مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 09:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1—الاتجاهات العامة للاستراتيجية الايرانية في السيطرة على العراق والمنطقة
2—مرور اولي على ستراتيجيات السيطرة العشرة التي تحدث عنها تشومسكي
3-- الاساس التاريخي لتلك الستراتيجية الايرانية في التوسع والعدوان!
(1)
الاتجاهات العامة للاستراتيجية الايرانية في السيطرة على العراق والمنطقة
تعمل الستراتيجية الايرانية في العراق والمنطقة ككل, للسيطرة على الشعب العراقي وغيره وفق منهج معروف ومحدد يستند قسم منه الى:
1. استغلال الدين والطائفة والمقدسات لتمرير مشروعها الخبيث وهي ابعد الجميع عن الدين والطائفة والمقدسات ومنها علي والحسين والائمة والاسلام وفلسطين الخ.
بل ان الطروحات الايرانية الدينية الطائفية هي اقرب للاستهزا بالدين والمقدس والعمل على نخر الدين من الداخل باثارة الفتن والاحقاد وتخريب الاوطان والوحدة الوطنية! وتعمق وتزايد اشكال الممارسات الدينية الاجرامية التي تهين كرامة العربي وتجعله عبدا للزائر الايراني وتزرع فيه الاحساس الخطير بالذنب المزيف!
انها تتاجر بكل ذلك من اجل السيطرة والعدوان والنهب والتخريب خدمة للاجندة الخارجية التي اوجدت نظام الولي الوفقيه المدعوم امريكيا ومن القوى الباطنية التي تحكم العالم من اجل اشغال المنطقة بصراعاتها وحروبها وتدميرها الذاتي.
وتعميق الممارسات الدينية المزرية لتحقيق اهداف متعدده منها اشغال الناس واثارة الفتن والحروب الاهلية, لتدخل محررة! وانفاق االاموال الطائلة بلا عوائد واضاعة اوقات الانتاج الخ.
2. تشكيل المليشيات المتناسلة للسيطرة على كل موسسات الدولة بشكل مستمر , وتلك المليشيات لها اذرع اجرامية للقتل والاغتيالات ولجمع المعلومات ومكاتب اقتصادية واستثمارات واخذ الخاوت ولايمكن لاي تاجر او رجل اعمال ان يعمل الا ولهم نسبة كبيرة من ارباحه, واذرع اعلامية وعلاقات دولية مافيوية ومواني ومنافذ حدودية ووجود وسيطرة على اجهزة الدولة الامنية ووزارتها وكل مفاصلها!
وكل مليشيات لها دور مرسوم تقوم به في اطار اوامر المايسترو الايراني!
3. استخدام مفرط للمخدرات من اجل تحقيق الارباح المادية وتخدير الشعوب والهاءها بنفسها ومشاكلها!
4. جمع المعلومات بشكل نشيط عن كل شيء عن كل ساحة وكل مكان, وتحديد الناس وفق ولائهم وتوجهاتهم وتصنيف المعادين الى درجات والبدء بقتل واقصاء المعادين للمشروع الايراني حسب الدرجات! وتلك العملية مستمرة ولاتتوقف!
5. اثارة الفتن الطائفية والقومية والعرقية وافتعال احداث خطيرة تودي الى سير الدول باتجاهات الخراب المستدام ومن ذلك تفجير ايران للعسكريين في عام 2006 وماخلفه ذلك من قتل وتشريد وابادة الملايين من العراقيين او في الهجوم الايراني على اسرائيل عبر حماس في اكتوبر 2023 وحسب المخطط الايراني الخبيث مما ادى الى تدمير غزة وقتل شعبها واضعاف اسرائيل والمعركة مازالت مستمرة.
6. نهب وتدمير الاقتصاد وشل قدرات الامم مثل تدمير الاقتصاد اللبناني والعراقي الحقيقي من زراعة وصناعة وسياحة وتجارة وجعله ساحة للمنتجات الايرانية الرديئة!
7. السير وراء الاحتلالات الاجنبية للسيطرة مثل احتلال العراق واحتلال اسائيل لجنوب لبنان عام 1982 بعد ان استمرت ايران بالحرب ضد العراق ومنحت اسرائيل الفرصة بعد اشغال الجيش العراقي في الغزو, ومتابعة اي دولة يحدث فيها ربيع سلفي للتوسع مثل سوريا واليمن والان محاولات حثيثة عبر العراق ومليشياتها للتوسع نحو الاردن ومصر وتونس وشمال افريقيا والصومال والخليج العربي وامريكا الجنوبية الخ!
