أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب !














المزيد.....

هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب !


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إستمع أولاً للتيكتوك (حَوالي ثلاث دقائق) :

https://vm.tiktok.com/ZMrmBLubL/


نرجسية و أنانية جماعية حتى في الدعاء ! الخُطب المسجدية و دروس الوعظ و الإرشاد الديني عندنا، في الغالب تخلو من أي دعاء بالخير على وجه عام لغيرنا. و هناك مَن أفتى بأن تهنِئة هؤلاء بمُناسبة أعيادهم مُحرَّمة و بالتالي فهي تُغضب و تُسخط الله. في البدايات الأولى لما اصطُلح على تسمِيته بجائحة كورونا وقعتُ على هذا الطلب الغريب من رب العالَمين : « اللهم ارفع الوباء عن المسلمين. » سُحقاً و تَباً و بُعداً لهذا النمط البغيض من "التديُّن" لأنه مصبوغ بأنانية لا مثيل لها في الكون… الأمر الغريب فِعلاً بشأن مَن أُفضِّل تسمِيتَهم بالمُتأسلمين، خاصة أولئك الذين يرفضون بل يستبشعون الدعاءَ بالشفاء من مرض للإنسان المُختلف عنهم في الديانة الظاهرية و أعني بالديانة الظاهرية جُملةَ العباراتِ المُتلفَّظ بها و الطقوسِ و الشعائرِ المُمارَسة أثاء التعبُّد سواء أكان فردياً أو جماعياً، الأمر الغريب هو أنهم يشكون مِمَّا يسمُّونه الإسلاموفُوبيا… هل فهمتُم لماذا أدعيتُنا لا تُستجاب ؟ هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب ! إرحَمْ مَوْتى المسلمين، اشْفِ مَرْضى المسلمين، أفهِمْ حَمْقى المسلمين، اسْقِ عَطْشى المسلمين، أطعِم جَوْعى المسلمين : لم أسمع طيلة حياتي إماماً في خُطبة أو شيخاً في محاضرة دعا بالخير لعُموم خَلق الله. الدعاء الوحيد للغير المسموح به عندنا يتلخص فيما يلي : « اللهم عَمِّم ما نحن عليه ("الهداية الربانية" التي ننعم بها وحدنا…) على كافة مَن في الكون. » كذلك يكاد يستحيل أن تسمع عندنا، بشأن نظيرنا في الخَلق الذي نُسمِّيه دون مبالاة بـ"الكافر" ، عبارة إطراء ذات طابع ديني مثل : "بارك الله فيه" أو "جزاه الله خيراً". أحد كبار أئمة الدين في عصرنا يُحرِّم لعن الدَّواب و حتى الجمادات، في المقابل يُقر و يُجيز فضيلته سبَّ و لعنَ أغلب المخلوقات الآدمية ! لأن أغلب الآدميين هم في نظره مجرَّد "كفار" و سماحتُه لا يرى أي مَنقَصة في لعن "الكفار"…

يوجد في فيديو نداء لفلسطيني غزاوي مُوَجه لإخوانه في الدين. كلامه لَومٌ شديد و تأنيبٌ لهؤلاء و خلاصته : « نحن لسنا كفاراً، بل مسلمون مثلكم، فلِمَ هذا الخذلان ؟ » يا أخي : "كفار" نفعوك و خدموك و ناصروك و دافعوا عنك أفضل من أغلب المُتأسلمين… هذا الشخص المسكين الذي كان يتكلم بحُرقة نسي تماماً، لأنه ما تربَّى على الإنسانية الواسعة الرحبة التي لا تقف عند حدود الهوية العرقية أو الثقافية أو الدينية، شُركاءَه في الوطن و الذين يُشاطرونه المأساة و الكفاح : الفلسطينيين المسيحيين. قبل فترة أحد مَن يُسمِّيهم هذا الغزاوي "الكفار" أحرق نفسه احتجاجاً على مذبحة غزة. أود أيضاً أن أُذكِّره بأن الذين رفعوا دعوى قضائية ضد ظالميه أمام محكمة العدل الدولية هم من الذين ينعتُهم بالكفار ! كم أتمنى أن تُترجم صرخته إلى كل اللُّغات التي يتحدث بها البشر، لعل ذلك يُسهم في ردنا إلى جادة الصواب فيما يتعلق بنظرتنا للغير… لأن كلامه التَّوْبيخي المُوَجه لمن يُسمَّون بالمسلمين، يعني ضِمناً، حتى و إن لم يقصد ذلك فعقله الباطن هو المُتحدث : « يا مسلمين خِذلانُكم أو قِلة اكتراثكم لحالنا، يمكن تفهُّمهما و استساغتُهما لو كُنا كفاراً » ! هكذا سيتلقاه و يفهمه الرأي العالَمي… قلت في نفسي لهذا المسكين : "الكفار" على مستوى المعمورة خرجوا في مظاهرات حاشدة نُصرةً لقضيتك و هم يجمعون لك المساعدات من خلال منظماتهم الإغاثية و جمعياتهم الخيرية، لقد أغرقوا المواقع و الصفحات الإلكترونية بالمنشورات و الفيديوهات التي تُعرِّف و تُحسِّس بمأساتك و هم يدعون و يُصلُّون من أجلك في معابدهم "الكافرة". هل ندعو في مساجدنا لكُل المظلومين و المُعذَّبين في الأرض ؟ أتمنى أن أرى و أبلُغ اليوم الذي يتحوَّل فيه عندنا هذا الدعاء « اللهم اشفِ مرضانا و مرضى المسلمين » إلى « اللهم اشف مرضانا و مرضى العالَمين » إذ بدون التفكير و الإهتمام بكافة الخَلق لن يُستجاب لنا دعاء…


