أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عودة - اغتيال الذاكرة














المزيد.....

اغتيال الذاكرة


سامح عودة

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف علينا أن نستمر هكذا ؟
ونحن وطن شاسع الامتداد أبوابه مشرّعة لمهب الريح ، أدمته الجراح ، فسال منها الدم الذي لا يمكن للذاكرة مهما تلبدت بالمفردات الحزينة ومهما كثرت أن تختزله او تنساه .
في حالتنا : وطننا مفتوح على كل الاحتمالات ، الاستعمار الجديد او التقسيم وعلى الصدفة أحيانا ، ولا ندري ماذا يخبئ لنا القدر غداً ، لذلك من الضروري أن نكون جادين في أن نخطوا خطوات ثابتة واضحة المعالم نحو الهدف المنشود لا نزيغ عنه قيد أنمله بحنكة وذكاء .
ماذا نريد ؟
ومن نحن ؟
أسئلة مفتوحة لا نجد لها إجابات على الأقل في الوقت الحالي ، فعلى ما يبدو أن ذاكرتنا قد فقدت الكثير من لياقتها ورونقها الذي كان في يوم من الأيام ساحراً ، فبدأت تمر السنون والأيام الخالدة عبر شريطها وكأنها طيف خيال بعيد المنال ، او أضغاث أحلام ، تمر بنا أحداث عظام ومنعطفات تاريخية شكلت انعطافا في حياتنا وفي واقعنا لا نلقِ لها بالا .
لا ادري ما هو السبب أو الأسباب ؟
فهل السبب عيب فينا أم عيب في الذاكرة ، التي أصبحت هرمة فأكل عليها الدهر وشرب ، او أنها لا تستوعب أجندتنا العظيمة !!!! عبر صفحاتها ، أم نحن لا نريد لها أن تستعيد شريط الأحداث ، فتذكرنا بعجزنا وضعفنا .
لقد كانت يوما من الأيام مشرقه كنا فرحين بها وكانت فرحة بنا ،وأمام محاولات شطب تاريخنا المشرق وإلغاء مستقبلنا وقفت ذاكرتنا بعنفوان مثل جبل شامخ في وجه لصوص التاريخ وقطاع الطرق المارقين عبر تاريخنا ، وأما الآن وبعد ما حل بنا في زمن اغتيالنا ونفينا ، فلم نقف مدافعين عنها بل حتى قد نكون مساهمين في اغتيالها .
لكن الى متى سنبقى نغتال ذاكرتنا بأنفسنا وندفن صفحاتنا تحت التراب ؟
تمر بنا الذكريات والأحداث المشرقة والمحزنة في التاريخ ولم نلق لها بالا أو أننا نحاول اغتيالها او شطبها من الذاكرة ، ربما بسب الخوف ، أو لأي سبب آخر لن يكون مقبولا مهما كان على الأقل بالنسبة لي .
بالأمس كانت ذكرى صبرا وشاتيلا المؤلمة ومر الحدث وكأنه يوم عابر في تاريخنا ، يوم اكتسى بالدم فتناسينا سكين الجزار الذي ما زال جاثما على أعناقنا يسوقنا على المذبح كما الخراف ، ماذا فعلنا لصبرا وشاتيلا ؟ هل تذكرناها كما يجب أن نكون أوفياء لدماء الشهداء ؟
وقبل أيام مضت مرت ذكرى انتفاضة الأقصى كيوم عادي في تاريخنا وكأنه لم يكن ، وكان شارون لم يدنس باحات المسجد الأقصى ، وكان الدماء لم تسل في ذلك اليوم .
لكن ما أثارني وجعلني افقد صوابي وتتلاطم الأفكار في راسي كالأمواج العاتية مرور ذكرى تشرين المجيدة المشرقة في تاريخ امتنا ، ذكرى كتبت بدماء الرجال ... الرجال ... مرت هي الأخرى وكأنها ذكرى عابرة كباقي الذكريات التي نطويها دائما طي السجل .
تاريخنا حافل بالمحزن والمبكي من الأحداث ، لكنني أرى أننا نحاول اجتياز تلك الأحداث متعمدين وكأنها لا تعنينا ، كنت أتوقع كثيرا من الأقلام التي اعرفها شريفه طاهرة أن تكتب قصائد وخواطر بمداد الدم ، كما توقعت من إعلامنا العربي أن يكون أكثر جرأه وموضوعية في التعامل مع هذه الأحداث .
كم أنا خائف على هذه الذاكرة أن تُغتال أكثر فأكثر فننسى يوم ميلادنا ، وننسى أحداث هامة في حياتنا ، بالأمس القريب كنا نرقص ونغني لها فرحا ...
أخاف عليك أيتها الذاكرة في العام القادم أن يأتي 12 تموز .. يوم صمد الرجال في ساحة الوغى يوم كتبوا أسطورة النصر المبين ببنادقهم ودمائهم الزكية ،النصر الذي غاب طويلا عنا ، يوم داسوا تحت أقدامهم الطاهرة أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، أخاف أن يمر هذا اليوم وكأنه يوم عابر في تاريخ شعب عابر ، فنغتال نحن والذاكرة .
اعذروا هذه الذاكرة المهترئة أيها الشهداء إن نسيتكم يوما ما .



#سامح_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عودة - اغتيال الذاكرة