أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 02:17
المحور:
حقوق الانسان
الكل يعلم اليوم أن السلطات المغربية اختارت بإجماع نهج سياسة العنف ضد احتجاجات المغاربة السلمية للمطالبة بحقوق مشروعة ومعقولة. تأكد لنا ذلك من خلال قمع مسيرة وطنية بالرباط كانت شغيلة القطاع الصحي تنوي القيام بها في اتجاه البرلمان. لكن سلطات العاصمة لجأت إلى خراطيم المياه لتفريق المشاركين وحملهم على الرجوع من حيث أتوا.
وجاء يوم الرابع عشر من يوليوز الحالي ليقف المغاربة مرة أخرى على عض المسؤولين على المقاربة القمعية بالنواجد. في هذا اليوم، نال مناضلو ومناضلات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حصصا مؤلمة من الضرب والركل والرفس والسحل لا لشيء سوى لأنهم نظموا وقفة سلمية، بحضور رئيس الجمعية عزيز غالي، أمام سرية الدرك الملكي بسوق السبت ولاد النمة احتجاجا على استدعاءات ومضايقات واستنطاقات طالت أعضاء الفرع المحلي.
أسفر التدخل العنيف لقوات الأمن عن إصابة العديد من المشاركين، يأتي على رأسهم عزيز غالي الذي أصيب على مستوى الركبة. تم نقل الرئيس على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاجات الضرورية، فيما جيء بجريحين آخرين إلى المستشفى بالفقيه بن صالح لنفس الغرض.
رغم ألم الإصابة، صرح عزيز غالي للصحافة بأن القمع، مهما كان شرسا، لن يثني مناضلي الجمعية عن الاستمرار في نضالهم، وبأن الجمعية حين تأسست سنة 1979 لم يدر بخلد مؤسسيها الأوائل احتمال أو إمكان توقفها وتراجعها عما تشكلت من أجله؛ ألا وهو الدفاع عن حقوق الإنسان وفضح منتهكيها وخارقيها.
ومن ضمن ما جاء في تصريح رئيس الجمعية عزمه على وضع شكاية في الموضوع خلال الأسبوع القادم لدى مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان التي يوجد مقرها بجنيف.
عاب البعض على غالي لجوءه إلى جنيف لوضع شكاية ضد المخزن بدعوى استقوائه بالأجنبي. وردا على هؤلاء، أقول: لو كان رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على قناعة بوجود جهة في بلاده كفيلة بإنصافه ورفاقه المعنفين لما فكر لحظة واحدة في اللجوء إلى جنيف. وكيف تريدون منه ألا يفعل وها المجلس الوطني لحقوق الإنسان استمرئ سياسة الصمت حيال ما تتعرض له حقوق الإنسان والمدافعون عنها من بطش وتنكيل. وعوض أن يخرج هذا المجلس ببيان يستنكر فيه ما وقع، اكتفى بإصدار بيان يدافع فيه عن رضوان الرمضاني، "الصحافي" بدون إجازة وبطاقة، الذي كان عرضة لوابل من السباب في مظاهرة بطنجة مساندة لفلسطينيي غزة.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