أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( ابن السبيل والسيسى )















المزيد.....

عن ( ابن السبيل والسيسى )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال :
فى مصر تناقضات هائلة ، مئات الألوف من المساجد الفاخرة منها مسجد السيسى ( الفتاح العليم ) وملايين الفقراء فى العشوائيات وفى المقابر وأطفال الشوارع ، والذين يأكلون من الزبالة . فيها أكبر مؤسسة دينية ( الأزهر ) ولا تتكلم إلا فيما يرضى عنه الحاكم . أعتقد ان مفهوم ابن السبيل أصبح مختلفا فى عصرنا . أرجو يا استاذنا بعض التوضيح .
الاجابة
أولا :
فعلا : فى مصر حاليا توجد مئات الألوف من المساجد ، ومعهم ملايين المصريين الفقراء الذين لا يجدون مسكنا يؤيههم ، ويسكنون فى المقابر والعشوائيات ، ومنهم من يأكل من الزبالة ويعيش على الأرصفة . بينما ترتفع القصور وتقام الكومباودانات والأحياء الراقية المحمية والعاصمة الإدارية . وشيوخ الأزهر لا يتكلمون فى هذا التناقض الظالم ، ولا يعرفون إن حق ابن السبيل الذى جاء فى القرآن الكريم أصبح فى مصر ينطبق على أولئك الذين لا يجدون المأوى . نقول :
1 ـ ( ابن السبيل) من الكلمات القرآنية التى تتردد فى معرض الآيات التى تحث على الاحسان للمحتاجين. (والسبيل) هو الطريق و(ابن السبيل) هو الغريب الذى يأتى الى بلد ولا يجد فيها مأوى . ومن حقه طبقا للقرآن الكريم أن يجد المأوى والرعاية والإحسان . وقد يكون ابن السبيل ميسورا ولكن يظل من حقه ان يتمتع برعاية المسلمين الذين يدخل بلدهم . فالقرآن لم يفرق بين ابن السبيل الغنى والفقير وإنما جعل الوصف عاما لكل غريب لايجد المأوى . وفى عصرنا الراهن – حيث تقدمت المواصلات وتقاربت المسافات – اصبح المفهوم التقليدى لابن السبيل نادر الحدوث . فالمسافر إلى مكان يستطيع ان يعود الى بلدته فى نفس اليوم وليس مضطرا كما كان يحدث منذ مئات السنين الى أن يقضى اسابيع وشهورا فى السفر يكون فيها غريبا وابن السبيل فى المدن التى يمر بها. ومع ذلك فإن عصرنا الراهن اتحفنا بنماذج أشد بؤسا لابناء السبيل الذين لايجدون المأوى ويعيشون على الكفاف يبيتون على الأرصفة وفى خيام لاتسترهم وفى منازل آيلة للسقوط وفى اعشاش خربة تعاف الحيوانات منها . وهذا الصنف من الناس تراهم هنا وهناك يصفع مرآهم ضميرنا الإسلامى وينذرنا بأن هناك خللا فى فهمنا لكتاب الله حيث لايأبه أحد من محترفى التدين لهذه النوعية البائسة من أبناء السبيل الذين هم ايضا من الفقراء والمساكين والسائلين . يستحقون الرعاية والاحسان لكل صفة من هذه الصفات ولكن الذين يرتزقون بالدين ويحولونه الى تجارة انهمكوا فى جمع أموال المسلمين لإقامة المزيد والمزيد من مساجد لاتكتمل فيها صفوف الصلاة وينفقون على تزيينها مايمكن أن يطعم مئات الألوف من الجوعى وما يمكن أن يقيم مئات الالوف من الوحدات السكنية لملايين من المشردين والشباب الباحث عن إقامة اسرة .
2 ـ يمكن للمسلم أن يصلى فى أى مكان. والارض كلها أمامه مسجد حيث يسجد بجبهته على الارض . وبينما حفل القرآن بآيات كثيرة فى حقوق الفقراء والمساكين وابناء السبيل فى المال والطعام وفى المسكن . اننا لانجد هذا الاهتمام باقامة المساجد والدعوة الى تأثيثها . فالمسلم يسجد لله ويصلى فى أى مكان ولكن ينبغى أن يكون مخلصا لله فى عبادته ، تطبيقا لقوله جل وعلا : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف ). والمسجد هو موضع السجود قد يكون ذلك بيتك الذى تقوم فيه، أو أى بيوت أخرى لاتختلف عن البيوت العادية ولكن يعمرها المسلمون بالتسبيح وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة للمحتاجين . قال جل وعلا : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)النور ).
