أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - أسطورة الطوفان...سومرية الأصل والنشأة














المزيد.....


أسطورة الطوفان...سومرية الأصل والنشأة


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عُثِرَ على نصها في خرائب مدينة "نفر" العراقية، سنة 1914. محاورها الرئيسة، ثلاثة: الآلهة قررت تدمير الأرض بطوفان شامل، لكنها مع ذلك اختارت أحد بني البشر لإنقاذ مجموعة صغيرة من أبناء جنسه وعدد محدود من الحيوانات، ثم انتهاء الطوفان وعودة الحياة من جديد بواسطة من نجا من الإنسان والحيوان. لا بد أن القارئ أدرك أن موضوع حديثنا أسطورة الطوفان، ذات المكانة الرئيسة في الكتب الدينية. حسب النص السومري للأسطورة، قررت الآلهة إفناء البشر بطوفان يغمر الأرض، لكن لم تكن الآلهة كلها راضية عن القرار. آلهة الحب والخصب "أنانا" تبكي مصير البشر المفجع. "انكي" إله الحكمة، يخرج عن اجماع الآلهة ويأخذ على عاتقه إنقاذ بذرة الحياة على الأرض. لهذا يتصل انكي بالملك زيوسودرا، الانسان التقي الصالح، ويكلمه من وراء حجاب بخصوص نوايا الآلهة، ويقترح خطة لإنقاذ الحياة، فحواها، بناء زيوسودرا سفينة كبيرة لحمل زمرة صالحة من البشر وبعض الحيوانات.
من النص السومري للأسطورة، نقبس:
هبت العاصفة كلها دفعة واحدة
ومعها انداحت سيول الطوفان فوق وجه الأرض
ولسبعة أيامٍ وسبع ليالٍ
غمرت سيول الأمطار وجه الأرض
ودفعت العواصف المركب العملاق فوق المياه العظيمة
ثم ظهر "أوتو"(إله الشمس) ناشراً ضوءه في السماء على الأرض
فتح زيوسودرا كوة في المركب الكبير
تاركاً أشعة البطل "أوتو" تدخل منه
زيوسودرا الملك خرَّ ساجداً أمام أوتو
ونحر ثوراً وقدم ذبيحة...
استفاد البابليون من نص الطوفان السومري، فأدخلوه إلى رائعتهم الشهيرة "ملحمة جلجامش". وفيها نقرأ:
قال أتونابشتيم لجلجامش:
جلجامش...سأكشف لك أمراً كان مخبوءاً
وأبوح لك بسرٍّ من أسرار الآلهة
"شوريباك" مدينة تعرفها
تقع على شاطئ نهر الفرات
لقد شاخت المدينة والآلهة في وسطها
فحدثتهم نفوسهم أن يرسلوا طوفاناً
كانوا هناك "آنو" أبوهم
كما كان "إنليل" مستشارهم
و"ننورتا" ممثلهم
و"اينوجي" وزيرهم
و"ننجيكو" الذي هو "أيا" كان حاضراً أيضاً
فنقل حديثهم إلى كوخ القصب (بيت أتونابشتيم)
يا كوخ القصب، يا كوخ القصب جدار يا جدار
اصغِ يا كوخ القصب وتفكر جيداً
رجل شوريباك يا ابن أوبارا توتو
قوض بيتك وابنِ سفينة
اهجر ممتلكاتك وانجُ بنفسك
اترك متاعك وانقذ حياتك
اعمل على حمل بذرة كل ذي حياة
والسفينة التي أنت بانيها
يكون عرضها معادلاً لطولها
وطول كل جانب من جوانبها مائة وعشرين ذراعاً
حددت شكلها الخارجي وشكَّلته
وستة سطوح سفلية بنيت فيها
وبذلك قسَّمتها لسبعة طوابق...
وهناك أكثر من نص بابلي تناول أسطورة الطوفان، منها: "نص نيبور"، و "ملحمة أتراحيسس"، و "نص بيروسوس".
أما ما يدعو إلى التأمل والتفكير، فهو التشابه بين النصوص البابلية والنصوص التوراتية بخصوص الطوفان. هنا، يمكن قول الكثير، لكن السياق يستدعي التذكير بحقيقتين: الأولى، أتاح السبي البابلي لليهود الإطلاع على ثقافة أرض الرافدين وآدابها وديانتها وأساطيرها. الثانية، الرواية التوراتية عن الطوفان، تكاد تتطابق في كثير من تفاصيلها مع النصوص البابلية المعنية، مع بعض الاختلافات التي لن نتوقف عندها، لتجنب الإطالة.
في سفر التكوين، الإصحاح السادس، على سبيل المثال لا الحصر، نقرأ:" ورأى الرب شر الناس قد كَثُرَ على الأرض وأن كل تصور أفكار قلوبهم انما هو شر في جميع الأيام. فندم الرب أنه عمل الانسان على الأرض وتأسف من قلبه. فقال الرب أمحو الانسان الذي خلقت على وجه الأرض، الإنسان والبهائم والدبابات وطير السماء لأنني ندمت على خلقي له. أما نوح فنال حظوة في عين الرب. وهؤلاء مواليد نوح. كان نوح رجلاً براً كاملاً في أجياله وسلك نوح مع الله. وولد نوح ثلاثة بنين ساماً وحاماً ويافث. وفسدت الأرض أمام الله ومُلئت جوراً. ورأى الله الأرض فإذا قد فسدت لأن كل جسد قد أفسد طريقه اليها. فقال الله لنوح قدرنا أجل كل بشر بين يدي فقد امتلأت الأرض من أيديهم جوراً فهأنذا مهلكهم مع الأرض. اصنع لك تابوتاً من خشب قطراني واجعله مساكن واطله من داخل ومن خارج بالغار...وها أنذا آت بطوفان مياه على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء وكل ما في الأرض يهلك. وأُقيم عهدي معك فتدخل التابوت أنت وبَنُوك وامرأتك ونسوة بنيك معك. ومن كل حيٍّ من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل التابوت لتحيا معك ذكراً وانثى. من الطير بأصنافها ومن البهائم بأصنافها ومن جميع دبابات الأرض بأصنافها يدخل اليك اثنان من كلٍّ لتحيا...".



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات !
- أجرأ مؤلفات مؤسس علم التحليل النفسي
- دولة لويس الرابع عشر العربية !
- ثقافة القابلية للإستعباد !
- بالصدفة أنقذ الأردنيون -يوسف- وهم من يقرر مصير إسرائيل !
- الراعي الهشَّات !
- المترشح -الحشوة- !
- دفن السرطان الصهيوني المزروع في الجسد العربي هو الحل.
- نكشة مخ (16)
- مذكرات رئيس وزراء أردني أسبق والأسئلة الصعبة!
- كيف يُحكم العرب؟!
- تدين الدروشة !
- النظام الأميركي سبب شقاء عالمنا
- هي القوة إذن !
- نكشة مخ (15)
- العنصرية والنزوع العدواني في أبشع تجلياتهما !
- نكشة مخ (14)
- هكذا تقدموا
- مشروع مارشال لإعمار غزة...معقول؟!!!
- أين الخلل؟!


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد أن الغرب يخلق الفوضى في سوريا.. ...
- كيف يستقبل مسيحيو الشرق أعياد الميلاد هذا العام؟
- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...
- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - أسطورة الطوفان...سومرية الأصل والنشأة