أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5















المزيد.....

لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماقد عرف على انه "الحداثة" وتكرس بهذه الصيغة على يد الغرب الاوربي بعد انبجاس الاله هناك، هو بالاحرى وتحديدا، "الحداثوية اليدوية"، وهي مرحله واشتراطات لاعلاقة لها ولاتمت بصلة لما مقصود من "حداثة آلية"، الغرب الاوربي غير مؤهل للتعرف عليها وان يكن قد عرف قبل غيره الالة ومفعولها الابتدائي، ويبقى الافظع لهذه الجهه ليس القصورية الايهاميه الغربية بهذا الخصوص، فالقبول بخطاب الغرب الانف الذكر ناهيك عن التماهي معه، يبقى الافظع الذي عم العالم في حينه، وبالاخص وتحديدا، في الموقع المؤهل والمهيأ من دون غيره لان يعدل بحكم كينونته ومكانه المجتمعي التاريخي، ونمطيته، النظر للحظة التاريخيه الحاصلة، ومنطواها الفعلي.
ومع وصول الغرب لارض مابين النهرين، ولدت حالة اصطراع كوني نمطي بين الارضوية الالية، واللاارضوية التاريخيه، حلت مكان الازدواجية التقليدية الاصطراعية بصيغتها المحلوية كما وجدت متبلورة في الدورتين التاريخيتين في ارض مابين النهرين، الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، فمع بداية العشرينات من القرن الماضي، وجد الانكليز وقد احتلوا العراق عسكريا، ان لاوسيلة امامهم الا الرضوخ لاشتراطات تاريخ وبنية المكان، فاعتمدوا نفس اسس البرانيه التي كانت وقتها ومنذ الانهيار العباسي ودخول هولاكو العاصمة الامبراطورية بغداد، ليبدا زمن امتد من 1253 حتى الاحتلال الانكليزي عام 1917 هو سلسلة من تعاقب السلالات والدول واشباه الامبراطوريات الشرقية اليدوية، تتعاقب على الاستقرارفي بغداد عاصمة الامبراطورية المنهارة كنوع من الاحتلال الرمزي الذي لايتعدى العاصمة، مقابل عراق اللاارضوية في ارض السواد، المستقل بدون اعلان كياني وبالاخص منذ القرن السادس عشر مع تبلور" اتحاد قبائل المنتفك" في ارض سومر التاريخيه، وماتبعه بعد الفترة القبلية من الانتقال الى الطور " الانتظاري" لدولة اللادولة المدينيه النجفية.
وسواء بما خص الفترة الاولى القبلية، او الثانيه الانتظارية فان ماكان حاصلا وقتها هو الاصطراعية الازدواجية اليدوية المقابلة من الاسفل، لنوع ونمطية التتابعية البرانيه، الامر الذي تغير وانقلب مع الطور الحالي الغربي من الحضور الاحتلالي البراني بنوعه الالي التوهمي، مقابل حال اللانطقية والقصورية التاريخيه الادراكية الغالبه على طرفي الاصطراع المستجد. ولان ضرورة عبور القصورية الادراكية كانت مستمرة كحاجة فلقد ظل الوعي بالحقيقة الاصطراعية ومترتباتها، وما يفترض ان ينجم عنها، خارج التداول، الامر الذي ادى الى استمرارغلبة التوهمية الارضوية الغربيه ومدعياتها المتعلقة بالالة و الانقلاب الالي، وهو ماقد تجلى بصورة فاصلة في موقف ورؤية الغرب المجتمعية، فلم تتسن وماتزال، امكانيه ازاحة النقاب عن الحقيقة المجتمعية التاريخيه، ومن ثم ماينجم عنها ويترتب عليها، وتحديدا بما خص الازدواج المجتمعي الارضوي اللاارضوي الذي كلما طال امد عدم التعرف عليه كلما كرس ذلك القصورية العقلية الادراكية ازاء الظاهرة المجتمعية ودينامياتها ككل.
والمسالة الاهم التي تحضر هنا من ضمن الايهاميات الغربية، ظاهرة القول بالقومية / الوطنيه الكيانيه، على اعتبارها التجسد الاعلى للتنظيم المجتمعي مع الاله، الامر المجافي للحقيقة جملة وتفصيلا، فالالة هي لحظة تجاوز القومية والوطنيه، والجزيرة المعزوله وسط البحار بريطانيا ماكانت لتكون ماقد صارت عليه ابان الطور الالي، لو انها كانت قد تجسدت وطنيا لا كامبراطورية لاتغيب عن ممالكها الشمس، واذن فان الاله هي حال مافوق وطني، وخاصيته الرئيسية المشار اليها هي احد اهم مظاهر اضطرابه وعدم استقراره مع مايشيعه لهذه الجهه عالميا امبرياليا وهيمنة، كما تنافسا واصطراعا بين "الامبراطوريات" ومافوق الوطنيات، والممارسة التكميليه "للوهم" القومي المشار اليه، تظهر استعماريا عن طريق السعي لاسقاطها على الكيانات المستعمرة التي لم تعرف الانقلاب الالي، وماتزال محكومه لاشتراطات اليدوية، وهو مايتحول في التطبيق كممارسة في موضع الازدواج المجتمعي والكيانيه الاصطراعية الارضوية اللاارضوية كمثال، الى نهج افنائي فاقد للقاعدة او للخلفية التي تدعم وجوده واستمراره، فتجعله في حالة ضعف في التطبيق وخلال الاصطراعية الناشبه.
