أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - بدأت تفشل سياسة أردوغان















المزيد.....

بدأت تفشل سياسة أردوغان


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


داخليا وخارجيا، ففي الأولى، أصبحت تتجلى في الاقتصاد، وسعر العملة، وصعود المعارضة، والعجز الفاضح في الميزانية وخاصة بين الواردات والصادرات، والأهم هي الموجات الفكرية العصرية المناهضة له وللتوجه الديني بين الجيل الشاب الجديد، ونحن هنا لسنا بصدد التوسع في هذا المجال الأن، بل سنتحدث في البعد الخارجي وتحديدا حول الضجة التي خلقها حول محاولة التطبيع مع نظام بشار الأسد.
والتي بدأت تخمد، حتى ولو كانت لا تزال الجمرة مستعرة، ولأسباب سنأتي على ذكرهم.
قد يحصل اللقاء، لكن النتائج لن تكون كما يطمح إليها أردوغان، فكلاهما على طرفي النقيض من حيث التضحية والهدف، وقد صرح بها بشار الأسد بوضوح، ولا نظن أن أردوغان سيرتهن لها، وفي هذه المرحلة تحديدا، حتى ولو قلص الأول مطلبه من خروج تركيا من الأراضي السورية إلى إعطاء ضمانة بذلك، لكن من هو الضامن، هل هو بوتين، وهل له القدرة على فرضها على تركيا مستقبلا، وسيتمكن من قطع دابر حججه، بعدما يتم التوقيع على الاتفاقية؟ وتركيا ورقته الأكثر استنادا عليها في مواجهة الناتو، ومصالح أمريكا في سوريا والمنطقة بشكل عام.
مع ذلك ففي السياسة كل الاحتمالات متوقعة، فليس لها وجه ولا لون ولا رائحة، ومن يطبقون هذا المسار بأدق تفاصيله هم الناجحون في الحياة، ويبلغون الغاية بتمامه، وجلهم على قدرة عالية من التجرؤ بالتخلي عن القيم والأخلاق، وهو ما توقف عليه الميكيافلي وتحدث عنهم وفيهم، وفي أساليبهم، والأمثلة عديدة في التاريخ، جلهم يدرجون ويوصفون كعظماء ليس فقط بين شعوبهم، بل ولدى العالم الخارجي، ويتم التناسي أو عدم التنويه إلى ما فعلوه من الجرائم، والكذب، والنفاق، وخداع العشرات من الأصدقاء، والتضحية بهم.
وأردوغان من الشخصيات السياسية الأكثر تطبيقا، في هذه المرحلة الزمنية، للجدلية الميكيافيلية هذه. بمراجعة تاريخه السياسي سنجده حافل بمثل ما تم ذكره، خدع وضحى بالعشرات من زملائه في الحزب والعقيدة، وأجرم بحق العديد من شخصيات حكوماته المتعددة، وانقلب عليهم، وأزالهم من الساحة، ولم يقف عند هذا الحد بل ضحى بالشعوب التي لجأوا إليه، كالشعب السوري، ليس فقط سخرهم لسياسته، بل استخدمهم كمرتزقة في حروبه الخارجية، بدون أن ينهره ضميره، ويراجع إسلامه وقيمها وأخلاقياتها، وهو الذي غير مبادئه ومواقفه مع أعدائه، وأصبح يتقرب من المجرمين الذين دمروا شعوبهم، ومحاولاته التطبيع مع بشار الأسد، والإتجار بالمهاجرين السوريين خير مثال.
قبل عدة سنوات قال عن المجرم بشار الأسد " أقول للأسد: لقد اقترب عدد الضحايا الذين قتلوا في سوريا من 100 ألف إنسان، قسما بربي ستدفع الثمن غاليا" وأضاف سيأتي اليوم الذي سأصلي فيه في الجامع الأموي، بعد خلعك.