8. تدمير وقتل وتشريد النخب الثقافية والعلمية والعسكرية والامنية والاكاديمية لافراغ الامة من عناصر قوتها واحلال الجهلاء والمتخلفين محلهم.
9. للدول الغنية مثل العراق يتم تضخيم جهاز الدولة ببطالة خطيرة واعداد مليونية كما يحصل في العراق من اجل ان تصرف اغلب الموازنة على الرواتب حتى يتم استيراد كل شيء من ايران باسعار خرافية, فكلما زادت الرواتب ارتفعت الاسعار واستفادت ايران وغيرها من سلعها الرديئة المصدرة !
10. نخر الجيوش والدفاع الوطني والتغلغل في صفوفها لاضعاف قدرتها الى الصمود ولتمرير الموامرات الايرانية المستمرة التي تتكرر حوال كل 8 سنوات باعمال خطيرة كتبت عنها فيما سبق!
اقرا مثلا المقال:
مكسيم العراقي – القفزات الثلاث الكبرى للمشروع الايراني الفاشي التوسعي! (ahewar.org)
11. تدمير البيئة عبر تدمير الزراعة والغابات والبساتين والنخيل, وبيعها كقطع اراضي يحصلون منها على مليارات الدولارات!
ونشر السموم فكل مرة يزور فيها ايرانيون العراق تحصل مذبحة للاسماك وتتزايد اعداد المصابين بالسرطان في العراق ومن ذلك عبر الغذاء الايراني المصدر الملئ بالمبيدات المسرطنة وقد رفضت دول كثيرة تلك المنتجات عدا العراق, ومنع استثمار الغاز لتدمير البيئة العراقية ولشراء الغاز الفضائي من العراق وادخال ملايين السيارات الايرانية الرديئة التي تستهلك وقودا هائلا من اجل تدمير البيئة والحياة بالازدحامات والتلوث والمشاكل.
12. السيطرة الكاملة على مناطق في بلدان مهمة ومنها العراق اذ تسيطر ايران على جرف الصخر ومناطق في ديالى وبادية السماوة لتصنيع اسلحة دمار, وطمر المخلفات النووية الايرانية, كما حصل في السودان ونهب الاثار ونهب المعادن النفيسة. وبناء قواعد للعدوان الداخلي وعلى دول الجوار. كما تسيطر على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية!
13. غسل الادمغة بالفضائيات والاعلام المدفوع الثمن عن الخرافات الدينية والفتن الطائفية, والبعثات لايران ونشر جواسيس ايران في كل مكان. ونشر الامال الكاذبة والانتصارات المزيفة للمقاومة في الوقت الذي يتم تدمير تلك البلدان رويدا رويدا.
14. تجنيس اعداد هائلة من الايرانيين والاكراد والباكستانيين في العراق وغيره من اجل احداث تغييرات ديموغرافية خطيرة كما يحصل في المدن المقدسة كربلاء والنجف وغيرها.
15. السيطرة الكاملة على الاضرحة المقدسة وعوائدها وعمالها وموظفيها وجعلها اوكارا للحرس الثوري والمخابرات الايرانية!
16. استخدام العمالة والشركات الايرانية التابعة للحرس الثوري في العراق في كل مكان تصل له!
17. استخدام الممارسات الدينية مثل الزيارات المليونية لتدريب الحرس الثوري على احتلال العراق ولابد ان يحدث ذلك رسميا في اوقات الزيارات فالافراد في داخل العراق ولديهم مخازن اسلحة في مستودعات الحرس الثوري في كل العراق!
18. الاخلال بالسيادة الوطنية للدول تحت حجج دينية وطائفية من اجل فتح الحدود وتخريب وتزبيل البلد مثل العراق وجمع المعلومات عنه.
19. اشغال العراق بالممارسات الدينية حيث تقف كل الوزارات نقل- صحة- دفاع- داخلية- بلديات الخ ,على قدم واحدة من اجل خدمة الايرانيين الجوعى من ماء وطعام ومبيت ومساج مجاني لهم! بحجة الحسين بينما تستفاد السعودية سنويا بمليارات الدولارات من الحج والعمرة! والعراق يخسر سنويا مليارات الدولارات خدمة للايرانيين!
