أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - حقائق صادمة(٣): محبة النبي ليست صلاة ولا زيارة (رجال الدين يمتنعون)















المزيد.....

حقائق صادمة(٣): محبة النبي ليست صلاة ولا زيارة (رجال الدين يمتنعون)


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موقف رجال الدين من فضيلة الزهد:
===================
في هذا الزمان
ظهرت مشكلة كبيرة !!
فهناك من يوحي للناس
أن الزهد في الدنيا
ليس من الدين !!
سبحان الله !!
والمشكلة الأكبر
أن هؤلاء يدّغون أنهم رجال دين
وهذا الأشكال سبب اضطرابا
لدي الناس:

انظروا كيف تم وصف رجال الدين في السوشال ميديا:

- 《أشهر رجال الدين هم اغنياء، والغريب ليس غناهم بل الغريب هو لما تجد رجل دين غني يقول للمسلمين طوبى لكم انتم الفقراء الجنة للفقراء والفقر هو امر جيد وطبيعي للمسلمين، هنا الكارثة هو غني لكنه يحدثهم عن محاسن الفقر 》

-《لو تم منع رجال الدين من أخذ أموال مقابل الدعوه وتنوير الناس من غير اجر لن تجد علي وجه الارض رجل دين》

-《يا ايها الذين امنوا ان كثير من الاحبار والرهبان ياكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله.... ركز ان التوجيه للذين امنوا》

- 《لنعود إلى شيوخ الفضائيات وتجار الكلام ... وننظر إلى قصورهم وسياراتهم ونتأمل》

- 《لماذا كل رجال الدين الإسلامي اغنياء ؟؟》

- 《لان المتاجرة بالدين مربحة جدا》

- 《ولذلك ضاع العلم!!!!
فالعلم ميراث الأنبياء
وكان الانبياء فقراء
وفي بداية دعوة الاسلام
لم يكن لسادة قريش مشكلة مع القرآن
لكن مشكلتهم ان من جاءهم به فقير
(وقالوا لولا نزل هذا القران علي رجل من القريتين عظيم)
كانوا يريدون ان يجيئهم بالقرآن
احد وجهاء مكة او الطائف
ولكن سنن الله في خلقه
انه لا يجمع لاحد العلم مع المال
ولذلك عاش النبي فقيرا
مع ان المال كان يأتيه لكن سريعا ما ينفقه
كذلك استنكر بنو اسرائيل علي طالوت انه لم يؤت سعة من المال
والسبب ان الله اعطاه بسطة في العلم》

- 《رجال الدين الحقيقيون ليسوا اغنياء هم اشد الناس بساطة》

- 《شيوخ الفضائيات كذبوا وقالوا أن الرسول الكريم كان فقيرا
وان الصحابة كانوا فقراء
وان ثوب عمر كان مرقعُا
وأن الرسول رهن درعه عند يهودي ليشتري طعامًا
وأنه ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع》

تلك بعض انطباعات الناس عن رجال الدين وموقفهم من الزهد.

وبعض رجال الدين صاروا يشككون في فقر النبي (زهده)
وهو شيء ثابت لا مجال لنفيه أو دحضه، بحسب السيرة والسنة والقرآن.
البعض يحتجون بآية الضحي:
{وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}
ويقولون أن الله (أغناه)، وهذا صحيح، لكن هذا لا ينفي أنه كان ينفق كل ما لديه.
فلما تكلم بعض الناس على تقسيم الغنائم قال النبي ﷺ: «إِنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ شَيْءٌ، إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ» (رواه أبو داود). أي إن الخمس الذي كان حقًّا له من الغنائم لم يكن النبي يأخذه لنفسه، بل كان يتصدق به على المسلمين!
كيف لا وهو القائل:

(يَا أَبَا هِرٍّ - هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ ،إِنَّ الْمُكْثِرِينَ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ)

الفرق بين حب النبي واتباعه والصلاة عليه:
=================
لقد أمر الله في كتابه بالصلاة علي رسوله:
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤئكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا}

والصلاة عليه هذه جعلت في تشهد الصلاة.

وأما الإتباع فحينما قال له الفاروق عمر: واللهِ لأنتَ أحبُّ إليَّ من كل شيءٍ إلا من نفسي،
فقال له النبي ﷺ: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك!
فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي!
فقال له النبي: الآن يا عمر!
فهذا يعني حب الدين وما جاء به محمد، ويؤيد ذلك الحديث الآخر:

(لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يكونَ هَواهُ تبعًا لما جِئتُ به)

هنالك حب النبي في اخلاقه وطريقته، فقد عرف عن عبد الله بن عمر أنه كان يتبع أمر رسول الله وآثاره وحاله وأفعاله، فقد كان ابن عمر يحب أن يسلك نفس المسالك والدروب التي سلكها النبي، فحتي إن قيل له أنه بال في مكان، يحرص عبد الله بن عمر أن يبول في نفس المكان، وإذا جلس واستظل بظل شجرة يحرص عبد الله أن يستظل بظل تلك الشجرة، واذا مر ﷺ بمكان فحاد عنه، حاد عنه ابن عمر، واذا قيل له ان النبي لصق بالحائط لصق،  وإذا قيل لـه إن النبي وضع رأسه على هذا الجدار فإنه يضع رأسه عليه، وإن قيل له: قعد قعد، وإن قيل له: مشى مشى.

فابن عمر يفعل هذا مدفوع بمحبته للنبي.
ولكن من اوضح صور التأسي بالرسول التي تبين محبته هو تبني طريقته إزاء المال والماديات،
فالفقر هو طريقة النبي محمد في حياته، وهو فقر اختياري، ولا بد أن من يحبه يتشبه به في هذه الخصلة.

فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه يومًا في بيته، فرآه مضطجعًا على حصير قد أثر في جنبه، وألقى ببصره في خزانة رسول الله فإذا فيها قبضةٌ من شعير، نحو الصاع، وقبضة أخرى من ورق الشجر في ناحية الغرفة. قال عمر: فابتدرتْ عيناي بالبكاء. فقال ﷺ: (مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟) قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنتَ رسولُ الله وصفوتُه، وهذه خزانتك؟! فقال: (يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟) قلت: بلى. (متفق عليه).

وفي رواية أخرى، فقال عمر: يا نبي الله لو اتخذت فراشًا أوثر من هذا؟ فقالﷺ: (مَا لِي وَلِلدُّنْيَا! مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا)
(رواه أحمد).

ارتباط المحبة بالزهد:
==============
تأمل جيدا في الحديث التالي
الذي يبين بوضوح
ما هي محبة النبي ﷺ:
عن عبد الله بن مغفل، قال:
قال رجل للنبي:
يا رسول الله والله إني لأحبك.
فقال له: (انظر ماذا تقول)،
قال: والله إني لأحبك،
ثلاث مرات،
فقال: (إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه)
رواه الترمذي وقال حديث حسن

والتجفاف هو بمثابة (المنشفة) عندنا اليوم، فكأنما الرسول يقول للرجل: استعد لفقر لا بلل معه!!
أي لفقر شديد (جاف) !!
فقد كانت هذه هي طريقته، التي تبنّاها أحباؤه من صحابته المقربين، فصاروا فقراء بعدما كانوا اغنياء، فها هو الصديق صاحبه يدفع ماله كله للزكاة، ويقول تركت لأولادي الله ورسوله، وقد عرف عنه وعن الفاروق انهما بعد توليهما الخلافة لم يستطيعا ذبح الأضحية كما يفعل الكثيرون من رعيتهما !!
وعرف عن الفاروق انه كأمير للمؤمنين لم يستطع أن يشتري حلوي لزوجته، وأن يكسي ابنته التي تمزق قميصها،
وها هي عائشة تأتيها ألف من الدراهم فتنفقها كلها، وعندما تأتي لتفطر من صيام تقول لها جاريتها: (لو اشتريت لنا لحما بدرهم؟!)
انظروا..
تنفق الف درهم ولا تبقي درهما واحدا لشراء لحم !!
فهذا إنما كان تقليدا لطريقة محبوبهم النبي ﷺ: وليس هذا بسبب فقر الدولة ولا بسبب عجزهم ولكنه زهدا منهم.
والحديث واضح:
(تحبني؟؟)..
..(فأعد للفقر تجفافا) !!

