أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور - دور نظام السلطة في المصنع رؤية سوسيولوجية للمؤسسات الصناعية















المزيد.....

دور نظام السلطة في المصنع رؤية سوسيولوجية للمؤسسات الصناعية


وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 01:38
المحور: الصناعة والزراعة
    


تهدف هذه الرؤية إلى إبراز دور نظام السلطة داخل المصنع او المؤسسة الصناعية إذ لابد أن يتحكم التنظيم الصناعي في ذاته إزاء دينامية التغير البنائي الباطني ولتحقيق ذلك لابد ان تكون هناك ميكانزمات تضبط التغير كظاهرة تنظيمية فضلاً عن الضوابط التي تتحكم في سرعة التغير التنظيمي كعامل تقدمي وبنّاء، ولكل تنظيم صناعي ضوابطه الداخلية التي تتمثل في اللوائح المفروضة أو القواعد المنظمة، بقوة القانون، وهي قوة كبيرة بلا شك في انها (قاهرة) أو (ضاغطة) لأنها قوة تستطيع ان تفرض على ذات الإنسان سائر العقوبات والجزاءات.
كذلك فان كل تنظيم صناعي لا يعتمد على نظام السلطة فحسب بل لابد ان يكون هناك نظام المنزلة أي لا يمكن لمدير المصنع ان يطلب من العاملين فيه بذل الجهود من أجل زيادة الإنتاج دون مقابلة هذه الجهود بالامتيازات أي العمل وفق مبدأ الأخذ والعطاء أي لابد من محاسبة المقصر ومكافئة المتميز بالحوافز والأجور العالية وتحسين ظروف العمل...الخ. وإلا يضطر العمال إلى مغادرة المصنع والتوجه إلى منشأة صناعية اخرى ذات امتيازات عالية.
ان أي مشروع صناعي واسع يعتمد على مبادئ النظم العمودية والأفقية في الإنتاج. واستخدام هذين النظامين في الإنتاج الصناعي يتحدد بعدة عوامل أهمها ظروف الصناعة واديولوجية الإدارة حول تنظيم العمل واتخاذ القرار الصناعي. ولكن التأكيد على اعتماد النظامين العمودي والأفقي يختلف من فترة زمنية إلى فترة أخرى. فبعد الدراسات الصناعية العلمية التي أجراها تايلر في مطلع القرن العشرين اعتمد رجال الصناعة اكثر فأكثر على النظام الأفقي في إدارة المشروع. وخلال فترة العشرينات من القرن العشرين أخذ رجال الصناعة يؤكدون على النظام العمودي للإنتاج الصناعي وذلك بعد ضعف واضمحلال السلطة المسيطرة على المشاريع الصناعية. وبعد هذه الفترة من الزمن أخذ رجال الصناعة يتقيدون بمبادئ النظم العمودية والأفقية في إدارة وتوجيه مشاريعهم الصناعية نظراً لأهميتها المتزايدة في ضبط القوى العاملة المسيطرة عليها أو تزويد المشروع بالخبرات والمهارات العلمية والتكنولوجية.( )
إذن الاتصالات الأفقية بين الأفراد أو الإدارة في المستويات المتقاربة لازمة لتنسيق العمل بين الإدارات المختلفة. وهي تمنع ازدواج العمل وتساعد على تحقيق أهداف المنظمة بصورة أفضل.( )

