أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان : لا وجود لشيء إسمه - الكليانيّة - / - الشموليّة - – - الكليانيّة - - نظريّة - غير علميّة تماما – أو حقّا معادية للعلم – طبخها و روّج لها مثقّفون مدّاحون للنظام الرأسمالي - الإمبريالي















المزيد.....



بوب أفاكيان : لا وجود لشيء إسمه - الكليانيّة - / - الشموليّة - – - الكليانيّة - - نظريّة - غير علميّة تماما – أو حقّا معادية للعلم – طبخها و روّج لها مثقّفون مدّاحون للنظام الرأسمالي - الإمبريالي


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 17:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بوب أفاكيان : لا وجود لشيء إسمه " الكليانيّة " / " الشموليّة " – " الكليانيّة " " نظريّة " غير علميّة تماما – أو حقّا معادية للعلم – طبخها و روّج لها مثقّفون مدّاحون للنظام الرأسمالي - الإمبريالي
www.revcom.us بوب أفاكيان ، 20 ماي 2024 ؛
في رسالتى عدد 37 على وسائل التواصل الاجتماعي (@BobAvakian Official) ، أحلت على مقالى " إستفزاز آخر مغالطة " الكليانيّة " " لكنّه حقيقة بسيطة و أساسية حول الشيوعيّة "، الذى يُستهلّ بالموقف الصريح التالى :
" من الشائع جدّا سماع التنديد بالشيوعيّة على أنّها " كليانيّة " بيد أنّ في الواقع لا وجود لشيء إسمه الكليانيّة . "
و يمضى ذلك المقال ليشير إلى :
" لم يوجد أبدا مجتمع – في روسيا و الصين أو أيّ مكان آخر – ينسحب عليه مع ما تؤكّده هانا آراندت في " جذور الكليانيّة " وهو عملها الأساسي و " إنجيل " " المناهضين للكليانيّة ". "
و مثلما شرحت بإسهاب ، " الكليانيّة " " نظريّة " غير علميّة تماما – أو في الواقع ، هي معادية للعلم – طبخها و روّج لها مثقّفون مدّاحو هذا النظام( النظام الرأسمالي – الإمبريالي ) من الفظائع الأبديّة وهي تخدم صرف الإنتباه و تبرير الجرائم الكبرى التي ما إنفكّ يقترفها هذا النظام ضد الإنسانيّة و الحثّ على المعارضة اللاعقلانيّة للثورة و بوجه خاص الثورة الشيوعيّة . و كون من الممكن أن يأخذ أيّ إمرء هذه " النظريّة " مأخذ الجدّ و أن يتمّ التعاطى على نطاق واسع مع هذه " النظريّة " كنوع من " الحكمة المقدّسة " – شاهد مرير على الرغبة المبيّتة من قبل الكثير و الكثير من الناس بمن فيهم الذين يعلنون أنّهم " ليبراليّون " ، ليأقلموا أنفسهم مع هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، الذى يقوم على الإستغلال بلا رحمة لمليارات الناس حول العالم منهم مئات ملايين الأطفال ، وهو يُفرض من خلال القمع الوحشيّ و العنف المدمّر الكثيف.
و تسعى " نظريّة " " الكليانيّة " إلى المماثلة بين الشيوعيّة و الفاشيّة على أنّهما نظامان في منتهى القمع يشتركان في واقع أنّ الحكم من خلال إنكار الحقوق الأساسيّة للناس و إبقاء الجماهير الشعبيّة في حالة من الرعب المستمرّ . و في الواقع، ، الشيوعيّة و الفاشيّة revcom.us كما أوضحت ذلك ، في مقالات و أعمال أخرى متوفّرة على موقع أنترنت متعارضان تمام التعارض و هما جوهريّا في تناقض عدائيّ . و تمثّل الشيوعيّة و تجسّد النضال من أجل القضاء النهائي على كافة علاقات الإستغلال و الإضطهاد في صفوف البشر ، بينما تبحث الفاشيّة عن فرض التعبيرات الأكثر تطرّفا و تشويها لهذه العلاقات . و تقوم الشيوعيّة على منهج و مقاربة علميّين و تعتمد على أرقى طموحات الناس إلى عالم حيث يمكن حقّا للبشر أن يزدهروا ، دون هذه الإنقسامات و التناقضات العدائيّة التي تفرزها . و الفاشيّة جوهريّا معادية للعلم و تعوّل على الترويج للجهل و التطيّر و التشويهات الفجّة للواقع ، و تعبئة جماهير الناس الذين لا يفكّرون و هم متطرّفون في تعصّبهم و دوافعهم النزعات و الأفكار المسبّقة الأكثر فسادا ، و كره مقيت لكافة الذين ليسوا جزءا من " عرق السادة " الذكور .
و مثلما سأحيل على ذلك لاحقا في هذا المقال ، هناك نقد حقيقي ينبغي إجراؤه و دروس هامة ينبغي إستخلاصها ، من الطرق التي إشتملت على مشاكل و أخطاء هامة في تجربة المجتمعات الإشتراكيّة بقيادة الشيوعيّين ، أوّلا في الإتّحاد السوفياتي ( من 1917 إلى 1956 ) وتاليا في الصين ( من 1949 إلى 1976 ) ، و من ذلك الطرق التي إنحرفوا بها عن المبادئ الأساسيّة للشيوعيّة . لكن ، بهذا الصدد ، عديد النقاط الحيويّة تحتاج إلى أن نشدّد عليها .