لو كان حب النبي مرتبط بالفقر
فهو أمر صعب
لكنه فعلا مرتبط بالفقر:
(فأعد للفقر تجفافا)
الكلام واضح !!
ولكنه فعلا أمر صعب
وربما لهذا السبب تحاشاه رجال الدين !!!
لكن ..
إن لم نقدر علي فضيلة ما..
أننكر؟؟ .. ونزوِّر ؟؟!!
كان الأولي برجال الدين
أن يقولوا للناس
مثلما قال عمرو بن العاص
حينما خطب الناس بمصر:
(ما أبعدَ هديَكم من هدي نبيكم،
أما هو فكان أزهدَ الناس في الدنيا،
وأنتم أرغبُ الناس فيها)

لابد أن يوجد ولو قلة قليلة
يقتدون بالنبي في زهده
ولكن الآن يكاد لا يوجد زاهد!!
لماذا؟؟!!
لأنهم صاروا يعتبرون الفقر عيبا !!
والزهد عَبَطا !!
ولهذا صرنا في صراع شديد علي الدنيا
وصار الناس يجرون وراء الدنيا
ولا يهمهم حصلوا عليها
بالحق أم بالباطل !!

حقا إنها لحقيقة صادمة
ان يرتبط الحب بالزهد
وقد كان العلماء في الماضي فقراء
وكان رجل الدين يسمي (الفقير)
لكن المصيبة أن يتم تزوير هذه الحقيقة
الي شيء آخر
فيقال أن الحب ذكر دائم للنبي !!
إن المطلوب هو الإكثار من ذكر الله تعالي وليس ذكر الرسول !!
هكذا جاء في القرآن:

{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا}

من أين جاء رجال الدين بأن محبته بكثرة ذكره والصلاة عليه، وأن الصلاة عليه من أعظم شعب الإيمان! وأنها أداءٌ لحقه! وتعظيم له! وأن المواظبة عليها من باب شكره!
وقالوا أن الاكثار من الصلاة عليه لأن المُحبُّ يكثرُ من ذكْرِ محبوبه!
وقالوا أن حب الله لرسوله انه يقبل الصلاة على النبي بتركيز وبدون تركيز!! وأنه حتى يقبلها من الكافر !! ...الخ
وجاءوا بأحاديث غريبة وضعيفة ومنكرة مثل:

- أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة

- صَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي...

- مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ

- إنَّ أَوْلَىٰ الناس بِي يومَ القيامةِ: أكثرُهم عليَّ صلاةً

- أكثروا الصلاة عليَّ فإن الله وكَّل بي مَلَكًا عند قبري ...الخ

- مَن صلى عليك مِن أمَّتك صلاةً .. كتب الله له بها كذا وكذا

- صلُّوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء

ثم إنهم جعلوا محبة النبي زيارة قبره !!
والمشهور عن إمام المدينة نفسها - الامام مالك انه قال كرهت ان يقول الرجل زرت قبر الرسول. وهذا موجود في المدونة الكبرى (2- 370): "وقال مالك: وناس يقولون (زرنا قبر النبي) قال: فكان مالك يكره هذا ويعظمه أن يقال (إن النبي ﷺ يُزار)
وهذا يتسق مع أحاديث اخري مثل (لعن الله زوارات القبور)، وحتي أن الترخيص في زيارة المقابر هو من أجل الإعتبار فقط (فإنها تذكركم الآخرة) ولا يعني هذا الوقوف عند قبر معين، والمرء ليستعجب.. إذ أن هذا ليس محل نقاش اصلا، وكان هذا واضحا جدا الي وقت قريب الي درجة أن بعض علماء المملكة كانوا يرون ضرورة نقل قبره ﷺ عندما ارادوا توسعة المسجد، مستدلين بقوله: (لا تجعلوا قبري وثنا يعبد)، ويقال أن السلطات قامت فعلا بنقل القبر، دون أن تعلن عن ذلك.

