أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - البديل الآمن !













المزيد.....

البديل الآمن !


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البعض يسخر من مقولة المجتمع المصرى متدين بالفطرة أو بطبعه، وكلما حدثت مشكلة بين جارين متنازعين أو نوقشت قضايا الرشوة والتربح،او تم تناقل وتداول أحد الفيديوهات المنحلة، تمت السخرية باستدعاء تلك العبارة الخالدة " مجتمع متدين بطبعه"
بينما الحقيقة أننا بتنا أمام غالبية شعبية لم تعد تفتخر بالتدين لا الفطرى ولا المكتسب،
فالتدين الإسلامى حورب لمدد طويلة ،وبات قرينا للعبط والهبل والإرهاب،
وقد نتج عن ذلك مشكلة كبرى،تمثلت فى الفراغ الفكرى والعقائدى نتيجة حملات التشويه والشيطنة المستمرة،ونتيجة التهديد والنبذ الممنهج تجاه كل من يحاول أن يقبض على الجمر،
وقد استدعى ذلك الفراغ العقائدى البحث عن دين بديل، يمكن أن يحل وجدانيا محل الدين الطبيعى، ويمكن أن يكون الإيمان به مسوغا لتمرير كل القيم والمبادئ المتدنية المعاكسة بشكل سلس ،فتم إستغلال العشق المتيم بالأندية الكروية، ليصبح ذلك العشق هو البديل الآمن لجدلية الدين و التدين،وأداة تحويل المجتمع تدريجيا من الدفاع عن القيم والمبادئ والثوابت الحقيقية ،إلى مجتمع يقاتل وبجاهد من أجل إعلاء القيم والمبادئ والمكاسب الكروية الخالدة!!
كما تم تدشين منظومة كهنوتية حاكمة باعتبارها تشرعن التعاليم الملزمة التى ينبغى أن يخضع لها المؤمنون من جميع الألوان، وتحولت الرمزية المقدسة من رجل الدين والواعظ، إلى حكم المباراة ولاعبى ورموز النادى، أو قادة المعبد، ورجال إعلامه ومروجيه ومطبليه ،
كما تغير مفهوم الجهاد من دفع الأذى عن الأوطان والمقدسات والاشقاء،
إلى مقاومة الأعداء من المنافسين الكرويين المحليين ، الذين يجد المؤمن الكروى الملتزم لذة لامثيل لهاوهو يستمتع بقهرهم ودحرهم معنويا و فكريا بل وبدنيا، حتى ولو بالزور والزيف، لدرجة أن دماءا ذكية كثيرة أريقت فى سبيل إعلاء راية ذلك الجهاد الكروى المقدس !!
وتدريجيا تحولت الدفة مائة وثمانون درجة، فإذا هاجم أحدهم الثوابت الإسلامية وطالب بإلغاء التراث ومحقه وحذف الأحاديث النبوية،أو تماهى فى السخرية منها، فإن الغالبية لن تأبه له، والكثيرون سيعتبرون تلك الآراء مجرد رؤى شخصية، وبعضهم سيشد على يديه باعتباره تنويرى شجاع ،
أما إذا وجه الشخص نفسه انتقاداته الى اللصوص والفاسدين والمرتشين فى أحد الأندية،أو سلط الضوء على الدور القذر الذى بات يلعبه هذا النادى أو ذاك،فإن الكثيرين ستأخذهم الحمأة والعزة بالإثم وسيصبون عليه اللعنات، ويعتبرونه محض مارق جاهل حاقد على أنجح منظومة فى البلد !؟
فالحقيقة المؤلمة أن المجتمع قد تحول من مجتمع المتدينين بالفطرة، إلى مجتمع المشجعين الكرويين الجاهلين بالثوابت، والذين يمكن أن يتقبلوا أى شيئ مهما بلغت خطورته مادام فريقهم المفضل يحقق الفوز المبين !؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الايرانية
- الأولى بالصرف والإنفاق فى مصر!؟
- حفلات أم كلثوم !؟
- إفقار المواطن المتمسك بوطنيته!؟
- جمال عبد الناصر وحكم الهوى !؟
- الخانة المقدسة !؟
- البراءة من المشركين !؟
- عبد الحليم حافظ ومكة !
- المسيحيون العرب !؟
- عرابوا الصفقة الأمريكية !؟
- اليمين يحكم العالم !؟
- مصر عصية على التغييب !
- ملف اللاجئين إلى مصر!؟
- لماذا محمد صلاح !!؟
- ماقولناش لحد ألطم !؟
- المسكوت عنه فى حرب غزة !
- الشعب المصرى، شعب عظيم ؟
- من أعلام التنوير فى مصر - فرج فودة-
- زوايا البغض المطموسة !
- صكوك الغفران الجديدة !!


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - البديل الآمن !