والاشكال لهذه الجهه ياتي بالدرجة الاولى من تصديق الايهام البراني وموضوعاته المتناقضه مع حقيقته، وبالذات من قبل ابناء البلاد المحتله، لولا ان الاشتراطات الموضوعيه الحالة على العالم منطوية كينونه على ما هو سائر الى انهاء الارضوية الكيانيه، بمعنى حلول طور اللاكيانيه المجتمعية واللاوطنيه القومية، مع انبثاق الالة، بعكس مايجري الترويج له والسعي لتكريسه.ما يكون وقتها عاملا معززا لقوة حضور وفعالية النمطية الاخرى وان تكن ماتزال "غير ناطقة"، ومقابل مساعي الافناء يتزايد حضور النمطية التاريخيه، وتحضر بصفتها البنيوية "عمليا"، وان يكن من دون نطقية لدرجة اكتساب اللاارضوية القدرة على الحضور الاستبدالي، مستعيرة ان لم تكن مستلبة من الغرب، مايعتبره سلاحه الامضى، وبدل القبلية التشكلية العراقية الحديثة الاولى والانتظارية الثانيه يحل على حركة التشكل الصاعدة بظل البرانيه الالية، طور" الشيوعية اللاارضوية" وتلك ظاهرة استثناء لم يسبق ان لوحظت او جرى الاقتراب منها ومن الياتها ومترتبات ولادتها، وسيرورتها الحديثة.
وفي ارض كوراجينا وحمدان قرمط، ارض المشاعية المساواتيه التاريخية الحية، ولدت بعد تجارب فاشلة في العاصمه المنهارة، وموضع البرانيه التاريخي، في ارض سومر من جديد وفي موضع انبثاق "اتحاد قبائل المنتفك" حزب شيوعي ارضوي مافوق ماركسي لينيني، استمر من الثلاثينات حتى ثورة 14 تموز 1958 بصفته الاطار القيادي للتشكلية العراقية الحديثة تحت طائلة الطور البراني الالي الحديث، الامر الذي لايمت للماركسية او اللينينيه بصلة عمليا، ففي موضع اللاارضوية اليوم وتحت اشتراطات التصارعية مع البرانيه الالية تتجلى التعبيرية اللاارضوية، صيغة استبدال وحيازه لمنتج الالية الاقرب لاداء مهمة قيادة عملية الاصطراع مع البرانيه، بتحولها الى مضاد لوجهها البراني التوهمي استنادا لنتاج المكان وتاريخيه وكينونته التشاركية اللااارضوية، لنجد انفسنا امام ضرورة ذات خاصيات كبرى استثنائية، معها يتوجب تحول الوعي البشري للحظة التاريخيه الانقلابيه الالية، بماهي حالة انتقال من "اليدوية" الى " العقلية"، خلافا لما يسعى الغرب لتسييده قصورا وتوهما عن الانتقال من "اليدوية" الى "الاليه"، الامر المخالف كليا للحقيقة التاريخيه ومساراتها، وللكائن البشري وتصيره الانقلابي من "الانسايوان" الى "الانسان" ومن سكان الكوكب الارضي المؤقت، الى قوة مندغمه بالكون اللامرئي، وهو مايوجب، وما يضعنا امام اكبر الثورات الاعقالية فوق الجسدية في التاريخ.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفة-/4
- لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفه-/3
- لزوم طي صفحة- الحداثوية الزائفة-/2
- لزوم طي صفحة -النهضوية الزائفة-/1
- على القوى الايديلوجيه ان تعلن هزيمتها/2
- لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/*2
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1
- اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
- اللاعراق واللاعالم / ملحق1
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
- تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1
- امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5
- ماركس والعودة على بدء؟
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبة/4
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/3


المزيد.....




- مكتب التحقيقات الفيدرالي يكشف تفاصيل جديدة عن مطلق النار على ...
- حزم مساعدات أمريكية ألمانية لأوكرانيا
- مفتي روسيا يمنح وزيرا مصريا وسام الفخر (صورة)
- تونس.. فتح باب الترشح للرئاسيات
- الألعاب الأولمبية.. المسؤولون يعتذرون عن أي شعور بالإساءة بع ...
- بين هجر وتقارب، كيف بدت علاقة أردوغان بإسرائيل؟
- من أعلى تلة قريبة.. آلاف يحتشدون خارج حفل تايلور سويفت في مي ...
- الحكومة الألمانية تعارض تطبيع العلاقات مع النظام السوري
- -كلنا مقاطعون-.. الصدر يدعو لمقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائي ...
- حزب المحافظين البريطاني يعلن أسماء 6 متنافسين على منصب رئيسه ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5