أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطا درغام - الخلافة الإسلامية















المزيد.....

الخلافة الإسلامية


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محمد سعيد العشماوي
الخلافة الإسلامية موضوع هام جدًا ووعر للغاية، وتأتي أهميته من أن الخلافة الإسلامية قد كانت في حقيقة الأمر، ثم صارت بحكم الواقع محور التاريخ الإسلامي كله ومحيط الفكرالإسلامي بأكمله،ومن يرد أن يفهم هذا الفكر أو يعرف ذلك التاريخ فلا بد له من أن يلتقي بالخلافة الإسلامية ، قصدًا منه أو عرضًا في طريقه؛ فإن لم يدرك حقيقة الخلافة وطبيعتها وتاريخها، انعكس ذلك علي ما يعرف وارتد علي ما يفهم؛ فأثر تأثيرًا سلبيًا بعيدًا ينتهي إلي عدم استيعاب ووقوع اختلاط بالغ في التمثيل.
أما وعورة الموضوع فتتحصل في أنه- علي أهميته- يختلط بكثير من الأوهام ويمتزج بوفير من الأحلام، ومن يسع إلي تخليصه من الأوهام أو تفصيصه من الأحلام يقع في محاذير كثيرة ومخاطر عدة؛ هي محاذير مواجهة الواقع ومجابهة الحقيقة بل ومخاطر إبقاء النوام وتنبيه السادرين في الأحلام.
ويذكر محمد سعيد العشماوي أن الخائض في الخلافة الإسلامية كالخائض في الغمر أو كالسائر في حقل من الألغام،إما أن يغرق في لجج من التصورات المختلفة ،وإما أن ينجو بالحق والحقيقة- وهو كذلك- إما أن يصطدم بلغم ينفجر فيه،وإما أن يتصيد الألغام واحدًا بعد الآخر فيفجرها جميعا بعيدًا عنه وبمنأي منه.
ويؤكد رغم التعرض الصحيح لموضوع الخلافة الإسلامية –رغم المحاذير والمخاطر- ضرورة لا بد منها لتنقية الإسلام، وتصحيح تاريخه وتقديم صورته السليمة وعرض حقيقته دون زيف أو زور..فما دامت الخلافة الإسلامية هي محور التاريخ الإسلامي ومحيط فكره؛ فإن أي زيف عنها أو زور فيها لابد أن يزيف التاريخ.
ويبين أن هذا الكتاب لا يقدم تاريخ الخلافة الإسلامية كله ولا يعرض وجهات النظر جميعًا، وإنما يتناول أصول الخلافة وطبيعتها وبعض تاريخها..قصد استخلاص وجهة نظر صحيحة وصائبة، أو أدني ما تكون إلي الصحة وأقرب ما تكون إلي الصواب, ومثل هذا العمل مما يصنف في باب فلسفة التاريخ أكثر مما يصنف في باب التاريخ ذاته.
فلسفة التاريخ تعني ببيان حقيقة النظم وطبيعة الأحداث وأسس الواقعيات وتكتفي في ذلك بًمثلة كانت هي مقدماتها فيما وصلت إليه من نتائج،ومادتها التي صاغت لها الخلاصات..ومن ثم فهي بالضرورة لا تعرض كل النظم ولا تسرد كل الأحداث ولا تحصي كل الواقعات، فذلك عمل التاريخ وليس دور فلسفة التاريخ.
وإذا كان هذا الكتاب يهدف إلي بيان أصول الخلافة وطبيعتها وحقيقتها ؛فإنه يعرض إلي الأحداث التي انتهت بها إلي أنها نظام سياسي وليست نظامًا دينيًـا ـ وأنها تحتوي كل ألاعيب السياسة وكل دناياها وكل أخطائها وكل مساوئها.
وإن وصفها بانها "إسلامية" – علي حد ما يذكر الكاتب- لم يكن وصفًا حقيقيًا يفيد أنها انبنت علي قيم الإسلام وأخلاقياته..لكنه كان وصفًا واقعيًا يزعم أنها صدرت عن الإسلام ،ويستخدم الدين لخدمة أهدافه لا غير،كما يستعمل الشريعة للإساءة إلي الشريعة،ويحكم المسلمين علي خلاف ما يقضي الإسلام او يرجو المسلمون.
ويندد الكاتب بمن يتهمه بأنه يقدم نفايات التاريخ وأوساخه ؛فإن العيب لا يكون في العمل ذاته، ولكن في التاريخ الذي يحمل النفايات ويحتوي علي الأوساخ، ونفض النقفايات من الجسم فصل وفصل الأوساخ عن التاريخ ضرورة لا بد منها حتي يتطهر هذا من الأوساخ ،ويتخلص ذاك من النفايات.وإلا بقيت النفايات في الجسم وظلت الأوساخ في التاريخ ثم تحللت هذه ،وتلك تسربت في حنايا الجسم وأنحاء التاريخ لتفسده كله وتسممه جميعًا.