3 ـ وقد كانت قريش تحترف التجارة بالدين وتقيم مساجد فيها قبور مقدسة تعبد فيها الأولياء لتقربهم لله زلفى ، وقد تصدّى لهم رسول الله فتجمعوا عليه وكادوا يفتكون به . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن ). فى نفس الوقت كانت قريش تمنع من تخلّف عن الهجرة من الصلاة فى مساجدها ، فقال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) البقرة)، أى إن التعمير الحقيقى للمساجد هو بالمؤمنين الخاشعين ، وليس بمساجد فخمة مثل مسجد السيسى وغيره من أكابر المجرمين فى دول المحمديين . مساجدهم هذه المبنية بالمال السُّحت هى شاهد على كفرهم . قال جل وعلا : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (18) التوبة ). قريش وأكابر المجرمين فى عصرنا أصروا على هذه النوعية من التجارة عمروا مساجدهم بالزينة والضجيج وخربوا عقائدهم وقلوبهم بالزيف ، وفى غمرة انهماكهم فى ذلك كله نسوا حقوق الفقير والمسكين وابن السبيل .
4 ـ ولنا تجربة مريرة فى مصر فى عصر مبارك ، وهو على أى حال من حكم السيسى . كان أهل القرآن فى التسعينيات يتعرضون للأذى القول والتكفير عند حضورهم صلاة الجمعة ، فاضطروا الى الصلاة فى بيوتهم ، فتم إعتقال بعضهم . لم يحدث هذا من فرعون موسى الذى لم يمنع بنى اسرائيل من الصلاة فى بيوتهم . نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )( 87 ) يونس ).
5 ـ كان مبارك يتقرّب للأزهر والسعودية بإضطهادنا ، وهو يعلم أننا لا ننازعه فى ملكه وأنه لا مطامع دنيوية لنا . وقد توعّد الله جل وعلا من يمنع المؤمنين من دخول المساجد بالخزى فى الدنيا والآخرة وبالعذاب العظيم يوم الدين : : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) البقرة)، ورأينا مبارك فى خزى وهو فى المحاكمة ، وعاش ومات فى هذا الخزى . ونرجو أن تكون نهاية السيسى مثل نهاية القذافى وعلى صالح وصدام ..وشاوشيسكو ..
أخيرا
إن الله جل وعلا لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم . ولقد تعايش المصريون مع الظلم بالخنوع حتى وصل الى مستويات غير مسبوقة . لا بد ان يغيرا ما بأنفسهم بالعزة والكرامة بديلا عن الرضى بالذل والمهانة .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر التصوف في نشر : التواكل والتسول والخضوع والتذلل
- عن ( ضحية أبيه وقاضى القضاة / لبد / الحجب فى الميراث / نقير ...
- عن أثر التصوف في : عدم الاعتراض والانكار فى مصر المملوكية
- عن ( الموت صديقى / أشهر الفقهاء فى القرن الأول الهجرى / القر ...
- بعض الآثار الإيجابية الأخرى : خدمات متفرقة / الأمر بالمعروف ...
- عن ( نفس مقالة اليهود والنصارى / إقراض الله/ الصلاة على النب ...
- عن بعض آثار إيجــابية لبعض الصوفية في العصر المملوكي : الضيا ...
- عن علاقة الصوفية بقُطّاع الطرق ومشايخ العرب ( العُربان )
- عن ( قراقوش / المتكبر المتغطرس )
- عن علاقة الصوفية بأصحاب الحرف والفلاحين فى مصر المملوكية
- عن ( يعظم / روايات التراث والشعر الجاهلى / أحاديث فى العلم ا ...
- عن أثرالتصوف فى الحياة الاجتماعية فى مصر المملوكية : مدخل ، ...
- عن ( وبال / فى بيتنا كنز / دار الفُطرة / سبع )
- عن أثر التصوف في الفنون المعمارية والزخارف المملوكية والخط ا ...
- عن ( سواء / فجور النفس وتقواها / بين فساد مبارك وفساد السيسى ...
- عن أثر التصوف فى المغنى والغناء لغير الصوفية
- عن ( يونس ذو النون / المحو والاثبات وأم الكتاب / مبلغ كاش فى ...
- عن أثر التصوف في الموسيقى فى العصر المملوكى
- عن ( تغيير القضاء والقدر / السجون التركية والمصرية / يا حسرة ...
- عن أثر التصوف في الشعر في العصر المملوكي : في الأسلوب والمسا ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( ابن السبيل والسيسى )