أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - سوريا: غزوة الضباط الأحرار














المزيد.....

سوريا: غزوة الضباط الأحرار


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 8048 - 2024 / 7 / 24 - 13:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يحتفل البعثيون والمستعربون والقوميون ومن في حكمهم، من أصحاب التيار الظلامي الرجعي العروبي البدوي، سنوياً، وفي مثل هذا اليوم، بما يسمى عيد الوحدة وذلك في الثالث والعشرين من تموز/ يوليو من كل عام، باعتبارها ذكرى طيبة ومناسبة عزيزة وغالية على قلب كل "عربي" حسب الخطاب إياه، وأن تقويضها ونهايتها من قبل الانفصاليين الوطنيين الأحرار في العام 1961 كان عبارة عن مؤامرة على العرب والعروبة والقومية العربية، حين عادت سوريا لمكانها الطبيعي كدولة مستقلة ذات سيادة وتحرّرت من الطغيان والاستعمار والاستبداد الناصري وجهاز "المباحث" المصري الشرير الذي نكـّل بالوطنيين السورين أيما تنكيل، ومن أغرب مفارقات هذه "الوحدة" أن الحزب القومي العروبي الذي كان يطالب بالوحدة العربية "بعث الشام" وبني أمية، وهو غير "بعث العراق" وبني العباس، ويدعو لها ووضعها كأول شعار في أهدافه كان أو ضحايا المقصلة والمبضع الناصري بأن تم حظره وحله كشرط مسبق بين القوتلي وناصر، ومع ذلك فسرعان ما انتقم لها بعثيو سوريا في انقلاب عسكري بوليسي في مارس / آذار من العام 1963، وعلى غرار ضباط مصر الأحرار الذين أطلقوا على انقلابهم العسكري غير الشرعي واللا دستوري ثورة يوليو، أطلق بعثيو سوريا على انقلابهم على الدولة والدستور اسم ثورة الثامن من آذار المجيدة، الذي أصبح يوماً شبه مقدس في ذاكرة ووعي السوريين حيث أعاد ضباط البعث الأشاوس سوريا إلى سكة الاستبداد والديكتاتورية والدولة الفاشية الأمنية العسكريتارية البوليسية على النمط الناصري الذي استنسخوا أسوأه بحرفية مطلقة.
عملياً لم تكن تلك الحركة الناصرية سوى عملية ضم وإلحاق لسوريا بمصر يومذاك، واستعمار بشكل آخر، والأهم من ذلك كله عسكرة البلد وتحويلها لدولة بوليسية أمنية قمعية فاشلة حيث ألغى الطاغية ناصر الأحزاب وعطـّل الدستور وألغى الأحزاب والانتخابات والصحف والحياة البرلمانية وقضى على كل أشكال الحياة المدنية ليستبد بسوريا ويقوم بحكمها حكماً فردياً ديكتاتورياً استبدادياً استثنائياً ما استدعى تحرك بعض الضباط الوطنيين الذين قاموا بما أطلق عليه حركة الانفصال بعد معاناة ثلاث سنوات 1958-1961 من "وحدة عربية" فاشلة لم تكن حقيقة سوى مغامرة وغزوة ونزوة سلطوية من نزوات المستبد ناصر العاشق والمتعطش للسلطة والتوسع وبناء الدولة الإمبراطورية والنرجسي الحالم بحكم شعوب المنطقة من "المحيط الهادر إلى الخليج الثائر (الشعار السخيف والمضحك إياه)، وهو العسكري الغر الفاشل الذي لم يجن سوى الهزائم والنكبات في اليمن وسيناء وما تسمى نكسة حزيران.
لم يكن لناصر، كما لأي حاكم عسكري في المنطقة، إلا الجعجعة والصراح والتهديد والوعيد للقوى الإقليمية والدولية بتدميرها والقضاء عليها ورميها في البحر فلم يجد نفسه في نهاية المطاف إلا مرمياً في مزابل التاريخ، حيث لم يحقق أية إنجازات وطنية سوى الجلوس على ركام خرابة ووطن فقير جائع مهمـّش منهك شبه مدمر، ونقل مصر أيام الدولة الملكية من دولة مدينة تتقدم دول العالم على كثير من المؤشرات إلى دولة مفلسة مقفرة بشعب جائع خائف مرعوب من "زوار الليل" المتأهبين دوما لتغييبه وراء الشمس فيما لو نبس ببنت شفة عن جرائم الديكتاتور.
