طقوس وابراج عاجية .....

عمر عبد الكاظم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 02:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لابد من نقل بعض الحوادث التاريخية حتى تكون مدخل لفهم العامة وتصرفاتهم وحتى تكون مدخل ايضا لفهم طقوس عاشوراء .

يعتبر دفن الشيعة لموتاهم في النجف الاشرف حديث نسبيا فقد بدا تقريبا عام 1770 اي قبل مايقارب 250 عاما وقبل هذا التاريخ كان الشيعة يدفنون موتاهم في مقابر محلية .

وكان من يدفن في مقبرة وادي السلام هم الأثرياء فقط من الشيعة وكانت تكلفة دفن الموتى في النجف باهضة جدا وتكلف من الأموال ما لايستطيع عليه غير الأثرياء.

لهذا والى وقت قريب جدا اي بعد الحرب العالمية الأولى وتوفر وسائل النقل والمواصلات وتعبيد الطرق اصبح دفن الموتى في النجف متاح ايضا للبعض من الميسورين .

لكنه باهض الثمن في نفس الوقت ويكلف الفقراء مالا يستطيعون عليه مع العلم ان عادة دفن الشيعة الى موتاهم في مقابر محلية ظلت مستمرة الى ستينات القرن الماضي حتى اصبح الدفن متاح للجميع بسسب كثرة وسائل النقل ورخصها.

عقائد العامة والتي نسجت عبر قرون عبر مخيال شعبي واسع يعتقد بشكل حاسم ان الدفن بجوار الامام علي ابن أبي طالب سوف يجلب لهم الحماية لان الامام حامي الدخيل طبقا ومناغمتا لثقافتهم البدوية التي تؤمن بالدخيل .

حارب هذه الظاهرة اي ظاهرة دفن الموتى في النجف السيد هبة الدين الشهرستاني وهو من الفقهاء المعروفين حينها واستفتى الفقهاء جميعا فافتى الكثيرين منهم بحرمة دفن الموتى في النجف لمخالفتها شريعة الإسلام وكان هذا الحدث عام 1912 .

بعدها حاول البعض منهم قتل الشهرستاني واعتبروه زنديقا وكافرا .

عام 1930 حرم السيد محسن العاملي المواكب الحسينية ومايحدث فيها من اشياء غير لائقة وهو من كبار فقهاء الشيعة ايضا فهاج عليه العامة واعتبروه كالشهرستاني كافرا وزنديقا.

وهنالك الكثير من الحوادث لايتسع المقال لذكرها قام بها فقهاء من اجل افهام العامة حتى وصل بهم الامر الى قتل نجل المرجع الأعلى للشيعة ابو الحسن الاصفهاني في اربعينيات القرن الماضي عندما حرم التطبير ونحر نجله أمام عينيه وهو ساجدا للصلاة في ضريح الامام علي عليه السلام.

الكثير من الحوادث التاريخية المريرة أجبرت كبار الفقهاء على الانزواء والتفرج على مايقوم به العامة من طقوس وخرافات واباطيل في المواكب وغيرها لاتمت الى الدين بصلة .

من جانب اخر وبنظرة محايدة فالطقوس والشعائر وما الى ذلك هي تراكم طويل من العادات والموروثات والفلكور الشعبي والتلاقح الثقافي.

نمت عبر قرون وتطورت وتتمظهر في كل مرحلة تاريخية بتمظهرات تختلف طبقا وتبعا للكثير من العوامل .

وتتشكل ايضا بتداخل سياسي في اغلب الاحيان يخترق هذه الطقوس في كل مرة لضبط الجماعات البشرية وتوجيهها لغايات سياسية.

الفتاوى الدينية والنقد الحاد من أصحاب الابراج العاجية ضد هذه الطقوس والفلكور الشعبي لن يأتي الا بنتائج عكسية وكارثية .

إصلاح أحوال الناس وظروفهم المعيشية وإصلاح التعليم المنهار ...الخ من الخطوات الاصلاحية كفيلة بتهذيب هذه الطقوس وعقلنتها في المستقبل ............

#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات