|
الاختناقات المرورية أزمة تنتظر الحلول
حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 08:10
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
الاختناق المروري يشير الى الكثافة والضغط الذي تسببه تكدس السيارات بأعداد كبيرة على الطرق والشوارع، مما يؤدي إلى تباطؤ حركة المرور أو توقفها بالكامل. يحدث الزخم المروري عادة في أوقات الذروة، مثل ساعات الصباح والمساء، عندما يحاول العديد من الناس الانتقال إلى العمل أو العودة منه. يمكن أن تتسبب الاختناقات المرورية في تأخير كبير في الوصول إلى الوجهات المقصودة، وزيادة استهلاك الوقود، وتلوث الهواء، وحجم المركبات في الشوارع مساهم في الزخم بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية للسائقين والركاب.
إذ يُعتبر تلوّث الهواء خطر جدا بسبب انبعاث بعض الغازات الضارة من دخان السيارات والحافلات والقطارات والمصانع، ومن الأمثلة على هذه الغازات غاز ثاني أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون، وأكسيد النتروجين، حيث يؤدي ذلك إلى الإصابة بأمراض خطيرة جداً تؤثرعلى الجهاز التنفسي للإنسان، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية قال مدير قسم مراقبة وتقييم نوعية الهواء والضوضاء في وزارة البيئة، علي جابر لفتة، لوكالة الأنباء العراقية (واع):
" إن انبعاثات عوادم المركبات تشكل نسبة أكثر من 60 بالمئة من مجموع الانبعاثات الملوثة للهواء في بغداد، حيث تتكون من الملوثات الغازية والدقائقية الناتجة عن محركات الاحتراق الداخلي العاملة بالبنزين والكازاويل، كما ان تلك الانبعاثات تزداد خطورتها على الصحة العامة بسبب انبعاثات أكاسيد الكاربون والنتروجين والكبريت المسببة لمختلف الأمراض التنفسية، إضافة إلى التأثير المسرطن للملوثات الهيدروكاربونية المتطايرة والجسيمات ذات الحجم المتناهي في الصغر (اقل من 2.5 مايكرون)". وأضاف، أن "التأثير التراكمي يتفاقم بسبب التزايد غير المنطقي لإعداد المركبات، حيث توجد أكثر من 3 ملايين مركبة في بغداد، مما يتطلب إجراءات حقيقية وإرادة مجتمعية وحكومية للمعالجة، من خلال وضع سقف لأعداد المركبات بما يناسب الطاقة الاستيعابية للطرق، وكذلك إنشاء منظومة حديثة للنقل الجماعي تعتمد على الطاقات المتجددة، وتجسد مفاهيم التنمية المستدامة والمدن الذكية بكل تفاصيلها المعتمدة على تقنيات الإدارة الرقمية وأنظمة المرور وترشيد الطاقة الذكية". يجب تفعيل إجراءات مديرية المرور العامة وفحص العادم ومحاسبة المركبات المسببة للانبعاثات التي تتجاوز المحددات المعتمدة.
تشهد الطرق زحامات خانقة، ولاسيما في العاصمة بغداد ومراكز المدن الاخرى، رغم الوعود الحكومية بانشاء طرق جديدة وأنفاق وجسور وتوسعة الطرق القديمة، لحل مشكلة الزحامات المرورية. وفي بيان للمديرية المرور العامة في العراق حيث اعلنت، وجود 4 ملايين سيارة داخل العاصمة العراقية فقط، عدا مدن المحافظات الأخرى، تتسبب باختناقات مرورية كبيرة، مؤكدة تقديم مقترح وخطط للتخلّص منها، وتخفيف حركة السير داخل المدينة. ووفقاً لمدير العلاقات والإعلام في المديرية العميد زياد القيسي، فإنّ "الزخم المروري الحاصل في شوارع بغداد مرتبط بعدة أسباب، منها أنّ شوارع العاصمة قديمة ولم تشهد أي تحديث، كما أن وجود أكثر من 4 ملايين مركبة في العاصمة وحدها يدل على عدد كبير جداً، فضلاً عن التكسرات الحاصلة في الشوارع"، مبينا في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، أن "من الإجراءات التي اتخذت لتخفيف الزخم المروري في شوارع العاصمة فتح 90% من الشوارع المغلقة، وتوسعة بعض الشوارع".
