سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 10:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما حدث أمس الأول أمام معبر رفح بالغ الاهانة، ليس فقط لرئيس الوزراء الفلسطينى إسماعيل هنيه الذى منعته إسرائيل من المرور إلى غزة وخيرته بين البقاء فى مصر مع 35 مليون دولار مساعدات للشعب الفلسطينى جمعها خلال زيارته الخارجية الأولى أو العودة إلى غزة عبر رفح خالى الوفاض من دون الأموال.
ما حدث مهين أيضاً لكل العرب الذين لا يكفون عن الحديث عن السلام مع إسرائيل كخيار استراتيجى لابديل عنه كما يقولون بلا توقف، ومع ذلك ترد إسرائيل على "مبادراتهم" السلمية بمثل هذه المواقف السخيفة التى تصل إلى حد منع رئيس الوزراء الفلسطينى من العودة إلى بلده!
ما حدث مهين كذلك لما يسمى بالشرعية الدولية والمنظمات الدولية التى أصدرت مئات القرارات الخاصة بالدولة الفلسطينية والحقوق المغتصبة للشعب الفلسطينى، لكن إسرائيل داست هذه القرارات بالحذاء فى تحد سافر للمجتمع الدولى.
لكن ما حدث "كاشف" أيضاً لحقائق نحاول غض النظر عنها.
ومن هذه الحقائق أن "السلطة" الفلسطينية، ليست سلطة بمعنى الكلمة، فكيف توجد سلطة فى ظل احتلال؟!
وهذا يحيلنا إلى تناقض دفين مسئول عن كثير من المفارقات التى توجد على الساحة الفلسطينية.
هذا التناقض يتمثل فى أن ما يسمى السلطة الفلسطينية ترتدى قبعتين. القبعة الأولى هى كونها "حركة تحرير وطنى" . والقبعة الثانية هى كونها "حكومة". فى حين أن حركة التحرر الوطنى لها قوانينها والحكومة لها أحكامها التى لا تنسجم بالضرورة دائماً مع متطلبات "المقاومة.
ونتيجة هذه الازدواجية أننا نرى "رئيس وزراء" يعجز عن دخول بقعة من وطنه إلا بشروط وبإذن من دولة الاحتلال .
وهذه ليست المرة الاولى التى يحدث فيها ذلك، فلعل الذاكرة العربية المثقوبة لم تنس بعد أن الرئيس عرفات – بجلال قدره – ظل محاصراً فى غرفة ونصف من سلطات الاحتلال، بينما الزعماء العرب ، وزعماء العالم ، عاجزون عن فك هذا الحصار الذى لم يكسره سوى اغتيال الزعيم التاريخى للثورة الفلسطينية بالسم ونقله – باذن قتلته – ليموت بعيداً عن الوطن الرازح تحت نيران الاحتلال!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