|
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 13 -1
عبدالله اوجلان
الحوار المتمدن-العدد: 1766 - 2006 / 12 / 16 - 09:47
المحور:
القضية الكردية
2 ـ التفتت الاجتماعي في الشخصية وإعادة البناء تعد فترة 1980 ـ 1990 من زاوية تطور القيادة فترة تمزيق الشخصية المحلية وتكوينها من جديد، لقد أنقذت الهجرة الهياكل الأساسية للمجموعة بالرغم من بعض الخسائر، فقد تم إنشاء مقر في أسخن مثلث في التوازنات العالمية، حيث يعتبر مثلث إسرائيل لبنان سورية في مقدمة ساحات الهجرة التقليدية لسكان ميزوبوتاميا، لقد شهدت هذه الساحة أكثر أيامها سخونة في اشتباكات وتوازنات بين الشرق والغرب، لقد استمرت الحرب الإيرانية ـ العراقية عام "1980 ـ 1988" كأهم مرحلة صراع تاريخية هامة داخل الإسلام، كما شهد الصراع العربي ـ الإسرائيلي إحدى أهم مراحله الساخنة، وكانت النزعة القومية الكردية تعيش مرحلة استقصاءات جديدة، وتحاول النزعة القومية البدائية الاستفادة من الظروف الجديدة، فقد كانت هذه المرحلة فرصة لترسيخ الإرادة التحررية للشعب الكردي وانتشارها، حيث التم شمل فئة هامة من المهاجرين وشكلوا كياناً يقارب من ثلاث مائة شخص بإرادة واحدة، وفتح أكراد سوريا ولبنان صفوفهم، كما خلقت الثورة الإيرانية إمكانيات واسعة وكان النضال يواصل سخونته في الوطن، بينما صادق الغرب على نظام 12 أيلول خوفاً من خروج تركيا عن السيطرة، أما موقف منطق التجار للفلسطينيين فقد حصل على تنازلات من انقرة لرفض وجودنا ولم تبق لهم صداقة جادة نحونا، وكان السوريون يقتربون إلينا كاحتياط بعيد الأجل، بينما زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ذو النزعة القومية الكردية الذي تحول إلى ذئب واستطاع استخدام أشخاص أغرار كثيرين حاول استخدام قيادة حزب العمال الكردستاني بالشكل نفسه، لقد تغيرت الأوضاع من كافة النواحي وكان لا بد تجنب أي خطأ ليتم التمكن من لعب دور تاريخي، بالإضافة إلى ذلك كان يجب ألا تتحول الهجرة إلى لجوء متفسخ، كما يجب الانتباه لتأثير أوروبا الذي يؤدي إلى البلادة، وكان يجب أن تكون الاستعدادات للعودة إلى الوطن في الوقت المناسب من أهم الأعمال الأساسية. بهذا الشكل أستطيع أن أقيم كافة هذه المواضيع، لقد كانت استفزازات كسيرة والافتقار إلى الطموح لدى الرفاق الذين كان من المفترض أن يكونوا عوناً لي، في مقدمة القضايا التي خلقت الصعوبات، لم تحتمل قوتي تأثير اتحاد هذين الوضعين، بل كانت تصيبها بالشلل، لقد ذهب محمد قره سونغر بسهولة وفي وقت مبكر ضحية المواجهات التي نشبت بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في ربيع 1983، أما المجموعات اليسارية التركية والمجموعات ذات الذهنية البرجوازية الصغيرة والإقطاعية الكردية لم تعبر عن أي شيء سوى أن تكون عائقاً، وفي ربيع 1980 توجهت المجموعات للعودة إلى الداخل من جديد، وجاء اعتقال كمال بير نتيجة لذلك، وفي الحقيقة كان لشخص مثله أن يكون الساعد الأيمن لي، وكنت أندب حظي باستمرار قائلاً: ليته بقي لكي نترك له كافة أعمال الممارسة النضالية، لقد كان أكثر رفيق ترك موته فراغاً كبيراً، كان رفيقاً جميلاً وذكياً