أوّلا ، حلّلت عددا من الأعمال ، وهي متوفّرة على موقع أنترنت revcom.us ، هذه الأخطاء قد إقترفت في إطار غير مسبوق من التحدّيات الصعبة ، لا سيما في شكل ضغط لا يتوقّف و حتّى هجمات مدمّرة كُبرى من قبل قوى إمبرياليّة و غيرها من القوى المصمّمة على القضاء على هذه المجتمعات الإشتراكيّة .
ثانيا ، الأخطاء التي إرتُكبت لا تميّز بل تمثّل نزعة مناهضة ثانويّا لما هو رئيسيّا و حتّى بشكل طاغي تغييرات تحريريّة تمّ التوصّل إليها في الفترة التاريخيّة القصيرة من وجود هذه البلدان الإشتراكيّة .
ثالثا ، ما من مشكل من هذه المشاكل و الأخطاء تشرحه " نظريّة " " الكليانيّة " و محاولتها أن تماثل بين الشيوعيّة و الفاشيّة – و هذا كما سأبيّن ، يمثّل تشويها فجّا لطبيعة هذه المجتمعات الإشتراكيّة و للشيوعيّة و للواقع بصفة أشمل .
و ختاما ، من خلال العمل الذى أنجزته ، مستندا إلى تجربة الثورات الشيوعيّة السابقة ، و مروحة عريضة من التجارب الإنسانيّة ، جدّ تطوير الشيوعيّة الجديدة وهي تمثّل مواصلة و كذلك قفزة نوعيّة إلى أبعد من و ببعض الطرق الهامة قطيعة مع النظريّة الشيوعيّة كما جرى تطويرها سابقا . و كتعبير أساسي لهذه الشيوعيّة الجديدة ، هناك " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته وهو يتضمّن نظرة شاملة و مخطّط ملموس لمجتمع جديد راديكاليّا و تحريريّ ، يهدف إلى تحرير الإنسانيّة ككلّ من جميع علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، من خلال بلوغ الشيوعيّة عبر العالم . و مثلما قد قُلت بصدد هذا الدستور :
" إنّه لأمر واقع أنّه في لا مكان آخر ، عمليّا لا وجود في أيّة وثيقة تأسيسيّة مقترحة أو مرشدة لأيّة حكومة ، لأيّ شيء يُشبه ليس حماية فحسب بل تموين المعارضة و النقاش الفكريّ و الثقافي مثلما هو متجسّد في هذا الدستور ، بينما لهذا كلبّ صلب له ، أرضيّة في التغيير الاجتماعي للإقتصاد ، بهدف القضاء على كافة الإستغلال و ما يتناسب معه من تغيير للعلاقات الإجتماعيّة و المؤسّسات السياسيّة ، لإجتثاث كافة الإضطهاد و الترزيج عبر النظام التعليمي و في المجتمع ككلّ لمقاربة س" تسمح للناس بالبخث عن الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه ، بروح التفكر النقدي و الفضوليّة العلميّة ، و على هذا النحو التعرّف بإستمرار على العالم و التمكّن بشكل أفضل من المساهمة في تغييره وفقا للمصالح الجوهريّة للإنسانيّة ."
و بهذا أعلاه في الذهن ، بوسعنا الآن العودة إلى التحليل الأشمل ل " نظريّة " " الكليانيّة " و الطريقة التي تشوّهه بها بصورة ثابتة – و تؤدّى إلى إبعاد الناس عن الفهم العلمي ل – الواقع لا سيما التجربة التاريخيّة الحيويّة للثورة الشيوعيّة و المجتمع الإشتراكي .
و " التحليل المستفيض " الذى أشرت إليه في بداية المقال هنا متضمّن في كتابي " الديمقراطيّة : أليس بوسعنا أن ننجز أفضل من ذلك ؟ " أين أبيّن الإفلاس التام لهذه " النظريّة " " الكليانيّة ". و هذا الكتاب جرى تأليفه قبل أربعين سنة ، لكن حتّى الآن هناك أجزاء منه لم تعد لها الفائدة ذاتها ( مثلا ، يتضمّن تحليلا لطبيعة و دور الإتّحاد السوفياتي الذى لم يعد موجودا ) ، و هناك بعض الأشياء الخاصة قد أصوغها بشكل مختلف نوعا ما ( بمرور السنوات و مواصلتى التعلّم ) ، التحليل الأساسي في الكتاب بما فيه " نظريّة " " الكليانيّة " ، يبقى نهائيّا صالحا و هاما للغاية . و وفقا لذلك ، سأضمّن هذا المقال بعض الفقرات المهمّة من نقد الكتاب ل " الكليانيّة " ، إلى جانب بعض التعليقات الإضافيّة لتوفير المزيد من الإطار و الشرح . [ هذه المقتطفات من قسم " النظريّة الكليانيّة و دورها السياسي " ، صفحات 167-190).
مثلما كتبت في بداية نقدى ل " الكليانيّة " ، ليست نظريّة علميّة ( على الأقلّ ليست نظريّة علميّة صحيحة ) بل تشويه للواقع خدمة لمصالح طبقيّة محدّدة و أهداف سياسيّة محدّدة " .
