أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صوت الانتفاضة - جان جاك روسو...1712-1778 والاعترافات














المزيد.....

جان جاك روسو...1712-1778 والاعترافات


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 12:26
المحور: سيرة ذاتية
    


"الا أيها الموت تعال فاختم تعاسات حياتي"

لا يمكن ان نذهب مع كلمات ماكبث شكسبير من "انها قصة يحكيها أبله، قصة مليئة بالصخب والعنف، لكنها خالية من المعنى"، أيضا لا يمكن الموافقة على ما طرحه حسين مردان من ان "روسو لم يكن جريئا في كتابة هذه الاعترافات"، رغم ان روسو يشير فيها الى انه لم "يحقق الهدف المرجو من هذا الكتاب إذ انا لم اعرض في الوقت ذاته أعمق مشاعري الدفينة"؛ لكن ما هي تلك المشاعر؟ وما الذي اخفاه روسو بعد كل ما سرده على طول تلك الصفحات؟

حقا انها لجرأة كبيرة من مفكر وفيلسوف بقامة روسو ان يدلي بكل تلك الاعترافات، حسين مردان يقول ان اعترافات هنري ميلر ودو ساد كانت أكثر صراحة، لم يأخذ بعين الاعتبار رصانة ومنزلة روسو بالمقارنة مع الاخرين اللذين ذكرهما، مع انه –حسن مردان- يقول عن روسو انه "احد مفكري العالم القلائل الذين ساهموا مساهمة كبرى في انقاذ فرنسا ومن ثم أوروبا من العبودية والفساد والخرافات"؛ فشخصية بوزن روسو الفكري والاجتماعي والسياسي ليس من السهل ان يحدث الناس عن حياته الشخصية وما مر به، حتى انه نفسه يقول في مقدمة الاعترافات من انه: "مقدم على مشروع لم يسبق له مثيل، ولن يكون له نظير، إذ ابغي ان اعرض على اقراني إنسانا في اصدق صور طبيعته، وهذا الانسان هو: انا! انا وحدي".

هل يستطيع أحد ان يعترف من انه قد تعرض "للتحرش الجنسي"؟: "كان يقبلني بحرارة كانت تغيظني"، "وأخيرا شاء ان يستبيح لنفسه أبشع تحرر معي... فأرسلت صرخة عالية، وقفزت الى الخلف مفلتا منه"؛ لم يكن هذا التحرش الأخير، فقد تعرض مرة أخرى على يد راهب، ولهذا يقول ان "هاتين التجربتين لم تخلقا في نفسي اثرا طيبا"؛ كان روسو جميلا، "كنت بديع التكوين، صغير القدم، مستوي الساق، ذو فم صغير بديع، وشعر فاحم، وحاجبين اسودين، وعينين صغيرتين غائرتين لكنهما مع ذلك كانت ترسلان بقوة تلك النار التي كانت تتأجج في دمي".

هل يستطيع أحد ان يعترف انه سلم اطفاله الخمسة الى ملجأ اللقطاء؟ وكان هذا السلوك مدعاة للاستهجان من قبل الكثيرين، رغم انه يصر على ان هذا الاجراء كان "ملائما، حكيما، مشروعا الى درجة انني إذا كنت افخر به علانية........ وكان بوسعي ان أخفي الامر بسهولة عن الناس اجمعين". كان الكثير يجدون تقاطعا بين هذا السلوك الذي يفخر به وبين ما كتبه في مؤلفه الأكبر "اميل".

هل يستطيع أحد ان يعترف بأنه سرق وشوه سمعة فتاة؟ "اواه، إذا كان شعوري بالندم لا يطاق، لمجرد أنى جعلتها تعسة... ان هذه الذكرى تقض راحتي وتمضني في بعض الأوقات، الى درجة تجعلني اخال، في ساعات السهاد، ان الفتاة المسكينة مقبلة لتلومني على جرمي".

هل يستطيع أحد ان يعترف بأسماء عشيقاته ومغامراته معهن؟ اوهل يعترف بأنه كان يعمل "مزيف عملات"؟ او انه كان "سارق"، "لهذا السبب اعتدت ان ارتكب السرقات، ولا أزال، حتى الان اختلس التوافه التي تستهويني، والتي اوثر ان اخذها بهذه الطريقة على ان اطلبها".

انها اذن ليست "قصة يحكيها ابله، لا معنى لها"، انها سيرة تعلمك الجرأة على ان تقول ما فعلت طوال حياتك، سوى كنت انسانا "عاديا" ام من طراز الفلاسفة والمفكرين، الذين اناروا درب الإنسانية بأفكارهم، وساهموا بنقلها من حال الى حال آخر، فشكرا لك جان جاك روسو على هذه الاعترافات في زمن فيه العالم تحت الطاولة.

"لقد رويت في كتابي الطيب والخبيث على السواء، بصراحة، لم امح أي رديء، ولا انتحلت زورا أي طيب، وإذا كنت قد استخدمت بعض التزويق الفارغ، بين وقت وآخر، فما ذلك الا لأملا فراغا نشا عن نقص في الذاكرة... لقد صورت نفسي على حقيقتها في ضعتها وزراتيها، وفي صلاحها، وحصافة عقلها، تبعا للحال التي كنت فيها".

طارق فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتوقف الهولوكوست الغربي في غزة؟
- عالمان.... الاجبار على الضحك.... الاجبار على الحزن
- المجتمع البدائي
- اوربان في موسكو... هل بدأ تصدع الناتو ام الخوف من حرب نووية؟
- طقوس دينية... حرب أهلية... تقسيم بلد
- لماذا الرحيل مبكراً؟
- في غزة... الاضاحي هم سكانها
- العنف ضد الرجال
- دعوة حميد الياسري.... صراع اقطاب السلطة ذاتها
- تحرير أربعة أسرى وقتل مئتي شخص
- حول قذارة شرطة الشغب
- غزة.... سمفونية الموت والخراب
- النواب الى الحج... ام اللول الى السجن
- السوداني يجتمع بالاتحادات والنقابات
- الرئيس الأمريكي بين هوليوود والواقع
- محمد عنوز وقوى الثورة المضادة
- القبض على (متاجرين بالطرقات)
- غزة ..... واستمرار الإبادة الجماعية
- هيمنة قوى الإسلام السياسي والرأسمال الرمزي
- البتاوين.... ثكنة عسكرية


المزيد.....




- هنغاريا تؤكد استمرار مهمتها للسلام حول أوكرانيا رغم التهديدا ...
- كيف بدت شعبية ترامب في جلسات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري؟ ...
- محكمة العدل الأوروبية ترفض طعن منصة تيك توك في قانونية القوا ...
- عبد العزيز بنزاكور كما عرفته
- البرلمان الأوروبي يدعو إلى مصادرة الأصول الروسية المجمدة في ...
- ترامب: الولايات المتحدة -شركة تأمين- وعلى تايوان أن تدفع لنا ...
- ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني يشيدان بما وصلت إليه العل ...
- اكتشاف عدوى فطرية جديدة في الصين قادرة على إصابة البشر
- -دفعة تخفيف الأحمال- .. طلاب الثانوية العامة في مصر يودعون ا ...
- إعلام إسرائيلي: حماس لا تعرقل الصفقة وعلاقة نتنياهو وغالانت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صوت الانتفاضة - جان جاك روسو...1712-1778 والاعترافات