أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - كلمات مبعثرة في زمن متهالك














المزيد.....

كلمات مبعثرة في زمن متهالك


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"تجردت الكلمات من طقوسها الإنسانية، سقط إلانسان في هاوية عميقة سحيقة، والموت اصبح شريكا في حفل عرسها".


بالكلمات .... نسرق قلوب وجيوب وممالك، يجرد الإنسان من حريته ليصبح عبدا مطيع، يقاد البشر كالقطيع، ترتكب المعاصي والمأثم والموبقات ، تسقط أمم وشعوب وتقاد في بحور في الأوهام والوعود ، تزين الشرور ويسخر البشر كعبيد، نسرق حريتهم كرامتهم واحلامهم...الخ .تعلمنا أن: "خير الكلام ما قل ودل"، لكن وجدت في ثرثراتهم البائسة متعة مارسة البغاء بالكلمات.
تعلمنا : " رب كلمة قالت لصاحبها دعني"، اتراهم فهموا المعنى والمضمون، الا يدركوا خواتم عواقب الأمور. فهل قيل هذا المثل لتتبع كيف فهم الاخرون أخطائنا وكشفهم لها. فهمت أن هدفهم المبيت القائم على التهديد وزراعة الخوف بداخل الإنسان ليبتعد عن الكلام النبيل. قالوا لي: "الإنسان بأصغريه قلبه ولسانه"، ادركت أن اللسان السالك في طهارة الحرية والقلب الجريء الممتلىء بالمحبة كانا هدفا لنواياهم البعيدة عن الفطنة والذكاء.
في سراديب الكلام طنين مزق اذني. عقلي لا يقدر على النفاق دوار خفيف يلفني متحدث متمكن من اللغة ومفراداتها وقواعدها يتحدث بلباقة يزرع بذور متعددة الألوان تبرق السماء لمعانها ترعد كلماتها وتتساقط كالمطر على الشعب الذي صلى منذ عقود وأجيال عسي ارضه ان ترتوى كروحه العطشى للحرية للكرامة للإنسانية وما زال هطول الكلمات مستمر والأرض ترفض ان ترتوي ما زالت عطشى شارفت على الموت والموت لا ينال منها.... يبتعد عنها الموت المتصدع المرهق من ألمها يتمزق ولا تتمزق.
لقد مل التفاؤل من تفاؤلنا، ومل الإنتظار من انتظارنا، وسكوت العاصفة ما زال يدوي وما زالت الكلمات المبعثرة تحملها الرياح الى لا مكان الى لا أمان.قالوا: "الكلمة تنتصر" لم اصدق، في مجالها كيف تنتصر وهمس الضمير لا يسمع؟ تهمس ما بين المنكوب المصلوب على صليب الآلالم والظالم مسافة لا تقصر بينها بل تزداد اتساعا، من يردم الهوة بين الانسان الصادق والانسان الكاذب؟ لا تبنوا جسرا بينهما لان النفاق يطول والجسر متهالك.
اصلى للإله بصوت لا يزعج، لا يسمعه الخطباء الأشراف الأطهار النبلاء ، أخاف أن يكونوا على ابواب السماء واقفون أمام مَن سبقهم من الأرواح الثائرة التي زرعت الحنطة في السهول والجبال على اعتاب السماء، اقف... ادرك ليس من حقي ان اقرع على أبوابها بل انا مدعوا لدخولها بارادتي بلا جلبة بلا ضوضاء.
الكلمات المضيئة تبعث الامل بالحياة اين هي؟ أين نجدها؟ عنترية الكلمات تلوح بسيفها تقتل تسحق الامل المتربع في قلوب البشر. الأمل بأعلى صوته يصرخ من الأودية السحيقة، الأمل يصرخ منذ أجيال وأجيال يتفوه بكلمات غطاها غبار من سرقوا الأرض والحياة.
بين الأمل واليأس يلد طفل. بين الحب والكراهية يلد طفل بين الغنى والفقر يلد طفل بين الحرب والسلم يلد طفل بين الحب والكراهية يلد طفل وما زال الإنسان يسير فوق الكلمات يموج في بحر من الكلمات. كلمات ضبابية مبهمة لا وضوح فيها، من يجرؤ على محوها على مقاومتها على ردها للصواب ملعون ملعون ملعون.
دروب الصدق فسيحة تتسع لرفع نوائب الزمن، لكن كم من خطيب مارق يمارس الكذب يخطط لكروب أعظم، خطط جهنمية في عمقها تمارس شعائر شيطانية وطقوس سحرية بالكلمات كي تمزق صرخاتنا المدوية لا حبيب ولا صديق ولا قريب كل من يسمعها باذنيه ولا يراها بعينيه التي كحلها رماد الموت تجعله دمية بين ايدي الشيطان.
هجرت العالم بسبب ثرثرات متعبة لأعيش كناسك في صحراء ذاتي. بين روحي وعقلي ارسم خطاً نحو العلى لارتقى قبل ان تضيع ذاتي في مفردات الكلام المبهمة. ارغب ان أرى فكرا يغير العالم .كثر المتحدثون التجار وصمت الاحرار أصحاب الكلمة الصادقة الوفية اختلوا بأنفسهم وانزوا. لا مكان في العالم لمن يقول الحقيقة، الحقيقة مكروهة لانها تظهر عورات الانسان. لا تدنوا من الكلمات الصادقة لئلا تتهم انك من خارج المكان والزمان. ضعنا بين قالوا وقلنا مضى دهر ودهور والانسان يعيش في خيمة من ظلال .لا يقوى على الخروج منها أحد لا يقوى على الانتصار عليها أحد، فالظلال خيمة تظلل الكون اكاد ان المسها كل شيء ظل وسراب خداع. جموع من البشر تروح وتجيء على ذاتها المقهورة الغير منتصرة فكيف لا تركع امام الذئاب.
انظر نحو السماء فلا أرى رباً بل نجوم وشمس، كم انا وحيد في عالمي ووحيد أيضا في الكون ولي مع دوران الشمس بين الليل والنهار صديق على الأرض اسمه ظل. نظرت الى أعماق اعماقي وابتعدت عن كل من علمني حرفا كي انتشل ذاتي من عبودية الإنسان، وازلت الألم المتقرح في داخلي وغسلتها من ادران الكلمات التي كانت شباك لي وقطعتها اربا ارب كي اتحرر من عبودية الانسان. احدث ذاتي اسمعها تجيب بحنان وتقول الان أصبحت انسان انت وانا اثنان بل واحد سكنت فيك من فجر الكون انا الهك ربك الذي تبحث عنه. ان احتجتني اقرع جدران قلبك فأنا هناك. ارمي كل مخلفات ما تعلمت وابقى في داخلك محبة الانسان للإنسان.
"انسجوا كلامكم بخيوط المحبة وبحكمة، انسجوه بمنطق مفهوم وموزون بلا غموض واعوجاج، انسجوه بالحق والطهارة ، بألأمل ونبض الحياة، انسجوه بالعز والكرامة، لا بالوعود التي لا سقف لها ولا حدود. مللنا الانتظار، والإنتظار مل منا ".



