محمد عبد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 19:58
المحور:
المجتمع المدني
ردّة فعل الجموع الحاضرة، في الصحن الحسينيّ المطهّر، ليلة الاحتفاء بشهر محرّم الحرام، تجاه (الشكر والتقدير) الذي وجّهه أحد الخطباء إلى الحكومة ومجلس النواب.. ردّة الفعل الرافضة هذه تؤشر تطوّرًا في فهم القضية الحسينيّة.. يخرجها من بعدها العاطفي، الذي يحاول كثيرون حصرها فيه، إلى بعدها السياسي بصفتها ثورة طالبت بالإصلاح كما وصفها صاحبها وقائدها.
وهنا أودّ تأشير أمرين:
الأول: أن السلطة ستعتبر ذلك تطوّرًا، غير مرغوب فيه، في الوعي الجمعي. وستعمل، وفق آلياتها وأدواتها، إلى إعادة إبقاء القضية ضمن بعدها العاطفي الآمن، بالنسبة لها.. خصوصًا إذا ثبت لها أنّ ما جرى لم يكن عفويًا.
الثاني: أنّ توجيه الشكر إلى الحكومة ومجلس النواب جاء من على منبر يمثّل المرجعية الدينية العليا، وبحضور ممثّلها في مدينة كربلاء. وهي ذاتها المسؤولة عن العتبة الحسينيّة.. الجهة المنظمة للإحتفال. ومن على هذا المنبر ذاته.. قالت المرجعية العليا، وعلى لسان ممثّلها، أنّ أصواتها قد بحّت وهي تطالب بإصلاح لم يتحقق منه شيء.
أدرك تمامًا أنّ المرجعية العليا غير معنية بهذه الإشادة. ولا أنّ ما حصل كان بعلمها وموافقتها. ومن بعض ما يمكننا قوله، وهو كثير، أنّ ذلك يساهم بقصدٍ، أو بدونه، في تشويه دور المرجعية الدينية، سماحة السيّد السيستاني تحديدًا، والإيهام بأنها تعيش في وادٍ.. والشعب في وادٍ آخر. ويندرج ذلك ضمن الحملة التي تعرّض ويتعرّض لها سماحته بعد فتوى الجهاد الكفائي التي منعتْ خطوة، أريد لها أنْ تكون متقدمة، في مشروع ما سُمّي في حينه: الشرق الأوسط الجديد.
#محمد_عبد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