محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)
الحوار المتمدن-العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 11:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قيمة الإنسان
تناقلت وسائل الاعلام البارحة واليوم قول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني في أم درمان : "اذا فقدنا أشخاصا فالسودانيون كثر" تبريرا على مقتل الكثيرين من جنوده في ولاية سنار جنوب شرق البلاد علي أيدي قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو.
فلا أدري كيف أستطاع البرهان التصريح بهذا القول على الرغم مما يثيره بين قواته من إحباط وأزعم أنه بداية هزيمته فلا يمكن لاي قائد مدني أو عسكري عاقل أن يقول مثل هذا القول في وسط الحرب والغريب في الأمر أنه محسوب على الإخوان الذين كانوا سببا في انشاء قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو الذي لم يدخل يوما أكاديمية عسكرية مثل البرهان الذي درس العلوم العسكرية والتي من ضمنها عدم التصريح بمثل ما صرح به وأن الدخول في الحرب هي في آخر المطاف كما يقول العرب : (آخر الدواء الكي) لماذا هذه الإستهانة بأرواح ليس البشر عموما ولكن بأرواح زملاءه وجنوده ومناصريه التي يفترض أنه يصونها من الهلاك؟ حتى ينتصر على غريمه.
لقد شاهدنا استهانة كل الديكتاتوريين العرب بأرواح شعوبهم من عبد الناصر الى القذافي الى صدام الى الأسد فماذا كانت النتيجة؟ والغريب في الأمر أنهم كلهم يقرؤون القرآن ومن آياته : "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"
لقد تداعت أمامي أقوال شبيهة بقول البرهان منها الفتوى التي خرجت بها جماعات الإسلام السياسي : (قتل المدنيين بالجملة حلال لأنهم يبعثون كل على نواياهم فإذا كانوا كفارا فقد نالوا جزائهم ، واذا كانوا مؤمنين فقد أستعجلنا دخولهم للجنة)
وقول السنوار في غزة : (لابد من التضحية)
وستالين: (لا رجل لا مشاكل).
و ماو : (موت اعداد كبيرة من الناس حل ممتاز للاكتظاظ السكاني)
والتي تتناقض كليا مع قول السادات : (لست مستعدا للتضحية بجندي مصري آخر) كتبرير لدخوله في اتفاق سلام مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر.
و مونتغمري : (لا أدخل في حرب الا اذا كان مقتنعا بها الجندي)
و تشرشل : (لا أستطيع الموافقة على عملية دنكرك لأنني لا أضمن سلامة الجنود)
ويبدو أننا أمام ظاهرة تستحق الدراسة باستهانة الايديولوجيين الشيوعيين والإسلاميين بأرواح الناس؟
04/07/2024
#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)
Mohamed_Beshari#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