أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - الاحتلال : من مصدر قوة إلى عبء على إسرائيل














المزيد.....

الاحتلال : من مصدر قوة إلى عبء على إسرائيل


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8044 - 2024 / 7 / 20 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاحتلال : من مصدر قوة إلى عبء على إسرائيل
نهاد أبو غوش
على الرغم من الصدمة الهائلة التي أحدثتها عملية طوفان الأقصى في الوعي الإسرائيلي، وما يدركه جميع الساسة والمفكرون من أن هذه العملية ستكون لها تداعيات بعيدة المدى على دولة إسرائيل ومكانتها وعلاقاتها الدولية والإقليمية، وعلاقة الفرد الإسرائيلي بالدولة ومؤسساتها، ومدى شعوره بالثقة في هذه المؤسسات، فضلا عن الإحساس العام بنجاح المشروع الصهيوني واستقراره. إلا أن استيعاب هذه المتغيرات ما زال بطئيا لدى السياسيين والمثقفين، ومن الواضح أن العقل الإسرائيلي لم يهضم هذه المتغيرات بعد حيث ما زالت اللغة مشبعة بروحية الاستعلاء والشعور بالتفوق والقدرة على حسم كل صراعات إسرائيل بالقوة المسلحة، دون اي اعتبار للقانون الدولي وانسانية الطرف الآخر من الفلسطينيين والعرب، فضلا عن حقوقهم الوطنية في أرضهم ومصيرهم. الدليل على أن إسرائيل لم تستوعب هذه التبدلات بعد هو إصرار حكومتها على المضي في هذه الحرب الوحشية ضد قطاع غزة، بكل ما فيها من فظاعات وجرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، إلى جانب الشعور بالقدرة على حسم الصراع في الضفة بقرار أحادي لا يقيم أي وزن للقانون الدولي.
الدلائل كثيرة على أن إسرائيل لم تستوعب بعد التغيرات الدولية العاصفة ومن بينها ردود الفعل الهستيرية على قرار محكمة العدل الدولية (الراي الاستشاري أو الفتوى القانونية) بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، حيث تراوحت ردود الفعل بين المطالبة بإجراءات مضادة متطرفة كضم الأراضي المحتلة وإعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة، أو إنكار اي أهمية قانونية وسياسية للقرار واعتباره كأنه لم يكنن وأنه مجرد حبر على الورق سيجد طريقه إلى الأدراج والرفوف كعشرات القرارات المكدسة دون تأثير. كما يتبدى ذلك في تصميم إسرائيل ومؤسساتها على اتخاذ اجراءات تشريعية وقانونية وسياسية مضادة للاتجاه العالمي كالقرار الذي اتخذه الكنيست بمنع قيام دولة فلسطينية بين نهر الأردن والبحر المتوسط واعتباره تهديدا وجوديا لإسرائيل.
قرار العدل الدولية هو قرار قانوني بامتياز، بعيد عن الأهواء والعواطف والمواقف السياسية المسبقة (خلافا لما ذهبت إليه إسرائيل في البحث عن تاريخ القاضي نواف سلام والنبش في مواقفه وسيرته الشخصية على مدى عقود لمحاولة وصم القرار باللاسامية علما بأنه واحد من خمسة عشر قاضيا)، وهو اي القرار سيمثل دون شك نقطة تحول فارقة ويؤسس لمرحلة جديدة حيث سيمثل البوصلة والمسطرة القانونية التي ستقاس عليها مواقف الدول والهيئات والمؤسسات الدولية والشخصيات، فإما تكون مع القانون الدولي أو مع شريعة الغاب وقانون القوة الغاشمة، إما يسري هذا القانون على جميع دول العالم أو تكون فيه دولة بعينها هي إسرائيل تتصرف كدولة مارقة فوق القانون، وفي حل من اي التزامات وتتصرف كأنها بمنأى من اي عقاب او حساب أو ملاحقة. والقرار سيوفر دفعة هائلة للاتجاه الذي تعمل عليه المحكمة الجنائية الدولية وعدد من محاكم الدول الوطنية ذات الاختصاص الجنائي في جرائم الحرب الدولية، فما دامت محكمة العدل حددت وقضت بشكل قاطع على وجود جريمة الاستيطان وجرائم الحربن فإن ثمة مجرمون افراد ينبغي ملاحقتهم ومحاسبتهم لمساهمتهم في هذه الجرائم أو مشاركتهم في تنفيذها أو تواطؤهم تجاهها. وهكا فمن المرجح أن لا تكتفي محكمة الجنائيات الدولية بإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بل سوف تتشجع على إصدار مذكرات اعتقال ضد كل القيادات السياسية والعسكرية التي حرضت على القرارات وساهمت في اتخاذها أو تنفيذها بما يشمل الوزراء والنواب والقادة المحرضين على الإبادة، ورئيس الأركان وكل قادة الأسلحة البرية والجوية والبحرية وقادة الفرق والألوية الذين نفذوا أوامر الإبادة وجرائم الحرب.
