|
غباب القراءة العلمية لواقع الك. د. ش. وتفاقم أزمة العمل النقابي في المغرب .....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1766 - 2006 / 12 / 16 - 11:01
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
3) ومعلوم أن بناء لتنظيمات النقابية، التي تأسست قبل تأسيس الك.د.ش. وأن الك.د.ش. نفسها جاءت استجابة موضوعية اقتضتها ضرورة الحاجة إلى تجاوز الممارسة البيروقراطية الشرسة، في إطار اتحاد المغربي للشغل حين ذاك، والسير على منهج الشهيد عمر بنجلون، والنضال من اجل القطع، وبصفة نهائية، مع الممارسات التحريفية، مهما كان مصدرها، عن طريق الاستحضار المستمر للمبادئ، والضوابط التنظيمية، بالإضافة إلى الأهداف النضالية، التي تستحضر مكانة الطبقة العاملة، ودورها في المجتمع المغربي، وأثرها على تطور حركة التحرر الوطني، وعلى الحركة النقابية، والسياسية، وكل الممارسات التي تستهدف النيل من تلك المكانة، وجعل الطبقة العاملة تقبل باستغلال الممارس عليها، وبالممارسة البيروقراطية، كوسيلة للحد منه.
فالك.د.ش. التي جاء بناؤها استجابة للحاجة إلى تجاوز الممارسة البيروقراطية، يبقى الاستمرار في الحفاظ على مبادئها، وضوابطها التنظيمية، استجابة للحاجة إلى تجاوز ظاهرة انفراز الانتهازية النقابية، من الجسد الكونفيدرالي، تجنبا لظهور المزيد من الإطارات النقابية، التي لا يمكن أن تنتج إلا المزيد من التشرذم في صفوف الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، الذين تحولوا إلى مجرد مجال لاستقطاب الأصوات التي تمهد طريق الوصول إلى الغرفة الثانية، من أجل توطيد العلاقة مع الطبقة الحاكمة، ومع المؤسسة المخزنية، وليس من أجل رفع صوت الطبقة العاملة، والحركة النقابية، في إطار تفعيل العلاقة بين النضال النقابي، والنضال السياسي، كما هو مفترض، واستغلال المؤسسة البرلمانية لانتزاع المزيد من المكاسب للشعب المغربي، ولسائر الكادحين. ولذلك كان من اللازم فتح نقاش واسع حول الممارسات الإنتهازية في العمل النقاب،ي لحفز الكونفيدراليين على تجنبها، وتجنب العمل على إنتاجها في الإطارات الكونفيدرالية، والعمل على إعادة صياغة الخطاب الكونفيدرالي بما يتماشى مع التحولات النوعية التي يعرفها العمال، والأجراء، حتى يلعب ذلك الخطاب الكونفيدرالي المحتمل دور إعادة إنتاجه، ليتناسب مع الشروط الموضوعية الجديدة: دوره في ربط الك.د.ش. بالطبقة العاملة، وبباقي الأجراء، حتى تستمر الك.د.ش. إطارا قويا، ووسيلة لقوة، ووحدة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، تلك القوة، وتلك الوحدة، اللتين بدونهما، لا تستطيع الطبقة العاملة تحقيق أي مكسب من المكاسب المادية، والمعنوية، ولا تستطيع فرض تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية.
