أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شفيق العبودي - لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟














المزيد.....

لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 23:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كثيرون يرفعون هذا الشعار "قضية فلسطين قضية وطنية" لكن الغالبية العظمى لا تعرف معناه ولا خلفيته ولا ما يتطلبه من مهام آنية ومستقبلية، إذن دعنا نوضح ذلك باختصار شديد.
يعود رفع هذا الشعار وتبنيه إلى المؤتمر الثالث عشر للإتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم) المنعقد خلال غشت 1969م، وذلك دعما للثورة الفلسطينية المسلحة عسكريا وسياسيا، وربط نضال الشعب الفلسطيني بنضال الشعب المغربي في إستراتيجية الثورة العربية. يأتي ذلك انطلاقا من النسبة الكبيرة للرأسمال الصهيوني المستثمر داخل المغرب وتحكمه في اقتصاده، وبالتالي هناك وحدة العدو لكل من الشعبين المغربي والفلسطيني أي الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي، إضافة إلى الدور الريادي للنظام السياسي بالمغرب في جل الاتفاقيات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية بدءا من القمة العربية المنعقدة 1965م.
لكن ما حدث هو أن النظام السياسي بالمغرب نفسه ومعه التنظيمات الرجعية صاروا يرفعون هذا الشعار في خلط صارخ للأوراق. لذلك لابد من التوضيح كون استحضار هذا الشعار يجب أن نستحضر معه دعم الثورة الفلسطينية المسلحة عسكريا وسياسيا وربط نضال الشعب الفلسطيني بنضال الشعب المغربي في إستراتيجية الثورة العربية الحدث التاريخي/المؤتمر الذي سيقوم لأول مرة بصياغة مبادئ منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم) التي ستحكم مسار الحركة الطلابية وهي التقدمية والجماهيرية والاستقلالية والديمقراطية، كما تقدم المؤتمر بتحليل للأوضاع أنذاك التي لا تختلف في جوهرها عن ما هي عليه الآن وإن إختلفت في شكلها، إذ اعتبر أن الأزمة التي تعيشها البلاد هي نتيجة للتوجه اللاشعبي للنظام محددا تجليات هذه الأزمة سياسيا بالقمع المسلط على الجماهير الشعبية، اقتصاديا بالتبعية للامبريالية، واجتماعيا بتفاقم البطالة وتدهور الحالة الاجتماعية للطبقات الكادحة، كما وضع المؤتمر برنامجا نضاليا من أجل بناء "حكم وطني ديمقراطي شعبي" وقد تحدد أساسا في ثلاث نقاط:
1-النضال من أجل الديمقراطية والحريات العامة كحق الإضراب والتظاهر وحرية التعبير.
2-النضال من أجل الدفاع عن المصالح
الاجتماعية والمهنية للطبقات الكادحة
3-دعم الثورة الفلسطينية المسلحة عسكريا وسياسيا وربط نضال الشعب الفلسطيني بنضال الشعب المغربي في إستراتيجية الثورة العربية.
إذن عدم استحضار هذه المرجعية التاريخية في حقل الصراع الآن معناه تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية كما تسعى الامبريالية إلى ذلك بتسويقها باعتبارها مجرد قضية لاجئين ليس إلا، أو حتى دينية في أحسن الأحوال مرتبطة بالمقدسات الدينية فقط يكمن إيجاد حل لها، رغم أن المقاومة حاليا تقودها القوى الإسلامية بشتى مذاهبها في تحالف مع القوى التقدمية لكن ما يجمعهم جميعا مرحليا هو العداء للإمبريالية والسعي لتحقيق الاستقلال والسيادة على الأرض، لذلك فعندما نقول بأن قضية فلسطين قضية وطنية فإننا نعني بذلك أننا في مرحلة التحرر الوطني الذي لا يجب أن ينفصل عن معركة الصراع الطبقي على اعتبار أن الكيان الصهيوني ذو طبيعة وظيفية في يد الامبريالية العالمية وهو ما اتضح بشكل جلي خلال معركة "طوفان الأقصى" عندما انبرت كل القوى الامبريالية بالدعم العسكري والمساندة السياسية والإعلامية له وحتى مشاركته في المجازر والإبادة الجامعية التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، ناهيك عن ذلك يعتبر الكيان كقاعدة عسكرية بمنطقة الشرق الأوسط
يسمح للإمبريالية بالتحكم والسيطرة على المنطقة ومقدراتها الطبيعية وكذلك الهيمنة على الطرق التجارية التي تسهل سرقة الثروات المحلية والاستفراد بالأسواق وبالتالي يعد أكبر معرقل لتقرير مصير شعوب المنطقة، لذلك فإن معركة التحرر الوطني المنسجمة مع شعار "قضية فلسطين قضية طبقية" يجب أن ينخرط فيها كل التقدميين والوطنيين وذلك بالنضال أولا ضد الديكتاتورية والاستغلال وسرقة الثروات ومن أجل إقرار الديمقراطية والسيادة الوطنية على الثروة وتوزيعها العادل، مما يعني أنه لا يمكن أن تكون المرء مناصرا للقضية الفلسطينية ويرفع شعار القضية الوطنية وهو يدعم أو يصمت عن الاستبداد والديكتاتورية ونهب الثروات ببلده.
14 يوليوز 2024



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغش في الامتحانات وصناعة المواطن الفاسد
- المحكمة الدولية ضمير الغرب الذي لا ضمير له
- الحراك التعليمي بالمغرب بين العفوية والتنظيم
- في الحاجة إلى تشكيل وعي نقابي كفاحي
- من أجل إعادة صياغة مفهوم النضال والمناضل
- الحوار هدف أم وسيلة؟
- بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام
- في نقد الفكر اليومي للشغيلة التعليمية بالمغرب
- قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية ...
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين
- عيد الاضحى بين الأسطورة والدين والعادة الاجتماعية
- رثاء الموسيقار حسين نازك ابو علي
- مرثية الرحيل
- بلاغ تضامني مع الاستاذ شفيق العبودي
- قراءة في شعار الدولة المغربية - التصويت حق شخصي وواجب وطني-. ...
- درس افغانستان
- في شأن البيروقراطية النقابية
- ماذا بعد نجاح إضراب الكرامة في اوساط الشغيلة التعليمية بالمغ ...


المزيد.....




- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- و-مصدوم- إثر استشهاد 14 ...
- الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
- واشنطن وبكين تتنافسان على بناء روبوتات بخصائص بشرية
- حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
- انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بقصف إسرائيلي في رفح.. والصليب الأ ...
- إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديد ...
- 76 شهيدا في غزة بأول أيام العيد وحماس تدعو للتحرك لوقف العدو ...
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- إثر مقتل مسعفين في غزة
- قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض.. وترامب يكشف السبب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شفيق العبودي - لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