جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 8040 - 2024 / 7 / 16 - 22:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تزامنًا مع الانتخابات الرئاسية السابعة عشر لانتخاب رئيس جديد لإيران بعد وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، أُعلن عن عقد مؤتمر للتراث الآري حول الحضارتين (الميدية والأخمينية) في طهران. أما الأشخاص الذين نظموا هذا المؤتمر، وأشرفوا عليه فجميعهم ينتمون إلى ما يعرف بـ”الآريين”. وهو تيار قومي متطرف لا يولي أي احترام واهتمام للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وآخر من تزعم هذا التيار كان أستاذًا جامعيًا يدعى الدكتور سيد جواد طباطبائي (توفي في الولايات المتحدة قبل عامين). أفكار هذا التيار قومية عنصرية متطرفة ومعادية للسامية كونهم متأثرين بالعرق الآري وبالعظمة التاريخية لإيران والتراث الفارسي، كما يدعون. وفي الواقع، هم ينتمون إلى مدرسة العنصرية الآرية التي كان يتزعمها فيما مضى في عهد (زمن الشاه محمد رضا) شخص يدعى محسن پزشكبور، إلا أنهم اليوم عادوا لمزاولة نشاطهم إلى الساحة الإيرانية تحت مسميات جديدة حيث يعتبرون أن اللغة الفارسية هي الأفضل والوحيدة لجميع الإيرانيين، ولا يعترفون بلغات المكونات القومية الأخرى في إيران ولا يقدرونها بل يسعون لتدميرها وصهرها في البوتقة الفارسية. كما لا يخفون معاداتهم للعرب والأتراك ولا يعترفون بوجود هاتين القوميتين المهمتين في إيران.
وغالبًا ما يختار هؤلاء مؤيديهم من بين أساتذة الجامعات وطلاب العلوم الإنسانية، وخاصة قسم التاريخ. كما أنهم متواجدون في بعض المنظمات الثقافية الحكومية ووزارات مثل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ووزارة العلوم، ومنظمة التراث الثقافي الإيراني، ويستخدمون موارد هذه الوزارات من أجل كسب المال وعقد المؤتمرات.
ويقال إنه بعد وفاة طباطبائي، قام رحيم مشائي (مستشار أحمدي نجاد السابق) بدعم هذا التيار ماليًا ومعنويًا، بل ويُشاع أنه قد تم تعيينه كزعيم لهذا التيار.
كما أن نظام ولاية الفقيه رغم معارضته المصطنعة لهذا التيار، إلا أن جميع الدلائل تشير إلى أنه لا يمانع ولا يعرقل نشاطهم بل يوفر لهم كل الفرص لمزاولته. على سبيل المثال، يكفي النظر إلى اللوحة الموجودة التي تحمل شعار المؤتمر والمثبتة عند مدخل مكان انعقاد هذا المؤتمر حيث كتب عليها كلمة الآرية بالخط العريض.
هذا ومن الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر قد عقد بتاريخ (2024-07-04)، وكانت الجهة العلمية المنظمة له هي المنظمة الوثائقية للمكتبة الوطنية للوثائق ومركز أبحاث التراث الثقافي ووزارة السياحة الإيرانية. وقد عقد هذا المؤتمر تزامنًا مع الانتخابات الرئاسية، هو من أجل دفع الناخب القومي الإيراني (بقايا نظام الشاه) إلى صناديق الانتخابات.
#جابر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