أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - قمة الناتو بواشنطون هل تخدم السلام ام الحرب















المزيد.....

قمة الناتو بواشنطون هل تخدم السلام ام الحرب


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 08:08
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


"السؤال الأساس الذي يتبادر للذهن: هل يستطيع حلف شمال الأطلسي أن يغدو قوة للسلام ، أم أنه ليس إلآ امتدادا خطيرا وخاضعا لآلة حرب الولايات المتحدة؟ تساءل الصحفيان الأميركيان، ميديا بنجامين و نيكولاس جي إس ديفيس. الأولى، مؤسس مشارك لـ Global Exchange و CODEPINK: نساء من أجل السلام. والاثنان مؤلفان مشاركان لكتاب "الحرب في أوكرانيا: تضمين معتى لصراع لا معنى له"،


نعتقد، من جانبنا، أن حلف شمال الأطلسي يشكل مفارقة تاريخية في عالم اليوم متعدد الأقطاب: تحالف عسكري عدواني توسعي؛ ونظرا لقصر النظر الملازم لقيادته منذ التاسيس وللتقييمات الخطرة المكرسة لخدمة الذات، فنحن جميعا محكومون بحروب لا تنتهي وبخطر الانزلاق الى الإبادة النووية"، يخلص الكاتبان ميديا بنجامين ونيقولاس جي.إس ديفيس:
. سوف يجرجر الناتو أعضاءه إلى الولايات المتحدة؛ على جدول الأعمال الحرب الباردة مع الصين عبر اتهامها بتزويد روسيا بتكنولوجيا الأسلحة ذات الاستخدام المزدوج؛ وسوف يكشف النقاب عن مبادرات جديدة لحلف شمال الأطلسي لإنفاق الأموال الأمريكية؛ دولارات الضرائب على "جدار مسيّرات" غامض في دول البلطيق و"نظام الدفاع الجوي المتكامل" الذي يبدو باهظ الثمن في جميع أنحاء أوروبا.
لكن السمة الرئيسية للقمة ستكون إظهار الوحدة بالمظهر محاولة لإقناع الرأي العام أن بمقدور حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا إلحاق الهزيمة بروسيا وأن التفاوض مع روسيا سيكون بمثابة الاستسلام.
في ظاهر الأمر، ينبغي أن يكون من الصعب تمرير كل هذا؛ الشيء الوحيد الذي يتفق عليه أغلب الأميركيين بشأن الحرب في أوكرانيا هو أنهم يدعمون السلام عن طريق التفاوض. ردا على سؤال وجهه، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ، مركز الاستطلاع /YouGovpoll "هل تؤيد أو تعارض اتفاق أوكرانيا وروسيا على وقف إطلاق النار الآن؟" اجاب 68% "أؤيد" و8% فقط "معارضون"، بينما قال 24% إنهم غير متأكدين.
على كل حال، بينما يجري رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، وزعماء الناتو مناقشات لا نهاية لها حول الطرق المختلفة لتصعيد الحرب، و رفضوا مرارًا وتكرارًا عروض مفاوضات السلام، لا سيما في أبريل 2022 ونوفمبر 2022 ويناير 2024، حتى عندما تركت خططهم الحربية الفاشلة أوكرانيا في موقف تفاوضي يزداد سوءًا.
[انظر: راي ماكغفرن: هل سيهاجم بوتين بولندا ودول البلطيق؟]
تتمثل نهاية هذه الاستراتيجية في أنه لن يُسمح لأوكرانيا بالتفاوض مع روسيا إلا بعد أن تواجه هزيمة كاملة ولم يعد لديها ما تتفاوض بشأنه؛ بالضبط الاستسلام الذي يقول الناتو إنه يريد تجنبه.
وكما أشارت دول أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن الولايات المتحدة، ورفض الناتو للمفاوضات والدبلوماسية لصالح حرب طويلة يأملون أن تؤدي في النهاية إلى "إضعاف" روسيا، وهو انتهاك صارخ لـلمادة 33[أ] من ميثاق الأمم المتحدة – الفصل السادس- "التسوية السلمية للنزاعات" ، وتنطلق منها جميع قرارات الأمم المتحدة.. "يجب على أطراف أي نزاع، إذا ما تواصل ، تعريض السلم والأمن الدوليين للخطر، أن يلتمسوا حله بادئ ذي بدء عن طريق التفاوض والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية، واللجوء إلى الوكالات الإقليمية أو الترتيبات أو الوسائل السلمية الأخرى التي يختارونها."
غير أن زعماء الأطلسي لن يأتوا إلى واشنطن للتوصل إلى الكيفية التي يمكنهم بها الامتثال لالتزاماتهم الدولية والتفاوض على السلام في أوكرانيا، غلى التقيض تماما، في اجتماع عقد في يونيو/حزيران تحضيراً للقمة، وافق وزراء دفاع الناتو على خطة لوضع الدعم العسكري الذي يقدمه الناتو لأوكرانيا "على أساس أكثر ثباتاً لسنوات قادمة".
سيكون المقر الرئيسي لجهد الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في فيسبادن بألمانيا، وتضم ما يقرب من 700 فرد. وقد تم وصفها بأنها وسيلة "لمقاومة ترامب" لدعم الناتو لأوكرانيا، في حالة فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات ومحاولته سحب القوات الأمريكية. يدعم.