بدرجة أنه كان وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، يحذر من موضوع كسيرة وجان يوجه كنقطة حساسة في موضوع القيادة كوصية له، ومثلما نفذ حزب العمال الكردستاني خروجه الناجح إلى الخارج وبالرغم من كل الاعتقالات التي جرت في الداخل استطاع تنفيذ عودته الأولى، لقد كانت أهم نقطة في الأرضية التي تم الوصول إليها هي استقلالية القيادة وخصوصيتها وطهارتها، فمن الممكن أن تشكل بريق أمل بالنسبة لكافة شعوب الشرق الأوسط، وكان يتزايد عدد المؤمنين بذلك ويكبرون، وكانت شروط السجون في دياربكر والإضراب عن الطعام حتى الموت ترغم على إسراع النشاط، حيث جاءت مرحلة 12 أيلول الجديدة، وكان لابد من إظهار أن النزعة الثورية لم تنته بعد، ولهذا لا يمكن السكوت دون ردة فعل على أساليب التعذيب، ويمكن النظر إلى أن قفزة 15 آب جاءت التزاماً بهذا المسار، حيث بدأت المرحلة الجديدة بشكل فعلي، ولولا شهداء الإضراب عن الطعام حتى الموت ربما تطورت الأمور بشكل مختلف، إذ كان العنف يجلب العنف، وكان على التاريخ أن يأخذ طريقه ضمن دوامة العنف، لقد كانت مرحلة 15 آب في الوقت نفسه الجواب المناسب على وصية مظلوم دوغان الذي كان يقول " لنُسمع نداءاتنا للعالم ". نشرت في هذا التاريخ كتابات اكتسبت قيمة تقليدية في أيامنا وفي مقدمتها التقرير السياسي المقدم إلى الكونفرانس الأول باسم القيادة 1981، ومسألة الشخصية في كردستان، وخصائص المناضل الثوري وحياة الحزب، ودور العنف في كردستان، وحول التنظيم حيث نشرت كلها في مرحلة 1980 ـ 1985، وقد كانت كل واحدة من الأحاديث الطويلة التي وجهت إلى المركز تساوي كتاباً وكانت تنشر في الصحف والمجلات بعدة لغات، وكانت تحل الكثير من المشاكل التقنية والمادية بسهولة كبيرة، وكانت التفسيرات النظرية والممارسة غنية لدرجة أنها تفتح الطريق أمام النجاح، لقد تم الدخول في نهج ممارسة تاريخية، وكان التصميم والنمط والوتيرة في هذه المرحلة على مستوى يليق بقيادة الشعب التي لم يكن باستطاعتها تحديد كيف ومتى وإلى أي درجة ستكون النتيجة في مواجهة 12 أيلول الذي لم يكن مفتوحاً أمام الوفاق الديمقراطي والسلام، إن الافتقار للمعاونين الأقوياء لم يكن بالثقل الذي يحبط المرحلة. ولكن نقاط الضعف التي لم تكن ظاهرة في المرحلة السابقة بدأت تظهر إلى السطح فالساحات المختلفة كانت مصممة على عدم التحول. في البداية كان فرض كسيرة لنفسها يفوق حدود الاحتمال، كانت تصعّد استفزازاتها، وكانت تضرب بعض الرفاق وبعض الأوساط الصديقة في أكثر النقاط حساسية، ولم يكن أحداً يعرف مثلها النقطة التي وصلت إليها ثقافة السلالة العميلة من الناحية التاريخية وكان لها عوالمها، كانت هذه الدنيا تتفكك وتفتح دنيا الشعب الجديدة، ولم تكن تريد أن تعد نفسها لهذه الدنيا من ناحية الروح والبنية وكأنها كانت تريد أن تبرهن على أنه لا يمكن أن يكون للشعب عوالم حرية وجمال تتجاوز تلك التي تعيشها، وكلما تفتّح عالم الشعب بشخصيتي فإن ألوانها كانت تصبح باهتة، إن موقفها هذا بالرغم من أن له شكلاً كاريكاتورياً ساذجاً، لكنه كان يذكرني دائماً بموقف كليوباترا في أحد الأفلام، ولهذا لم يكن لها أي أساس في إمبراطورية قيصر الرومانية بل وفي قصور مصر القديمة، ولم يكن باستطاعة قصر واحد من قصور فرعون أن يحقق تغيير العالم، ولكسيرة أيضاً قصرها وسلالتها المكونة من أسرتها، فإن كان دنيا الشعب جنة فلن تجلب لها إلا الضيق والهم. كانت تريد أن تفجر آخر أكبر تآمرها أثناء التوجه إلى المؤتمر الثالث لحزب العمال الكردستاني عام 1986، ونظراً لخوفي من شرورها، فقد فضلت أن أراقب المؤتمر عن بعد، لقد كانت في حالة غضب وكأننا نتقاتل منذ ألف سنة، لم تكن تستطيع أن تقبل الخسارة، وكأنها كانت تلفظ آخر أنفاس الطبقة العليا الكردية في ذاتها، علماً بأنني كنت أحمل لها كل متطلبات ومقتضيات الزوجية والصداقة والرفاقية حتى آخر لحظة، لقد أعلنتُ دائماً أنه لا يجوز إعطاء الفرصة حتى لي أنا ضد قيادة الشعب، فالصحيح هو العالم الحر للشعوب، وبأن الاتحاد بهذا سيحمل قيمة كبرى، ولكنها لم تمتنع عما تعرفه، ولهذا حكمت المنظمة عليها بالموت، وهي أيضاً كانت تريد الموت، وهذا ما كان يجعلني أفكر كثيراً، وقد قلت بأن أكبر عقاب لها هو أن تبقى على قيد الحياة، بالإضافة لذلك فهي كردية ومن الجنس المسحوق، وقد وصلت إلى هذه النقطة نتيجة لتاريخ لعين عمره آلاف السنين، ولم يكن من اللائق أن يتم الانتقام منها وهي على هذه الحالة، والأهم من ذلك أن علاقتي كانت منذ البداية تبحث عن الوفاق، ولهذا السبب دخلت في علاقة معها ومع أسرتها، وكانت هذه مبادرة عن نية مصالحة سياسية ديمقراطية، ولن أخون وأقول أن ذلك لم ينسجم مع واقعي القيادي، ولكن هذه العلاقة التي يمكن أن تفسر بعمق من خلال سطور رواية وهكذا دفنت في الظلام مثلما أتت منه، بلا ذكرى ولا رحمة ولا كلمة وداع وذلك في صيف 1987 بعد فترة ملتهبة دامت عشر سنوات. لقد كانت تجربة عشق ستكلفني وتكلف الشعب ثمناً باهظاً، ولهذا السبب قد آلمني كثيراً دفعها لبعض الرفاق إلى درجة الانتحار، ولكن لا يمكن تنفيذ النضالات الاجتماعية والوطنية دون معرفة العلاقات الديالكتيكية السائدة ودون إجراء التحول، والانهيار المأساوي لبعض العلاقات ضروري من أجل خلق علاقات جديدة، وما نتحدث عنه يشبه هذا كثيراً، فلو لم تتفتت هذه العقدة الكأداء لما كان بالإمكان معرفة ربة العشق، ولم يكن بإمكاني أن أعرف المرأة مطلقاً، أن الذي تحلل بهذه العلاقة تاريخ ضخم وطبقة ضخمة، إن ما تحدثنا عنه هو أقدم علاقة عبودية، لقد كانت تتجاوز حقيقة الشعب التاريخية والاجتماعية، وعلى الرغم من أن آلامها كانت كبيرة وأضرارها أسفر عن تفككها بهذا الشكل لم يبعدني عن المرأة، ولم يجعلني أكرهها، وربما ساعدني في أن أعرف واقع وحقيقة المرأة أكثر من أي مثقف آخر، هكذا كنت أنتقم من تلاعبها المخيف بكرامتي، كنت مصمم على أن أقتل الأثنى التي في داخلها والرجل الذي في داخلي والذي فتح أمامي هذه العلاقة، كنت سأدفع الثمن فقط، إذا ما نفذت هذا من أجل الإنسانية والوطنية والمساواة والحرية، منذ تلك السنة وحتى هذه الأيام كتبت الكثير عن المرأة وانفتحت عليهن أكثر، ورأيت عظمتهن ورأيت صغري، وحللت علاقة الرجل والمرأة المقرفة، وبيّنت الوجه الداخلي لبيوت الدعارة العامة والخاصة، وأرجو ألا يفهم من كلامي أنني