20. قتل ومطاردة اي حركة وطنية سلمية بالقنص والخطف والتغييب كما حصل في ثورة اكتوبر 2019 وطرد القادة العسكريين الاكفاء والوطنيين واستبدالهم بالجواسيس مثل الفريق الركن! ابو زينب اللامي .
21. توسيع وتسليح مليشاتها باموال العراق مثل مضاعفة مخصصات واعداد الحشد في ميزانية اعوام 2023- 2025!
22. اضعاف الحس الوطني والوحدة الوطنية وتدمير تراث الشعب العراقي بتدمير الاثار ونهبها كما حصل بداية الاحتلال الامريكي عام 2003 او في سقوط الموصل المدبر من قبل ايران وغيرها عام 2014! وقتل رموز الثقافة والفن والعلم والامن والتقدم في العراق!
23. تشجيع الاغتيالات في الدول الاخرى بدات من تكريم قاتل عمر الى قاتل السادات الى تشجيع اغتيال صدام في الدجيل ومرة اخرى بطائرة قصفت منزله في تكريت باعتبار ان ذلك ارخص التكاليف للسيطرة!
24. شن الحروب الاعلامية والنفسية باقذر الطرق التي تنطلق من عقل مريص مهيا لتدمير الامة ونخرها من الداخل خدمة لاعدائها عبر التاريخ.
25. التحالف مع اي غازي لبلدان العرب والاسلام عبر التاريخ ومن ثم مزاحمته على السيطرة وتناصف الارباح والسلطة معه!
(2)
مرور اولي على ستراتيجيات السيطرة العشرة التي تحدث عنها تشومسكي
حسب المصدر:
نعوم تشومسكي: 10 استراتيجيات تستعملها الدول للتحكم في الشعوب ~ فكر حر (fikr7or.com)
((قام نعوم تشومسكي الفيلسوف الأمريكي والناشط السياسي المشهور، بتقديم 10 استراتيجيات يستخدمها حُكّام الدول من أجل التحكم والسيطرة بالشعوب عن طريق الإعلام.
يقول نعوم تشومسكي أن هذه الاستراتيجيات منظَّمة بشكل مُتقَن لدرجة أن الدول ذات نظام تعليمي جيد تخضع هي أيضا إلى قوة هذه المافيا التي تسيطر على كل شيء. فصحيح أن كل شيء يظهر في الأخبار لكن القليل من هذه الأخبار يتم شرحه وتفسيره للشعب.
” طالما أن عامة الناس لا يعلمون أو غير مبالين أو تم تحويلهم إلى النزعة الاستهلاكية أو الكراهية والإنشغال بإقصاء بعضهم البعض، عندها يمكن للأقوياء أن يفعلوا ما يحلو لهم، وسوف يُترك أولئك الباقون على قيد الحياة للتفكير في نتائج واقعهم ”
نعوم تشومسكي
إن الهدف من الإعلام ليس هو الإبلاغ أو الإفادة كما يقول معناها الحرفي، بل الهدف هو تضليل الشعب بمعلومات خاطئة للتمكن من صرف انتباهه عن القضايا والتغييرات المهمة التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية.
فيما يلي 10 استراتيجيات للتحكم في الشعوب ربما لم تكن تخطر على بالك، أو ربما اعتقدت يوما أن هذه هي حقيقة الإعلام ولا يمكن لأحد التحكم به.))