وهذا بذاته ما حدث في التاريخ الإسلامي؛ إذ حرص المؤرخون علي أن يقدموا ما قصدوا به إثبات الأمجاد وتأكيد العظمة،كما حرصوا علي إخفاء كل ما رأوا فيه خلخلة للأمجاد أو قلقلة للعظمة..ونتيجة لذلك بقيت نفايات الواقعات وأوساخ التاريخ داخل جسم المجتمع الإسلامي وفي صميم حشاياه،لا تنفض منه ولا تنفصل عنه حتي سممته تمامًا فصار عليلًا ذا فم مر مريض يجد مرًا به الماء الزلالا ولا يقدر علي مواجهة الحقائق ولا يستطيع مجابهة الواقع،يتزلزل من الأصول ويتخلخل عند الصحيح.
ويُشير الكاتب إلي أن الكتاب يستخلص من أحداث التاريخ ما أخفاه الكثيرون؛ليحقق بذلك التوازن بين ما قيل وما أُخفي وليتم الصورة بإضافة الخطوط الناقصة والألوان المطموسة..وهو من ثم يقدم حقائق وواقعات وتفسيرات لا يستطيع ان ينكرها عالم أو يجحدها صادق،ولئن قال قائل عنها إنها أوساخ او نفايات ؛فإن العيب والسوء في التاريخ لا في بيانه وفي إخفائه لا في إبرازه.
وهو كذلك ينتهي بالواقعات المحددة والأسانيد الثابتة إلي أن نظام الخلافة- في مجموعه ،وعدا فترات قليلة نظام جاهلي غشوم مناف لروح الدين مجاف لمعني الشريعة.
ويطرح الكاتب سؤالًا مهمًا لابد أن يثور بعد قراءة الكتاب: إذا كانت الخلافة الإسلامية نظامًا غير إسلامي،وأنه لم يعد من الممكن أن يعاد تطبيقه حاليا مهما أمل المتخيلون أو حلم الواهمون..فما هو البديل؟
ويجيب عن هذا السؤال في أن البديل الواقعي والحقيقي الذي كان فعَّالًا ومازال مؤثرًا هو نموذج الدولة الوطنية، علي أن تتعاون الدول الوطنية الإسلامية فيما بينها من خلال منظمات خاصة ،كالمؤتمر الإسلامي، شرط إعادة صياغة ليكون عاملًا إيجابيًا علي أن تدرك تلك الدول الوطنية وهذه المنظمات الإسلامية روح العصر ولغة الحياة؛ فتتكامل ضمن وحدة إنسانية شاملة ونظام دولي رشيد..فالوحدة الإنسانية الشاملة هي روح العصر ونبض المستقبل،كما أن النظام الدولي الرشيد هو لغة الحياة وقبلة الغد.
وما لم يفهم المسلمون روح العصر، ويدركوا لغة الحياة فسوف يتخلفون عن الواقع وينسحبون من الحقيقة ويعيشون في اضطراب شامل مع انفسهم واعتراك كامل مع الغير.
ويقسم الكتاب إلي ثلاثة فصول رئيسية..الأول:هو الأصول العامة للخلافة الإسلامية، وهو تقييم لنظام الخلافة وتحديد للفلسفة العامة المستفادة منه
والثاني: في تاريخ الخلافة الإسلامية، ولأن التاريخ لا يعرف الانقطاع بل يعرف التتابع ولا يقوم علي الحوادث المتفاصلة ،بل يقوم علي الواقعات المتواصلة؛ فإن تاريخ الخلافة الإسلامية يقتضي بحث الظروف التي سبقت نشوءها،وهي فترة العصر الجاهلي فيما بل الإسلام، ثم عهد النبي (صلي الله عليه وسلم) لبيان صلة الخلافة بما سبقها من نظم وعلاقة النبت بما كان من جذور.
والثالث: عن فقه الخلافة (أي علم الخلافة) ،وهل يوجد ما يمكن أن يُسمي فقه الخلافة؟ ولم كان؟ وما هو هذا الفقه؟ وبعد ذلك يرد بحث تعرض لدعوي معاصرة تحت عنوان" فقه الخلافة " بقصد تفويض كل نظم الحكومات في البلاد الإسلامية، لا بنظام أفضل وأرقي وأسمي وأكثر تحديًا وأشد شمولًا، ولكن بنظام الخلافة الإسلامية بعد حجب كل نقد عنه ونزع كل مثلب منه.
ويذكر الكاتب في مقدمته بأن الكتاب لا يشايع أي نظام ولا يماليء أي حكومة، لكنه يري ضرورة نشوء نظام إنساني جديد ،تتحدد فيه التزامات الحكام المحكومين كما تتحدد فيه حق كل الأفراد والمؤسسات بصورة لا لبس فيها ولا تخليط ولا اضطراب ولا تدليس ،وأن تصدر الحكومات عن إرادة الشعوب باختيار واضح صريح.
وأحدث صدور هذا الكتاب زلزالًا عنيفًا وتفجر بركانًا عاتيا، وهوجم بضراوة شديدة..ونتيجة لهذا الهجوم والحملة التي تعرض لها الكاتب.
وفي يوم الثلاثاء 7 يناير 1992 اتجهت لجنة من مجمع البحوث الإسلامية ( وهو أحد هيئات الأزهر) إلي مقر دار سينا للنشر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأوقعت التحفظ علي خمسة كتب للكاتب وهي : أصول الشريعة،والإسلام السياسي، والربا والفائدة في الإسلام،ومعالم الإسلام، والخلافة الإسلامية.