اتهم علاقات مؤسسة الأسرة، ولكن وبسبب إجلالي واحترامي للعشق أرى أن هذه مهمتي حيال الذين لا يزالون يعقدون آمالاً كبيرة والذين أحرقوا أنفسهم إثباتا لذلك، يجب أن يعيش العشق على هذا التراب، ويجب أن يحارب من أجل ذلك. لقد خضت هذه الحرب التي أوليتها قيمة كبيرة ونجح العشق، وما تبقى فهو يقع على عاتق نبل النساء وفضيلة الرجال، لقد أصبحت الابن اللائق لهذه الأرض التي ارتقت بكافة قيم الربات الحضارية وعلى رأسها العشق، لقد أجريت نظرية وممارسة العشق بشكل صحيح، واستطاع الذين يحملون بأيدهم مشاعل انتصار الحرية الوصول إلى ربة العشق، إن من حق اللائقون بها أن يستمروا في هذا التراب الذي بدأ بالزراعة والتدجين بجهد الربات، حيث يوجد للعشق قانون يجب إطاعته. إن كافة أنواع الحروب صعبة جداً في ساحة الشعب، فحتى ولو كان صعباً إذا وضعت امرأة كهذه أمام قائده وحاولت أن توقعه في لعبة الجنس التي تم التلاعب بها آلاف السنين، فيجب أن تقبلي بهذا الرد الذي يليق بكِ، هكذا أعطي الرد لأكثر أساليب وأدوات المؤامرات التاريخية تأثيراً باسم الإنسانية وسموها وعشقها، وأما الباقي فقد ترك للجهود وللنجاحات النبيلة التي يبذلها أصحاب الكلمة والقرار في هذا الموضوع. من الصعوبة أيضاً أن يكون الإنسان بلا معاون، وعدم امتلاك المعاونين في ارتقاء القيادة فتح الطريق أمام مآس كبيرة، وخاصة عندما يظهر الخونة، لقد رددت دائماً: لو وجد ثلاثة أو أربعة أشخاص يرسخون أنفسهم لنمط القيادة بالكامل ، لما وصلت الآلام إلى هذا الحد الكبير، ولما وصلت الحرب إلى درجة العنف، ربما عملت الوحدانية على تضخيمي، ولكنها أحيت الكثير من الآلام والخسائر للرفاق وللشعب لم يكونوا يستحقونها، كنت أتذكر دائماً النبي موسى في هذا الموضوع، حيث ظل يصرخ أربعين عاماً في الجبل وفي الصحراء من أجل توحيد قومٍ ملعون، وأبدع الوصايا العشرة، ولكن القوم كانوا يفعلون ما اعتادوا عليه، ويكتب التاريخ أنهم تركوا قائدهم الذي يدعى يشوع وحيداً، وتقول روايات أخرى أنه قتل من قبل قومه، إن وحدانية موسى أمر حزين، إن التاريخ كما يبدو يقتضي ذلك، أعرف أن هناك من هو أكثر مني تضحية وجرأة بألف مرة، وأعرف أن أعدادهم تفوق الآلاف، لكن وجود خليفة أو معاون أثناء ولادة التاريخ يقتضي خصوصية مختلفة جداً. هناك تطور آخر اصطدمت به القيادة أثناء تكوينها، وهو الظهور التلقائي لمجموعة هربت من الإيديولوجية والانضباط تحت اسم القيادة القروية، لقد تسبب شروط الجبال التي تدفع الى البدائية وضعف الإشراف في فتح الطريق أمام كثير من النماذج المرائية التي تفتقر للانضباط القيادي لاستغلال أدنى فرصة تظهر أمامهم، إن تشتت المؤتمر الثالث وعدم اعتراف المركز بالحزب، فتح الأبواب على مصارعيها أمام هؤلاء، وإن التشكيل الذي نسميه " العصابة الرباعية" هو نتاج لهذه الظروف، فمن جهة تعمل هذه النزعة على تحطيم البنية المضحية والمؤمنة، ومن جهة أخرى ترمي بجهود القيادة قي بئر ليس له قاع وتفرغها من محتواها، لقد كانوا يفتقرون الى الأخلاق والتربية التي تسمح لهم بتفسير ارتقاء القيادة وممارستها، إن الخروج على النهج الذي أدى إلى قتل النساء والأطفال كان يتغذى