وقد استخدم صانع القرار الايراني والمخطط ومراكز البحث لديهم ودفاترهم الصفراء المتوارثة تلك القوانين ليس في ميدان الاعلام فقد بل في كل ميادين السياسة والاقتصاد والامن الخ:
وملخص تلك القوانين التي ينفذها النظام الايراني الماسوني الفاشي مايلي:
1. استراتيجية الإلهاء
2. اختراع المشاكل وتقديم الحلول
3. الاستراتيجية التدرجية
4. استراتيجية التجبيل أو التعظيم أو الانصياع
5. معاملة الشعب كأنهم أطفال
6. اللجوء إلى العواطف أكثر من العقل
7. إبقاء الشعب جاهلا
8. تشجيع الناس على الرضى عن جهلهم
9. ترسيخ لوم النفس في عقول الشعب
10. معرفة الشعب أكثر ما يعرفه عن نفسه
(3)
الاساس التاريخي لتلك الستراتيجية الايرانية:
هناك أساس تاريخي لاستراتيجية إيران التوسعية، يمكن تتبعها عبر العصور المختلفة التي مرت بها إيران، منذ الإمبراطوريات القديمة حتى مايسمى بالجمهورية الإسلامية الحالية. هذا الأساس يتجلى في عدة نقاط تاريخية رئيسية:
1. الإمبراطوريات الفارسية القديمة:
الإمبراطورية الأخمينية: تأسست في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت تمتد من اليونان إلى الهند. كان للإمبراطورية نظام حكم مركزي قوي وسياسة توسعية من خلال الفتوحات والضم.
واستطاع الاخمينيون بمكيدة ان يسيطروا على بابل في عام 539 ق ب بعد ان اصبح جوباروا قائدا لجيش بابل وهو من اصل فارسي وكان ملك بابل احد الكهنة الاغبياء وليس قائد سياسي!
الإمبراطورية الساسانية: استمرت من القرن الثالث إلى السابع الميلادي، وكانت تنافس الإمبراطورية الرومانية (ثم البيزنطية) على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
العهد الصفوي (1501-1736):
الدولة الصفوية: قامت بتأسيس المذهب الشيعي الاثني عشري كمذهب رسمي للدولة، وسعت إلى توسيع نفوذها في المنطقة من خلال الحروب والصراعات مع الإمبراطورية العثمانية، التي كانت تمثل القوى السنية الرئيسية.
وقد تم قتل كل من لايتبع المذهب الجعفري!
العصر القاجاري (1789-1925):
خلال هذه الفترة، كانت إيران تحاول الحفاظ على استقلالها في وجه الضغوط الاستعمارية من الإمبراطوريات الروسية والبريطانية، مع محاولات متقطعة لتوسيع نفوذها الإقليمي.
العهد البهلوي (1925-1979):
في هذا العصر، سعى رضا شاه بهلوي ثم ابنه محمد رضا شاه إلى تحديث إيران وزيادة نفوذها الإقليمي من خلال التحالفات العسكرية والسياسية مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
ومارست ايران دور شرطي المنطقة واحتلت الجزر العربية الثلاث ومن قبلها الاحواز العربية بثرواتها الطائلة! في 20 نيسان 1925!
الجمهورية الإسلامية (منذ 1979):
الثورة الإيرانية عام 1979: قادت إلى تغيير جذري في السياسة الإيرانية، حيث أصبحت الأيديولوجية الشيعية التوسعية جزءًا أساسيًا من سياسة الدولة الخارجية.
الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988): أثبتت أهمية الدور العسكري والتعبئة الشعبية في تحقيق أهداف إيران الإقليمية.
ما بعد الحرب: بدأت إيران في صنع المليشيات الشيعية في لبنان، العراق، واليمن، ودعم النظام السوري، كجزء من استراتيجية توسعية تهدف إلى بناء محور نفوذ يمتد من الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط.
هذه الخلفية التاريخية تُظهر أن إيران، سواء كإمبراطورية قديمة أو كدولة حديثة، لطالما سعت إلى توسيع نفوذها الإقليمي وتعزيز موقعها كقوة رئيسية في المنطقة.
الثورة ا في عام 1979 بعد ان سيطر عليها رجال الدين بتدبير غربي امريكي أعطت زخماً جديداً لهذه الطموحات، مع تركيز على الأيديولوجية الدينية وتشكيل تحالفات مع القوى الشيعية في العالم الإسلامي.
وفق مخطط يظن ان الشيعة اغبياء ويمكن توجيههم لخدمة الامبرطورية الفارسية وقد اثبتت ثورة اكتوبر 2019 خطا تلك الحسابات بعد اعوام طويلة من التجهيل والتدمير فاذا بشباب العراق وخصوصا في الجنوب يثورون ضد ايران ويتم قمعهم بمنتهى الوحشية من قبل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ابن الفارسية, ومن ثم اندلعت الثورة الايرانية وبعدها في لبنان!
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