وفي القمة، يريد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من قادة الناتو الالتزام بتزويد أوكرانيا بمعدات بقيمة 43 مليار دولار كل عام، إلى أجل غير مسمى. في ترديد لفكرة جورج أورويل المزدوجة بأن "الحرب هي السلام"، قال ستولتنبرغ: "المفارقة هي أننا كلما طال أمد خططنا، وكلما طال أمد التزامنا [بالحرب]، كلما تمكنت أوكرانيا من تحقيق السلام بشكل أسرع".
وستناقش القمة أيضًا كيفية تقريب أوكرانيا من عضوية الناتو، وهي خطوة تضمن استمرار الحرب، نظرًا لأن الحياد الأوكراني هو الهدف الرئيسي لروسيا في الحرب.
كما ذكر إيان ديفيس، عضو منظمة مراقبة حلف شمال الأطلسي، فإن لغة حلف شمال الأطلسي تعكس نفس السطور التي سمعها طوال عشرين عاماً عن الحرب في أفغانستان: "إن طالبان (روسيا الآن) لا تستطيع أن تنتظرنا حتى نخرج". لكن هذا الأمل الغامض في أن يستسلم الطرف الآخر في نهاية المطاف لا يشكل استراتيجية.
ولا يوجد دليل على أن أوكرانيا ستكون مختلفة عن أفغانستان. الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يطرحان نفس الافتراضات، الأمر الذي سيؤدي إلى نفس النتيجة. والافتراض الأساسي هنا هو أن الناتج المحلي الإجمالي الأكبر لحلف شمال الأطلسي، والميزانيات العسكرية الباهظة الفاسدة، وولع تكنولوجيا الأسلحة باهظة الثمن، لابد وأن يقود أوكرانيا بطريقة سحرية إلى النصر على روسيا.
عندما اعترفت الولايات المتحدة و حلف شمال الأطلسي أخيراً بالهزيمة في أفغانستان، وكان الأفغان هم الذين دفعوا ثمن حماقة الغرب، في حين انتقلت آلة الحرب بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ببساطة إلى "التحدي التالي"، دون أن تتعلم شيئاً وتجني مكاسب سياسية من الإنكار المذل.
بعد أقل من ثلاث سنوات من الهزيمة في أفغانستان، وصف وزير الدفاع بالولايات المتحدة، لويد أوستن، حلف شمال الأطلسي بأنه "التحالف الأقوى والأكثر نجاحاً في التاريخ". إنها إشارة واعدة بالنسبة لمستقبل أوكرانيا أن أغلب الأوكرانيين غير راغبين في إلقاء حياتهم في نيران حلف شمال الأطلسي.
في مقال بعنوان "النظرية الجديدة للنصر الأوكراني هي نفس النظرية القديمة"، كتب مارك إيبيسكوبوس من معهد كوينسي: "لا يزال التخطيط الغربي متخلفًا استراتيجيًا؛ باتت مساعدة كييف غاية في حد ذاتها، منفصلة عن استراتيجية متماسكة لإنهاء الحرب".
وخلص إبيسكوبوس إلى أن "المفتاح لممارسة نفوذ [الغرب] بشكل فعال هو التخلي أخيرًا عن إطار النصر الصفري ...".
ونود أن نضيف أن هذا كان فخًا نصبته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ليس فقط لأوكرانيا، ولكن لحلفائهما بالناتو أيضًا. من خلال رفض دعم أوكرانيا على طاولة المفاوضات في إبريل/نيسان 2022، والمطالبة بدلاً من ذلك بـ "تأطير النصر بمحصلة صفرية" كشرط لدعم الناتو، فإن الولايات والمملكة المتحدة صعدتا ما كان يمكن أن يكون حربًا قصيرة جدًا إلى حرب طويلة الأمد، وربما نووية، بين الناتو وروسيا.
واشتكى الزعماء والدبلوماسيون الأتراك من الكيفية التي قوض بها حلفاءهم الأميركيون والبريطانيون عملية صنع السلام؛ بينما تلوّت فرنسا وإيطاليا وألمانيا لمدة شهر أو شهرين و سرعان ما استسلمت لمعسكر الحرب.
عندما يجتمع زعماء الناتو في واشنطن، ما الذي ينبغي عليهم فعله، بصرف النظر عن تحديد كيفية الالتزام بالمادة 33 (1) من ميثاق الأمم المتحدة؟ يجري مراجعة واضحة لكيفية استمرار هذه المنظمة التي تدعي أنها قوة من أجل السلام في تصعيد الحروب التي لا يمكن الفوز بها وترك البلدان في حالة خراب.
السؤال الأساس الذي يتبادر للذهن: هل يستطيع حلف شمال الأطلسي أن يغدو قوة للسلام ، أم أنه ليس إلآ امتدادا خطيرا وخاضعا لآلة حرب الولايات المتحدة؟
نعتقد، من جانبنا، أن حلف شمال الأطلسي يشكل مفارقة تاريخية في عالم اليوم متعدد الأقطاب: تحالف عسكري عدواني توسعي؛ ونظرا لقصر النظر الملازم لقيادته منذ التاسيس وبالتقييمات الخطرة المكرسة لخدمة الذات، فنحن جميعا محكومون بحروب لا تنتهي وبخطر الانزلاق الى الإبادة النووية.
نقترح أن الطريقة الوحيدة التي يمكن لحلف شمال الأطلسي أن يصبح قوة حقيقية من أجل السلام هي الإعلان أنه، بحلول هذا الوقت من العام المقبل، سوف يتخذ نفس الخطوات التي اتخذها نظيره، حلف وارسو، عام 1991، تفكيك في نهاية المطاف ما سيكون اوستن، وزير الدفاع الأميركي أكثر حكمة لو أطلق عليه "أخطر تحالف عسكري في التاريخ".



