أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين العطواني - الارهاب وآثاره الاجتماعية















المزيد.....

الارهاب وآثاره الاجتماعية


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 20:11
المحور: المجتمع المدني
    


مما لاشك فيه ان الارهاب اصبح ظاهرة خطيرة ، وسمة من سمات العالم المعاصر ، واصبح اداة لتحقيق مآرب وطموحات يعجز البعض عن تحقيقها بالوسائل العادية . وعلى الرغم من ان الارهاب نشأ عبر مختلف الحقب التأريخية وعلى مدى التاريخ الانساني ، الا ان كلمة الارهاب دخلت القاموس السياسي والقانوني والدبلوماسي الدولي منذ نهاية القرن الثامن عشر .
لذلك يعد موضوع الاهاب واحد من الموضعات المهمة سواء في علم الاجتماع ، او في علوم الانسان والمجتمع الاخرى ، ويأتي هذا الاهتمام الى ما توصلت اليه الدراسات النفسية والاجتماعية التي تناولت موضوع الارهاب واثارة الاجتماعية .
ويعرف الارهاب بأنه ( كل اعتداء على الارواح والاموال والمنشآت يستعمل فيه القوة بقصد اكراه المعتدى عليه شخصا ، او مجتمعا ، او مؤسسات على اتخاذ اجراء ، او قرار معين ، او اتباع سياسة يراها ممارسو ذلك الارهاب ) ، ولعل الشعار المعروف ( ارهب عدوك وانشر قضيتك ) كان واحدا من عوامل التحريك الايديولوجي على المستوى الداخلي والدولي .
واذا كانت دوافع الارهاب مختلفة فأن مبررات ومسوغات استخدامه مختلفة هي الاخرى ، فتارة بأسم الحفاظ على الامن القومي ، او مصالح الكادحين ، او ضد اعداء الثورة ، وتارة بأسم الدين او التحرر الوطني ، ومع تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال فقد بات الارهاب مؤثر على العالم اجمع ، وظاهرة معقدة وغير محددة وخطر يهدد البشرية جمعاء ، لان الارهاب جريمة تكتسب صفة الدول ولاتعترف بحدود او تتقيد بجنسية ، او جنس ، او دين ، او وطن او انتماء ، انه جريمة دولية شاملة ، وحوادث الارهاب تقع في اكثر من دولة وتضم افراد احيانا مختلفة الجنسيات تتجاوز حدود الامن الاقليمي والمناطقي ، وتلحق ضررا بماطق واسعة من العالم ، لانه يشمل الاستخدام غير الشرعي بالقوة او العنف او التهديد بقصد تحقيق بعض الاهداف .
لذلك لم يشغل موضوعا من المواضيع الرأي العام على المستوى العالمي مثل موضوع الارهاب ، وخلال قرون من الازمان لعبت بعض الاعمال الارهابية دورا مهما وخطيرا في سلسلة اعمال طالت امم وشعوب وقارات ، فمثلا احداث ( سرايفو ) عام 1914 ، حيث كان الفتيل الذي اشعل الحرب العالمية الاولى ، فقد كان اغتيال الارشيدوق النمساوي ( فرديناند ) وزوجته ، الشرارة التي انطلقت لتشعل نار الحرب لتدوم نحو خمس سنوات ، وكانت عملية بارباراروسيا ، وبيرل هاربير عام 1941 الارهابيتين ، بهجوم المانيا على الاتحاد السوفيتي السابق واليابان على الميناء الامريكي ، الاعلان الرسمي بتوسيع نار الحرب ، وقد تكون احداث 11 ايلول ( سبتمبر) 2001 مقدمة اولية لحرب شاملة واحداث عالمية ليس على الصعيد العسكري والسياسي ، بل وفي جميع الميادين ، وفي مختلف الساحات الدولية .
في الاعلام نقول ( الصورة ) خبر ، بمعنى انها تغني احيانا عن كتابة خبر ، او تعليق ، او مقال ، بل تكون تأثيرها في بعض الاحيان اكبر بكثير وربما عشرات ومئات المرات من كتابة اي خبر ، او تعليق ، او مقال ، لانها ترسخ في الذهن وتؤثر في المتلقي من اي مقال ، أو تحليل ، خصوصا اذا كانت معبرة وتعكس واقعا تريده العملية الاعلامية ان ينتشر ويعمم ، وفي البحث العلمي نقول ايضا الوثيقة خبر ، فبدلا من لغة التحليل احيانا والتقصي والاستدلال والمناظرة والارقام ، نقدم الوثيقة نفسها بأعتبارها تشمل كل ذلك ، بما تريده ان يكون مؤثرا وان يرسخ في الذهن ، وبالتالي يوفر القناعات التي نتوخاها من البحث العلمي والجهد الاكاديمي والهدف المنشود ، ولكن ذلك لايعني الاستغناء عن الوسائل الاخرى ، فمع الصورة والوثيقة يكون الخبر والتحليل والمعلومة اكثر رصانة ودقة وموضوعية ، وبالتالي فالعملية الاعلامية والجهد الاكاديمي يكون تأثيره اكبر ، لايقاس مع الصورة والوثيقة ، خصوصا في ظل ثورة ا لاتصالات والمعلومات وصناعة الاعلام التي اصبحت رائجة ومؤثرة ولها تقنياتها الخاصة ، وآلياتها واسواقها ، وعبر شركات ومؤسسات ذات تأثير لانظير له ، خصوصا في فترة العولمة ، وسيادة القطب الواحد ، وتحول الصراع الايديولوجي في العلاقات الدولية من شكل الى شكل اخر ، بأنتهاء عهد الحرب الباردة .
