|
خصائص المدارس الكاثوليكية
ألفى كامل شند
الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 10:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ينبع أهتمام الكنيسة الكاثوليكية بمدارس للتعليم العام من الاعتقاد ان الايمان والعلم جناحان للمعرفة والوصول للحقيقة . واعتيار المعرفة أحدى طرق الخلاص ، فقد أرسل الله أنبياء عبر التاريخ لشعبة لاجل الارشاد والتعليم تمهيدا للخلاص على أيدي المسيح. والمرء لايصبح مسيحيا بمجرد الإيمان بالعقيدة المسيحية والعمل بتعاليم المسيح ، وإنما التحول إلى إنسان جديد (إنظر رسالة بولس إلى أهل أفسس ، الإصحاح الرابع) فى فكره وأخلاقه وسلوكه وأعماله . وخلع الإنسان القديم، والتحول إلى إنسان جديد على صورة المسيح . لهذا تلح الكنيسة الكاثوليكية في العديد الوثائق الرسمية، جميع الحكام أو الذين يشرفون على شؤون التربية، أن يحذروا ألا يحرموا الشبيبة أبدأ هذا الحق المقدس، ويخص أبناء الكنيسة أن يعملوا بكل سخاء في حقل التربية الشامل. وتعطي الكنيسة الكاثوليكية المدرسة أهمية خاصة ، بين كل وسائل التربية.للمدرسة. وفي هذا الحقل تشرف الكنيسة الكاثوليكية على نحو مليون ومائتين وخمسين الف مدرسة ، ومايقرب من ألف وثلاثمائة جامعة منتشرة في مختلف القارات. وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الامريكي للعلوم لورانس برينسي : » من الواضح في السجل التاريخي ان الكنيسة الكاثوليكية كانت على الارجح أكبر وأحد أهم رعاة العلم في التاريخ ، وان العديد من المساهمين في الثورة العلمية كانوا من الكاثوليك . وكانت المدارس الكاثوليكية العديدة من ذات التاثيرات الرئيسية على صعود التعليم الحديث«. ويضيف جورج مينو فى كتابه "الكنيسة والعلم . فيقول : » ان الكنيسة التي أعلنت دوما الخلاف بين الإيمان والعلم، هي التي أنتجت العديد من أساطين العلماء، فساهمت في تقدم بعض المواد العلمية «. خصائص المدرسة الكاثوليكية:. تختلف خصائص المدارس الكاثوليكية بشكل كبير من بلد إلى آخر من حيث الفئات المستهدفة، المناهج المختارة، مكانة المدرسة. وفي مصر أنشاء الاباء الفرنسيسكان أول مدرسة في حي الموسكي سنة 1732م لتعليم الاجانب والمصريين . وبتشحيع ودعم من الخديوي أسماعيل ومن بعده الخديوي عباس واميرات الاسرة العلوية الحاكمة في نطاق مشروع بناء دولة حديثة وتبنى أدخال التعليم الحديث لإعداد موظفين للعمل في داووين الدولة . قدم الى مصر عدد من الارساليات الكاثوليكية والبروتستانتية للعمل في حقل التعليم . ومنذ ذلك الحين تحتل المدرسة الكاثوليكية مكانة مرموقة في المجتمع المصري . ومن مقاعد تلك المدارس تخرج العديد من الاجبال للعمل في دواوين الدولة وحقل الفنون والعمل السياسي. ومع انه ليس هناك " تربية مسيحية" بمعنى "علم مسيحي للتربية" . "لكن توجد عناصر معينة على أساسها يتم تقييّم رسالة المدارس الكاثوليكية ، وممارساتها وأنشطتها التربوية ، والدور المنوط ان تؤديه في المجتمع. هذه العناصر الثابتة فى التربية بالمدارس الكاثوليكية. يحدده بحث علمى للبروفيسور جي أفانزيني، أستاذ التربية في الجامعة الكاثوليكية بمدينة ليون الفرنسية ، فى الاتى: - القناعة الراسخة بضرورة التربية : ترى الكنيسة الكاثوليكية ان التربية أحدي مقومات خلاص الانسان ، حيث يروى الكتاب المقدس ، أن الله ربّى شعبه وقاده عبر القرون لأجل مجيء المسيح لاتمام الخلاص . وقد كرّس يسوع المسيح حياته العلانية لتعليم وتربية تلاميذه ، واطلق عليه اليهود وتلاميذه لقب المعلم. كما أنشأ الكنيسة لتكملة هذه المهمّة. هكذا يبدو من الكتاب المقدس أن عمل الله الخلاصي هو عمل تربوي بحت. وتعتبر الكنيسة الكاثوليكية كل عمل تربوي عمل تمهيدي لخطة الله