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبة تناشدكم... إتبعوها
- حرروا عقولكم
- ثورة نهضوية
- العقل سلطان المعرفة
- تأميم العقل
- إنهزام الفكر مصيبة حضارية
- الضمير يبحث عن الإنسان
- فكرة معرفة ورأي
- أفكار معلبة
- لوحة نفاق
- خيبات أمل
- الحقيقة ثورة الحرية
- مهم وقيادي ؟!
- ألإنسانية بريئة منكم
- طاعة خوف أم طاعة قناعة ؟
- أٌمية ثقافية
- الانسانية محبة
- الثورة سيدة الديمقراطية والحريات
- الكرامة حياة
- الانسانية طريق حياة


المزيد.....




- -دولة إسلامية نووية-.. هجوم نائب ترامب على بريطانيا يضع ستار ...
- طفلك هيبقى مشغول بيها دايما .. إليك تردد قناة طيور الجنة على ...
- الجيش الإسرائيلي يستدعي ألفا من اليهود الحريديم للخدمة
- مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
- Toyor Al Janah تردد قناة طيور الجنة 2024 ” نزلها الآن بأحدث ...
- حملة يهودية ضد نائب فرنسي يعارض تواجد الإسرائيليين بالأولمبي ...
- أوقات ممتعة وسعيدة … استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبى 2024
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات بالطيران ا ...
- صحف عالمية: عائلات أسرى تلاحق نتنياهو بواشنطن وحكومته تغير ت ...
- بزشكيان يتقدم بالشكر إلى قائد الثورة الإسلامية


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - كلمات مبعثرة في زمن متهالك