على هذا المصدر أساساً، لقد كانوا يضعون الأساس لتحريف جاد، لقد لفت الشهيد معصوم قورقماز الانتباه إلى هذه النماذج التي رأته عقبة أمامها ووصل الأمر بها إلى قتل بعض القيمين من منتسبي الحزب، ويجدر البحث عن دور هؤلاء في استشهاد معصوم. بعد شاهين دونمز برز كل من محمد شنر وسليم جوروك قايا اللذان لعبا دوراً أشبه ما يكون بدور المتعامل مع العدو في السجون، ولكنهما نفذا دورهما بديماغوجية فظة جداً، وجعلا ما يشبه المعارضة شعاراً لهما، لقد أرادا أن يحصلا بديماغوجية مطلقة على نتيجة ما من خلال شهداء الإضراب عن الطعام حتى الموت، والشهداء الذين أحرقوا أنفسهم، واختارا أسلوب التستر باستخدام ديماغوجية المعارضة من أجل إنقاذ نفسيهما، ولم يترددا في استثمار كافة الإمكانيات المتوفرة، هناك نموذج مختلف أيضاً هو ديلاور يلدرم، إذ أن انتحاره بعد توجيه عدة انتقادات اعتيادية له، تعد عملية بحاجة للتحليل، إن بنيته العائلية الشبيهة ببنية كسيرة وعدم بذله جهوداً إيجابية في الممارسة بعكس ما كان منتظراً منه، ومن جهة أخرى رسمه لصورة القيادة دائماً كلها أمور تجعل وضعه غريباً، ولم يكن يشبه الرفيق المسؤول في خروجه من الوطن وفي لقائه مع القيادة، كان شخصاً يملك طاقة عظيمة، وكنا متفائلين به جداً، فإذا كان ضحية لاخلاصه فهذا أمر مؤسف جداً، وهو موضوع جدير بالبحث. لقد تمت في هذه المرحلة عدة محاولات اغتيال، وأجريت الكثير من التحقيقات، ومن المحتمل أنه حدثت معاقبات بسبب الكثير من الاتهامات الملفقة والذهنية الدوغمائية، ومن ناحيتي أن أكبر نقص لديّ في تلك المرحلة هو الثقة المفرطة ببعض الثوابت العامة وترك المسؤولية في التفاصيل العملية لبعض الأشخاص بشكل عشوائي لأجل أن يكتسبوا الخبرة وجعل ذلك أساساً لقناعتي، يجب أن أعترف بأنني أخذت نصيبي من هذا المرض المزمن الذي تعاني منه الاشتراكية المشيدة، إن وضع الحقائق المجردة محل واقع الإنسان المعقد هي إحدى مكتشفات حضارة الكهنة السومريين، فقد بقيت الحقائق الكونية والحقائق الإلهية والمبادئ الفلسفية تحت اسم الحقائق العلمية بينما بقيت حقائق الواقع الملموس في المرتبة الثانية، وكانت هذه العادة الفكرية هي التي تغذي الدوغمائية، فبعد النطق بالحقائق يتم الدخول إلى شعور وكأنه تم تنفيذ كامل الخدمات الإلهية للكاهن المقدس وهذا ما حدث هنا، يجب أن أعلن بأنني عشت نقداً ذاتياً جريئاً في هذا الموضع حتى ولو جاء متأخراً، ولقد تم عكس هذا النقد الذاتي في هذه المرافعة بنسبة كبيرة، وكنت على قناعة بأن لذلك قيمة كبيرة وضرورية. نستنتج مما سبق أن هذه المرحلة تشكل خطوة متقدمة في تطور القيادة، فقد تم تجاوز العراقيل المباشرة وغير المباشر التي أقامتها الدول، وتم شل أساليب الدول التقليدية التي شلت الثوريين والمتمردين الكرد في الماضي، ولم يتم الوقوع في ألاعيب الذين يدفعون نحو ارتكاب الأخطاء الكبيرة، سواء أكانت لاكتساب الأصدقاء أو بقصد التحريض، بل وتم إحباط الجهود الرامية إلى تطوير البديل لممثلي القيادة على المستوى الشخصي، مثلما تم بالنسبة لحزب العمال الكردستاني، لقد كانت الرجعية الداخلية الكردية التقليدية والشخصية التي