و " المصالح الطبقيّة المحدّدة " هي مصالح الطبقة الحاكمة الرأسماليّة – الإمبرياليّة ، لا سيما الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة ( و " حلفاؤها الإمبرياليّون الغربيّون " ) .و " الأهداف السياسيّة المحدّدة " تتشكّل بواقع أنّ هذا الكتاب لآرندت ( " جذور الكليانيّة " ) وُضع في الفترة بُعيد نهاية الحرب العالميّة الثانية ، عندما كانت تندلع " الحرب الباردة " مع الإتّحاد السوفياتيى الإشتراكي حينها . و كان هدف و كانت غاية ذلك الكتاب ( كما أشرت إلى ذلك في نقدي ) قبل كلّ شيء " إستهداف الإتّحاد السوفىاتي " على أنّه " محور الشرّ في العالم " ( كما وضع ذلك لاحقا رونالد ريغن ) و خدمة لمدح عديد الأنظمة اللاديمقراطيّة التي تشكّل الجزء الأكبر من " العالم الحرّ " و على رأسه الولايات المتّحدة و أيضا " تجميل صورة " و صرف الإنتباه عن الطبيعة الإجراميّة للديمقراطيّات الإمبرياليّة الغربيّة ذاتها .
و في الوقت نفسه ، أشرت كذلك إلأى أن تحليل آرندت " يفتقد إلى الإنسجام الداخلي و المنطقي حتّى " . و يبرز هذا ، على سبيل المثال ، فى واقع أنّه رغم كونه يبدو في البداية أنّ آرندت تحلّل " الكليانيّة " بكلا الشكلين الفاشي و الشيوعي ، فإنّ هدفها الفعلي هو الشيوعيّة . و كتابها حقّا مجرّد قطعة مُتقنة و متباهية لكن فقيرة فكريّا و مخادعة من " دعاية الحرب الباردة ". و ضمن أشياء أخرى ، يمكن رؤية هذا ، من ناحية ، في واقع أنّ آرندت كتبت أنّ " متحدّثين عمليّا ، سيكون هناك فرق صغير سواء كانت الحركات الكليانيّة تتبنّى نموذج النازيّة أو البلشفيّة " [ الشيوعيّة ] – لكنّها لاحقا تحاجج أنّه أثناء فترة ثلاثينات القرن العشرين إلى الحرب العالميّة الثانية ( التي بدأت سنة 1939 و إنتهت سنة 1945 ) لم يكن " كليانيّا " تماما سوى الإتّحاد السوفياتي ، بينما إيطاليا الفاشيّة ( و على رأسها موسيليني ) لم تكن "كليانيّة " ، و حتّى ألمانيا النازيّة ، في ظلّ هتلر ، " لم تتحوّل بعدُ تماما إلى كليانيّة " و " فقط إن كسبت ألمانيا الحرب كانت [ هكذا ! ] ستتحوّل إلى حكم كلياني تام التطوّر ".
و يؤدّى هذا بآرندت إلى سلوك طريق التشويه المتكرّر للواقع خدمة لحملتها المناهضة للشيوعيّة و المخاضة باسم معارضة " الكليانيّة " . و مثلما أشرت إلى ذلك في نقدى لهذا ، آرندت ( و أشباهها من " المناهضين للكليانيّة " ) متعصّبون تماما في تصويرهم ل " الكليانيّة " بقدر ما يفعلون مع " الكليانيّين " الذين يخترعونهم . و هنا إليكم بعض الأمثلة :
- تقدّم آرندت زعما سخيفا بأنّه مع الكليانيّة " نحن فعلا مع نهاية العصر البرجوازي للأرباح و السلطة ، و كذلك نهاية الإمبرياليّة و التوسّع " ! هل عليّ أن أتحدّث عن مدى فقدان ذلك الزعم للصلة مع الواقع – و كان كذلك فاقدا لهذه الصلة زمن كتابة آرندت لتلك الأسطر ؟! ( المزيد لاحقا بصدد مساعى آرندت إلى " تجميل " الإمبرياليّة ).
- و توافق آرندت على ما يمكن إعتباره فقط موقفا مختلاّ عقليّا لبوريس سوفارين " الإشتراكي " الفرنسي المعادي للشيوعيّة و الذى قال عمليّا بشأن ستالين ( الذى قاد الإتّحاد السوفياتي لعدّة عقود ، بداية من عشرينات القرن العشرين ) بأنّ ستالين كان يقول دائما عكس ما يفعله ، و يفعل عكس ما يقول . ( إستخدم سوفارين تماما " دائما "- و وافقت آرندت على ذلك !). و هذا سخيف و جنوني ظاهريّا – كما كان أيّ شخص يفكّر تفكيرا عقلانيّا أن يقرّ بذلك في الحال . و كما أشرت في الردّ على ذلك : " هل بوسع لايّ كان حقّا تصوّر شخص ، ناهيك عن مجتمع بأسره ، يسير عمليّا بينما يحكمه مبدأ القول الدائم لعكس ما يفعله و فعل عكس ما يقوله ؟ " إنّ مواقفا من هذا القبيل صادرة عن سوفارين و وافقت عليها آرندت ، تمثّل حقّا أبعادا جنونيّة حقيقيّة يبلغها " المناهضون للكليانيّة " في مسعى منهم للتعبير عن تعصبّهم " المناهض للكليانيّة ".
