عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8045 - 2024 / 7 / 21 - 16:13
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
إنكار نجاح الولايات المتحدة في تحويل القارة الأوربية إلى خندق متقدم في معركتها للدفاع عن هيمنتها، وتحويل بلدان أوربا إلى جمهوريات موز، يصعب عليها تدبر أحوالها دون عصا القيادة الأمريكية، إنكار ذلك ليس أكثر من مكابرة جوفاء أو سذاجة تستدعي الشفقة.
والأمر هنا يتجاوز النخب الأقتصادية ذات المصالح المتشابكة مع واشنطن، ونخب السياسية التي تأتمر بأمرها، إلى المواطن الأوربي البسيط، الذي لا يرى نمط حياة واشكال علاقات أصلح من تلك التي أشاعها التفرد الأمريكي في قيادة العالم. المواطن الأوربي البسيط مقتنع أن رفاهه وبحبوحته مرتبطان بالنموذج الأمريكي، وأن أمنه في خطر مكين دون الحماية الأمريكية.
والأدهى من ذلك قناعته بأنه يتمتع بحريات لا يتمتع بها غيره، مع أن حريته محاصرة بمخاوفه من فقدان الحماية الأمريكية وبنوازعه الأنانية، وخشيته من فقدان المزايا التي يتمتع بها على حساب بلدان العالم الأخرى وشعوبها، ويترجم ذلك بموافقته على أحتكار التكنولوجيا المتقدمة، لإبقاء وتوسيع الهوة بين بلدان الغرب والبلدان الأخرى. ومع ذلك فهو متمسك بقناعة ساذجة بعدالة العلاقات الدولية التي رسمها "النظام العالمي" الأمريكي، وان له ولمجتمعات الغرب، رسالة حضارية في "مساعدة" المجتمعات الأخرى على الإرتقاء إلى مثله وقيمه، التي يكيّفها دائما مع مصالحه، يلتزم بها حيثما وأينما ووقتما يريد، ويزدريها ويتحلل منها كما يريد، حينما تتعارض مع مصالحه.
وينهض قطاع جبار من وسائل الإعلام، ونظام تعليمي كامل، ومراكز بحوث ودراسات ممولة من النخب إياها لترسيخ هذا الوعي الشائه لدى الأوربي البسيط..
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