وننصح هنا بضرورة الرجوع الي كتب الصحاح والبحث عن مسألتي المحبة بكثرة الذكر، والمحبة بزيارته ﷺ، ونحن علي يقين أنه لا أصل لذلك البتة في كتب الصحاح.

(فأعدَّ للفقر تجفافا)
كهذا وصف النبي للرجل روشتة المحبة:
أن يجهز منشفة للفقر !!
هذه هي محبة النبي ﷺ

زهدالنبي في الدنيا:
=============
يقول ﷺ (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ)
(رواه البخاري)
فكان رسول الله يكتفي من الطعام والشراب بما يُقيم الأودَ، فكم بقي طاويًا على الجوع، لا يجد ما يأكله، يقول أبو هريرة: (مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قُبِضَ) (رواه البخاري).

وتحكي أم المؤمنين عائشة عن ذلك فتقول: (إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ نَارٌ)، فسئلت: (فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟) قَالَتْ: (الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ (متفق عليه).

وفي مرة يطرق باب النبي ضيف، فلا يجد ما يضيفه، فيرسل إلى بيوته يسأل نساءه، فلا يجد عندهن شيئًا سوى الماء، فأرسل إلى أصحابه أن يضيِّفوه (متفق عليه).

بل يصل الأمر به إلى أنه (كَانَ يَرْبِطُ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْجُوعِ) (صححه الألباني).

ورآه عمر رضي الله عنه يتلوى من الجوع، فما يجد رديء التمر يسد به جَوعَتَه، ثم رأى ﷺ ما أصاب الناس من الدنيا فقال: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي، مَا يَجِدُ دَقَلًا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ [والدَّقَل: هو التمر الرديء) (رواه مسلم).

وجاءت فاطمة ذات يوم بكِسْرةِ خبزِ شعير، فأكلها ﷺ وقال: (هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)!!.(رواه أحمد).

كان هذا حاله وآل بيته إلى آخر يوم في حياته، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَمَا فِي بيته مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ) (متفق عليه). وقالت أيضًا: (لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) (رواه مسلم).

دخل أبو بردة رضي الله عنه إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فأخرجت كساءً ملبدًا وإزارًا غليظًا، ثم قالت: (قُبِضَ رُوحُ النَّبِيِّ فِي هَذَيْنِ) (رواه البخاري).

لقد كان لسانه لا يفتر أن يطلب دوام حال الكفاف والزهادة، فيقول داعيًا ربه:
(اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا)
(رواه البخاري).
وقد كان النبي يدعو:
(اللهم أحيني مسكينًا،
وأمِتْني مسكينًا،
واحشرني في زمرة المساكين
يوم القيامة)
(رواه الترمذي وابن ماجه).

وعندما مات ﷺ لم يترك قصرًا، ولا كنزًا، ولا حديقة، ولا أرصدة، وكان كل ما تركه كما يحكي لنا عمرو بن الحارث رضي الله عنه: (مَا تَرَكَ النَّبِيُّ إِلاَّ سِلاحَهُ وَبَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً) (رواه البخاري).

لقد كان ﷺ أزهد الناس في الدنيا، ممتثلًا أمرَ ربه الذي أمره أن يعيش عيشة الكفاف والزهد، وأمره أن يخير نساءه بين حياة الزهد معه وتسريحهن إلى بيوت أهلهن، فاخترن جميعًا رضي الله عنهن البقاء معه على هذه الحال.