« إذا لم تكُن، أيها المُسلم، في قلبك و فكرك و عملك، رحمة للعالَمين، فأنت على طريقٍ غير طريقِ رسولك محمد - صلَّى الله عليه و سلَّم -، فقد قال له ربه الذي أرسله : "و ما أرسلناك إلاَّ رحمةً للعالَمين". » (عصام العطار)

« ليس هناك خطأ أكبر من عدم الإعتراف بالخطأ. » (حكمة الصينية)

« مَن يمتلك شجاعةَ الإعتراف بالخطأ، يمتلك القدرةَ على تغيير ذاته. الإعتراف بالخطأ ضرورة تربوية و أخلاقية، الخوف من الإعتراف بالخطأ خوفٌ من التغيير. » (عبد الجبار الرفاعي)



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديس و تقليد «السلف الطالح» مرفوض قطعاً !
- داعش… و ما أدراك ما داعش !
- لست المهدي المنتظر
- « لِمَ هذا الخذلان ؟ نحن لسنا كفاراً، نحن مسلمون ! »
- تحيَّة لإنسان عظيم
- تعليق بريء على دعاء…
- سنة جديدة طيِّبة للجميع
- شتان بين -الكونفوشِيُوسِيين- و -المُحمَّدِيين- مع الأسف !
- «يحرم و لا يجوز الترحُّم على غير مسلم» : كيف يصدر هذا عمَّن ...
- عنصرية حتى في الدعاء !
- أخشى أن يكون أكثرُنا للحق كارهاً !
- لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها مهما كلف ذلك…
- آن الأوان !
- الإرهاب التكفيري : أسبابه و علاجه
- أقترح على المبشِّر صاحب البرنامج القديم «سؤال جريء» أن يتناو ...
- جوهر المشروع التنويري الأصيل
- عاجلاً أو آجلاً، الصدق محمود العواقب ؛ عاجلاً أو آجلاً، الكذ ...
- فليسقطْ حُكم الرِّدة المُجرم !
- إسلام الأنوار هو طريق الخلاص
- ضرورة أن ننتقل من نقد يُكرِّر نفسه و مُوغل في السَّلبية إلى ...


المزيد.....




- -دولة إسلامية نووية-.. هجوم نائب ترامب على بريطانيا يضع ستار ...
- طفلك هيبقى مشغول بيها دايما .. إليك تردد قناة طيور الجنة على ...
- الجيش الإسرائيلي يستدعي ألفا من اليهود الحريديم للخدمة
- مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
- Toyor Al Janah تردد قناة طيور الجنة 2024 ” نزلها الآن بأحدث ...
- حملة يهودية ضد نائب فرنسي يعارض تواجد الإسرائيليين بالأولمبي ...
- أوقات ممتعة وسعيدة … استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبى 2024
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات بالطيران ا ...
- صحف عالمية: عائلات أسرى تلاحق نتنياهو بواشنطن وحكومته تغير ت ...
- بزشكيان يتقدم بالشكر إلى قائد الثورة الإسلامية


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب !