أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبداللطيف هسوف - نعرات الانفصال في العالم العربي الإسلامي: تقرير المصير داخل الدولة الموحدة القوية أم ‏تشتيت يؤدي إلى خلق كيانات مشوهة ضعيفة؟ ‏














المزيد.....


نعرات الانفصال في العالم العربي الإسلامي: تقرير المصير داخل الدولة الموحدة القوية أم ‏تشتيت يؤدي إلى خلق كيانات مشوهة ضعيفة؟ ‏


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 08:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


شكلت دراسة الجماعات البشرية أحد فروع المعرفة الهامة، وهي تهدف إلى التعرف والإطلاع على الاختلاف ‏والتنوع الناتج عن عوامل متداخلة. اختلافات ترتبط بما هو جغرافي وتاريخي وديني... بما هو ثقافي ‏وحضاري... لكن هذه الدراسات على أهميتها البالغة لم تكن دائما بريئة، فالبعض استثمرها من أجل سيطرة ‏مجموعة بشرية على مجموعة بشرية أخرى، أدت في درجاتها المتقدمة إلى الاحتلال المباشر والاستعمار للأرض ‏والتسلط على الشعوب من أجل استغلالها واستنزاف ثرواتها، وأدت في درجاتها المتخفية إلى إقرار التبعية ‏والاستلاب بجميع مظاهره. ‏
إن التاريخ مليئ بتقارير أوربية حول شعوب قصد تمهيد الطريق لاستعمارها واستغلالها. كما لجأت الولايات ‏المتحدة الأمريكية خلال الحرب الباردة، وتلجأ اليوم، إلى إنجاز دراسات حول المجتمعات المختلفة من منطلق ‏السعي إلى التعرف على بنية وهيكلية هذه المجتمعات... من أجل حصر قومياتها والتعرف على خصوصياتها ‏ومواطن قوتها وضعفها. وبخصوص الاستعمار الفرنسي لشمال أفريقيا مثلا، فقد مهد له منظرو الاستعمار ‏لاتيراس‎ LA TERRASSE ‎‏ ومونتي‎ MONTAGNE ‎‏ وأضرابهما من الباحثين المشهورين. إن نظريتهما ‏حول عداء نهائي وأزلي متوارث‎ ‎ما بين الأمازيغي والعربي، أو سكان الجبال وسكان السهول، أو "بلاد المخزن" ‏و"بلاد‎ ‎السيبة" أو المغرب النافع و المغرب غير النافع لا تنجلي إلا على محاولة للوصول إلى إذكاء للفرقة ‏وتأجيج نار الفتنة وسط الشعب المغربي. والأمر قد لا يختلف حين يلعب الغرب اليوم على وتر الإثنيات ‏والقوميات والديانات في العراق وتركيا وإيران ولبنان ومصر والجزائر...‏
إن ما يسعى إليه الغرب حاليا هو تقسيم العالم الإسلامي والعربي إلى دويلات على أساس ديني أو لغوي... ‏على أساس عرقي أو إثني... فلبنان، هذا البلد الصغير، يريدونه مشتتا بين الشيعة والسنة والمسيحيين... بين ‏العرب والدروز... والعراق يريدونه ممزقا بين الأكراد والعرب والتركمان، بين الشيعة والسنة... ودول شمال ‏أفريقيا يريدونها مقسمة بين الأمازيغ والعرب، ومصر يريدون أن يحدثوا فيها تناقضا بين المسلمين والأقباط، ‏والسودان يريدونها مجزأة بين أفارقة زنوج وعرب مسلمين...إلخ. ‏
بالطبع، إن مسألة تقرير المصير لشعوب كثيرة في العالم ترزح تحت الديكتاتورية أمر لا يمكن إلا أن نتفق ‏معه، لكن يجب أن تتم المطالبة بالحكم الذاتي أو بالحكم الفيدرالي أو بتحقيق مطالب الخصوصيات الثقافية ‏والاجتماعية والاقتصادية... يجب أن تتم هذه المطالبة داخل الدولة القوية الوحيدة الموحدة. إن الممسكين بتلابيب ‏الغرب من أجل الانفصال عن أوطانهم لا يعون خطورة الاحتماء بالأجنبي ضد أبناء جلدتهم وأبناء وطنهم. إن ‏الذين يستقوون بالدول العظمى ضد دولهم خونة لن يحققوا نصرا بعيد الأمد. الاحتماء والإستقواء يجب أن تسنده ‏شرعية المطالب، والنضال من أجلها داخل الوطن حتى وإن اقتضى الأمر قلب الأنظمة المتسلطة الديكتاتورية. إن ‏الوطن ملك للجميع (جميع الإثنيات والأعراق والتوجهات... الأكثرية والأقليات...)، أما الأنظمة فهي عابرة ‏تتلاشى مع الوقت متى كانت ظالمة فاسدة ومفسدة. ‏
وفي وقت تتجمع فيه الدول الغربية لتحقيق الوحدة بعيدا عن أي تمايز إثني أو لغوي، نجد القلاقل في الدول ‏العربية والدول الإسلامية تسعى لإحداث شقوق متصدعة. في العراق يطالب الأكراد بدولة مستقلة ويطالب بعض ‏الشيعة بحكم فيدرالي... في السودان يطالب أفارقة دارفور بالاستقلال... في الجزائر يطالب القبايل الأمازيغ ‏بالحكم الذاتي... وفي المغرب يطالب البوليزاريو، وهم من بني معقل العرب قدموا من اليمن إلى الصحراء ‏المغربية خلال بداية القرن 13 والقرن 14، يطالبون بتشكيل دولة مستقلة...إلخ. طبعا لهذه المطالب أسباب ‏موضوعية ترتبط بالبحث عن الخصوصيات الثقافية ورفض التهميش والظلم وديكتاتورية الدول الحاكمة المهيمنة، ‏لكن يجب أيضا أن نتلمس دور الأجانب في إذكاء هذه النعرات الانفصالية ونبحث عن دواعي ومبررات حشر أنفه ‏في شؤون الدول الداخلية. ‏
لماذا يسند الغرب هذه المطالب؟ ليست بالطبع هذه المساندة بريئة في جميع تجلياتها، فالهدف هو تشتيت الكيان ‏العربي الإسلامي، وخلق دويلات يسهل التحكم فيها وتوجيهها. لذا يجب أن تعي الشعوب داخل الرقعة العربية ‏الإسلامية أن مطالبها بالاعتراف بحقوقها، المشروعة في الغالب، لا يمكن أن تخدمها على المدى الطويل إلا إذا ‏صاحب ذلك الحفاظ على وحدة الدولة وقوتها. وبالتالي، فإن الهدف الأساسي يجب أن يكون هو تغيير الأنظمة ‏الديكتاتورية الظالمة الفاسدة عوض تمزيق الدول وإضعافها أكثر مما هي ضعيفة اليوم. الهدف يجب أن يكون هو ‏التعايش بين القوميات والديانات داخل الدولة الموحدة لا بخلق كيانات مشوهة مشتتة. ولكي يتم ذلك يجب ترسيخ ‏أسس الديمقراطية والاعتراف بحقوق الإنسان وخلق فرص للحوار بين الإثنيات والديانات، بالإضافة إلى إشراك ‏الجميع، دون استثناء، في الحكم واتخاذ القرار ورفض الحكم المطلق الذي يعد سمة معظم الدول العربية ‏الإسلامية. ‏



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دانييل شرويتر يكتب عن اليهود والأمازيغ المغاربة: اليهود ببلا ...
- دانييل شرويتر يكتب عن اليهود والأمازيغ المغاربة: يهود تمزغوا ...
- اليسار المغربي: من معارضة النظام الحاكم إلى الشيخوخة المبكرة ...
- قصص قصيرة جدا لنماذج بشرية عادية جدا
- جل بعينيك...وبفكرك
- أمام الهيمنة الغربية، هل للعالم العربي الإسلامي حق في الحوار ...
- المهرجان العالمي للسينما بمراكش: ذر الرماد في العيون
- تساؤلات محيرة حول مغرب الأمس ومغرب اليوم ومغرب الملك محمد ال ...
- إرث أمتي
- وجب القصاص... ولكن
- حال أمتي
- في صحبة اللئيم والقاضي والجاني
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبيرالية المتوحشة ...


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبداللطيف هسوف - نعرات الانفصال في العالم العربي الإسلامي: تقرير المصير داخل الدولة الموحدة القوية أم ‏تشتيت يؤدي إلى خلق كيانات مشوهة ضعيفة؟ ‏