أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امل كاظم الطائي - مدارسنا بين اليوم والامس














المزيد.....


مدارسنا بين اليوم والامس


امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)


الحوار المتمدن-العدد: 8028 - 2024 / 7 / 4 - 02:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مدارسنا بين الامس واليوم
كنا نتلهف لقدوم العطلة الصيفية بعد عناء تسعة اشهرمن الدراسة والواجبات المدرسية والامتحانات، ونبدأ باعداد برنامج لتلك العطلة كل حسب امكاناته فالبعض يسافر واخر يشترك في دورات ترفيهية كالسباحة او تنظيم رحلات داخلية للمحافظات الشمالية والتمتع بالمناظر الخلابة، او نذهب الى مكتبة الطفل كانت تعد برنامج خاص للعطلة الصيفية من عرض افلام او مسرحيات اضافة الى توفير قصص ومجلات للاطفال وقاعات للعب كل حسب عمره، وتوجد قاعات اخرى للالعاب الميكانيكية التي يركبها الاطفال او بناء دور او لوحات من المكعبات الملونة الجميلة، لم يكن بعد وجود الهاتف المحمول او لعب الاتاري، كنا نتجمع كمجموعات ونتبارى فيما بيننا اضافة الى لعب القفز والحبل والهيلاهوب.
تغمرنا الفرحة بتلك الالعاب البسيطة والتي تنمي قدرات الطفل بحق، اضافة الى وجود المراجيح والعاب اخرى ويخصص وقت لكل طفل، وفي العطلة لابد من زيارة حديقة الزوراء كانت مجهزة بكل لعب الاطفال وحديقة حيوان جميلة ومنظمة، كان الفرح يغمر الجميع نعود الى البيت في ساعة متأخرة من الليل لا نخش شئ.
تزهو بغداد بنظافتها وجمال شوارعها حتى المجتمع والناس كانوا غاية في الرقة والادب، لا ادري اين اختفت كل تلك الايام واين ذهب ذلك المجتمع المثقف.
ولابد من زيارة مكتبة المأمون واستعارة مجموعة كتب او نطالع هناك تم تحويلها اليوم الى مقهى ومطاعم ، كن نستقل الباص ذو الطابقين ونتسلى بالصعود للطابق العلوي.
ايام جميلة نتوق لها حقا، وحينما تنتهي العطلة نرجع بشوق للمدرسة واسعد الايام يوم كنا نستلم القرطاسية حينما ابتدأت مجانية التعليم كنت في الصف الرابع الابتدائي اذكر ذلك جيدا، كانت كل مرشدة صف من المعلمات مسؤولة عن توزيع القرطاسية لتلاميذها يساعدها مراقب الصف واثنان اخران يتطوعان لذلك.
في اليوم الاول نستلم الدفاتر والاقلام واصباغ التلوين والعلبة الهندسية ودفتر رسم ودفتر صغير لكتابة الكلمة ومعناها وكراسة الخط الانكليزي، وفي اليوم الثاتي نستلم الكتب المقررة لتلك السنة.
وتبدأ حملة تجليد الكتب والدفاتر في كل بيت ولصق قصاصة لوضع اسم التلميذ وصفه وشعبته.
ايام جميلة لن انساها ما حييت، انا من الجيل الذي شملته مجانية التعليم من الابتدائية لغاية الجامعة.
تقف المعلمة :- ابنائي حافظوا على هذه الكتب ففي السنة المقبلة سيستلمها تلميذ اخر، لاتمزقوا صفحاتها، والمسائل يتم حلها في دفتر الواجبات، لا تمزقوا اوراق الدفتر سنعطيكم دفاتر مسودة ومن يحتاج سنرفده حسب احتياجه ولكن بعد ان نتأكد من حاجته الفعلية.
وتحرص كل مرشدة من المعلمات على جعل صفها الانظف والاجمل.
ويوجد مباراة سنوية لكسب الكأس وتبذل معلمة اللغة العربية مجهود كبير لتنمية مواهب الطلبة على فن الالقاء وكتابة التعبير او الانشاء وتجري مسابقات بين المدارس على ذلك علاوة على القاء الشعر في رفعة العلم كل يوم خميس وتمييز المتفوقين من الطلبة او المبدعين.