- و مثلما أشرت في نقدى لآرندت ( و قد كتبت عن المسألة بإسهاب أكبر في أعمال أخرى ) ، عقب وفاة قائد الثورة الروسيّة ف.إ. لينين سنة 1924 ، لمّا واجه الإتّحاد السوفياتي وضعة كونه الثورة الإشتراكيّة المظفّرة الوحيدة في العالم ( مع سحق عنيف لمحاولات أخرى للثورة مثلا في ألمانيا ) ، وُجد صراع في صفوف القادة السوفيات حول مسألة ما إذا كان من الممكن لنظام إشتراكي أن يُبنى في بلد واحد – و إن كان ذلك ممكنا ، كيف المضيّ فيه . و كان ذلك مشكلا حادا بوجه خاص في الإتّحاد السوفياتي حينها ، في حين كان معظم السكّان يعيشون في ظروف متخلّفة صعبة في الريف الممتدّ الأطراف ، و كانت هذه الجمهوريّة السوفياتيّة الجديدة محاصرة من طرف قوى إمبرياليّة عدوانيّة ، و العديد منها ( بما في ذلك الولايات المتّحدة ) قد وقفت إلى جانب محاولة غير ناجحة للمعادين للثورة لسحق الجمهوريّة السوفياتيّة و إلحاق الهزيمة بها بواسطة حرب أهليّة تلت ثورة 1917 الروسيّة ( و بعض هذه البلدان الإمبرياليّة عمليّا غزت تراب الجمهوريّة السوفياتيّة الجديدة أثناء تلك الحرب الأهليّة ).
لكنّ آرندت ترفض الإعتراف بأيّ شيء من هذا : بالنسبة إليها ، هذه التحدّيات الحقيقيّة جدّا ، و هذا الصراع الذى تطوّر في صفوف القيادة السوفياتيّة في هذا الوضع الحرج – كلّ هذا لم يكن حقيقيّا – كان مجرّد إختراع من ستالين ، خدعة إستخدمها ستالين كدزء من سعيه الكلياني من أجل السلطة المطلقة . و هذا مثال بارز آخر لكيفيّة تجاهل لما يسمّون ب " الأكاديميّين " من " المناهضين للكليانيّة " للواقع الفعلي ، أو تشويهه بفضافة خدمة ب" نظريّتهم " المعادية للعلم .
- تحاول آرندت أن تقول إنّ الماركسيّة – أو في الوقاع تشويهها للنظرة و الأهداف العلميّة و التحريريّة التي صاغها أوّل من صاغها ماركس – هي أساسا نفس الشيء و تعصّب النازيّين الإبادي الجماعي و المعادي للعلم . و كتبت آرندت التالي:
" ما يقف وراء إعتقاد النازيّين في القوانين العرقيّة كتعبير عن قانون الطبيعة في الإنسان ، هو فكرة داروين عن الإنسان كنتاج للتطوّر الطبيعي ، و هذا لا يتوقّف بالضرورة مع أنواع الكائنات البشريّة الحاليّة ، بالضبط مثلما هو الحال في ظلّ عقيدة البلاشفة [ أتباع لينين ] في الصراع الطبقي كتعبير عن قانون التاريخ الذى يعرض فهم ماركس للمجتمع على أنّه نتاج حركة تاريخيّة عملاقة تسير وفق قانون حركتها الخاصة نحو نهاية زمن التاريخ عندما ستقضى على نفسها .
لاحظوا أنّ آرندت هنا تشوّه بفجاجة نظريّة التطوّر التي طوّرها شارل داروين – مصوّ{ة هذه النظريّة الراسخة علميّا على أنّها مصدر قوانين عرقيّة إباديّة جماعيّة نازيّة ! و تاليا تمضى آرندت إلى تشويه فجّ لنظريّة ماركس . و القسم اتلأخير من ما يعتبر تشخيصا لآرندت للماركسيّة هنا ينطوى على تشابه أكبر مع فلسفة فريديريك هيغل الذى كان لديه تأثير في البداية على ماركس لكن ماركس تجاوزه ، عمليّا " قالبا على رأسها " أجزاء مفاتيح من " المنهج الجدليّ " لهيغل . و هذا يتجاوز ما يمكن أن أتناوله في هذا المقال غير أنّ النقطة المفيدة هنا هي أنّ ماركس لم يعتبر بلوغ الشيوعيّة على أنّه " نهاية زمن التاريخ " ، بل بالأحرى بداية عصر جديد من تاريخ الإنسانية ، بإلغاء علاقات الإستغلال و الإضطهاد في صفوف البشر .
و مرّة أخرى ، في محاولة يائسة للتسوية بين النازيّة / الفاشيّة – و كما بيّنت ، لإفراد الشيوعيّة بأنّها أسوأ الإثنين- و تجد آرندت نفسها مجبرة على حتّى المزيد من التشويهات الفجّة . و كما كتبت ردّا على هذا التشويه الخاص ، فقط لأنّ الناس أنصار نظرة عالميّة شاملة ، و تؤكّد أكثر على على أ،ّ هذه النظرة إلى العالم مناسبة مباشرة لتغيير العالم على النحو المرجوّ ، " هل يجعل ذلك نظراتهما إلى العالم نفسها في الأساس ، أو يجعلها تحوّل الإختلافات بينهما غير ذات جدوى ؟ " هناك إختلاف جوهريّ حقّا عالم من الإختلاف بين النظرة و المنهج العلميّين و التحريريّين للشيوعيّة ، كما طوّرها أوّلا ماركس، من جهة و النظرة و المنهج النازيّين ( و الفاشيّين عامة ) المعاديين للعلم و الإباديّين الجماعيّين – عالم من الإختلاف الواضح لأيّ شخص جدّي و يبحث بصدق في هذا ، و ليس أعمى ب " مناهضة الكليانيّة " غير العقلانيّة .