أفلست، أكثر من ألحق الضرر بعملية الإحباط هذه بكل جرأة وبشكل غير متوقع، كما تم إحباط العديد من محاولات الاغتيال، وتم الكشف عن أن المنظمات الاستخبارية الأوروبية هي التي تقف وراء محاولة جذب الحركة إلى أوروبا وترويضها، وتم إحباط هذه المحاولات أيضاً. تتجلى الخاصية المميزة لهذه الفترة في الاعتماد على مراقبة قيادة حزب العمال الكردستاني من قبل دول المنطقة، فلقد آثر النظام الإمبريالي أن يستخدم العملاء بدلاً من تدخله المباشر، خاصة أن أهداف ألمانيا في المنطقة وفي تركيا اقتضت استهداف حزب العمال الكردستاني منذ البداية، لقد أصيبت الأعمال التي نفذتها بواسطة عملائها بالعقم بسبب حزب العمال الكردستاني، والقيادة مسؤولة عن ذلك، فقد كانت تتجنب أن يتم إحباط الحسابات التي عقدتها على الكرد، خططت منذ البداية لأحد خيارين، إما أن يخضع حزب العمال الكردستاني لسيطرتها، أو أن تطرح عملية تجزئته على جدول عملها، لقد كانت اعتقالات 1987 تجربة هامة لخلق البديل عن قيادة حزب العمال الكردستاني وساندت كافة برامج الحرب الخاصة التي نفذتها تركيا، ولكن تناقضها في بعض النقاط والقوة المتزايدة أدتا إلى خلق صراع بينهما، وانتهجت منذ البداية وبتصميم كبير سياسة شد القيادة إلى أوروبا بهدف عزلها أو فرض الخنوع عليها، وأرادت كل من الولايات المتحدة وإنكلترا أن يكون لهما تأثير على الاتحاد الوطني الكردستاني، وقامت كل من إيران والسعودية بفرض مجموعات إسلامية، ومثلما حدث بالنسبة لحزب العمال الكردستاني فقد تم البدء بتضييق المجال الموجود حول القيادة، وإفساح الشعب المجال لقيادته كي تتقدم رغم رقابة دول المنطقة يعتبر تطوراً تاريخياً هاماً، وأنه لم يكن قد تم بعد فهم القيمة الحقيقية لأنشطة الشرق الأوسط، ويجب أن أبين بوضوح أن الوقت ما زال غير مناسب للكشف عن هذا الموضوع، و يجب أن ندرك بأن أعمال القيادة في الشرق الأوسط قد مرت ضمن مرحلة من حرب أعصاب رهيبة، وقدمت مقاومة عظيمة كي لا تفقد روح الحرية. لا يمكن لهذه المواضيع أن تفهم بمعناها الحقيقي إلا ضمن روايات شاملةً، ولا يمكن أن تفهم المرحلة التي أدت إلى مؤامرة 15 شباط دون فهمِ أنشطتي في الشرق الأوسط، ومازال حزب العمال الكردستاني يجهل هذا الموضوع وخاصة ببعده الذي يتضمن الحرب النفسية، ويمكن استخلاص الدروس وإزالة النقص في هذه المرحلة، وقد تؤدي إلى نقد ذاتي حقيقي ويجب مطلقاً فهم القيادة في تلك المرحلة بشكل صحيح.
#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نواجه المصاعب في العثور على مخاطب جاد وجدّي قادر على حل القض
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
المزيد.....
-
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
-
قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا
...
-
إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد
...
-
مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
-
مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك
...
-
اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر
...
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|