أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - لهذا ينحاز رؤساء أميركا للكيان اللقيط !















المزيد.....


لهذا ينحاز رؤساء أميركا للكيان اللقيط !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 14:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نلفت نظر القراء الأعزاء بداية إلى أمرين، الأول: استحضار تعبير "هرمجدون"، خلال قراءة هذا المقال حتى نهايته. والثاني، تأكيد حقيقة أن المسيح رسول المحبة والسلام، الذي لم يذكر لنا التاريخ أنه آذى كائناً حياً في حياته، بريء من تلفيقات وأباطيل كثيرة تُنسب إلى الديانة التي تحمل اسمه.
يستدعي السياق العودة الى قيام الدولة الأميركية، لوضع الأمور في نصابها الصحيح.
نشأت أميركا، نتيجة هروب متدينين بروتستانت من أوروبا بعامة، وبريطانيا بخاصة، إلى ما كان يسميه بعضهم "أرض الميعاد"، أو "الأرض الجديدة"، أي أميركا الحالية.
في خمسينيات القرن الفارط، ظهرت في أميركا ما تُعرف ب"الصحوة البروتستانتية". بالمناسبة، رؤساء الولايات المتحدة كلهم بروتستانت، باستثناء جون كينيدي، الكاثوليكي، الذي قُتل في ظروف ما تزال غامضة حتى يوم الناس هذا. في سبعينيات القرن المنصرم، زادت الحركة الدينية في أميركا نشاطاً، وظهرت طوائف لم تلبث أن تمددت وازدادت قوة، مثل الطائفة المعمدانية والطائفة المنهجية. ونما تيار بإسم "المسيحيون المولودون من جديد". أخطر ما في هذا التيار، اعتقاده بقدسية اليهود وعصمتهم. وفي العام 1976 وصل سدة الرئاسة في البيت الأبيض، للمرة الأولى في تاريخ أميركا، رئيس ينتمي إلى هذا التيار، هو جيمي كارتر. وقد أعلن صراحة، في خطاب له أمام الكنسيت الصهيوني عام 1979، أن العلاقة بين أميركا واسرائيل علاقة دينية في الأساس. ومما قال أيضاً:"إن علاقة أميركا بإسرائيل أكثر من علاقة خاصة. لقد كانت ولا تزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها، لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي".
في سنة 1980، أسس القس الأميركي جيري فالويل، ما يُعرف بمنظمة "الأغلبية الأخلاقية". وهي منظمة متشددة دينياً، حشدت في السنة ذاتها ثلاثة ملايين ناخب أميركي لترجيح كفة رونالد ريغان في انتخابات الرئاسة الأميركية آنذاك. وكان ريغان قد أعلن في مؤتمر ترشحه للرئاسة، تأييده التام للأجندة الأخلاقية لما يُعرف في أميركا باليمين المسيحي. وتذكر مصادرنا أن ريغان زار خلال حملته الانتخابية، المنظمة اليهودية "بناي برث" في واشنطن، وألقى خطاباً قال فيه:"إن اسرائيل ليست أمة فقط، بل هي رمز، ففي دفاعنا عن حق اسرائيل في الوجود، إنما ندافع عن ذات القيم التي بنيت على أساسها أُمتنا". ومن المعروف أن رونالد ريغان اعتلى سدة حكم أميركا ثماني سنوات(1981-1989). وعنه يقول الكاتب الأميركي جيمس ميلز:"إنه يؤمن بتنبؤات الكتاب المقدس، وخاصة سِفر حزقيال، وما جاء فيه من أن الرب سيأخذ أولاد إسرائيل إلى الأرض الموعودة". ولطالما أعلن ريغان جهراً إيمانه بموقعة هرمجدون، والمجيء الثاني للمسيح. ويروى عنه قوله ذات يوم لمدير اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك):"عندما أعود بالذاكرة لأنبيائكم الأقدمين في التوراة، والعلامات التي تتنبأ بالمعركة الفاصلة هرمجدون، أجدني أتساءل إذا كنا نحن الجيل الذي سيشهد وقوعها". على الطريق ذاته، سار الرئيس جورج بوش الأب، وكان يرى في تزايد التواجد العسكري الأميركي في منطقتنا تقريباً لتحقيق حلم هرمجدون. ولم يكن يخفي اندفاعه في تقديم أجل الخدمات للكيان وللتيار الديني المتشدد في بلاده. في عهد بيل كلينتون، هدأت نبرة الخطاب الديني، لكنها لم تلبث أن عادت أقوى من سابقاتها عندما أصبح جورج بوش الابن رئيساً. وقد أعلن أكثر من مرة "أن اليهود هم الشعب الوحيد الذي اختاره الله". وكان متطرفاً أكثر من الصهاينة الاسرائيليين برؤيته "أن الضفة الغربية وقطاع غزة منحة ربانية لليهود، لا يجوز التنازل عنهما". أما الديمقراطي الليبرالي