- و تمضى آرندت حتّى أبعد من ذلك لتشدّد على أنّه " على عكس بعض الأساطير ما بعد الحرب ، هتلر لم يحاول أبدا الدفاع عن " الغرب " ضد البلشفيّة بل ظلّ دائما على إستعداد للإلتحاق ب " الحُمر " [ الشيوعيّين ] من أجل تدمير الغرب ، حتّى في معمعان الصراع ضد الإتّحاد السوفياتي ". الكثير و الكثير من الواقع مختلط في هذا الموقف لآرندت ، إلى درجة أنّه من الصعب معرفة من أين نشرع في فضح الأكاذيب المعروضة هنا . و لننطلق مع واقع أنّ أحد المظاهر المحدّدة لنظرة هتلر ، إلى جانب روحه العدوانيّة الإبادية الجماعيّة ضد اليهود ، و كذلك الكره المتعصّب أيضا ضد الشيوعيّة و الشيوعيّين ( الذين كانوا من أوائل المستهدفين بالسجن و القتل ) . و إلى جانب هذا ، هناك واقع أنّ في الحرب العالميّة الثانية ، الغزو الكبير للاتحاد السوفياتي من قبل ألمانيا النازيّة الهتلريّة كلّف الشعب السوفياتي حياة حوالي عشرين إلى ثلاثين مليون نسمة . و في الختام ، ألحق الإتّحاد السوفياتي الهزيمة بهذا الغزو ما قصم فعلا ظهر آلة الحرب النازيّة و مثّل عاملا حيويّا في الهزيمة الشاملة لألمانيا النازيّة ، و مثّل منعرجا في الحرب ككلّ . و نقدى لآرندت يقتبس من كتاب " إنهيار أمريكا " [ لريموند لوتا – المترجم ] بشأن هذه النقطة الأساسيّة :
" التاريخ العسكري هنا غاية في الوضوح . حتّى ونستن تشرشل قد إعترف في مارس 1943 أنّه بالنسبة إلى الستّة أشهر القادمة ستكون بريطانيا العظمى و الولايات المتّحدة " تلعبان " مع نصف دزّينة من الفيالق الألمانيّة بينما [ الإتّحاد السوفياتي و على رأسه ] ستالين كان يواجه 185 فيلقا .
أمّا بالنسبة إلى واقع أنّه في سنة 1939 وقّع الإتّحاد السوفياتي حلف عدم إعتداء مع ألمانيا النازيّة : و مثلما يشير كذلك كتاب " إنهيار أمريكا " ، هذا الحلف وقّعه الإتّحاد السوفياتي نظرا لكونه يحتاج ربح الوقت للإعداد لما يرجّح جدّا أنّه سيكون هجوما ألمانيّا نازيّا على الإتّحاد السوفياتي . و ، كما أشرت إلى ذلك ، " الحلف بين الإتّحاد السوفياتي و ألمانيا سنة 1939 وافق عليه ستالين فقط بعد محاولاته المتكرّرة لجلب " الديمقراطيّات الغربيّة " إلى تحالف ضد ألمانيا التي وقع رفضها بصفة متكرّرة ".
و سنتان عقب إمضاء ألمانيا هذا الحلف " عدم الإعتداء " ، كسرت الإتّفاق وشنّت غزوا كبيرا للاتحاد السوفياتي ، بكلّ النتائج الفظيعة لذلك ( بما فيها الوفايات السوفياتيّة التي بلغت أكثر من 10 أضعاف وفايات المعارك التي تكبّدتها الولايات المتّحدة و بريطانيا و فرنسا مجموعين معا ، و بكلّ الدمار الكبير و الجوع و الرعب الشامل الذين تسبّب فيهم هذا الغزو ، و كان ذلك أيضا العامل المفتاح في هزيمة ألمانيا النازيّة في آخر المطاف .
و مع كلّ هذا ، تريد آرندت من الناس أن يعتقدوا في أنّ هتلر " بقي دائما مستعدّا للإلتحاق ب " الحُمر " لتحطيم الغرب ، حتّى في معمعان الصراع ضد روسيا السوفياتيّة " ! أن تكون آرندت تمكّنت من كتابة هذا عمليّا دليل على الحكمة القديمة القائلة بأنّ " الورق سيظهر كلّ ما يُكتب عليه " – حتّى التشويهات الأفظع و الأكثر فجاجة للوقائع التاريخيّة خدمة لأهداف إيديولوجيّة ( و في هذه الحال ، معاداة آرندت للشيوعيّة بفظاظة باسم " معاداة الكليانيّة " ).
