|
معركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس..
حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 23:44
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
تجاوز القمع كل الحدود ببلادنا وكذلك الاستغلال وكل أصناف الاضطهاد (أخي، تجاوز الظالمون المدى؛ فحقّ الجهاد وحقّ الفداء). وما تعرض له عاملات وعمال سيكوميك بمكناس من ترهيب وتأبيد لمعاناتهم (ما يزيد عن ثلاث سنوات) يطرح العديد من الأسئلة ذات الإجابات المفضوحة (تفسير الواضحات من المفضحات). - السؤال المفضوح الأول: من يحمي الباطرون ويسمح له بتقتيل العاملات والعمال وعائلاتهم على مسمع ومرئ العالم (صار العالم قرية صغيرة في ظل التطور التكنولوجي)؛ - السؤال المفضوح الثاني: أين الأحزاب السياسية، وأقصد تلك التي تدعي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة من موقع اليسار؟! - السؤال المفضوح الثالث: لماذا صمْت النقابات القطاعية والمركزية في شخص قياداتها عن الإجرام الذي يطال العاملات والعمال وعائلاتهم؟! - السؤال المفضوح الرابع: لماذا صمْت/سكوت المناضلين الذين يدّعون الانتماء الى "اليسار الجذري" في صفوف النقابات، مركزيا وقطاعيا؟! - السؤال المفضوح الخامس: أين كافة المناضلين، ومن بينهم من يدعي الانتماء الى "اليسار الجذري" من خارج النقابات؟! إنها أسئلة محرجة تتردد على جميع الألسنة وبخلفيات مختلفة. شخصيا، أتبنى هذه الأسئلة إذا كانت محكومة بخلفية نضالية، لأنها تلامس واقعنا وحقيقتنا، شئنا أم أبينا. - أولا، أعترف بتحمل جزء من المسؤولية الى جانب الرفاق من نفس الخندق السياسي والإيديولوجي. ففقط كوننا نحمل لقب مناضل ثوري، يفرض علينا الأمر الدعم الملموس لهذه المعركة النضالية وكافة معارك بنات وأبناء شعبنا، وفي المقدمة العمال والفلاحين الفقراء (لا نحمل المسؤولية للآخر ونعفي أنفسنا). وتجاوزا للتعاطي العاطفي والانتهازي مع المعارك البطولية، نضع أنفسنا رهن إشارة كل المبادرات النضالية الداعمة لها؛ علما أن العديد من الرفاق، وخاصة بمكناس، منخرطون في معركة عاملات وعمال سيكوميك، كل من موقعه وحسب طاقته؛ - ثانيا، لا نخفي عجزنا عن تقديم الإجابات النضالية الحاسمة ولا نختبئ وراء الضعف أو العجز، لذلك نعبر عن استعدادنا المبدئي لدعم المعركة حتى النصر، إعلاميا وسياسيا... إن المعركة أكبر منا؛ فقط، متى ندرك أن جل المعارك أكبر منا؟ لأن المناضل الفرد لا يملك العصا السحرية، والإرادة وحدها أو الاقتناع وحده لا يكفيان لإنجاح معركة يتكالب عليها النظام وحواريه.. وما يجب أن ندركه حقيقة هو متى نرقى الى مستوى هذه المعارك التي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؟ - ثالثا، لا نراهن على القوى السياسية من اليمين ومن اليسار، مع بعض الاستثناء يسارا. وهو نفس الشيء بالنسبة للقيادات النقابية والجمعوية البيروقراطية (لا رهان عليها)، بمن في ذلك المحسوبة على اليسار أو "اليسار الجذري". وبدل التشبث بوهم انخراطها في المعركة أو دعم هذه الأخيرة وجب فضحها. فالفضح يجبرها على الاصطفاف/الفرز بوضوح الى جانب الجهة التي تتقاسم وإياها نفس المصالح الطبقية وحتى الفتات الطبقي. والمقصود بالفضح تعرية تواطئها وتخاذلها وبالتالي تقديم بدائل نضالية من أجل انتصار قضية عادلة عمرت طويلا. فماذا يمنع "التمثيليات" السياسية والنقابية والجمعوية المناضلة من خوض اعتصام متواصل (اعتصام مفتوح) الى جانب العاملات والعمال حتى فتح حوار جاد ومسؤول تتم على أرضيته تلبية كافة المطالب العادلة والمشروعة، ثم تشكيل لجن تضامن محلية وجهوية ووطنية وتنظيم وقفات ومسيرات داعمة بمكناس والرباط في حالة استمرار التعنت والتجاهل؟ وذلك ما لا ولن نتردد في الانخراط فيه قلبا وقالبا وبكل مسؤولية نضالية.. - رابعا، إن معركة عاملات وعمال سيكوميك مسّت صلب الموضوع، أي الإجرام الذي تمارسه الباطرونا عموما في حق العمال في خضم الصراع الطبقي. وليس باطرون الشركة إلا عنصرا ضمن عناصر لها نفس الامتيازات الطبقية. وسقوط باطرون واحد هو إعلان عن بداية سقوط الباطرونا، وهو ما لا تسمح به هذه الأخيرة وسيدها وحاميها النظام القائم، لأنها قاعدته الطبقية الداعمة والمغذية. والحديث عن الباطرونا يقودنا الى القيادات النقابية البيروقراطية، فمن بين هذه الأخيرة باطرونا بكل المقاييس العلمية المحددة لها. ولنفتحص مالية النقابات، سواء القطاعية أو المركزية. ولنعلن نتائج ذلك أمام الملأ، انسجاما وما يسمى بالشفافية أو "الحق في المعلومة". ولتكن البداية مع المركزية النقابية التاريخية الاتحاد المغربي للشغل ("فخر" الانتماء، وأي فخر!!) المؤسسة في 20 مارس 1955، وحتى قبل إعلان الاستقلال الشكلي... - خامسا، يُخجلنا أن يستمر "مناضلون" (رفاق) في صفوف النقابات القطاعية والمركزية، فرحون بمواقعهم، دون أن يرفعوا صوتهم عاليا تنديدا بتواطؤ وتخاذل القيادات البيروقراطية. فالانخراط في معركة لا ينوب على الانخراط في معركة أو معارك أخرى أو دعمها بما في ذلك فضح العدو المشترك الواحد، أو يبرر عدم الانخراط فيها. لا ندعو المناضلين أو الرفاق الى هجر العمل النقابي، بل نحث على ممارسته من موقع منظم وفي كفاحيته (انتزاع الحقوق وتحصين المكتسبات واستشراف الآفاق) وبما يفضح التواطؤ ضدا على المصالح الطبقية للعمال، وهي مصالح واحدة في هذا القطاع الاجتماعي أو ذاك (التعليم والصحة وباقي القطاعات الإنتاجية).. كل النصر لمعركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس، ومزيدا من الصمود.. وكل المناشدة للمناضلين بالخارج للمساهمة في التعريف بالمعركة ومؤازرتها وفضح النظام القائم الذي يرأس مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وخاصة في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية... إن وقفات بالخارج مطلوبة اليوم قبل الغد أيها المناضلون، أيها الرفاق. فوسائل التواصل الاجتماعي وحدها غير كافية أمام الإجرام المتواصل... النصر لكل معارك بنات وأبناء شعبنا..
#حسن_أحراث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما لم تنجح خطة -فرِّق تسُد- يوم 20 يوليوز 1984..
-
يدعون مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني ويباركونه ببشاعة..
-
فرنسا: جيلي جون أم جيلي نوار؟!
-
لم يعُد المجال يسمح بالهزل..!!
-
المواجهة المباشرة..
-
لنا فوق الأرض رفاق وتحتها رفاق..
-
الانتفاضات الشعبية، انتفاضة 20 يونيو نموذجا؛ والوصفات والمسي
...
-
السياسي/ة الناجح/ة اليوم..
-
معركة عاملات وعمال شركة سيكوميك بمكناس: أين التضامن العمالي؟
-
الصِّدق النضالي بين الأمس واليوم..
-
التضامن الشكلي..
-
حوارٌ مع مُتقاعدٍ -قائد-..
-
الجبهة الاجتماعية المغربية، غائبةٌ أم مُغيَّبة؟!!
-
حكايتي مع التوقيف: من حنة الى أخرى..
-
الموقوفون مرآتنا..!!
-
07 ماي 1984، انطلاق محاكمة مجموعة مراكش..
-
ماذا بعد فاتح ماي 2024؟
-
فاتح ماي 2024 بطعم الحنظل..
-
اجتهاد -عباقرة- سوق الخميس بمراكش..
-
في ذكرى الشهيد محمد ڭرينة (45)..
المزيد.....
-
هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ
...
-
-فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق
...
-
إضراب عام في اليونان بسبب الغلاء يوقف حركة الشحن والنقل
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
مفاجأة كبرى.. مقدار زيادة الأجور في المغرب وموعد تطبيقها ومو
...
-
أردوغان يتعهد بزيادة الحد الأدنى للأجور تفوق التضخم في 2025
...
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر؟.. وزارة المالية تُجيب
...
-
“الحكومة العراقية” تُعلن موعد صرف رواتب الموظفين وسبب التأخي
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|