أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كريمة مكي - إلى رئيسنا القادم: لِيُطِيعَكَ المساكين، لا تنسى حَقِيبَتَيْ الثقافة و شؤون الدِّين.














المزيد.....

إلى رئيسنا القادم: لِيُطِيعَكَ المساكين، لا تنسى حَقِيبَتَيْ الثقافة و شؤون الدِّين.


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8045 - 2024 / 7 / 21 - 14:56
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


قرأت البارحة أن الرئيس قيس سعيد أعلن ترشحه لولاية ثانية، و ممٌا جاء في خطاب الترشح أنٌه دعا الناخبين إلى عدم قبول أي ملّيم من المترشحين.
النيّة تبدو طيبة و القول مقبول لولا أن الظروف الرّاهنة لمعيشة عامّة التونسيين و انحدار الوازع الديني و الأخلاقي لا يسمحان باحترام القول المذكور.
يعلم الرئيس حال التونسيين الذي أكثر ما تُعرّيه الحملات الانتخابية، ويذكر الناس عندنا كيف وصل المترشح نبيل القروي إلى نهائي الرئاسية بفضل جمعية" الله يرحم خليل" الخيرية!
وقتها جابت الجمعية التي سمّاها على اسم ابنه الراحل طول البلاد و عرضها فأخذ منها الناس ملاليم قليلة و شبعوا وعودا كثيرة!
و في لحظة الجد ترك الناخبون، الموعودون بالعيش على صَدَقَة "سي نبيل"، ذلك المترشح الخبيث و اختاروا الرئيس النظيف العفيف.
و اليوم هل يعلم الرئيس حقا بحال كل التونسيين الفقراء و المُفَقَّرِين؟!
لا شك يعلم و ما زياراته المتلاحقة للأحياء الشعبية إلا لتجعله أكثر قربا و إنصاتا، فهل هذا يكفي ليعلم كما يجب ما يجب أن يُقال لمن أنهكته المصاريف المادية فضيّقت خلقه و أعدمت بشاشته و زادت حنقه؟!
قرأتُ يوما في بداية عُهْدَةِ الرئيس قيس سعيد شكوى في جريدة الشروق لامرأة عاجزة عن دفع معين الكراء و المالك يهددها بالطرد. لفت انتباهي أنها من عمري بالظبط فاتصلت بالجريدة لأحصل على رقمها لعلّي أساعدها بما أقدر عليه.
أعطتني العاملة بالجريدة الرقم و زادت بأن قالت لي أنّها جاءتهم للجريدة و أنها تعاني من مرض القلب و تحتاج حقا للمساعدة.
اتّصلت بها و اتفقنا على الالتقاء قريبا من السوق المركزية بالعاصمة حيث تسكن.
أغريت ابنتي بالذهاب معي لتشتري المعجنات الايطالية التي تحبها و لا تجدها إلا في السوق المركزية.
أوقفت سيارتي قريبا من المكان، دخلت ابنتي للسوق و بقيت أنتظر مجيء صاحبة الشكوى: لم تكن فقيرة بالمعنى المتعارف بل تبدو من الطبقة المتوسطة التي ينتمي لها أكثرنا و التي اجتاحها التفقير في السّنين الأخيرة.
كانت حالتها توحي بقلق و حنق كبير على حالها.
سألتها عن صحتها فقالت أنها تعالج عند طبيب القلب الفلاني.
شكرتني على مبلغ الكراء و سألتني إن كانت الجريدة تلك بحوزتي حينها، لحاجتها إليها فأعلمتها أني قد تركتها في المكتب.
قالت لي فجأة و بثقة أذهلتني: ألم يقرأ الرئيس شكواي المكتوبة في الجريدة؟!
قلت لها باستنكار: الرئيس...!!
قالت بحدّة: نعم الرئيس.
قلت : و هل الرئيس يقرأ كل شيء؟!
قالت: إذا كنت أنت قرأتها فكيف هو لم يقرأها!!!
فاجأتني بقولها و إن لم تفاجئني، فكلامها صحيح و إن كان غير معقول!!
تحضرني الآن مقولة خليفة المسلمين الأعدل، عمر بن الخطاب، التي استشهد بها الرئيس ذات مرة و صارت علكة في فم معارضي أداء الرئيس فقد التقيت زميلة دراسة بعد غيبة طويلة و وجدتها من جماعة اني أبكي تونس بلادي التي يقولونها دائما بلغة موليير المحبّبة إليهم أكثر من لغتهم الأم.