و مثلما أشرت في كتاب " الديمقراطيّة : أليس بوسعنا أن ننجز أفضل من ذلك ؟ " – و مثلما تعمّقت في ذلك أكثر منذ الأربعين سنة الماضية – من منظور التغيير الثوريّ للعالم ، لتحقيق تحرير الجماهير الإنسانيّة ، و في نهاية المطاف الإنسانيّة ككلأّ ، من جميع أنظمة و علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، من الصحيح الدفاع عن الدور العام لستالين في قيادة و الدفاع عنم أوّل دولة إشتراكيّة في العالم في وجه ظروف في منتهى الصعوبة - و كما رأينا ، هجمات كبرى مدمّرة . لكن ، في الوقت نفسه ، هناك نهائيّا نقد جدّي في حاجة إلى الإنجاز لدور ستالين في مجمل هذه السيرورة . و يشمل هذا دروسا حيويّة بمعنى التقدّم بالنضال الثوري من أجل الإشتراكيّة ، و في نهاية المطاف عالم شيوعي ، على أساس علمي أرسخ و تحريريّ حقّا . و بالفعل ثمّة أهمّية كبرى للتقييم النقدي لتاريخ التجربة الشيوعية ككلّ ، وهو ما إضطلعت به أيضا.
و هذه سيرورة بدأت فيها ، بطريقة مكثّفة ، في عملى " كسب العالم ..." [ متوفّر بالعربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] ضمن ذات الفترة الزمنيّة عموما و " الديمقراطية : أليس بوسعنا أن ننجز أفضل من ذلك ؟ " و ما واصلت القيام به في حوالي الأربعين سنة مذّاك ، مع تطوير الشيوعيّة الجديدة . هناك عدّة أعمال ألّفتها وهي متوفّرة على موقع أنترنت revcom.us وهي تعمّقت شيئا ما في هذا . ( و هناك أعمال مهمّة لآخرين ، و بوجه خاص ريموند لوتا الذى يطبّق منهج الشيوعيّة الجديدة على هذا التلخيص التاريخي الهام ) . لكن هذا التلخيص الضروري ، النقدي ، على أساس علميّ ، مختلف كلّيا و جوهريّا عن عمل آرندت و " مناهضين للكليانيّة " آخرين – و هدفهم هو تشويه الشيوعيّة خدمة للهيمنة الرأسماليّة – الإمبرياليّة ، و نهب و تدمير الشعوب و البيئة ، عبر العالم ، و منهجهم لتحقيق هذا الهدف ، هو التشويه المريع و الفجّ حقّا للواقع الحيويّ .
و كما هعو واضح مع آرندت ، ما يكشفه هذا هو خوف عميق متأصّل – و لا مبالغة في قول رعب – من أفق تغيير راديكالي ، حتّى ذلك من الصنف الأكثر تحريرا . مع آرندت ، يتبيّن هذا ليس في كرهها اللاعقلاني للشيوعيّة فحسب بل أيضا ، كما لاحظت ذلك ، في تشويهها و شعورها بالضيق العميق المتأصّل للداروينيّة التي تحيل عليها على أنّها " تطوّر إرتدى عمامة العلم " – كما لو أنّ نظريّة التطوّر كانت شيئا مؤذيا و مخادعا ( " إرتدى عمامة " العلم كما وضعت ذلك – بدلا من كونها واقع علمي راسخ رسوخا جيّدا ). و هناك وحدة في كره آرندت للتطوّر و كرهها للشيوعيّة . و مثلما كتبت في " الديمقراطيّة : أليس بوسعنا أن ننجز أفضل من ذلك ؟ " :
" فهم أنّ النوع البشريّ قادر على مرونة كبيرة ، أنّه يملك مرونة كبيرة في ما يتّصل بتفاعله مع بقيّة الطبيعة ، و أنّه مع تغيّر ظروفهم – و فوق كلّ شيء نظامهم الاجتماعي – الناس قادرون على أن يغيّروا تغييرا كبيرا نظرتهم و معتقداتهم ... أجل ، حتّى مشاعرهم ... و كلّ هذا تحريريّ بقدر هائل بالنسبة إلى الذين ليست لديهم مصلحة شخصيّة في نظام الأشياء الحالي ... لكن بالنسبة إلى الناس أشبه آرندت مجرّد محاولة [ إحداث هذه التغييرات ] أمر في حدّ ذاته مُرعب . و من هنا نستمع [ من آرندت ] إلى التخمينات الوجوديّة السوداء التالية : " منذ اليونانيّين ، عرفنا أنّ الحياة السياسيّة العالية التطوّر تنطوى على شكوك عميقة الجذور في المجال الشخصي ، إستياء عميق ضد المعجزة الباعثة على أفضطراب المتضمّنة في واقع أنّ كلّ شخص منّا مصنوع كما هو – فريد ، لا مثيل له ، غير قابل للتغيّر " ( التشديد مضاف في مقتبسى الأصلي ، و التسطير مضاف هنا ).
في رسالتى على وسائل التواصل الاجتماعي عدد 22، @BobAvakianOfficial تحدّثت عن واقع أنّ÷ لا وجود لشيء إسمه " الطبيعة الإنسانيّة " . و في هذه الرسالة سأمضى أكثر في كيف أنّ الثورة الشيوعيّة ستضع نهاية لكلّ الإستغلال و الإضطهاد – و ، إلى جانب ذلك ، ستجعل من الممكن إيجاد طريقة مختلفة راديكاليّا و مثيرة للحماس في علاقة الناس بعضهم ببعض .
ستستخدم الشيوعيّة التكنولوجيا و الموارد في العالم و معرفة و قدرات الناس في العالم ، من أجل المصلحة العامة . و هذا سيمكّن من خلق وفرة مشتركة لجميع الناس، ما يقضى على حاجة الأفراد إلى الصراع فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، و إلغاء حاجة الناس إلى المنافسة مع بعضهم البعض للحصول على الحاجيات الأساسيّة للحياة . و على هذا الأساس ، سيصبح ممكنا إحداث تغيير جوهريّ في ما يفكّر الآن أنّه " طبيعة إنسانيّة " .