وقال وكرر، ووعد المعارضة، ودعم التكفيريين، وحصل من خلال تعويم مآسي المهاجرين السوريين على المليارات وفرض متطلباته على الدول الأوروبية، إلى أن وصل إلى اليوم، ليخلع عن ذاته ثوب الخلافة السنية، والنفاق، فبدأ ببيع المعارضة والمهاجرين من أجل مصالحه ومصالحه يتطلب رضى مجرم سوريا الأقذر، بشار الأسد، فكلف بوتين للمهمة، وحرك إيران لإرضائه، وأصبح يستجدي بتصريحات متكررة.
ومن بين ما قاله " إنه قد يدعو الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة تركيا في أي وقت" وأضاف، "وصلنا الآن إلى مرحلة، بحيث إنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب"
أي بما معناه ينتظر رد بشار الأسد، لقبول مسيرة التطبيع معه، وهو حاضر لكل التنازلات، وهو ما فرضه على أدواته من المعارضة السورية، والحكومة المؤقتة للرضوخ.
وعلى الأرجح أن مسيرة التطبيع بدأت تنحرف نحو الفشل، على:
1- خلفية الموقف الأمريكي المعارض له، والتي تبينت من خلال التصريحات الأخيرة التي صدرت من وزارة الخارجية الأمريكية والمسؤولين عن الملف السوري، والرافضين لأي تطبيع مع بشار الأسد، وبينوا عن دعمهم للإدارة الذاتية وللقوات الكوردية، حتى ولو أنها مرت سابقا بنوع من الصمت إزاء بعض التجاوزات التركية بحق أبناء المنطقة، لكن اليوم (نتحدث عن الإدارة الحالية، والقادمة ضبابية) ودعما لتلك التصريحات قامت بإثارة قضية داعش ثانية، قائلة بأنها بدأت تلملم شتاتها للقيام بعمليات إجرامية في المنطقة.
2- احتمالات رفض المنظمات السورية العسكرية، كهيئة تحرير الشام وغيرها لمشروع التطبيع، بعكس ما تفعله الحكومة السورية المؤقتة، وما تسمى بالجيش الوطني الحر، المحتل لمنطقتي عفرين وكري سبي وسري كانيه، والتي هي أدواته المستخدمة لإنتاج المرتزقة، والتغطية على احتلال تركيا لتلك المناطق.
بالتالي مخطط التطبيع، مسار أخر يضاف إلى مسارات أستانة الاثنتين والعشرين الفاشلة، والتي في معظمها كان الرد الأمريكي بالصمت أما اليوم فقد خرجت عن المألوف وكان الرفض.
أي أن أردوغان سيكون قد أنفق تقريبا كل أوراقه حول خطط القضاء على قوات قسد وإنهاء الإدارة الذاتية، ويتوقع أن يبحث عن بديل جديد، خاصة وقد بين المجرم بشار الأسد بشكل غير مباشر، بأنه لن يعرض ذاته للخطر في الواقع العملي، حتى ولو كانت تصريحاته تتجه نحو هذا المنحى، فيصبح أداته في مواجهة أمريكا، ومحاربة قوات قسد.
ولا نستبعد بأن اليوم ذاته سيأتي ليرضخ لـ (نتنياهو) وحكومته: ويطلب رضاه، مثلما يفعلها اليوم مع بشار الأسد، وتكون عملية التراجع عن مهاجمة إسرائيل خطته القادمة لتقوم بإقناع أمريكا بالتخلي عن قوات قسد، في حال بلوغه مرحلة الفشل التام مع سوريا وعرابتها روسيا في محاربة قسد.
كالعادة بدأ بالتصريحات النارية ضدها من خلال التهجم على رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لكسب رضى الداخل التركي والعربي، فقال الكثير بحقها وهي دولة ذات سيادة وتاريخ عريق، لا يمكن التغاضي عنها، وأي كانت الانتقادات فلا يمكن إنكار إن لهذه الدولة عمق تاريخي مسنود بنصوص الديانات السماوية الثلاث، مع ذلك تناسى أردوغان هذه الحقيقة، وانحاز إلى الميكيافيلية فصرح البارحة "إنّ وقوع الدول التي تتشدق بالحرية وحقوق الإنسان والعدالة أسيرة لشخص مريض عقلياً مثل " نتنياهو " يعدّ أمراً خطيراً وبائساً ".