لخلاص الإنسان. لهذا السبب دافعت الكنيسة باستمرار عن حق الأطفال في التربية واعتبرت التربية بكل أشكالها جزءً من رسالتها. - القناعة بقدرة التربية خلق الانسان الجديد وهي ليست نظرية مرجعها علم النفس أوعلم الاجتماع، بل لأسباب لاهوتية في الاساس أنّ يسوع المسيح، عندما اكتسب صفة بشرية ، جعل الجميع قادرين على السير في طريق الكمال.. هذه القناعة كانت راسخة لدي كل مؤسسي الرهبانيات التي تبنت رسالة التربية ، وأنشئت المدارس لتعليم النشء مثل القديس دون بوسكو مع اطفل الشوارع في مدينة "تورينو" الفرنسية وأصبح أثنان من من زمرة تلك الاطفال في سجلات الكنيسة الكاثوليكية طوباويان ! من هذه القناعة يعتبر المربّي في المدارس الكاثوبيكية عمله التربوي مشاركة في رسالة مقدسة ، يستحق ان يكرس رهبان وراهبات وعلمانيون حياتهم لخدمة التربية والتعليم - الاهتمام بتكوين كل الانسان وأي إنسان.: تعتقد الكنيسة الكاثوليكية ان مجّد الله كما يقول القديس ليريانوس هو الإنسان الحي. وهو مخلوق ينمو وتطوّر ومدعو الكمال. وان نضوج وكمال الانسان لاتتحقق إلا بتنمية كافة جوانب شخصيته العقلية والوجدانية والبدنية. وذلك عبر عدد من الانشطة الوجدانية والاحتماعية والثقافية غير صفية . لذا تحتل الانشطة التربوية أهمية خاصة في البرنامج المدرسي . فهي مدارس لاتبغي الربح، ولاتقتصر رسالتها على تزويد الطلاب المعارف والمهارات و تأهيله الوصول إلى أعلى الوظائف والمناصب. ولكن هي تهدف في المقام الأول إلى إبراز أهداف ومعاني الحياة ودوافعها المرتكزة على القيم اﻹنجيلية. وهي مدارس مفتوحة الجميع. فمحبة وخدمة المسيح خلال حياته على الارض أمتدت أيضا حسب ما تروى الاناجيل إلى الكنعانين والسامرين ممن كانوا يصنفهم اليهود وثنيين وأعداء . . ويطالب البابا فرنسيس فى كل لقاء مع المربين والعاملين فى المدارس انسنة التربية وتنمية روح الحوار و الانفتاح على الاخر . -القناعة بأهمّية عنصر الزمن : تستهدف التربية التأثير على المدى الطويل. وتبادر الكنيسة دائما ببدء التكوين في سن الطفولة وتساهم في إنشاء وتطوير علم وفنّ التربية، مثل ما عمل الله في تربية الشعب عبر التاريخ. وعلى غرار المسيح الذي أهل نفسه لحياة البشارة العلانية القصيرة بثلاثين ستة من حياته في الخفاء والصمت. تحتاج المدارس معلمين واداريين يؤمنون بأهمية التربية ومؤهلين لهذا العمل النبوي .
#ألفى_كامل_شند (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكاثوايك على أرض مصر
-
هل تغير موقف الكنيسة الكاثوليكية من المثلية الجنسية؟
-
مصر أم الحضارات و ألاديان والخلود
-
اللاهوت المسيحي والفلسفة
-
الإرساليات الكاثوليكية ونهضة التعليم في مصر
-
العثمانيون أيقظوا أوروبا وأصابوا الدول الإسلامية بالتخلف
-
المعمودية بالماء من منظور تاريخي وديني
-
رأى العلماء ورجال الدين عن فرضية وجود كائنات عاقلة في الفضاء
-
قرأءة علمية للتطور من منظور مسيحي
-
حقيقة الاساطير في الكتاب المقدس
-
توماس مور القديس الكاثوليكي الشيوعي
-
الاتحاد الأوربي والهوية المسيحية فى قكر المؤسس روبرت شومان
-
اشكالية المرأة في الأديان الإبراهيمية
-
لميلاد المسيح تاريخ عند الله
-
العقائد الإيمانية في الأديان القديمة والكتابية ( القريان الم
...
-
تجربة المسيح على الجبل وحياة الكنيسة
-
الاصلاحى مارتن لوثر وبوادر نازية مبكرة
-
وجود الشيطان حقيقي أم خرافة
-
الاعتراف فضيلة الحياة المسيحية
-
رمزية تحويل الماء إلى الخمر في عرس قانا الجليل
المزيد.....
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
-
قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى
...
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|