أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الى صديقي .. علي حسن كريم














المزيد.....

الى صديقي .. علي حسن كريم


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


لا تبتأس يا صديقي من هذه الحياة .. كلنا نشرب همومنا وقيحنا من إناء واحد .. ونظل نلعق جراحنا تارة وننكها أخرى كي لا ننسى ما خلفه الزمان .. نضحك بألم .. ما دام حزننا رفيقنا الدائم .. والابتسامة فينا اصبحت ترفا لا نقدر على اقتنائها . لاتشعر بامتعاض حين تجد البشر غير البشر .. فقد صدأت ذاكرتنا ولم نعد نتخيل كيف كان شكل البشر .. والإنسانية طوطم اخترعه البشر.. أمامنا طريقان لاثالث لهما .. أما أن نركع للتفاهة كي نعيش ونقلب أيامنا دون ألم .. او يلفنا النسيان في حضرة مايسمى بالبشر . نبتعد كي لانزيد جراحا إلى جراحنا المثخنة بأوجاع الماضي والخوف من مستقبل الأيام .. احلم دائما بعالم مثالي وحين استيقظ من نومي أرى مخلفات التفاهة وقد احدثت فوضى سريالية على فراشي منذ ليلة امس .. قشورا من ضحكات سمجة وعهرا من الكلمات وامنيات مؤجلة وتخيلات جنسية . ودماء جرح قديم سقط سهوا من ذاكرة الماضي . كأنه وشم من معارك خيالية . لم نعتد على الحقائق ياصديقي .. نعيش على تصديق الخرافات التي رسموها لنا في عقولنا . كي نواكب السائرين في دروبهم الموحلة والمظلمة .. ماعاد لأمجاد الماضي من وجود .. فالمجد اصبح كذبة لديهم .. والأصالة خدعة . وكل شيء غير ثابت تغرقه التفاهة في رمالها المتحركة .. فهم يعيشون عصر البربرية .. حيث الكذب فهلوة .. والخيانة ذكاء .. والفقر عيب ونكرة كما فعلوها مع الآخرين يتبجحون بمكاسب صغيرة جاءت من غيرهم وجل جهدهم أنهم وضعوا اسماءهم عليها .. يبكيني حزنك الطويل أيها الصديق .. ابتسامتك التي اخترتها وشكلتها آلاف المرات أمام المرآة كي ترضي تلك الكائنات التي تحاول أن تسحبك إلى عالمها وتقيم عليك طقوسها الوثنية . لأخراج آخر نقطة طهارة من قلبك .. لتبعدك عن حقيقة الوجود . عن معنى أنك حي ترزق وتعيش مثل البشر . تقنعك تلك الكائنات انهم وحدهم مقياس لكل ما هو موجود . وقد تصدق كذبتهم . لا يا صديقي فهم كذبة هذا الزمان .ومسخ لتاريخ عفن ببطولات هوائية لاتجري سوى في مخيلتهم المريضة . حينها تدرك معنى أن تكون مختلفا لا تقبل التزوير ولاحتى استنساخ من قوالبهم المتهرئة بسبب النجاسة والوساخة والادران .. لاتركن إلى اشباه الرجال .. فهم حين يتكلمون بكلام الفرسان إنما هي صورة احسنوا التهريج بها . وداوموا على التصديق بها . لايشكل امثالنا لهم ثقلا فكريا وعلميا واخلاقيا .. فتلك الصفات لم توجد في قواميسهم لأنهم جاءوا بطفرة جينات مشوهة من الزمان وولغوا بالضحالة والقذارة .. قم أيها الكبير بوزنك الحقيقي واعلمهم انك عملاق . سوف تلاحظهم كالجرذان يختبؤون بجحورهم حين ينكشف الغطاء . قم ولاتيأس فزمننا لم ولن يعيشوا مثله .نحن الفرسان .. وهم مجرد اقزام . نزعة اليأس التي تنتابك كلحظة جنون لترد على الكلام بكلام وتقول .. " لا يارفيقي دعهم يسحبوني إلى القعر، فلقد اكتشفت أن حوارا سخيف أسمى من كل كتب الفلسفة، وأن نكتة بائسة خير من كل روايات ونظريات العالم، دعني اهترئ بصمت، لاتعيدني إلى صحوتي، مللت التفكير، مللت كل شيء فقط أعطني وسادة وابتسامة مزيفة ودعني أموت بهدوء، هل ينطق الأموات ؟ دعني فلقد عرفت مصيري منذ أن ولدت ." انهم جعلوك شبه ميت وحسبوك مثل الاموات . اين ذلك العقل المنير بالافكار ؟!! اين فكرة التغيير لهذا الزمان ؟ فقد ادخرت عقلا يوزن البلدان . وهزمك مسخ لايفقه معنى الحياة . ولا حتى يعرف أن يسطر كلاما . وحصر معنى والوجود والحياة بين افخاذ النساء. انهم يتبجحون بإنجازاتهم الهزيلة . ولكن في حقيقتهم يحتمون بظلك الوهاج .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل العراق في الابداع يعاني الاهمال
- اِلا اَنتِ ..
- قانون الاضافة البسيطة
- وردة من البستان
- اغنية عاشق
- تهجير
- فاتورة الزمان
- ورقة التوت الاخيرة
- أفق خيال جامح
- جنون الخيال
- قارورة عطر
- ميدوزا
- اتركي لي جنوني وارحلي
- وجع القلوب
- خطوة نحو دائرة اليأس
- لحظة تجلي
- ابواب
- هي .. في لجة الزمن الضائع
- روح اللقاء في لقاء الارواح .. قراءة نقدية
- حوار الصمت


المزيد.....




- أديل تخطط لـ-استراحة كبيرة- من الموسيقى: -خزانتي فارغة تمامً ...
- وفاة فنان مصري شهير بعد صراع مع المرض
- جامعة كوفنتري تمنح الفنان ضياء العزاوي الدكتوراه الفخرية 
- بعد مشادة عنيفة.. وفاة الممثل المصري تامر ضيائي في مستشفى لع ...
- فنان مصري: ندمت على ارتداء قميص نوم في مسلسل بطله محمد رمضان ...
- بعد -مشاجرة وصفعة-.. وفاة الممثل المصري تامر ضيائي أمام مستش ...
- جبّانة طيبة القديمة.. مستودع أسرار الحياة اليومية لقدماء الم ...
- بعد 6 سنوات من وفاة زوجته.. رحيل سيناريست مصري شهير بأزمة قل ...
- بعد -فيلم نتفليكس المرعب- عمدة باريس تسبح لتبديد الخوف
- أسبوع النشر بموسكو يستقطب اهتمام كتاب وناشرين مصريين (فيديو) ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الى صديقي .. علي حسن كريم