وهناك الاتصالات الاجتماعية الرسمية تتأثر بعامل طبيعة القنوات الرسمية للاتصالات فالقنوات الرسمية هي التي تحدد طرق وأساليب الاتصالات كما يضعها القانون كأن يقضي القانون اتصال العامل بالفورمن أو اتصال الأخير بالمشرف على العمل واتصال المشرف برئيس القسم...الخ. ويمنع القانون منعاً باتاً اتصال المركز القاعدي بالمركزي القيادي دون مرور المركز الأول بالقنوات الرسمية للاتصال، فالقانون يمنع اتصال العامل برئيس القسم مباشرةً حيث ان اتصال العامل يكون بالفورمن والأخير يتصل بالمشرف على العمل والمشرف على العمل يتصل بالمدير، هذا إذا كان اتجاه الاتصال من الأسفل إلى الأعلى. أما إذا كان اتجاه الاتصال من الأعلى إلى الاسفل فان رئيس القسم يتصل بالمشرف والأخير يتصل بالفورمن والفورمن يتصل بالعامل. وهذا الاتصال يسمى بالاتصالات الرسمية الرأسية أو العمودية. أما الاتصالات الأفقية فهي الاتصالات بين شخصين أو اكثر يحتلون مراكز اجتماعية متكافئة. ومثل هذه الاتصالات يحددها القانون ويؤكد على ضرورة الالتزام بها كاتصال المشرف في شعبة المشتريات بالمشرف في شعبة الإدارة والذاتية.( )
وأخيراً تتأثر الاتصالات الرسمية من حيث درجة الالتزام بها أو التهرب منها بميول واتجاهات ومواقف ومصالح ورغبات العمال والإدارة. فإذا كانت الإدارة تريد التقيد بنصوص القانون الرسمي المحدد لطبيعة الاتصالات لأنه يخدم اغراضها ويتماشى مع طموحاتها ويتفق مع طرق تفكيرها فان الاتصالات التي تسود في المشروع خصوصاً بين المراكز الإدارية والقيادية تكون اتصالات رسمية. ومن جهة ثانية نرى بأن العمال لا يتحددون باساليب الاتصالات الرسمية التي يحددها القانون لأن هذه الاتصالات حسب فهمهم لها تخدم أغراض الإدارة أكثر مما تخدم أغراضهم لهذا نشاهدهم يتهربون منها ولا يعتمدونها في تفاعلهم اليومي. ذلك أنها محبطة لآمالهم وطموحاتهم ومحققة لآمال وطموحات الإدارة وأرباب العمل. وهذه الحقيقة تبدو شاخصة في المجتمعات الرأسمالية اكثر من المجتمعات الاشتراكية. لهذا يلجأ العمال في المجتمعات الصناعية إلى تكوين هياكل الاتصالات غير الرسمية التي تحددها الضوابط والإجراءات التي يتفقون عليها ويقررونها والتي غالباً ما تتناقض مع صيغ وضوابط الاتصالات الرسمية التي تضعها الإدارة ويوافق عليها المسؤولون في المصنع.( )
وبناءً على ما تقدم فانه يمكن تحديد أهداف الاتصال الرسمي وهي:
1- إعلام المرؤوسين بالأهداف المطلوب تحقيقها والسياسات التي تم إقرارها أو البرامج والخطط التي وضعت، والمسؤوليات والسلطات التي تم تحديدها، أو أية تغيرات أخرى.
2- إعلام المرؤوسين بالتعليمات الخاصة المتعلقة بتنفيذ بعض الأعمال وإرجاء البعض الآخر، أو تعديل كيفية تنفيذ بعض الأعمال وتحديد الوقت المناسب لتنفيذ كل عمل من الأعمال.
3- إعلام الرؤوساء بما تم إنجازه، أو بما لم يتم إنجازه وكذلك بالمشكلات التي ظهرت في التنفيذ، أو الانحرافات التي لم تكن في الحسبان، وكيفية التغلب عليها، وكذلك باقتراحات ومشاكل المرؤوسين بصفة عامة.

