|
توافق حمساوي- إسرائيلي على إطار الصفقة.. ولكن!
سليم يونس الزريعي
الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 08:09
المحور:
القضية الفلسطينية
يفيد أكثر من تقرير أنه جرى التوافق بين حركة حماس والكيان الصهيوني على الخطوط العامة لاتفاق قد يكون مدخلا لإنهاء محرقة غزة التي دخلت شهرها العاشر بسقوط عشرات الشهداء ، فيما يقرر جيش الاحتلال فرض نزوح جديد لسكان شمال غزة باتجاه دير البلح ومنطقة الزوايدة . وربما يكون سؤال ما الذي جرى حتى ضاقت المسافات بين لاءات وخطوط الطرفين الحمراء، منطقيا؟ مع أن هناك فرقا جوهريا بين من يمارس العدوان والآخر الذي هو محلا له ارتباطا بميزان القوى المادي، وهنا من الطبيعي أن تختلف أسباب جسر المسافات بين كل منهما باختلاف أهدافه من هذه الحرب، لكن ألم يكن ممكنا أن يحصل هذا التوافق قبل عدة أشهر، ويجنب أهل غزة هذا الخراب. هذا الخراب يبدو أنه لم يكن في حساب أحد، وهو ثمن باهظ جدا دفعه ويدفعه أهل غزة، قد تصغر معه أي مكتسبات إن كانت هناك من مكتسبات.إذا ما ربطنا ما ستسفر عنه المفاوضات في الجانب الفلسطيني بأهداف عملية الطوفان التي حددها قائد القسام محمد الضيف من أنها تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما قال هنية "نخوض في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا، “إذ إن سببها المركزي والأساس العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك"، فيما قال الكيان الصهيوني إنه يهدف إلى القضاء على حركة حماس وعودة الأسرى وأن لا يشكل قطاع غزة خطرا على كيانه مستقبلا. ومع أن أيا من الطرفين لم يحقق الأهداف المعلنة، ففي حين كانت حماس تهدف إلى تحرير الأقصى كانت حرب الإبادة في غزة تأكل الأخضر واليابس والضفة يجري نشر المستوطنات فيها والأقصى والضفة محل استباحة مستمرة. فيما بات هدف وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة ودخول المساعدات وإعادة الإعمار ليلحق مطلب إعمار هذه المحرقة بإعمار الحروب السابقة . وربما يضيء تقرير صحيفة ". واشنطن بوست على أسباب موافقة الطرفين، ووفق الصحيفة ترجع موافقة حماس إلى أنها تعاني من "حالة صعبة" في أنفاقها تحت الأرض، من نقص في الذخيرة والإمدادات. كما أنها تواجه ضغوطًا متزايدة من المدنيين الفلسطينيين المعنفين، الذين يطالبون بشكل متزايد بوقف إطلاق النار. وبدوره لم يحقق الكيان هدف القضاء على حماس وكلا الهدفين الآخربن هما بالضرورة نتاىج للهدف الأول . صحيح إن حماس الآن ليست حماس ما قبل الطوفان لكنها ما تزال موجودة ومع أن جيش الاحتلال كان يتمتع بمرونة عالية أكسبته ميزة في هذه الحرب إلا أنه قد أرهق كثيرا كونه لا يحارب قوى معروفة بتشكيلات عسكرية ومواقع واضحة وإنما يحارب أشباحا ـ لكن يبدو أن كليهما قد ناله التعب ومن ثم أصبح البحث عن فرصة لوقف الحرب أمرا مهما وكل له أسبابه، لأن من شأن ذلك أن يسمح بحصول الكيان على فرصة لراحة قواته، طالما أنه من موقع الغطرسة وتفاوت ميزان القوى يستطيع ان يفتعل أي سبب للعودة للحرب . وكان قادة الفرق العسكرية الأربع العاملة في القطاع قد حذروا من أن الإرهاق بدأ يظهر على الجيش مع أن "إنجازات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تتراكم وتقربنا من تفكيك كتائب حماس"، كما قالوا. ومع ذلك فإن هناك شك في أن الكيان الصهيوني سيقف عند ما تحقق حتى الآن وهو إضعاف حماس ومحاصرتها والتضييق عليها حتى بات الخلاص أمرا مركزيا بالنسبة لها، فيما هي ترى أن الضفة الغربية تدفع الثمن وهي المستهدفة أصلاـ وليس بإمكانها أن تقدم شيئا لحماس، في حين أن حزب الله اللبناني له حسابات ومنطق مختلف، كونه يواجه خطرا جديا من قوى لبنانية تعلن بشكل واضح عداءها له، كما أنه من غير المتوقع أن تقدم إيران على التدخل المباشر، أولا كونها في مرحلة انتقالية، وثانيا لأن دخولها الحرب يعني دخول أمريكا والغرب الإمبريالي لتصفية الحساب مع طهران. وإنه لمن السذاجة القول على ضوء ذلك إن حماس كانت تخوض حرب استنزاف ـ وهي المحاصرة وتعيش في الأنفاق، في حين أن ما تفقده لا يمكن تعويضه، فيما العدو لديه حلفاءه الذين يوفرون له كل ما يحتاج إليه لمواصلة حربة. ويبدو والحال