حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 16:21
المحور:
المجتمع المدني
لولا وسائلُ التواصُلِ الاِجتماعي ما ظهرَ للعَلَنِ ما وقعَ من محافظي الدقهلية وسوهاج. أصبحَت وسائلُ التواصُلِ مرآةً لما قد يُسكَتُ عنه، وصوتًا واضحًا لرأي المواطنِ الإنسانِ الذي يُعاني ولا يجدُ سواها للتعبيرِ عما يشعرُ به ويفكرُ فيه.
إنقلَبَ السِحرُ على الساحِرِ وتحولَت الكاميراتُ والميكروفوناتُ من أدواتٍ للظهورِ إلى أدلةِ إدانةِ أو تندرٍ. ما عادَ مُمكنًا تجاهلُ وسائلِ التواصُلِ الاِجتماعي، لكن ماذا عما لا يظهرُ بها؟ ماذا عن الاِستبياناتِ التي يملؤها الطلابُ وتَتباهى بها الإداراتُ الجامعيةُ باِسمِ الجودةِ؟ تنَمرٌ على أعضاءِ هيئةِ التدريسِ وتعليقاتٌ مُتَفَقٌ عليها مثل "إحنا دافعين فلوس عايزين دكتور تاني"، أو "الدكتور لا يحضر في المواعيد" بينما هم مُتَغيبِّون عن المحاضراتِ وبالكادِ يُمكِنُهم التَعَرُفُ عليه، أو "الدكتور مش راضي يوزع محاضراته علينا" بينما فيديوهاتُها موجودةٌ في المُتناولِ، وغيره وغيره. لقد بلَغَت الجَرأةُ أن هناك من يَضَعون المحاضراتِ على مواقعِهِم جلبًا للمُشاهداتِ.
أعضاءُ هيئةِ التدريسِ بشرٌ يحتاجون التقديرَ وهو أضعفُ الإيمانِ، بعيدًا عن حساباتِ إداراتٍ هدفُها الأساسي التصعيدُ تحت مسمى الجَودةِ. سَمَمَت ممارساتُ ما يُسمى جَودةٌ العلاقةَ بين أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والإداراتِ وأصبحَ كلٌ في واديه. إنها صورةٌ لما لا يظهرُ في مواقعِ التواصُلِ لكنها ذاتُ ضررٍ على العمليةِ التعليميةِ وعلى حاضرِ المجتمعِ وغدِه.
الإنجازُ يستحيلُ أمام الكاميراتِ ولا يُمكنُ بخسارةِ عقولِ وجُهودِ من يصنَعونه على أرضِ الواقعِ. الإدارةُ الحقيقيةُ تجَردٌ وبعدُ نَظرٍ واِستِشارةٌ،،
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