وأكد أن "المديرية رفعت مقترحات إلى مجلس الوزراء لتخفيف الزخم المروري، منها تحديد استيراد السيارات، وإنشاء سوق حرة للسيارات القديمة، وإعادة نظام تسقيط المركبات المتهالكة"، مشيرا إلى أن "المديرية غير معنية بإكساء وصيانة الطرق، كما أن الأموال المتحصلة من قبل مديرية المرور كجباية الطرق والرسوم تجمع وتذهب إلى خزينة وزارة المالية".
■ يمكن ان تحدث الاختناقات المرورية من عدة اسباب :
▪︎ ارتفاع عدد المركبات في الشوارع مقارنة بسعة الطرق يمكن أن يؤدي إلى زحمة مرورية. ▪︎ عدم العمل بنظام تسقيط المركبات القديمة والغير آمنة للركاب يساعد على تكدس السيارات بأعداد كبيرة في الشوارع. ▪︎ عدم كفاية الطرق والجسور، أو تصميمها بشكل سيء، يمكن أن يؤدي إلى اختناقات. ▪︎ وجود أعمال صيانة أو بناء في الطرق يمكن أن يسبب تضييق الشوارع وتقليل عدد المسارات المتاحة. ▪︎ وقوع حوادث مرورية على الطرق يمكن أن يعرقل حركة السير. ▪︎ اعتماد الناس بشكل كبير على السيارات الخاصة نتيجة لعدم توفر وسائل نقل عام فعالة، مثل باصات الامانة وغيرها ▪︎ عدم تزامن الإشارات المرورية يمكن أن يسبب توقف الحركة بشكل متكرر وغير ضروري او احيانا لا توجد اشارات مرورية في بعض الاماكن. ▪︎ سوء الطقس مثل الأمطار الغزيرة أو الثلوج التي تعرقل حركة السير وتجعل القيادة أصعب وأبطأ.
المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، قال لشبكة رووداو الاعلامية ان "أعداد السيارات في العراق في تزايد في كل سنة، والمسجل لدينا الان يقترب من 7 ملايين سيارة في عموم المحافظات في البلاد، والتي تشمل الخاصة بكل أنواعها، من قبيل سيارات الصالون والدفع الرباعي والحمل وغيرها". عدا السيارات الحكومية والدراجات الهوائية والستوتات والتكاتك ومن المتوقع ان يزداد العدد في السنوات المقبلة. بحسب بيانات وزارة التخطيط العراقية، فإن محافظة بغداد شكلت أعلى نسبة من السكان، إذ تجاوز عدد سكانها 9 ملايين نسمة، وبنسبة 21.1% من مجموع سكان العراق.