ظللت يومها أحدثها طويلا عن فضائل هذا الرئيس و كيف سينهض بتونس النهضة الراشدة الرائدة فقامت تودّعني و هي تواسيني قائلة:" رئيسك يا مدام منشغل ببغلة العراق تعثر أو لا تعثر و ليس معنيا بسقوط هذا الشعب في الحضيض".
هذا غيض من فيض أردته أن يصلك أيها الرئيس الفريد و أنت على أبواب ترشح جديد.
إن كنتَ اليوم تطلب من المحتاجين المساكين أن لا يأخذوا من المترشحين أي مليم فقل بحق ذاك القَسَمْ" هل جهّزت لهم ما يجب ليسمعوك و يُطيعوك؟!
شعب كل همّه في المال و جمعه، تريده أن لا يأكل خبزة الانتخابات الباردة!!!
ليس الفقر وحده من يجعل الناس تقبل بعطايا المترشحين بل غياب الأدب و الأخلاق و الضمير.
كيف سيلتزم الناس بالتعفف و إن ضاق الحال و أصحاب المال عندهم هم وحدهم القدوة و المثال!!
كيف سيسمعوا لك أيها الرئيس و أنت منهمك في متابعة تلوث الشواطئ و ناسيا تلوث العقول بنفايات حضارة التيكتوك و الفايسبوك!
كيف تنسى دور الأدب و الثقافة و أصول الدين في حماية هذا الجيل؟!
كيف تترك أيها الرئيس المثقف و المتدين العفيف وزارة الثقافة اليوم و وزارة شؤون الدّين بلا وزيرة و لا وزير؟!
أتنسى أنّ عملهم أقوى من أي شرطة تلاحق السرّاق و المفسدين؟؟
سيدي الرئيس القادم للبلاد:
لكي يُطيعك المحتاجين و لا يقبلوا من المترشحين الفاسدين أي مليم، فإلى جانب تنمية الاقتصاد و إعادة توزيع الثروة على المستحقين أَعِد الاعتبار لمكانة الثقافة و تعاليم الدّين فلا أقوى على تسلّط الغرائز على البشر، من سلطان الأدب و الفكر و الضمير.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ويلنا، يا قرطاج، من فتنة القمصان!!
- قرطاج: هذا أوانك...لتداوي جراحهم و جراحك!
- قميصه الأسود و قيامة قرطاج!
- العروسة المسحولة و ما حالها إلّا كحال العرب الخانعة لاسرائيل ...
- الطوفان العظيم... و ما عَلاَ السّفينة إلاّ عَلَمُ فلسطينb ...
- لا غالبة إلاّ هي...‼
- و لا نحمل في القلب إلاّ... الآهَاتْ!!
- قلوب غريبة...
- أقلوبنا كقلوبهم...لا...لا يستوون!
- صوت الرّحمة... صوت الأم!
- من التي ماتت يومها و من منّا التي بقيت حيّة؟!
- مِداد قلم بنت أبيها في زمن الشِدّة القيسيّة ( الأخيرة)
- و كَيْفَ الحَالْ ...!
- من كاهنة الحفيدة إلى الكاهنة المسلمة الأبيّة!
- إلى قيس سعيد : دع المرأة تُعلن المرحمة يوم الاستقلال...
- الحُبُّ لَحْنٌ و الدَّهْرُ مُنْشِدُهُ...
- يوم نبشتُ عميقا في قبر الأحزان!!
- ما أصدق لغة السّماء!
- الحبّ عند مقبرة الحرب!!
- ما أبعد مقابرنا عن مقبرتهم في ʺمجاز البابʺ!!


المزيد.....




- أصابه بكسر في الكاحل.. فيديو يظهر سائقًا يدهس رجلًا -عمدًا- ...
- محمد بن زايد يدعو -كل من يعتبر الإمارات وطنًا- إلى الالتزام ...
- فيضانات الصين تودي بحياة 20 شخصًا وتخلف عشرات المفقودين
- وزير الدفاع الإسرائيلي يسمح باستخدام الطائرات الحربية في الض ...
- -اخترق موقع البنتاغون-.. محكمة -التمييز- تؤيد إسقاط الدعوى ...
- استطلاع للرأي يظهر ارتفاع نسبة تأييد ترامب إلى 40% بعد محاول ...
- سلطنة عمان تدين الاعتداء الإسرائيلي على ميناء الحديدة في الي ...
- زيلينسكي: يجب علينا البحث عن حل لمسألة الشرعية إذا استمرت ال ...
- نتنياهو يلتقي وفد التفاوض قبل التوجه لواشنطن
- اشتباكات مسلحة في طوباس وغالانت يصدر أوامر لضرب المقاومة بال ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كريمة مكي - إلى رئيسنا القادم: لِيُطِيعَكَ المساكين، لا تنسى حَقِيبَتَيْ الثقافة و شؤون الدِّين.