4) وفي أفق صيرورة الك.د.ش. مستجيبة للحاجة إلى نفي الممارسات الإنتهازية من التنظيمات الكونفيدرالية المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، وضرورة الاستحضار المستمر للشروط الموضوعية، التي أدت إلى قيام الك.د.ش. لا من أحل استنساخها، كما قد يعتقد البعض، لأن الشروط الموضوعية لا تتكرر، فهي تتغير باستمرار. والشروط الموضوعية، القائمة الآن، هي شروط مختلفة. واختلافها يفرض المحافظة على مبادئ الك.د.ش. وضوابطها التنظيمية، حتى تتحول إلى منظمة لنفي الإنتهازية، والانتهازيين من صفوفها. وعليها أن تفرز الممارسة القائمة على المنطق العلمي، والكفيلة بجعل مناضلي الك.د.ش. يتحولون إلى راصدين لممارسات الانتهازيين الصغار، الذين قد يتحولون باحتلالهم للمسئوليات الأساسية محليا، وإقليميا، وجهويا، بدوسهم للمبادئ، والضوابط التنظيمية الكونفيدرالية، إلى بورجوازيين كبارا، يعملون على تحريف العمل النقابي، في إطار الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، لتحقيق تطلعاتهم الطبقية، ولخدمة مصالح الطبقة الحاكمة، والمؤسسة المخزنية. ولذلك، فالاستحضار المستمر للشروط التي تأسست فيها الك.د.ش. ينبغي أن يصير داعما للسعي إلى المحافظة على تفعيل العمل النقابي الكونفيدرالي، باعتباره وسيلة لقوة النقابة، التي يمكن اعتبارها مبرر وجودها؛ لأن الك.د.ش. إذا لم تكن قوية، تصير ضعيفة، وبضعفها تصير عاجزة عن تأطير الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وعن قيادة النضالات النقابية المطلبية، ليكون مصيرها لتلاشي، والذوبان، لتتحول إلى مجرد كادر نقابي فارغ من المحتوى النضالي، الكفاحي، كما يسعى إلى ذلك الانتهازيون، الذين يعبدون القيادة، لينجرفوا إلى مزبلة التاريخ، من قيام أي هزة تنظيمية تعرفها الك.د.ش. بعد إعلانهم عن تأسيس إطارات نقابية نقيضه للتنظيم النقابي الكونفيدرالي.
5) ومن وجهة نظرنا، فان اعتماد الك.د.ش. ومنذ البداية، على القطاعات الخدماتية، ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، كان خطأ؛ لأن القطاعات الخدماتية، تتفشى في صفوفها الممارسة الإنتهازية، لكونها تأخذ جزءا من فائض القيمة، وباعتبارها قوى غير منتجة، ولا تدرك قيمة ما ينتجه العمال، من خلال تشغيلهم لوسائل الإنتاج، التي يملكها الخواص، أو تملكها الدولة، أو تعود إلى الشركات العابرة للقارات، ولأن القطاعات الخدماتية، هي قطاعات يتفشى فيها الفساد الاقتصادي والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ الأمر الذي يجعل القطاعات الخدماتية مجالا لتفشي الانتهازية، بأشكالها المختلفة، التي تصير وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، عن طريق استغلال النفوذ، من أجل التموقع إلى جانب كبار البورجوازيين، الكبار، والإقطاعيين، وغيرهم، ممن يعيشون على امتصاص دماء الطبقة العاملة، وسائر الكادحين.
وقد كان المفروض أن تهتم الك.د.ش. بتنظيم القطاعات الإنتاجية بالدرجة الأولى، لتأتي بعد ذلك القطاعات الخدماتية، على أن تكون قيادة الك.د.ش. متداولة بين القطاعات المنضوية تحت لواء الك.د.ش. لإعطاء الفرصة لجميع القطاعات، التي تحدد مدة تحمل مسؤولية كل قطاع في دورة واحدة، وتحت إشراف هيأة مشكلة من مختلف القطاعات، تنحصر مهمتها في ضبط، وتوجيه التسيير، طبقا للقوانين، والأنظمة، والقرارات المتخذة في الإطارات التقريرية: القطاعية، والمركزية، من أجل أن نتجنب تفشي الممارسات التحريفية، في الإطارات الكونفيدرالية، وفي صفوف الكونفيدراليين، ومن خلالهم، في صفوف الطبقة العاملة، وسائر الكادحين المرتبطين تنظيميا، ومطلبيا، وفكريا، وسياسيا، بالك.د.ش. كمنظمة ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، ووحدوية.
إلا ان الممارسات الإنتهازية، التي سادت في صفوف الكونفيدراليين، ومنذ ما بعد 1984، فرضت تكريس قيادة خدماتية للكونفيدراليية. وإذا وجد قياديون من القطاعات الإنتاجية، فبعقلية خدماتية, هذه العقلية ذات الطبيعة الإنتهازية، هي التي جعلت الك.د.ش. تعرف هزات تنظيمية عنيفة، ترتب عنها انفراز نقابتين مركزيتين مختلفتين، انطلاقا من الجسد التنظيمي الكونفيدرالي.