باراك حسين أوباما، فلم يكن بمستطاعه الخروج عن المسار، إذ لطالما أكد أنه بروتستانتي يؤمن بمعتقدات البروتستانت. وعلى طريق الإنحياز الأعمى لكيان "شركائنا في عملية السلام" سار دونالد ترامب. أما الرئيس الحالي، مصافح الهواء، فقد زاد على سابقيه كلهم تفاخره بصهيونيته مع أنه ليس يهودياً. والآن عزيزي القارئ، لا بد أنك تسأل عن هرمجدون، حيث ورد هذا التعبير أكثر من مرة في سياق إنحياز الرؤساء الأميركيين الأعمى للكيان. تتكون الكلمة من مقطعين، كما نرى، هر، وتعني جبل. ومجيدو، وتشير إلى وادٍ في فلسطين. وفي العبرية، هار- مجدون، أو جبل محدد. بحسب المفهوم التوراتي، هارمجدون، هي المعركة الفاصلة بين الخير والشر أو بين الله والشيطان، وتكون على إثرها نهاية العالم. وتحولت هارمجدون إلى عقيدة لملايين البروتستانت المتنفذين في أميركا وبريطانيا بخاصة، يشاركهم فيها اليهود الصهاينة. مفاد هذه العقيدة، نشوب حرب بين قوى الخير والشر، على أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو، يشارك فيها مائتا مليون جندي، وستكون حرباً نهائية وشرطاً لعودة المسيح الثانية. للتذكير، تقع هضبة مجيدو في فلسطين على بُعد 90 كيلومتراً شمال القدس و30 كيلومتراً جنوب شرق مدينة حيفا.
ولا يمكن للباحث المدقق، إغفال ورود هرمجدون في الموروث الإسلامي من دون استخدام هذا التعبير. ففي صحيح مسلم نقرأ الحديث:"لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبيء اليهود وراء الحجر والشجر". وعن حذيفة بن اليمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة، فيغدرون بكم في حمل امرأة يأتون في ثمانين غاية(راية) فينزلون بين يافا وعكا فيحرق صاحب مملكتهم سفنهم ويقول لأصحابه قاتلوا عن بلادكم، فيومئذٍ يطعن فيهم الرحمن برمحه ويضرب فيهم بسيفه ويرمي بهم بنبله ويكون فيهم الذبح العظيم".
أما العقل والمنطق، فيؤكدان أن النظام الرأسمالي الأميركي، ولكي ينهي وجود النظام الاشتراكي السوفييتي والدول الاشتراكية ويبسط سيطرته على العالم، قرر منذ خمسينيات القرن الفارط العمل على تقوية تيارين، على مستوى العالم كله. التيار الأول، السلفية الدينية. وعلى هذا الأساس، نشأ كل من منظمة المؤتمر الاسلامي ومجلس الكنائس العالمي. التيار الثاني، البرجوازية الطفيلية. وهي ذاك الصنف من البرجوازية، التي تجني ثرواتها وأرباحها من المتاجرة بالممنوعات، أي الجنس والمخدرات وبيع السلاح. ونرى أن ما جرى في عالمنا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991 وحتى اللحظة، يؤكد صحة ما ذهبنا اليه. بالمناسبة، أحد أهم أسباب حقد أميركا وغربها الأطلسي على القيادة الروسية الحالية، والرئيس فلاديمير بوتين تحديداً، اتهامه بأنه يسعى في إحياء الإتحاد السوفييتي السابق.
على كلٍّ، وبالعودة إلى الصدد تأسيساً على ما تقدم، هل توافقنا الرأي عزيزي القاريء أن السلام الحقيقي في منطقتنا والعالم كله مستحيل بوجود النظام الرأسمالي الأميركي الجشع المتوحش في العدوان والسطو على مقدرات الشعوب، وتحريف مقاصد الدين لتحقيق مصالح سياسية حقيرة بالبغي والعدوان؟!
ما رأيكم؟



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة مستهجنة !
- نكشة مخ (17)
- عالم متوحش!
- الإنشطار السني الشيعي...جذوره وأسباب استمراره !
- أسطورة الطوفان...سومرية الأصل والنشأة
- مفارقات !
- أجرأ مؤلفات مؤسس علم التحليل النفسي
- دولة لويس الرابع عشر العربية !
- ثقافة القابلية للإستعباد !
- بالصدفة أنقذ الأردنيون -يوسف- وهم من يقرر مصير إسرائيل !
- الراعي الهشَّات !
- المترشح -الحشوة- !
- دفن السرطان الصهيوني المزروع في الجسد العربي هو الحل.
- نكشة مخ (16)
- مذكرات رئيس وزراء أردني أسبق والأسئلة الصعبة!
- كيف يُحكم العرب؟!
- تدين الدروشة !
- النظام الأميركي سبب شقاء عالمنا
- هي القوة إذن !
- نكشة مخ (15)


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - لهذا ينحاز رؤساء أميركا للكيان اللقيط !