قحطان الفرج الله
الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 00:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الهوية الغاطسة ...
(المثقف) العراقي...
هل نحن أمام صراع سياسي، أم تناقض ثقافي؟ وهل نحن أمام هوية طائفية تعيد التشكل من جديد وبعنف؟ أم نحن أمام جمهور لا يريد أن يُفرق بين ثقافة الطائفة وهمجية الطائفية؟ كيف يمكن أن نصف المشهد العراقي المتصارع بعنف في هذا الفضاء الأزرق، الذي يحاول إلغاء هوية الوطن ويعيد حرب (يزيد والحسين) ويذكي نارها من جديد؟ كيف لنا أن نتحاور مع من يلغي تاريخ الوطن ويعتمد على تاريخ الدين كبديل لتاريخ شعوب مختلفة الأديان؟
كيف يتعامل المثقف العراقي مع العالم المتقدم وهو يفكر بمنطق (البدوي) لا المنطق السياسي المبني على (المصلحة)؟ كل هذه أسئلة تجعلني أقف مندهشًا أمام تحولات آراء الكثير من (المثقفين) من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن قلب الاعتدال إلى نار التطرف. للإجابة عن هذه الأسئلة نحتاج إلى دراسة تتطلب "فهمًا واعيًا وعميقًا لمكونات هذا البناء المرتبك والمتناقض، وخاصة الجوانب الثقافية المصاحبة له في مرحلة تنشئته الاجتماعية والدينية، المغذية لفكره وطريقة تفكيره وحياته وقيمه ومعتقداته واتجاهاته وموقفه ونظرته للحياة". محير شكل المثقف الذي يلقي بنفسه في قرارة بئر عميق وهو يعلم أن لا ماء فيه!
علينا الشعور بأننا الآن في قمة العقم الفكري حين تفشل كل مؤسساتنا الثقافية والإعلامية وأطنان الورق التي تُطبع جزافًا عن وضع قاسم مشترك واحد في هذا البلد يجمع شتات الناس ويبعدهم عن التناحر والانقسام. هذا العقم لا ينفع معه كل مقويات الجنس في الدنيا ما لم نغير السلوك في تلاقح الأفكار وتعايشها. فلا يجب على المعارض لفكرة أو اعتقاد أو دين أو سياسة أن يحطم ضحيته، وإنما يحاول على الأقل من خلال نقده أن يجعله يشعر بخطئه. وقد لا يكون هذا الشعور كافيًا ليجعله يصحح فكره، وإنما قد يكون كافيًا ليولد لديه نوعًا من الحراك الذهني أو من تأنيب الضمير يضعف من قوة دفاعه.
#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