كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 16:44
المحور:
الصحافة والاعلام
ربما كانت البداية وسط شوارع أوروبا عندما اشتركت الحافلات بحمل شاشات كبيرة تجوب بها المناطق المأهولة، تتضمن بعض العروض السياسية المسيئة لتشويه صورة المتنافسين في مواسم الانتخابات، أو لدعم مواقفهم. لكنها أخذت شكلا مختلفا في القاهرة، وتحولت إلى مهزلة حقيقية تستهدف الحكومة، وتجرها إلى صراع غير متكافئ، وتقحمها في حلبة غير مسيطر عليها. .
فقد انطلقت الشرارة الاولى لهذه الحرب بعد انتشار مقاطع مصورة، وتعليقات تنتقد الرئيس المصري، عُرضت على شاشة إعلانات الكترونية بمنطقة فيصل بالجيزة في شارع مزدحم بالناس والعربات، ثم تبين ان بعض البارعين في برمجة منظومات العرض استطاعوا اختراق تلك الشاشات والتحكم بها، واستغلوا موقعها ومساحتها لتحقيق اهدافهم المناوئة للسلطات العسكرية الحاكمة. فنشروا ما يحلو لهم من المقاطع الساخرة والمستفزة، التي أفحمت الأجهزة الامنية وأصابتها في مقتل. .
يُقال ان الشرطة المصرية تمكنت بلمح البصر، أي بعد دقائق معدودات، من تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وهذا طبيعي جدا في فبركات الأجهزة القمعية. الأمر الذي جعل الناس يشككون في بياناتها، ويتهكمون عليها بكلام لاذع. .
لكن الأبلى من ذلك كله ان الحكومة نفسها استنفرت طاقات مدينة الانتاج الإعلامي، ووضعت شاشات الشوارع تحت تصرفها، فعرضت عليها منشورات تعكس ردود افعالها، ثم اشتركت في حملات موتورة ضد حركة الإخوان، التي لم يعد لها وجود على ارض الواقع منذ اكثر من عشر سنوات. وواصلت الحكومة حملاتها المتلفزة والموجهة والمبرمجة في الميادين والساحات والشوارع، والتي تحولت هي الأخرى إلى مادة للسخرية والتندر. آخذين بعين الاعتبار ان مصر تحتل المرتبة 136 من أصل 142 في مؤشر غياب سلطة القانون الصادر عن مشروع العدالة العالمية، وتحتل مركز الصدارة في مهاجمة المعارضين والناشطين والصحافيين، وحتى الذين يعيشون في المنفى أحيانا من خلال مضايقة عائلاتهم التي تعيش في مصر. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