لا يخفى على الجميع السيارات المتهالكة التي تنتشر في شوارع الموصل او حتى مدن اخرى والتي تقتقر لأدنى شروط السلامة وتسبب اختناقات مرورية وخطر على الركاب بالاضافة الى تلوث للبيئة، المدينة اصبحت مقبرة لسيارات الوافدة من المحافظات والتي اغلبها متهالكة، لذا يجب ان يكون هناك اجراءات حقيقية من قبل المرور ووضع حد لهذه السيارات، لكن بالمقابل اصحاب اغلب هذه السيارات من الطبقة المادية المتوسطة او تكاد معدومة
■ هناك عدة مقترحات داعمة لأصحاب هذه السيارات، نتمنى من الجهات الحكومية العمل بها ومن هذه المقترحات :
▪︎ استقبال السيارات (القماره والكوسترات والكيات) المتهالكة وتعويض اصحابها بمبالغ كافية حسب اسعار سوق السيارات ▪︎ تتكفل الحكومة بشراء باصات نقل حديثة وإلزام أصحاب السيارات المتهالكة بأستبدالها ويسدد سعرها بالتقسيط بمبالغ مناسبة بالتعاون بين الحكومة المركزية والمحلية وهيئة النقل العام ▪︎ استقبال هذه السيارات واستبدالها بمركبات نقل حديثة تابعة للدولة مع وجود محطات استراحة بكل الطرق والمناطق وفي المقابل ستوفر فرص عمل لأصحاب السيارات برواتب جيدة او نسبة ثابتة على كل نفر مع تحديد اسعار الاجرة (الكروة) 500 دينار عراقي وبالمقابل ستكون هناك ايضا عوائد مالية للحكومة ▪︎ تتفق الحكومة مع شركه تتبنى استقبال هذه السيارات كمقدمه وتعطيهم سيارات جديدة من مناشئ رخيصة وباقساط مناسبة لمده معينه وبهذا تتجدد مركبات النقل وحين تسديد مبلغ السياره بالكامل تتحول باسم مالكها
■ هناك عدة استراتيجيات يجب ان توضع للحد من الزخم المروري
▪︎ بناء طرق جديدة، وتوسيع الطرق الحالية، بالإضافة إلى تحسين التقاطعات لتسهيل تدفق الحركة المرورية. ▪︎ يجب تعزيز وسائل النقل العام مثل الحافلات والقطارات وميترو الانفاق لتقليل عدد السيارات الخاصة على الطرق. ▪︎ينبغي استخدام التكنولوجيا الحديثة للتحكم في إشارات المرور وتوفير معلومات لحظية عن حالة الطرق للسائقين. ▪︎ ان تصميم المدن بطريقة حديثة يمكن ان تقلل الحاجة إلى السفر بالسيارة مثل إنشاء مناطق مختلطة الاستخدام. ▪︎ تحفيز الشركات الخاصة على السماح للموظفين بالعمل من المنزل اونلاين كالتسويق وما شاكل ذلك لتقليل الحاجة إلى التنقل اليومي. ▪︎ تشجيع استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة مثل الدراجات الهوائية والمشي. ▪︎ فرض رسوم على استخدام السيارات في المناطق المزدحمة أو تقديم حوافز مالية ( اجرة رمزية) لاستخدام النقل العام. ▪︎ يجب العمل بنظام تسقيط المركبات القديمة والغير آمنة للركاب وتعويض اصحابها بمبالغ كافية حسب اسعار سوق السيارات. ▪︎ شروط مدروسة علميا لإصدار شهادة قيادة السيارة ومقابل مبلغ مالي معتبر ▪︎ نشر الوعي حول فوائد تقليل استخدام السيارات الخاصة وتأثير ذلك على البيئة والصحة العامة. ▪︎ ما المانع ان تحدد الدولة عدد السيارات التي يمكن ان يقتنيها الفرد لان هناك شخص واحد يمتلك اكثر من سيارة
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارهاب الفكري وايديلوجية تفخيخ العقول
-
ثقافة الانترنت
-
الكلاب البشرية أو ظاهرة الاستكلاب
-
التحرش الجنسي
-
بناء الإنسان
-
ظاهرة الكلاب السائبة
-
الماكينة البشيرية وصناع المحتوى
-
الذباب الالكتروني .. طريقة عمله وتأثيره
-
الإنتحار و تداعياته على المجتمع
-
المخدرات .. أضرارها وكيفية الوقاية منها
-
آفة الطلاق في المجتمع .. الاسباب والحلول
-
التصحر والتغيرات المناخية من أبرز التحديات التي تواجه المجتم
...
-
الابتزاز الإلكتروني ومدى تأثيره على المجتمع
-
سقوط طائرة رئيسي؛ اسباب وخفايا غامضة‼️
-
زعماء وملوك دولة العراق منذ التأسيس والى اليوم
-
اليوم العالمي لحرية الصحافة
-
بلوگرات وفشنستات الدولة العميقة
-
انجاب بدون وعي
-
مهرجان الربيع رسالة محبة واشراقة حضارية
-
تنهيدات رمضانية
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|