و مرّة أخرى ، واقع أنّ ( كما أشرت إلى ذلك في رسائل وسائل التواصل الاجتماعي ) الناس يمكن أن يتغيّروا و يتغيّرون فعلا كامل الوقت ، خاصة مع التغيّرات في ظروفهعم – و هناك إمكانيّة أن يتغيّر الناس على نحو يبعث الحماس و تحريري – و هذا أمر مشجّع و ملهم بالنسبة إلى كلّ الذين ليست لهم مصالح شخصيّة في هذا النظام الرأسمالي-الإمبريالي الوحشيّ.
لكن أولئك أمثال آرندت الذين لديهم مصالح شخصيّة في هذا النظام ، ليس بوسعهم سوى الإنكماش مرعوبين من أفق التغيير التحريري الواعي للظروف و الناس وهو أمر تمثّله الثورة الشيوعيّة و يمكن بلوغه بواسطتها .
و يُفضى هذا بشخص مثل آرندت ليس إلى الإنخراط في التشويه و الإفتراء السخيفين و الشنيعين للشيوعيّة ، إلاّ أنّه في الوقت نفسه يشوّه كذلك – و بالفعل يبرّر – أفظع جرائم بلدان " الغرب " و قواهم القياديّة الإستعماريّة و الإمبرياليّة ، بخاصة الولايات المتّحدة و بريطانيا . و هكذا ، تستهين آرندت بفظائع العبوديّة في الولايات المتّحدة و بوجه خاص بزعم بالي و مناقض للواقع بأنّ ملاّكى العبيد " كانوا يريدون إلغاء العبوديّة تدريجيّا " . و يتعارض هذا بعمق مع الوقائع " السيّئة الحظّ " – من مثل أنّ قائد من قادة ملاّكى العبيد ، توماس جيفرسن ، كان مسؤولا عن التوسيع الكبير لمناطق العبوديّة في الولايات المتّحدة من خلال إشتراء لويزيانا في بدايات القرن التاسع عشر . و " ملاّكى العبيد " الذين ، وفق آرندت ، كانوا يريدون إلغاء العبوديّة تدريجيّا ، شنّوا حربا أهليّة في ستّينات القرن التاسع عشر في محاولة فاشلة ليس لمجرّد الحفاظ على بل إن أمكن توسيع العبوديّة .
و في ذات مسعى إعادة كتابة التاريخ لأجل الدفاع عن بعض أسوأ فظائع " الديمقراطيّات ( الإمبرياليّة ) الغربيّة " ، حاججت آرندت أنّه في ظلّ حكم الإستعمار البريطاني ، في عشرينات القرن العشرين و ثلاثيناته ، بين الحربين العالميّتين الأولى و الثانية :
" رغم أنّ حكم الإمبرياليّة البريطانيّة غرق في بعض السوقيّة و الوحشيّة فقد نهض بدور أقلّ بين الحربين العالميّتين مقارنة بما سبق أبدا و قدر أدنى من حقوق الإنسان وقعت صيانته . هذا الإعتدال وسط جنون تام عبّد الطريق لما أسماه تشرشل " القضاء على إمبراطوريّة فخامة الملك " و في النهاية يمكن أن يغدو معناه تغيير الأمّة الأنجليزيّة إلى كومنولث أنجليز ".
كلّ هذا لا يعدو سوى تبييض الفظاعات الرهيبة التي ميّزت حكم الإستعمار البريطاني في الهند و في أنحاء أخرى من آسيا و أفريقيا و غيرهما – شيء ضمن أشياء أخرى موثّق تماما و على نطاق واسع في كتاب لكارولين ألكينس ، " إرث العنف: تاريخ الإمبرياطوريّة البريطانيّة " . أمّا بالنسبة إلى تشرشل – الذى يتمتّع تقريبا بالوقار الشبيه بذلك الذى يناله الإلاه من طرف ممثّلى الإمبرياليّة " الغربيّة " ، بما فيها أولئك في الولايات المتّحدة ، " الليبراليّ,ن " و " المحافظون " على حدّ سواء – إنّه لواقع راسخ جيّدا أنّه كان إستعماري و عنصريّ متعنّت ، مسؤول عن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانيّة قبل الحرب العالميّة الثانية و أثناءها و بعدها ، و الذى لم يقبل بنهاية الإمبراطوريّة البريطانيّة إلاّ عندما إضطرّ إلى القيام بذلك ، عقب تحمّله مسؤولبيّة عن الأعمال الأكثر فجاجة في محاولة للحفاظ على الإمبراطوريّة .
و من المهمّ أن نبقي في أذهاننا أنّ ما بيّنته هنا بشأن آرندت ليس خاصا بها و إنّما على العكس ، أمر نموذجيّ بالنسبة إلى مدّاحى الإمبرياليّة " الغربيّة " ، الولايات المتّحدة ، و تشويههم الفجّ و الإرادي للواقع – و بوجه خاص تجربة الشيوعيّة – بإفلاس " نظريّتهم " " الكليانيّة " .
