أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - المقاومة الإيرانية خبأت سياطها خلف مظاهرة برلين















المزيد.....

المقاومة الإيرانية خبأت سياطها خلف مظاهرة برلين


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ضرب من ضروب فنون إدارة الصراع لدى القوى الثورية أمام قوى الطغيان
منازلات طال أمدها وتعاظمت تضحياتها وتخلل الرعب أوصال الطغيان فيها بينما هو ساعٍ من أجل السلطان مسخراً كل قدرات البلاد المالية والعسكرية والأمنية في سبيل ذلك، والطرف الآخر في المنازلة يرحب بالموت حتى أخر حُرٍ حيٍ لديه شرط أن يمرغ أنف الطاغوت في الوحل، وهذا جانبٌ من جوانب الوصف الذي يمكن إطلاقه على النظام وتسخيره للمال العام في قمع الشعب وقتل وقمع خصوم الرأي، والسعي إلى الإبادة الكلية للمقاومة الإيرانية بعد مجازر الإبادة الجماعية التي قام ويقوم بها بحق منظمة مجاهدي خلق ووحدات المقاومة التابعة لها، وبحق أنصارها وفئات الشعب المنتفضة مطالبة بإسقاط نظام الملالي؛ عقودٌ ضحى فيها الشعب الإيراني ومقاومته بعشرات الآلاف من الشهداء ولم يكترثوا ولا زالوا مستعدين لما هو أكبر من ذلك رغم ما يحيط بهم من مؤامرات وحصار وقيود لا تنتهي من قبل الملالي وحلفائهم تيار المهادنة والاسترضاء المتنفذ في النظام العالمي.
قرابة مئةُ عامِ من الجحيم في إيران والتسلط على المنطقة منها ستون عاماً من الصراع المباشر لمنظمة مجاهدي خلق وحركة المقاومة الإيرانية بدأت مع دكتاتورية الشاه شرطي المنطقة السابق حتى أسقطته واستمرت إلى اليوم مع دكتاتورية وطغيان فرقة الولي الفقيه؛ ستون عاماً دارت فيها رحى طحن الأرواح والعظام وكذلك المنازلات السياسية والقانونية على مختلف الجبهات، وكانت الأربعة عقود ونصف الأخيرة والقائمة من هذه المعارك ولا تزال حامية الوطيس ولن تنتهي؛ إنها معركة الكرامة والوجود التي لا تزال رحاها قائمة بين منظمة مجاهدي خلق ونظام الملالي وحمى وطيسها بعد تصعيد وحدات المقاومة الإيرانية في الداخل ضد النظام وكافة أجهزته القمعية.
بعد استشعاره خطر السقوط والزوال سعى نظام الملالي إلى إبادة منظمة مجاهدي خلق في إيران وفي أشرف وليبرتي بالعراق وتشويه المقاومة الإيرانية ومساعيه للقضاء عليها وقتل قادتها وحلفائها في أوروبا، ومن ضمن تلك المحاولات كانت محاولة الدبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي وأعوانه تفجير مؤتمر تجمع المقاومة السنوي العالمي عام 2018 بقنبلة إبادية نوعية لولا يقظة عناصر الأمن لأبادت هذه القنبلة عشرات الآلاف من قيادة المقاومة والشخصيات العالمية والنساء والأطفال المشاركين حضوريا في ذلك العام، وأُدين هذا الدبلوماسي الإيراني من قبل القضاء البلجيكي وحُكِم عليه بالسجن عشرون عاماً لكنه عاد إلى إيران بصفقة تبادلٍ مشينة، ومثل هذه الصفقات كثير.
في إطار ردود أفعال المقاومة الإيرانية على جرائم النظام واستهدافه الهادئ العميق لأكبر مؤسسات النظام الإيراني كرئاسة الجمهورية والإذاعة والتليفزيون وبلدية طهران ومؤسسات أخرى عديدة الأمر الذي أهان النظام وكسر هيبته وشوكته في الداخل والخارج وصلت ردود أفعال النظام إلى شراء الذمم وحبك المؤامرات بالمال كما حدث العام الماضي من صفقات سرية في مثل هذا التوقيت، وكذلك صفقات مشابهة هذا العام بعد التفاهمات (الغربية) المريبة مع الملالي، كان ولابد أن تتوقع المقاومة الإيرانية ومنظمتها الرئيسية مجاهدي خلق حدوث إجراءات قمعية تعسفية بحقها ما جعلها تغير أماكن إنعقاد قمتها السنوية وتحتاط لذلك، وتجعل من هذه القمة السنوية حدثاً عالميا متعدد الفعاليات فعاليات تؤازر الأخرى وتدافع في حال أصاب أحدها سوءا؛ فكانت تظاهرة برلين المهيبة في حجمها وشكلها وتنظيمها ومشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص فيها في ذلك الحر اللاهب، وثقل ضيوفها وتنوع فعالياتها، وقد كان الحدث كبيراً ونوعياً فكراً وإدارة وتحدياً.. كانت تكتيكاً سياسياً يفوق التوقع وكأن المقاومة الإيرانية قد خبأت سياطها في طيات هذه التظاهرة المهيبة فإن مس التجمع في باريس سوءاً مدبراً فضحته التظاهرة وأنزلت على الفاعل ومن ورائه اللعنات خاصة وأن جميع من شاركوا في التظاهرة من الملمين بقبح وتردي تيار المهادنة ومدى استسلامه للملالي ولن تستطيع المقاومة الإيرانية ولا منظمة مجاهدي خلق السيطرة على مشاعر وردود أفعال المشاركين في التظاهرة الذين تكبدوا عناءً ومشقةً كبيرين وجاءوا من شتى أصقاع العالم في سبيل نصرة قضيتهم العادلة.. ويبدو أن الغرب كان ملتفتً لوجود هذه السياط التي ستنزل على بدنه المعنوي الحصين فتُحِط من قدره وتكشف سوءاته.