هذه أن حماس أمام ممر إجباري لكن ما يمكن حماس من مواصلة اللعب، فهو يتعلق بورقة الأسري الصهاينة الذين يمثلون نقطة ضعف الكيان الصهيوني خاصة أنه لا يمكن الثقة في نواياه وصدقيته، وربما تكشف مواقف رئيس ألأركان و رئيس وزراء العدو أنه ما من صفقة كاملة إلا أذا أجبر على ذلك، لأن نوايا العدو لا تشير إلى أن الصفقة ستكتمل، عندها يكون السؤال ما الذي يدفع حماس على إبرامها ـ في وقت أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أنهم سيواصون حتى يتم إخضاع العدو وقتل قادة حركة حماس وتدمير البنى التحتية العسكرية، ولن نتوقف حتى إعادة المختطفين والمواطنين بأمان إلى بيوتهم".؟ فيما قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني إن هذه الحرب ستسمر حتى نحقق النصر ولو استغرق الأمر وقتا، مشيرا إلى أن إسرائيل ستحقق أهداف الحرب وتقضي على حماس وسنعيد كل الأسرى ولن تشكل غزة تهديدا مستقبليا وعودة سكان الغلاف والشمال. والسؤال هنا كيف يمكن التوفيق بين هذه الأهداف وما أكدته مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية بين كيان الاحتلال وحركة "حماس"، لوكالة أنباء العالم العربي AWP، الخميس 11 يوليو ، من أن هناك توافقاً على الخطوط العامة لاتفاق مرتقب بين الطرفين. وأن "معظم الملفات العالقة تم التوصل إلى نقاط تمكن الطرفين من قبول الإطار العام والبدء بتنفيذ مراحل الصفقة". وحسب المصادر فإن المرحلة المقبلة من التفاوض غير المباشر "تتمحور حول التفاصيل الفنية سواء من جهة الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين أو حول نقاط الانسحاب والتمركز الإسرائيلي في المرحلة الأولى من الصفقة ربما يكون ذلك جزءا من الضغط العسكري هدفه نفسي للتأثير على من يعيشون في الأنفاق منذ تسعة أشهر للحصول على تنازلات من المفاوض الحمساوي تحقق أهداف العملية العسكرية". لكن الملاحظ أن حماس من واقع اتفاق الإطار قد تراجعت خطوتين للخلف ـ فهل هما من أحل خطوة للأمام؟ أم أن الشرطين الذاتي والموضوعي هما من فرضا عليها ذلك؟ الأيام القليلة المقبلة ستأتينا بالإجابة..
#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الضفة.. كانت وما زالت هي المستهدفة
-
انفجار فقاعة الحريديم لن تكون آخر متاعب نتنياهو
-
اليوم التالي.. وفخ الوصايةالأجنبية
-
طوفان حماس.. مقاربات مفصولة عن الواقغ
-
طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة
-
لتطويق تقرير نافي بيلاي.. حتى لا يوصم النضال الفلسطيني بالإر
...
-
ضحايا محرقة عزة.. كثمن لوقف الحرب وليس التحرير!
-
الاجتماع العسكري العربي الصهيوني في المنامة.. أي دور؟
-
طوفان الأقصى.. بين كونه - تابو- ، وحق النقد
-
الطوفان بين حرب التحرير.. ووقف إطلاق النار
-
إدارة غزة.. بين شرعية السلطة وبندقية حماس..!
-
معبر رفح.. الغياب الفلسطيني
-
اليوم التالي للحرب.. مشروع وصاية أمريكي على غزة
-
الجنائية الدولية..الكيان الصهيوني في قفص الاتهام
-
عيد أطفال غزة .. مختلف *
-
أمريكا.. لا أقل من صفقة رهائن هذه المرة
-
بايدن ونتنياهو: معركة رفح.. نعم بشرط
-
التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية 2/2
-
التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية 2/1
-
ذهنية الفزعة.. وترتيب سلم الأولويات الكفاحية
المزيد.....
-
منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
-
-أم صوفيا-.. سلمى أبو ضيف تنجب طفلتها الأولى
-
رداً على تصريحات ترامب بشأن -تهجير- أهل غزة، دعوات إلى التظا
...
-
اللجنة المحلية للحزب في الديوانية: ندين الاعتداء على المحتجي
...
-
حادث مطار ريغان يربط موسكو وواشنطن في مباحثات إنسانية
-
غزة.. انتشال 520 جثة من تحت الأنقاض منذ وقف إطلاق النار
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير 6 بلدات في كورسك ودونيتسك وخاركوف
...
-
وقفة صامتة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب للمطالبة بالإفر
...
-
بيسكوف: التعليق على تكهنات حول -قوات كوريا الشمالية في كورسك
...
-
فنلندا.. منع طالب من زيارة محطة نووية بسبب جنسيته الروسية
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|