حتى إن ابنته فاطمة رضي الله عنها جاءت ذات يوم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وترجو من أبيها أن يعطيها خادمًا يخفف عنها ما هي فيه، فما كان يجد من نصيحة لابنته وزوجها أفضلَ من قوله: (أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ) (متفق عليه).

لقد بلغ ﷺ الكمال في الزهد، وفاق زُهدَ من سبقه وزُهدَ من جاء بعده، فهو بحق 《إمام الزاهدين》، فقد أتته الدنيا فأبى إلا أن يعيش كفافًا، لا يأخذ منها إلا الحد الأدنى الذي يقيم به حياته، ولو أراد الدنيا لجاءته، ولكان من أعظم ملوك الدنيا، ولكن قلبه كان متعلقًا بما عند ربه في الآخرة.

        □■□■□■□■

>>> تذكرة متكررة <<<
=======

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات ..وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
بعد الركعة الثانية
في الصبح (سِراً)
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
فالله .. لا يهمل
ودعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلام دخل الحوش: بين تحذير الدّعّامة لمصر ودعوة فرج فودة
- أمريكا وترمب.. وسياسة زرع الشوك !!
- الإتحاد الأفريقي.. هل يفلح في فك شفرة البشير؟؟!!
- عبفتاح رئيسا للجمهورية بمباركة إعلاميين: هل (يأكل) ايضا بالس ...
- عبفتاح رئيسا للجمهورية بمباركة إعلاميين: هل (يأكل) ايضا بالس ...
- عبفتاح رئيسا للجمهورية بمباركة إعلاميين: هل (يأكل) ايضا بالس ...
- عبفتاح رئيسا للجمهورية بمباركة إعلاميين: هل (يأكل) ايضا بالس ...
- عبفتاح رئيسا للجمهورية بمباركة إعلاميين: هل (يأكل) ايضا بالس ...
- عبفتاح رئيسا للجمهورية بمباركة إعلاميين: هل (يأكل) ايضا بالس ...
- عبفتاح رئيسا للجمهورية بمباركة إعلاميين: هل (يأكل) ايضا بالس ...
- سيناريو الواقع: الجيش السوداني (بِيَدِهِ) يتجرع السم !!
- أم الدّنيا ستنام بدري: أبناء النيل يفرضون ثقافتهم !!
- قادة الحرب هاهم يقطّعون ارحامهم: بئس الوِرد المورود !!
- التنمية و الحرب في السودان: السلّم و الثعبان !!
- اشتباك البِجة والبَزعة بالتلفزيون: دراما الإنفصال .. الرؤيا ...
- الولاء و البراء في كرة القدم المصرية !!
- تهلكة أمدرمان: علي السلطات اتخاذ القرارات الشجاعة !!
- الحرب ستطول: الشيطان كوز و-تقدُّم- نعجة ضعيفة بدون ثقة وأخلا ...
- حقائق صادمة (٢): الصِلات الإسلامية المنسيّة: 《ا ...
- حقائق صادمة: الأضحية صدقة وليست مُكاءا !!


المزيد.....




- لبنان: إسرائيل تغتال قياديا بالجماعة الإسلامية وإصابات باسته ...
- مشاهد توثق استهداف سيارة القيادي في -الجماعة الإسلامية- أبو ...
- -جئت للصلاة من أجل المختطفين-.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى ...
- مقتل قيادي في -الجماعة الإسلامية- بضربة إسرائيلية شرقي لبنان ...
- الشرطة العمانية تكشف جنسية المتورطين بـ-هجوم المسجد-
- قائد الثورة يستقبل اعضاء مجلس الشورى الاسلامي الاحد المقبل
- لحظة استشهاد القيادي في الجماعة الإسلامية محمد جبارة
- الجماعة الإسلامية في لبنان تنعي القيادي محمد جبارة (فيديو)
- مقتل قيادي في -الجماعة الإسلامية- بغارة إسرائيلية على البقاع ...
- بحراسة مشددة.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى للمرة الخامسة


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - حقائق صادمة(٣): محبة النبي ليست صلاة ولا زيارة (رجال الدين يمتنعون)