و ما هو صادم هو أنّ هذا يؤدّى حتّى بآرندت إلى درجة أن تحاجج بأنّ الحياة في العالم الشيوعي ستكون بسوء ( إن لم تكن أسوأ من ) تدمير نوويّ . و في علاقة بهذا ، تحيل آرندت إلى الكليانيّة على أنّها " نظام معسكرات إعتقال " ( و ، مرّة أخرى ، من المهمّ أن نبقي في أذهاننا زعم آراندت بأنّ فقط الإتّحاد السوفياتي ، و ليس حتّى ألمانيا النازيّة ، هو الذى صار " كليانيّا تماما " ). و ؤكّد آراندت على أنّ إنتصار " نظام معسكرات الإعتقال " هذا سيعنى " ذات الموت الحتمي للبشر شأنه في ذلك شأن إستخدام القنبلة الهدروجينيّة بالنسبة إلى البشر " . و يقترب هذا كثيرا من – إن لم يكن مماثلا في الواقع ل – الصرخة الجنونيّة المعادية للشيوعيّة : " الموت أفضل مكن الحُمر " . أو كما أشرت إلى ذلك في ردّى على هذا الموقف لآرندت : " إنّها تعبّر عن فكرة مشابهة جدّا لتلك التي يردّدها الناطقون الرسميّون باسم الإمبرياليّة الغربيّة اليوم و الذين يؤكّدون أنّه مهما كانت الحرب النوويّة فظيعة هناك شيء أسوأ منها ... و هذا الشيء هو إستعباد الكليانيّة ".
و من جميع ما تقدّم ما إقتبسته في البداية هنا ، من مقالى السابق حول " الكليانيّة " (1) يجب أن يتكشّف صحيحا بأكثر قوّة:
" مثلما شرحت بإسهاب ، " الكليانيّة " " نظريّة " غير علميّة تماما – أو في الواقع ، هي معادية للعلم – طبخها و روّج لها مثقّفون مدّاحو هذا النظام( النظام الرأسمالي – الإمبريالي ) من الفظائع الأبديّة وهي تخدم صرف الإنتباه و تبرير الجرائم الكبرى التي ما إنفكّ يقترفها هذا النظام ضد الإنسانيّة و الحثّ على المعارضة اللاعقلانيّة للثورة و بوجه خاص الثورة الشيوعيّة . و كون من الممكن أن يأخذ أيّ إمرء هذه " النظريّة " مأخذ الجدّ و أن يتمّ التعاطى على نطاق واسع مع هذه " النظريّة " كنوع من " الحكمة المقدّسة " – شاهد مرير على الرغبة المبيّتة من قبل الكثير و الكثير من الناس بمن فيهم الذين يعلنون أنّهم " ليبراليّون " ، ليأقلموا أنفسهم مع هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، الذى يقوم على الإستغلال بلا رحمة لمليارات الناس حول العالم منهم مئات ملايين الأطفال ، وهو يُفرض من خلال القمع الوحشيّ و العنف المدمّر الكثيف."
هامش المقال :
1. ANOTHER PROVOCATIVE BUT SIMPLE AND BASIC TRUTH ON COMMUNISM AND THE FALLACY OF “TOTALITARIANISM”



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيّة : مجرّد شكل آخر من الدكتاتوريّة سلسلة مقالات لل ...
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ...
- موجات حرارة عالميّة قاتلة تكتسح الكوكب ... دون ثورة ، قبضة م ...
- هذا الأسبوع في غزّة : تصاعد اليأس و التدمير و إنتشار الأمراض
- مع تخييم إستشراء تهديد الجوع ، الولايات المتّحدة / إسرائيل ي ...
- المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو ...
- الحكومة الإسرائيليّة تُطلق العنان ل - مستوطنين - عنصريّين مس ...
- بوب أفاكيان:لا لترامب الفاشيّ ! لا لجو بايدن الإبادي الجماعي ...
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ...
- لنحشد قوّة دفاعا عن أرنداتى روي – لنوقف هجوم الحكومة الهنديّ ...
- جمهوريّة إيران الإسلاميّة ليست - مناهضة للإمبرياليّة - – إنّ ...
- إزدواجيّة خطاب و تواطؤ الحكومة المكسيكيّة في ما يتّصل بالإبا ...
- 4 جويلية 2024 : لنقُل لا للإحتفال بأمريكا – نموذج حقيقيّ للإ ...
- تحيين غزّة : - هذه اللحظات من اللحظات الأكثر وحشيّة في تاريخ ...
- تقرير الأمم المتّحدة توثّق جرائم حرب إسرائيل و جرائمها ضد ال ...
- بايدن يلعب - لعبة اللوم - بشأن إيقاف إطلاق النار و أجندا الك ...
- الديمقراطيّة في ظلّ الإشتراكيّة
- جمهوريّة الإعدامات : أنتم المجرمون ! أوقفوا إعدام البشر ! - ...
- مجزرتان إسرائيليّتان في النصيرات في غضون ثلاثة أيّام : مئات ...
- بوب أفاكيان : الفلسفة و الثورة – الجزء الأوّل و الجزء الثاني


المزيد.....




- مساواة “السما?” (SMAG) و”السمي?” (SMIG) لا تزال حبراً على ور ...
- الدعارة [في معجم النسوية النقدي [*]
- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...


المزيد.....

- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان : لا وجود لشيء إسمه - الكليانيّة - / - الشموليّة - – - الكليانيّة - - نظريّة - غير علميّة تماما – أو حقّا معادية للعلم – طبخها و روّج لها مثقّفون مدّاحون للنظام الرأسمالي - الإمبريالي