وأضاف أيضاً: ان تركيا ستقف مع الشعب اللبناني، كما تقف اليوم مع الشعب الفلسطيني.!
والمسألة هي، كم ستطول الفترة ليعود السيد أردوغان، إلى مرحلة الاحتياج لإسرائيل، وتقبيل أيادي الحاخامات اليهود، بل وربما يدي نتنياهو، فكما نعلم أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين تتجاوز 12 مليار دولار، ودروناته (البيرقدار) التي يتبجح بها في العالم، هي إسرائيلية الأصل، وهو ما لا يمكن التغاضي عنه، إلى جانب أن معظم الشركات الرأسمالية العالمية التي دعمته ليبلغ ما بلغه من النهوض الاقتصادي، كانت شركات ذات أصول يهودية، أو داعمة لإسرائيل، وهذا ما قد يحاول رضاها ثانية، لفتح صفحة جديدة مع نتنياهو من أجل ما يطمح إليه.
الله يرحمك يا المعارضة السورية، وحكومتها المؤقتة. قلوبنا معكم يا المهاجرين السوريين.
لعنة الله على المنافقين، وعلى التاريخ الذي يدرج أمثال أردوغان في صفحات التاريخ كالعظماء.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
15/7/2024م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مسارات اللغة الكوردية في غرب كوردستان
- هل للكورد إله
- اعتصام واعتقال قيادة المجلس الوطني الكوردي
- هل سيبلع بشار الأسد الطعم 2/2
- هل سيبلع بشار الأسد الطعم 1/2
- شعوبنا تخلق أنظمتها الفاسدة
- نهاية حزب الله مثل حماس
- رؤية حول الدراسة الديمغرافية لغرب كوردستان المنشورة تحت اسم ...
- إلى متى ستظل كوردستان بين براثن الأعداء
- ما هي غاية أردوغان من إثارة تقسيم تركيا وسوريا
- كيف يجب أن تنقذ الإدارة الذاتية ذاتها
- ما هي حصة كوردستان من التغيير القادم لجغرافية الشرق الأوسط؟
- للكورد وحدهم الحق بتجريم بريطانيا وفرنسا
- من سيحكم مناطق الإدارة الذاتية؟
- زيارة أردوغان لإقليم كوردستان الفيدرالي
- ما بال شبابنا؟
- ماذا يعني لنا الجلاء؟
- نحن الكورد انفصاليون - 6 - الأخيرة
- ماذا عن تاريخنا؟
- نحن الكورد انفصاليون - 5


المزيد.....




- برشلونة تسجل أعلى درجات حرارة في إسبانيا لهذا العام
- إدانات دولية وأممية واسعة للحكم بسجن صحفي أمريكي في روسيا
- موسكو ودمشق.. من الصداقة إلى التحالف
- وصول جثتي باكستانيين قتلا جراء إطلاق نار في عمان إلى إسلام أ ...
- الرئيس التونسي قيس سعيد يعلن رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية ...
- نائب في -حزب الله- يعلق على هجوم الحوثيين على تل أبيب
- شركة بولندية تملكها الدولة تنفي استخدام منتجاتها في مسيرات إ ...
- البنتاغون: وقف المساعدات الغربية لكييف سيؤدي إلى انتصار روسي ...
- بكين تتهم واشنطن بتوجيه ضربة خطيرة لاستقرار سلاسل التوريد ال ...
- الحكومة الإماراتية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - بدأت تفشل سياسة أردوغان