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علينا مقاربة إسرائيل دولة استعمار استيطاني
- جدار جابوتينسكي تطهير عرقي عقيدة الليكود
- جدار جابوتينسكي يتصدع
- عودة الى المتهاة .. تفاوض بوساطة أميركية !!
- همجية إسرائيل بشهادة شعوب الأرض
- جوع وصدمات غزة وصحة أجيال المستقبل
- بالجهد الشعبي المنظم والمعبأ ـُكسَر موجة التهجير
- الميديا الأميركية تخفي محرقة غزة وإشاعة الفاشية
- وظيفة الميديا نقل رسالة النخب الى الجمهور وليس نقل الواقع
- دبلوماسية شد خيوط الألعاب السياسية الممسرحة
- هل حقا أزاح عهد السنوار عهد عرفات عن المشهد الفلسطيني؟
- يقتلنا جميعا المجمع الصناعي العسكري بالولايات المتحدة
- هل تتعايش الديمقراطية والمليارديريين؟
- مجزرة مخيم النصيرات
- إرهابهم جردهم من أسلاب الإرهاب
- دعم مطلق للمحرقة - مجردون من الإنسانية (القسم الثاني)
- دعم مطلق للمحرقة وصمت مطبق على الجريمة
- صد العدوان مرحلة تهيئ للتحرير
- الشعب الفلسطيني كابد الاضطهاد العنصري أبارتهايد ، احتلال و إ ...
- إيلان بابه يأمل بانهيار المشروع الصهيوني


المزيد.....




- فيتنام.. زعيم الحزب الشيوعي يسلم مهامه لرئيس الجمهورية
- المكتب المحلي لحزب التقدم و الاشتراكية بالمريسة بسلا يستقبل ...
- مواجهات بين ارهابيي جبهة النصرة ومتظاهرين بإدلب وريف حلب
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ...
- «دفعة تخفيف الأحمال»..طلاب الثانوية العامة يعبرون عن معاناته ...
- «لا للتهجير».. متضامنون مع أهالي جزيرة الوراق
- «أمن الدولة» تقرر حبس أكثر من 198 مواطنًا في أسبوع واحد
- عمال وسياسيون بـ«دار الخدمات النقابية والعمالية».. نريد تغيي ...
- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...
- اليسار الفرنسي يختار مرشحا شيوعيا لرئاسة الجمعية الوطنية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - قمة الناتو بواشنطون هل تخدم السلام ام الحرب