في القرآن
-
النبي محمد من وجهة نظر المؤرخة باتريشيا كرونة
-
مقارنة في الأديان الكتابية
-
ازمة البطريرك ساكو وريان الكلداني
-
اسرار الخلق هل لها جواب ؟
-
تعليق على القرآن -1-
-
هل تأتي الكوارث والمصائب من الله ؟
-
تاريخ الإسلام الغامض
-
ما أخذه الإسلام عن اليهودية
-
نواقص في الحدود والتشريع القرآني
-
اخطاء القرآن في سورة مريم
-
نظريات حول اصل القرآن
-
بدعة التقليد الشيعي وعبادة المرجع
-
سبب الاختلافات في قراءات القرآن
المزيد.....
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|