ان من يستعرض التطورات والاحداث التي جرت في العالم لايحتتاج الى كثير عناء ليكتشف الهوة السحيقة التي تفصلنا رغم الامكانات التي نمتلكها ، ورغم عدالة قضايانا ، عن العالم وعن المتغيرات الهائلة التي حصلت عما حولنا ، وبخاصة في صناعة تكنولوجيا الاعلام ، واستخدام الحاسوب والانترنت ، والاقمار الصناعية وغيرها ، او ان هناك بعض البلدان العربية والاسلامية ، ماتزال خارج دائرة التطورات التي حصلت في العالم ، بل ان بعضها يفرض غرامات كبيرة لاستخدام الصحون الفضائية ( DISH) بل تعتبرها من صميم مايسمى ( بالغزو الثقافي ) الذي تسعى ان نتحصن ضده بما فيها احترام جقوق الانسان وحرياته الاساسية .
والمتتبع ايضا سيصطدم بحقيقة ساطعة ومريرة هو ان مافعلته اسرائيل منذ تأسيسها في العام 1948 وما شنته ضد البلدان العربية من حروب وارهاب جماعي وفردي واعمال عدوان وما ارتكبته من جرائم وما اقدمت عليه من مجازر ، واخرها الجرائم الارهابية والاستئصالية التي قامت بها الصهيونية مؤخرا في غزة، من أبادة جماعية وقصف عشوائي واعادة احتلال الاراضي ، وتدمير البنية التجتية حركت العالم الذي اخذ يتحدث عنها .
لذلك اصبح اليوم لزاما ، وكما اشرنا الى مقومات الاعلام ، ان لايكتفي بالحديث عن العموميات جرائم وارتكاب ، بل هو بحاجة الى وثائق وصور ومعلومات وشهادات ، والكثير من الادلة والاسانيد التي تساعد في اقناع العالم المعاصر، وتفضح نوايا وتوجهات الارهاب ، وليس بحاجة الى نوع من الدعاية ، او اظهار صورة الأرهاب بتبشيعه ، وابراز قسوته ولكن دون ملموسات تذكر ، لان الارهاب يشمل جميع الاعمال والممارسات والوسائل غير المبررة التي تثير رعب الجمهور ، او مجموعة من البشر بصرف النظر عن بواعثه ، فالارهاب جريمة دولية تهدد امن واستقرار العالم وتروع سكان البشرية ، ولابد من التعاون الدوليي للقضاء عليها ، لانه خطر يهدد الجميع ومن مصلحة الجميع القضاء عليه .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسائل التواصل الاجتماعي .. ومميزاتها
- الاتصال باللغة الصامتة
- الاعلام الجديد ونفاعلاته
- الاعلام الجديد وتفاعلاته
- الحوثيون : بين عاصفة الحزم - وضرب المصالح الاسرائيلية
- اللوحات الورقية
- عملية طوفان الاقصى .. والموقف العربي المتخاذل
- تبعية الاعلام .. وتداعيات تأثيراته
- احداث القدس .. وابطال المقاومة الفلسطينية
- موقف العشيرة من ابنائها اوقات النزاع
- موقف القبائل من السلطات .. ومشيخة التسعينات
- صور التآمر وأدوات تنفيذه
- الازمة الاقتصادية بين ضعف السلطة .. ومصادر التمويل
- افي لذكرى الاولى لشهداء قادة النصر
- حقوق المواطن .. بين النهب وصراع المتنفذين
- تشكيل الحكومة العراقية ومرحلة البناء
- الكليات الاهلية العراقية
- المفاعل النووي الإيراني والحشود الأمريكية
- مشاركة القطاع الخاص في مجال الكهرباء وآليات التنفيذ
- التحولات السياسية واساليب التغيير


المزيد.....




- بالأسماء .. مصر تصدر قرارا بشأن 5 أشخاص بعد قرار اللاجئين
- الاحتلال يواصل القتل الجماعي والتهجير القسري ضمن جريمة الإبا ...
- سموتريش: صفقة تبادل الأسرى هزيمة وإذلال لدولة إسرائيل وانتصا ...
- مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يطلق برنامجا إرشاديا لم ...
- رئيس -الشاباك- ينضم إلى مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النا ...
- مصر.. حكم نهائي بإعدام القاضي قاتل زوجته الإعلامية شيماء جما ...
- الكويت.. السلطات تصدر توضيحا بعد جدل -الطبيب البدون-
- قرار نهائي.. إعدام قاض مصري ارتكب جريمة مروعة
- ظروف إنسانية صعبة لمخيمات للاجئين السودانيين في تشاد
- -الأونروا-: حوالي 200 موظف بالوكالة قتلوا في غزة ولا مكان آم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين العطواني - الارهاب وآثاره الاجتماعية