لم يترك ناصر أي أثر أو معلم سياحي أو عمراني أو منجز اقتصادي وعائد طيب في سوريا، ولا يمكن أن ترى أي شاهد مادي على هذه الوحدة سوى الإرث السلطوي القمعي البوليسي الديكتاتوري المخابراتي الفاشل، وبكل أسف وحسرة ورغم فشل التجربة الناصرية على نحو كارثي وانهيارها، استنسخ البعث السوري، المتيم بالفكر القومي العروبي والولهان بحلم "الأمة الواحدة"، (تصور خرافي طوباوي وفكرة سلفية إسلامية لكيان سياسي تقطنه مجموعات عرقية وقبلية تنحدر من نسل واحدة وتؤمن بعقيدة "ديانة" واحدة)، ومن يومها انتهت سوريا عملياً كدولة مدنية برلمانية ديمقراطية تداولية ودخلت في النفق المظلم المعروف وتحولت لديكتاتورية فاشية منذ غزاها واحتلها الضباط الأحرار بقيادة الطاغية المجرم ناصر العام 1958 حيث أدخل وأطغى عليها أنموذج الدولة البوليسية العسكريتارية المخابراتية القمعية الاستبدادية وعبادة وتأليه الفرد الأوحد والقائد الملهم تحت مسمى العروبة وغطاء الوحدة والثوب القومي الإسلامي الرجعي البدوي، ومنذ ذلك التاريخ، زمن إلغاء الحياة المدنية والصحافة الحرة والأحزاب والبرلمان المنتخب لم تعد دولة طبيعية وفقدت دورها الريادي والطليعي في المنطقة والعالم وتحولت لدولة هامشية فاشلة وانهارت كدولة مدنية ودولة مؤسسات بات يديرها العسكر والجنرالات وفروع المخابرات بدلاً من الخبراء والتكنوقراط وخرّيجي الجامعات.
وهذا ما جلبه لأمه غراب العروبة ومسخرة الاستعراب...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الغدير: أعظم أعياد العلويين(النصيرية)
- خرافة أمة المليار
- ال DNA وخرافة خلق الله
- الكسوف والخسوف: أكبر دليل على عدم وجود الله
- من هو التكفيري والعنصري إسرائيل أم ثعابين حماس؟
- C/V لمسؤول بدولة فاشلة
- أعياد النصيرية -العلويين- بين الأمس واليوم
- يسقط حكم للعسكر
- روسيا: نمر من ورق
- أيها الجنرالات: كفى عودوا لثكناتكم
- تدشين الحنفية والفشخرة البعثية
- فقعة ضوء: الله لا يرحمك ولا يرحمه
- لغدير: أقدس أعياد النصيرية -العلوية-
- الغباء الوطني والعقل الترللي
- طوني خليفة والمستشار الحردان: كيف يصبح الحذاء عمامة؟
- كذبة وخرافة الوطن العربي
- قراءة اولية في التشكيلة الوزارية التركية
- خرافة الديمقراطية العلمانية بالمجتمعات الدينية
- استنزاف بوتين: تكتيكات واستراتيجيات الحرب
- لهذا السبب لن تندحر الإمبريالية: السقوط الحتمي لعالم الأقطاب


المزيد.....




- الإعلام الحكومي بغزة: العدوان الإسرائيلي على خان يونس أودى ب ...
- الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يتعرض لمحاولة اغتيال ...
- بوحفص فضلاوي .. حكاية طالب بكالوريا ألهم بمثابرته الجزائريين ...
- الألعاب الأولمبية: رجال أمن مغاربة وقطريون لحماية الألعاب وف ...
- فيديو يوثق لحظة قتل أمريكية سوداء على يد شرطي وبايدن يعلق
- الشرطة المالية الإيطالية تضبط 121 مليون يورو من أمازون بتهمة ...
- المعارضة الجزائرية تندد بـ -المناخ الاستبدادي- المحيط بالانت ...
- المستشار شولتس ينوي الترشح لولاية ثانية رغم تراجع شعبيته
- بعد موجة الانقلابات.. هل اقتربت نهاية مجموعة -إيكواس-؟
- ليبيا.. طائرة روسية تحمل شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية ت ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - سوريا: غزوة الضباط الأحرار