ويتهم الكاتب محمد سعيد العشماوي لجنة المصادرة بالأزهر بوقوعها في حبائل جماعات الإسلام السياسي،رغم انتشار هذه الكتب وتداولها منذ ثلاث عشرة سنة.
ودعا الكاتب إلي مناظرة علنية في التلفزيون علي الهواء مع شيخ الأزهر المسئول قانونيًا وأدبيًا عن الأزهر، ليوضح لنا أسباب مصادرة كتبه وليرد عليه بالمراجع العلمية التي استند إليها وبالأدلة الشرعية التي توصل لها..
وفي 13 يناير 1992 أصدر رئيس الجمهورية الرئيس محمد حسني مبارك أمرًا بإلغاء قرار المصادرة الخاطيء،وذلك إعمالًا لصحيح القانون الذي لا يعطي الأزهر أي حق في المصادرة.
وبتاريخ الأربعاء 14 يناير 1992 نشرت جريدة الأهالي خبر أمر الرئيس بإلغاء قرار المصادرة الخاطيء ،وأذاعته كافة وكالات الأنباء العالمية والإذاعات العالمية بكل اللغات ومنها العربية.
وبتاريخ الجمعة 17 يناير 1992، وفي جريدة الأهرام صفحة 14 ، صرَّح شيخ الأزهر- في حديث صحفي – بأنه ليس له حق مصادرة الفكر،وكل ماله من حق هو كتابة تقرير- عن العمل الذي لا يوافق عليه- يُرفع إلي الجهات المختصة ، ولم يبيِّن شيخ الأزهر سبب جنوح مجمع البحوث الإسلامية عن هذا الحد وخروجه علي القانون واعتدائه علي الدستور،وعداوته علي الحرية،وقمعه للفكر.
ويُعطي الكاتب تفسيره بقرار المصادرة ،وذلك أن كتابه "الربا والفائدة في الإسلام" قد أزعج أحلام البنوك الإسلامية وشركات توظيف الأموال الإسلامية التي أسفرت عن كارثة، ولكل من جماعات الإسلام السياسي والبنوك الإسلامية وشركات توظيف الأموال وصلاتهم ببعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وبغيرهم من رجال الأزهر الذين عملوا طويلًا لاختراقهم رغبًا ورهبًا حتي ضموهم إلي صفوفهم ووحدوهم مع مصالحهم،وبهذا أرادوا أن يكون الأزهر واجهة هجوم عليه ،ويختفون من ورائها ويحركون الأحداث.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله أوجلان سيرة مناضل
- نوبار باشا خادم مصر
- التحليل الاجتماعي للأدب
- لقاء مع هراتش كالساهاكيان، مؤسس موقع آزاد-هاي (البوابة الأرم ...
- الاقتصاد والإدارة في مصر في مستهل القرن التاسع عشر
- نايري زاريان الشاعر الشغوف بالاشتراكية الأرمنية
- آراء في الفكر والفن-مجموعة حوارات مع أدباء وفنانين يمنيين وغ ...
- هنري ترويا عميد كُتَّاب السيرة الذاتية
- مع روزا مجردتشيان والأرمن في أستراليا
- ڤاهان تيكيان أمير الشعر الأرمني الحديث
- كيغام بابازيان والأرمن في كندا
- زابيل يسايان صوت ضمير المرأة الأرمينية في الأدب الأرمني
- يروخان رائد الواقعية في الأدب الأرمني الحديث
- مع الكاتب والمفكر الأرمني السوري آرا سوڤاليان
- مع السفير الأرميني الدكتور أرشاك بولاديان
- عيوب التأليف المسرحي
- تشريح العقل الإسرائيلي- السيد يسين
- صحافة الحزب الوطني1907- 1912(دراسة تاريخية)
- دراسات في تاريخ العرب الحديث للدكتورأحمد عزت عبد الكريم
- دراسات في المسرحية اليونانية


المزيد.....




- Toyor Al Janah تردد قناة طيور الجنة 2024 ” نزلها الآن بأحدث ...
- حملة يهودية ضد نائب فرنسي يعارض تواجد الإسرائيليين بالأولمبي ...
- أوقات ممتعة وسعيدة … استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبى 2024
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات بالطيران ا ...
- صحف عالمية: عائلات أسرى تلاحق نتنياهو بواشنطن وحكومته تغير ت ...
- بزشكيان يتقدم بالشكر إلى قائد الثورة الإسلامية
- الدفعة -التاريخية- الأولى.. الجيش الإسرائيلي يستدعي ألفا من ...
- قائد الثورة: قضية غزة لازالت القضية الاولى للعالم الاسلامي ...
- الأطفال بتتسلى جداً.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على ناي ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل اليوم اعضاء مجلس الشورى الاسلام ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطا درغام - الخلافة الإسلامية