ولتجنب الفرز الانتهازي من صفوف الك.د.ش. نرى ضرورة إعادة النظر في مجمل الممارسة الكونفيدرالية، واعتماد تفعيل القوانين، والضوابط التنظيمية، والنقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، وغير ذلك، مما يؤدي إلى تحصين الك.د.ش. من الممارسة الإنتهازية، ومن تسرب الانتهازيين إلى القيادات القطاعية، والمركزية، لأن تمكنهم من الوصول إلى القيادات، قد يجر الك.د.ش. إلى المزيد من المشاكل، التي قد تؤدي إلى إضعافها.
6- ومما يجب استحضاره في الممارسة الكونفيدرالية العامة، والخاصة بالقطاعات المختلفة: اعتماد الك.د.ش. على الحركة الاتحادية، وما تعرفه من تقلبات، وانقسامات، وانقسام الانقسامات؛ مما أدى إلى تأسيس شروط الأزمة؛ لأن أزمة الحركة الاتحادية، وما يقع فيها من تقلبات، وما تعرفه الفصائل المتفرغة عنها من تقلبات، بسبب الأخذ بإيديولوجية البورجوازية الصغرى، التي لا يمكن اعتبارها، أبدا، إيديولوجية الطبقة العاملة، وباقي الكادحين، لتوفيقيتها، وتلفيقيها، وانتهازيتها، وبسب عدم تأسيس مواقفها السياسية على الأسس العلمية الدقيقة، القائمة على أساس التحليل الملموس للواقع الملموس، وبسبب غياب الانسجام في تنظيمات الحركة الاتحادية المختلفة، نظرا لغياب التصورات التنظيمية القائمة على الوضوح الأيديولوجي؛ مما أدى، ويؤدي، وسيؤدى مستقبلا، إلى الوقوف وراء تأسيس شرط الأزمة الكونفيدرالية؛ لأن الأمراض التنظيمية لفصائل الحركة الاتحادية المختلفة، تنتقل من خلال المنتمين إلى فصائل تلك الحركة، إلى الجسم الكونفيدرالي، مما يجعل الك.د.ش. مجالا لممارسة الصراع، وتكريس ذلك الصراع على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل أن تصير الك.د.ش. وسيلة لتحقيق أهداف هذا الفصيل أوذاك، مما يؤدي بالضرورة إلى إنضاج شروط الانقسام، الذي ترسم له خطوات الإقصاء، والإقصاء المضاد، إلى أن يتحقق التناقض الثانوي، الذي يتحول إلى تناقض رئيسي، ليتحول الصراع الديمقراطي، القائم عادة في التنظيمات الكونفيدرالية، إلى صراع تناحري، بسبب التحريف المتسرب عبر الانتهازيين إلى الجسد الكونفيدرالي.
ولتجنب هذه الأزمات، المؤدية إلى الانقسامات المتوالية، في صفوف الحركة النقابية، انطلاقا من الجسد الكونفيدرالي، نرى ضرورة تجنب الممارسات التحريفية المختلفة. بالاحتكام إلى المبادئ، و الضوابط التنظيمية، والنقد، والنقد الذاتي، واستبعاد تأثر الك.د.ش. بما يجرى من صراعات داخل الأحزاب، التي يعمل مناضلوها في الإطار الكونفيدرالي، حتى تصير الك.د.ش. وحدوية، قولا وعملا. وإلا فأننا قد ننتظر انقسامات أخرى مستقبلا.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غباب القراءة العلمية لواقع الك.د.ش. وتفاقم أزمة العمل النقاب
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
المزيد.....
-
في ندوة لقسم الحماية الاجتماعية :
-
جلسة مثمرة في مؤسسة “سبيبا”
-
شيكات: ماذا عن الأحكام الانتقالية الخاصة باصحابها محل التتبع
...
-
الفينيق يُطلق حملته السنوية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ال
...
-
الفينيق يُطلق حملته السنوية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ال
...
-
نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق حملة صحفيات بزمن الحرب
-
الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر
...
-
تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو
...
-
وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر
...
-
“اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|