صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8030 - 2024 / 7 / 6 - 02:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فيكتور اوربان رئيس وزراء هنگاريا يحط رحاله في موسكو، في زيارة لبحث سبل انهاء الحرب الروسية على أوكرانيا؛ زيارة كأنها كانت مفاجئة للناتو، فالجميع ابدا قلقه من هذه الزيارة، خصوصا البيت الأبيض الذي رأى انها "لا تساعد" على تسوية النزاع، و"غير بناءة من ناحية الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي واستقلال أوكرانيا".
اوربان كان قد زار أوكرانيا في وقت سابق لبحث التسوية، ثم جاء الى روسيا، محملا باقتراحات ورؤى كثيرة، أهمها وقف فوري لإطلاق النار لتهيئة اجواء الحوار، وهو ما ترفضه أوروبا وامريكا بشكل قاطع.
الرئيس الروسي كان واضحا في تصريحاته حول "السلام" مع أوكرانيا، فهو يثبت موقفه في كل مناسبة تتاح له، وعلى رأسها ان محادثات السلام التي من الممكن ان تجري يوما ما يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار الواقع الجديد، والذي هو "ضم الأراضي الجديدة التي احتلتها القوات الروسية"، وهذا شرط تعجيزي بالنسبة للغرب وامريكا، فهو يعني انتصارا كاملا لروسيا عليهم، وهو ما لا يقبل به الغرب ابدا.
لكن هل زيارة اوربان مثلما يقول قادة الغرب وامريكا كانت مفاجئة لهم؟ مثل قضايا كهذه من المستبعد جدا ان تكون مفاجئة وبدون تخطيط، فهنگاريا هي رئيسة الاتحاد الأوروبي في هذه الدورة، بالتالي فلا يمكن ابدا ان يصدق المرء ان الأوروبيين متفاجئين من هذه الزيارة، لكنه قد يكون سيناريو يخفون من وراءه مدى قلقهم من استمرار هذه الازمة في قارت-هم العجوز، خوف من ان تتطور الأمور الى ما لا يحمد عقباه، فهم واقفين على مفترق طرق بين انهيارهم عسكريا او اقتصاديا.
أمريكا اليوم تعيش شيخوخة وهرم لا تحسد عليه، انها في طور الافول، قد يكون "بايدن-ترامب" هما من يعكس هذا الهرم والشيخوخة، فأحدهم فاقد للذاكرة وخرف، والأخر همجي وبربري، وهذه الدولة هي من "ورطت" أوروبا في المستنقع الاوكراني، وجرتهم الى صراع هم في غنى عنه، اذن قد يكون اوربان هو الصفحة الجديدة التي تريد فتحها أوروبا امام روسيا قبل فوات الأوان.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