اليوم لا يوجد دروس لتنمية مواهب الاطفال على الرسم او الشعر او العزف فقط مناهج معقدة لا تتناسب وعمر الطفل وحشو عقله دون وجود مبادرات للحوار او طرح الاسئلة لعدم وجود وقت كافي فالصفوف في المدارس الحكومية مزدحمة ويوجد اكثر من دوام في المدرسة الواحدة ثنائي او ثلاثي.
ويعاني اليوم المجتمع العراقي من كثرة المدارس الاهلية وكلفتها الباهضة مقابل ازدحام المدارس الحكومية بالتلاميذ في بيئة متهالكة وتخلو بعض المدارس من ابسط الخدمات الحياتية كالماء والمرافق الاخرى.
لقد ابتدأ التعليم ينهار في العراق عقب حرب الكويت العام 1991 حينما كان يتقاضى المعلم راتب قدره ثلاثة الاف دينار اي مايعادل دولار واحد بالشهر، فأبتدأت ظاهرة هجرة العراقيين الى دول اخرى هربا من الحصار الظالم وانقطاع الكهرباء وشحة المياه، ان ما نراه اليوم من انهيار للتعليم ليس بجديد بل نتيجة حتمية لتراكمات لزمن سابق كنا نأمل ان يتحسن بعد العام 2003، لكن الصدمة كانت كبيرة باندلاع الحرب الطائفية وما خلفته من صراعات مخيفة ومقيتة القت بظلالها الثقيلة على كل مرافق الحياة .
لكن ظاهرة خصخصة التعليم وكثرة التعليم الاهلي على حساب جودة التعليم صارظاهرة تجارية خطرة وفي خلال العشر سنوت المقبل سنرى كارثة مجتمعية لان من سيتخرج بهكذا مستوى يكون قد تسلم مناصب في وزارات الدولة كالصحة وغيرها، لايفقه شيئا نحن نخرج اميون للاسف ، وبانقراض جيل الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات ممن تتلمذوا بشكل صحيح ستخلوا الساحة منهم وبالتالي سيسود المجتمع جيل التسعينيات تعليمهم هش وغير موثوق به وليس لديهم خبرة عملية كافية لادارة شؤون الدولة برمتها.
فلا طبيب ناجح ولا مهندس واصبحت كل القطاعات تجارية ببشاعة وستزول الطبقة الوسطى وتسحق ويعود المجتمع ليكون طبقتين مالكة ومملوكة ضعيفة وجاهلة وبغياب القانون والعدالة نكون قد عدنا لعصرر الغاب القوي ياكل الضعيف ، المجتمعات لاتنهض بتطور صناعي او تكنولوجي فقط ان لم يرافق ذلك بناء الانسان والخلق الكريم.



#امل_كاظم_الطائي (هاشتاغ)       Amal_Kathem_Altaay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالامس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
- في الصميم
- ابيتنا وننلعب بيه شلها غرض بينا الناس
- باقة ورد
- عيني على وطني حديثة
- من الذاكرة
- لحظات تأمل
- في مدرستنا حاسوب
- علىى هامش مهرجان تحدي القراءة العربي
- رحل النواب
- مبارك للمعلم يومه الخالد
- الى الذين نقف لهم تبجيلا
- امسيات حاسوبية
- اضراب عمال شركة الزيوت في الذاكرة
- كلمة السر
- استذكار انتفاضة تشرين
- في الطريق
- واقع حال
- احمر شفاه
- الادوات الاحتياطية في بدن الانسان


المزيد.....




- -معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا ...
- -القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك ...
- من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف ...
- جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ...
- فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
- براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ ...
- تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد ...
- إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
- زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد ...
- أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امل كاظم الطائي - مدارسنا بين اليوم والامس