ربما كان البطء الإسرائيلي في استيعاب التغيرات الدولية له ما يبرره، فالتغيرات متسارعة وهي تشمل الضربة التي هزت كيان إسرائيل وخلخلته في عملية طوفان الأقصى في السابع من أوكتوبر، كما تشمل القدرات غير المتوقعة التي كشفت عنها قوى محور المقاومة في لبنان واليمن، حتى أن اختراق المسيرة اليمنية (يافا) لكل التحصينات والدفاعات الجوية ونجاحها في ضرب تل أبيب ضرب كل التوقعات، وبات واضحا أن قوى المقاومة لم ترتدع من آلة البطش والقتل والتهديدات الإسرائيلية، وأن دولة الاحتلال لا تملك حلولا عملية لكل هذه التهديدات التي باتت تطال العمق الاسرائيلي، ولا حلول متاحة لإسرائيل في مواجهتها إلى جانب استمرار الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهداف الحرب على غزة.
التحولات الدولية متسارعة وعاصفة ونوعية، لكن الاستيعاب الإسرائيلي لها ولمدلولاتها ما زال بطئيا، ويبدو أن الأمر بحاجة إلى فترة لكي يدرك الفرد الإسرائيلي من خلال مستوى حياته ورفاهيته وشعوره بالأمن والاتقرار والثقة بدولته ومؤسساته، أن الاحتلال تحول إلى عبء ومصدر للخسارات المتلاحقة بدل أن يكون مكسبا ومصدر قوة وتفوق.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو ليس معنيا بتقديم هدايا لبايدن
- خلافات نتنياهو وقيادات جيشه (2 من 2)
- عن خلافات نتنياهو وقيادات الجيش الإسرائيلي (1 من 2)
- غطرسة إسرائيل واستخفافها بأدوات القانون الدولي
- ظروف مروّعة يتعرض لها آلاف الأسرى الفلسطينيين
- عن الصفقة وخلافات نتنياهو مع قيادة الجيش
- إسرائيل دولة على أعتاب الفاشية
- الضغط على الشعب انتقاما من المقاومة
- الإسرائيليون لنتنياهو : يكفيك تلاعبا ... وافق على الصفقة فور ...
- حين تكون مجازر اسرائيل بحق الفلسطينيين مجرد -أضرار جانبية-
- الصهاينة متمسكون باليمين ولكن ليس بنتنياهو
- اليمين الإسرائيلي يحذر من اغتيال نتنياهو مثل ترامب بسبب التح ...
- أزمات داخلية تهدد بتفكيك حكومة نتنياهو
- التصعيد مع لبنان: لا حلول عند إسرائيل ولا ردع لحزب الله
- خسائر هائلة للاقتصاد الإسرائيلي نتيجة الحرب الطويلة
- عنصرية معادية للعلم في اعتداءات إسرائيلية على الآثار الفلسطي ...
- اتساع الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وبداية تفكك الاجماع حول ال ...
- الغواصات : قضية فساد جديدة تحدق بنتنياهو
- الاعترافات بالدولة الفلسطينية
- هل يمكن لإسرائيل مواصلة الإفلات من العقاب


المزيد.....




- في دبي.. طائرة احتفالات خاصة لقاء 15 ألف دولار بالساعة
- برج أوستانكينو للإذاعة والتلفزيون… أجمل إطلالة بانورامية على ...
- نتنياهو سيتوجه غدا إلى الولايات المتحدة للقاء بايدن يوم الثل ...
- الاحتلال يضيّق الخناق على المقدسيين باحتفال للمستوطنين
- خطة اليوم التالي.. ماذا عن مشاركة قوات عربية في غزة؟
- نتانياهو يعلن عن موعد اللقاء مع الرئيس الأميركي في واشنطن
- وزارة الكهرباء المصرية: لا انقطاع في التيار حتى نهاية الصيف ...
- رائحة غريبة تنبعث من حقيبة مسافر جاء من غانا إلى أمريكا..ماذ ...
- الإجماع الديمقراطي يتعزز على هاريس في حالة تنحي بايدن عن خوض ...
- أسماء ملوك سعوديين وتواريخ وآيات.. ماذا كُتب على باب الكعبة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - الاحتلال : من مصدر قوة إلى عبء على إسرائيل