والهدف الثالث من أهداف الاتصال لا يقل أهمية عن الهدفين الأول والثاني، ذلك ان الاتصال الرسمي، كما أوضحنا من قبل يسير في اتجاهين (هابط وصاعد) وإذا كان الاتجاه الأول هو الغالب، فان الاتجاه الصاعد لا يقل أهمية عنه، على اعتبار ان روح الإدارة تتركز في ان يشعر كل فرد في المصنع بأن له دوراً حيوياً في إنجاز الهدف النهائي للمصنع وهذا الشعور لا يتحقق ما لم يدرك العامل ان الإدارة تستمع إليه وتأخذ بالصالح من آرائه.( )
غير ان الملاحظ في الإدارة افتقاد موهبة الاتصال لدى الإداريين لعدم إحساسهم بأهمية العلاقات الإنسانية بمرؤوسيهم من كافة المستويات. ومن ثم تتوافر في الإدارة ظاهرة يطلق عليها فواصل الرياسات. تلك التي تحجب الرئيس عن مرؤوسيه من مختلف الدرجات بمعنى ان كل مدير أو رئيس لديه قبيلة من السكرتارية وبعض المعاونين، يقتصر على الاتصال بهم وما يقدمونه له من تقارير باعتبارهم معاونيه المباشرين. وهؤلاء يشكلون سداً أو حاجزاً يفصله عن سواهم، ويتحولوا بذلك إلى حجرة عثرة في سبيل التأثير على الغالبية العظمى من العاملين. على حين ان الاتصال السليم يتطلب ان تسري شخصية الرئيس وروحه وحيويته وقدراته في العمل في كل من يعمل في المصنع صغيراً كان أم كبيراً. ولن يتحقق ذلك ما لم يتح للجميع الاتصال المباشر بين الرئيس والمرؤوسين بشكل أو بآخر. بحيث يكون من حق صغار العاملين إبداء آرائهم في مقابل تلقيهم للأوامر وتنفيذها.( )
بيد ان الأمر ليس مجرد اتصال صاعد وهابط، فقد تكون الأوامر أو التعليمات متعارضة مع رغبات وطموحات المنفذين، وبالتالي فانهم يميلون إلى عدم تنفيذها، أو تنفيذها بشكل مشوه أو اتخاذ موقف سلبي منها. ولهذا يتوقف نجاح الاتصال على تقدير هذا الجانب الاجتماعي والنفسي لدى العاملين. والاتصال الناجح هذا هو الذي يتماشى مع القيم والمبادئ ومع ما هو مألوف، مع البعد التام عن التهديد والمساس بالأمن الاجتماعي والنفسي لكل العاملين.( )



#وليد_محمد_عبدالحليم_محمد_عاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محددات الاتصال غير الرسمي في المؤسسات الصناعية رؤية سوسيولوج ...
- أهمية شبكات الامان الاجتماعي في ظل الواقع الاجتماعي للحياة ا ...
- الأنساق العمودية في المؤسسة و تحقيق الاداء الوظيفي
- عناصر المسؤولية الاجتماعية في ظل الواقع الاجتماعي للحياة الي ...
- الاتصال فى الجمعيات الأهلية وتحقيق التنمية بالمشاركة في ضوء ...
- نماذج الاتصال وعلم الاجتماع في الحياة اليومية
- نظم الانتخابات والعوامل الاجتماعية المؤثرة في المشاركة الانت ...
- عناصر التنمية المستدامة بين الريف والحضر
- تنمية الوعي المجتمعى والواقع الاجتماعي لممارسات الحياة اليوم ...
- الخريطة الاستراتيجية في المؤسسات التعليمية
- الوسائل التعليمية بين التحول الرقمي وجودة العملية التعليمية ...
- الكذب عند الاطفال
- البناء الاجتماعي للاسرة السورية رؤية سوسيولوجية
- دور الاخصائي الاجتماعي في تحقيق الأنشطة الطلابية وفق رؤية ال ...
- المسئولية الاجتماعية ورؤية التعليم المصري 2030
- الفئات الفقيرة الهشة بين استراتيجيات البقاء ومجتمع المخاطرة ...
- المراجعة الداخلية رؤية سوسيولوجية
- تطوير المراجعة الداخلية في الحوكمة في المنشآت الخدمية
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ...
- دور الفضاء العمومي الافتراضي في تنمية الوعي الصحي للتعايش مع ...


المزيد.....




- لماذا رحبت روسيا بموقف نائب ترامب تجاه أوكرانيا؟
- -العدل- الأمريكية توجه اتهامات لرجل-هدد بقتل- بايدن
- نصر الله لإسرائيل في يوم عاشوراء: تهديداتكم لن تخيفنا وجبهتن ...
- ميركل حصريا لـDW: سيعتاد الناس على أني لم أعد مستشارة!
- وجهة نظر: ميركل.. حاكمة من عالم آخر
- إطلاق سراح مستشار ترامب السابق من السجن
- لافروف: الضغوط التي تمارسها الدول الغربية على الهند غير مقبو ...
- العراق.. أمن إقليم كردستان يطيح بعصابة ابتزاز إلكتروني -عاب ...
- شاهد.. شرطة أمريكية تقتل مسلحا بسكاكين قرب المؤتمر الوطني لل ...
- موقع عبري نقلا عن مصادر عربية: تم نقل محمد الضيف إلى نفق تحت ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور - دور نظام السلطة في المصنع رؤية سوسيولوجية للمؤسسات الصناعية