أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق العيسى - فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت














المزيد.....

فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1766 - 2006 / 12 / 16 - 10:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


(فِدوا) لعيونك أطوار...(. فِدوا) لدم الأنثى النازف على شاشات التلفاز وفي ليل الصحراء، كم هي موحشة هذي الصحراء، موحشة وقاسية، صحراء العرب وصحراء الروح المعتمة أقسى وأوحش.
(فِدوا) لعيونك، ( فِدوا)لخصلات الشعر المتلعثمة من تحت حجاب، آه لو أن عروبتنا من غير حجاب، آه لو يشهر سيفه( علي) من غير حجاب، صدقيني لكان النصر من غير حساب.
يقول الراوي يا أطوار، إن الكيد عظيم... قد يصدق الراوي... أحيانا، وفي الغالب تكذب الرواية، وقد تنهار بنيتها وتموت شخوصها، فكيد السلطان أعظم، ويد الصولجان أظلم أظلم من ظلم الصحراء وأظلم من ظلم ذوي القربى.
أتعلمين لست مقتنعا بان امريء القيس قد صنع الشعر في ذلك القفر، فلولا الحواضر ولولا عيون الصبايا ورحيق الزهر ما كتب شاعرنا الشعر، فالصحراء يا أطوار لا تنتج أدبا، تنتج نفطا... تنتج جهلا... تنتج قتلة، وقاتلك استأجر سيفه من تلك الصحراء وشحذه بحكايا داحس والغبراء.
كان ذكيا لم يتبع خيط الدم كعادة القتلة المحترفين ولكنه اشتم الرائحة، تبعها، فللأنثى رائحة الورد، وللأنثى رائحة تغري بالقتل.
اسمعي ما رأيك أن ندون الحكاية ؟؟؟ حسنا... سأحاول ترتيب القصة وأفكاري، سأسردها من البداية وإذا أخطأت فصححيني، فأنا وبرغم كل ما أدعيه من ثقافة ما زلت أجهل أبجدية العشق وأنا وبرغم ما أدعيه ما زلت أتلعثم بقصص الحب الممزوجة بالدم الشهد.
تبدأ القصة من قلب الصحراء، في القرن الثالث للهجرة، حين امتلأت أسواق البصرة بالزنج، امتلأت قلوب الزنج (بالسبخ) وطين الأرض، في تلك الأيام صادر السلطان وعسكر الترك أحلام الزنج، منعوا الوردة أن تخلق، يا الله ما أقسى الدنيا بلا ورد... ما أتعس قلب الإنسان بلا وردة تقبل عينيه صباحا، لكن الورد يا أطوار لا ينبت بفرمان ولا يموت بفرمان، فالورود كالأنبياء تنمو وتزهر تجمع عاشقين تخلق شاعرا بلا فرمان ولا عسكر ولا سلطان
الوردة شاعرة، تنظم شعرها على استحياء، في ليلة ما اخترق شعر الوردة أسوار القصر، امتزج برائحة العرق ولون الدم النازف من أجساد الزنج، نزل عليهم كنحلة عشق، ومثل بكاء الناي انتشرت في الليل فكرة، جمعت كل زنوج البصرة، فكرة ووردة وسيف رفعوا الدم قربانا وانتفضوا.
أصل الحكاية جارية، ألقت في قلب عبد وردة فأحال الفأس سيفا، وأصل الحكاية جارية أضاءت في ليل المدينة قمرا، فتحسس عرشه السلطان.
أأطلت عليك الحكاية؟؟ هي ذات القصة تتكرر والقاتل ذات القاتل والضحية واحدة.

في زمن يشتعل بعود ثقاب وتحترق فيه الروح كعود ثقاب ، يمسي الوطن جسرا للعابرين ،و يصير وجودك ترفا وزوايا عينيك متاعا ، حين يكون ( الشرف الرفيع) أضيق من سم إبرة، وتصبحين كما الوطن للعابثين مشاعا
، في زمن تغتالنا أيدينا تصبحين يا أطوار مطاردة بتهمة الأنوثة، يصير صوتك استفزازا وكلماتك خطا أحمر، في زمن أبطاله جناة يصير القضاء على الوردة الشاعرة دينا، أتعلمين ما الذي حصل؟؟؟ دعيني أخمن، شخص ما رجع إلى داره ليلا ، فدوى انفجار ، وفي الصباح رآك تتنقلين مثل قصيدة الرثاء بين الضحايا فأدرك جريمته، ( فأوحى ) إليه ( وحي)- يسميه البعض ( بالوحي الأبيض) ،(أوحى) إليه بإسكات الشاهدة الوحيدة ، الشاهدة الشاعرة الأنثى ،ثلاث تهم عقوبتها القتل ، تهم ثلاث لو غض الطرف عنها ما كانت أيامنا كلها ( كربلاء) ، غياب الشاهدة في زمن الحرب يرضي الروح الشبقة، وأصحاب الضمائر والمشاعر المعلبة أيضا ، فتارة كان قاتلك شيخا معمما وتارة أخرى جنرالا يتباهى بنجوم كتفيه وأخرى دبلوماسيا أنيقا ،جمعهم صوت الوحي الأبيض وشهوة القتل ، سال الدم ، أهزوجة عراقية حزينة ، حفظتها زهور العراق ، زرعها الزنج على ضفاف دجلة ، قمرا يهدي التائهين في ليل الصحراء ويشير إلى القتلة ، سال الدم أهزوجة من عيني أم ، تذكرها أبنائها الذين مضوا دون ما قبلة وداع ،وسال الدم خطابا ، ألقاه الوحي الأبيض بأن العالم الآن أصبح ( بيضاويا) وأكثر أمنا والمستقبل سيكون أفضل ، وسال الدم قصيدة رددها المحرومون أمام الوحي الأبيض، "فدوا العراق عراق كل الأعراق "

* فدوا كلمة عراقية بمعنى الفداء.



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية المخرج الفلسطيني يعقوب اس ...
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية الظل للمخرج الفلسطيني يعق ...
- لقاء مع الفنان الفلسطيني رأفت لافي
- هي محاولة
- حوار مع الروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض
- أسرار العشق
- أن تكون فلسطينيا
- ثورة الجياع أم سقوط الثورة؟!
- محمد البكري شخصية استشراقية
- حوار مع المخرج الفلسطيني يحيى بركات
- حوار مع الكاتب الفلسطيني حسن عبدالله
- لقاء صحفي - بيروقراطية السلطة تعيق عمل رابطة المسرحيين وتستن ...
- الانتظار
- بلاد البحر لا بحر فيها ولا نهر - قراءة في رواية بلاد البحر ل ...
- دعوة للعرس
- حوار مع زياد خداش :اوسلو قادتني الى حواسي
- على صعيد الاصلاح لا المزاح!!!!


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق العيسى - فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت