نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
الحوار المتمدن-العدد: 8040 - 2024 / 7 / 16 - 23:24
المحور:
القضية الفلسطينية
نهاد أبو غوش
تواصل إسرائيل الضغط على على الشعب الفلسطيني في غزة من خلال عمليات عسكرية متواصلة هي أقرب إلى مجازر متفرقة ومتنقلة، بين رفح وجباليا وعودة إلى دير البلح والنصيرات ، علما بأن المحافظة الوسطى التي مركزها دير البلح شهدت خلال الشهر الماضي نزوح نحو مليون فلسطيني من المخيمات المؤقتة في رفح، إلى مخيمات مؤقتة جديدة. يترافق الضغط العسكري الإسرائيلي مع ضغط سياسي مباشر وعبر الوسطاء تمارسه الإدارة الأميركية عل الفلسطينيين، لدفعهم للموافقة على صفقة يبدو كثير من جوانبها غامضة، لكن التصريحات الإسرائيلية المتتالية كفيلة بإيضاحها، وأهم سماتها غياب اي نص ملزم لوقف الحرب، أو الانسحاب الشامل.
إسرائيل أفصحت عن ذلك بصراحة من خلال مطالبتها بضمانات أميركية تعطيها الحق في استئناف الحرب متى شاءت، وهذا الأمر كان مرئيا في خطاب بايدن، الذي ربط استئناف وقف القتال باستمرار المفاوضات، أي يمكن لإسرائيل أن توقف الحرب وقتما تشاء وبناء على اعتباراتها الخاصة السياسية والأمنية، وهو ما أكده نتنياهو مرارا وتكرارا بالقول أن مجلس الحرب الإسرائيلي يجمع على مواصلة الحرب حتى تحقيق كل أهدافها في استعادة الأسرى والقضاء على حماس.
تصريحات المسؤولين الأميركيين ذهبت هي الأخرى في دعم التفسير الإسرائيلي كتصريحات ماثيو ميلر الذي أقر أن استمرار وقف إطلاق النار منوط بحسن نية إسرائيل، وتصريحات جون كيربي الذي قال أن الاقتراح يمكن من استعادة الأسرى (ذلك هو الهدف الأهم) وفتح الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار، أي أن وقف الحرب هم مجرد خيار في الأفق، مثل الدولة الفلسطينية، التي تبدو هي الأخرى كخيار غير محدد في الأفق.
هذا المنحى، والخيار المعروض على المقاومة (قبول الصفقة على علاتها وثغراتها أو رفضها) يؤكده أيضا اعلان كابينيت الحرب الإسرائيلي مساء الأربعاء قراره عدم إيفاد فريق التفاوض الإسرائيلي للمشاركة في المفاوضات لإبرام صفقة تبادل الأسرى، بادعاء أن إسرائيل تنتظر موافقة حماس أولا على الاقتراح الإسرائيلي. وتضيف القناة 11 على ذلك بأن كلا من مصر وقطر تمارسان ضغوطا على حماس لدفعها للموافقة على الاقتراح الإسرائيلي، على الرغم من جوانب الغموض والتناقض بين التفسيرين الأميركي والاسرائيلي للاقتراح.
إسرائيل تواصل الادعاء أن الكرة باتت في ملعب حماس، وهو إعلان مشابه لما سبق أن أعلنته هي والولايات المتحدة في أواخر شهر نيسان الماضين، من ان عرضا سخيا موجود على الطاولة، وعلى حماس أن توافق عليه إن أرادت مصلحة الشعب الفلسطيني، لكن موافقة حماس في ذلك الوقت دفعت إسرائيل إلى رفض الاقتراح الإسرائيلي أصلا، والمحسن من مصر، وبدء عملية رفح.
وهكذا ففي كل أزمة لمفاوضات الصفقة تعود إسرائيل لصيغتها الأولى التي تسميها "هدنة إنسانية" أي إطلاق سراح الأسرى مقابل تسهيلات ومساعدات ودون التزام إسرائيلي بوقف الحرب والانسحاب الشامل.
#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)
Nihad_Abughosh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