تهالك نظام الملالي الطاغوتي وتصدعت جدران ولايته وأصابه الهرِم وبات يلعب على المكشوف مستخدما سياسة العصى والجزرة خاصة بعدما تمكن من الهيمنة على المنطقة العربية بعد أن أسقط الغرب مؤسسة الدولة بالعراق وسلمه له كي يعيد رسم الحياة فيها كيف يشاء ويستخدم مقدرات العراق المالية كيف يشاء بعد أن أصبح العراق ولاية تابعة له، وكذلك سوريا ولبنان، ووقوع اليمن رهينة بيديه، وفلسطين كرة يتقاذفها يميناً ويساراً مع الغرب وأدواتهم عابثين بعقول البعض من بسطاء العرب، والمهم أن تبقى فلسطين بعيدة عن الحلول والنجاة، واليوم يتعامل بمليارات الدولارات سواء التي استلمها من الإدارة الأمريكية أو تلك التي ينهبها من خزينة إيران والعراق ليدعم بها ميليشياته العاملة بالوكالة وليساوم بها تيار المهادنة والاسترضاء العالمي كوسيلة من وسائل المساومة إلى جانب صفقات الرهائن وعقود الشركات والهبات وغيرها من سبل المساومة والابتزاز، وفي ظل تغول الصين وشركاتها بالمنطقة سيكون تيار المهادنة والاسترضاء الغربي أكثر استجابة لمنطق العصى والجزرة الذي يستخدمه الملالي اليوم في حالة هذيانهم وهم في الرمق الأخير من حياتهم السياسية حتى باتوا يستبقون التصريح بما بينهم وبين الغرب حتى يضعونهم أمام فرائض الأمر الواقع، ومن أبرز تصريحات الملالي وأبواقهم المثيرة قولهم (لقد أخضعنا قوى الاستكبار لمطالبنا وإرادتنا) وتلك تصريحات لها أساس من الصحة فالصفقات قائمة على قدم وساق من بلجيكا إلى السويد إلى فرنسا وألبانيا والشرق الأوسط ورهائن أمريكان وفرنسيين وملفات سياسية وأمنية ولم يعد فيها ما هو خفي ومستتر في عالمٍ لم يعد يكترث بالفضائح.
قد يكون له العذر في سلوكه من كان في حال وظروف نظام الملالي يحتضر وتحتضر شخوصه وقد أفلس حتى من الآمال ولم يعد له سوى صيغة المساومة والابتزاز بعد معاداة العرب وهدمِ دولهم وتشريد شعوبهم ونهب أموالِهم ومكن منهم أعدائهم ليستنزفوا مقدراتهم ويسلبون إرادتهم ويفقدونهم خياراتهم.. لكنهم أي الملالي لم يكونوا يعلموا أن الدهر يومان يومٌ لهم ويومٌ عليهم، ولم يحسبوا حساب يوم تدور عليهم فيه الدوائر كيوم شيخوختهم هذه كما دارت على نظام الشاه في يوم انهياره وشيخوخة نظامه، وشعبهم ومعارضيهم على وشك الاحتفال بزوالهم وإقامة العدل فيهم.
نصر الحق وإن طال انتظاره حاصلُ، والشر وإن تعاظمت مكائده مدحورُ، والشعب الذي أراح المنطقة من نظام الشاه هو كفيل بإزاحة الملالي وما خلفوه من على وجه الأرض وطي صفحة الآلام التي كُتِبت على يد الملالي ووليهم الفقيه.. هكذا قال تجمع المقاومة الإيرانية السنوي العالمي وهكذا قالته تظاهرة برلين التي حملت مضامين دقيقة، وقالها أحرار العالم المتضامنين مع المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني في محنتهم ومطالبهم.
د. محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزاءٌ يطول في بيت خامنئي، والمقاومة الإيرانية تصنع النصر
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (63) ما قبل الأخيرة...
- الأردن؛ وإرهاب النظام الإيراني أزمةٌ لها جذور
- نهج عنصري يعصف بأرواح الإيرانيين و 16 حالة إعدام بحق أهل الس ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (62) الملالي لا يعترفون ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (61) ماذا لو أن منظمة ا ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (60) منحة أمريكية جديدة ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح 59 (59) طامة كبرى ما بي ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (58) هل يتوافق الكهنة ف ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (57) العد التنازلي والم ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (56) وتتوالى سرقات كهنة ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (55) محادثاتٌ سرية!! تُ ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (54) افتضاح مسرحية الإص ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح 53 (53) انتخابات مجالس ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (52) أحزاب كهنة ولاية ا ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (51) كهنة ولاية الفقيه ...
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (50)
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (49)
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (48)
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (47)


المزيد.....




- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ماما جابت بيبي..أضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...
- تفاعل مع استقبال رئيس الإمارات لشيخ الأزهر (فيديو)


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - المقاومة الإيرانية خبأت سياطها خلف مظاهرة برلين